عوامل نجاح الرسول في دعوته

دعوة الرسول إلى الإسلام

لقد ارسل

الله

تعالى سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسولا للعالم كافة ، حاملا معه الدين

الإسلام

ي الذي يشمل جميع الجوانب ، والقضايا التي تخص البشرية وتغطي كافة المجالات الحياتية ، بأحكام وتشريعات تصلح لكل زمان ومكان ، وجاء محمدا خاتم

الانبياء

والمرسلين من الله تعالى ، وذُكِر ذلك في الدين المسيحي أيضا بأن الله سيرسل نبيا من بعد عيسى اسمه أحمد.

ومنذ بداية حياة الرسول الكريم التي رأى فيها الكثير من الألم ، إلا أن الله تعالى عوضه عن كل شيء بقربه منه ، كان الرسول انقى الخلق ، وارحمهم ، واتقاهم ، واكثرهم خشية من الله تعالى ، وقد عمل الرسول الكريم على نشرة الدعوة إلى دين الإسلام ، وتوحيد الله تعالى بالخلق الحسن ، والرحمة ، والترغيب ، فكانت شخصية الرسول نفسه عامل من عوامل نجاح الدعوة الإسلامية التي يتناولها في السطور القادمة.

ما هي عوامل نجاح الدعوة الإسلامية


الاسلام

هو دين السلام ، والرحمة والتآخي ، وقد حرص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على إثبات ذلك للناس للدخول في الدين الإسلامي ، وقد ساعد الرسول على نجاح دعوته للإسلام ما يلي : [1]

أخلاق الرسول

الكمال الخلقي الذي اتصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد حياه الله تعالى وأنعم عليه بالسمو وكمال الخلق الذي ظل ثابتا في شخصية الرسول ، ولم يتغير مع تغير الزمان او الأحداث التي مر بها صلى الله عليه وسلم ، ولقد كان خُلُق النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن كما وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها ، ونرى أن الكمال الخلقي للرسول اتضح في :

  • صدقه في والقول ، وإخلاصه في العمل ، ووقائع بعهده وإن كان مع الأعداء ، فهو الصادق الأمين.
  • شجاعته التي تأتي من الإيمان بالله تعالى.
  • رحمته مع خلق الله جميعا ؛ كبيرا او صغيرا.
  • كرمه وجوده ، وعطائه ، وسماحته المتناهية في كافة أمور الحياة.

فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتمد على أخلاقه الكريمة في الدعوة إلى الدين الإسلامي ، وكانت أخلاقه من اول عوامل نجاح الدعوة الإسلامية.

الخصائص التي ميز الله بها الرسول

لقد ميَّزَ الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم عن غيره من الرسل والأنبياء بخصائص تتحلى في الحديث الشريف عن أبو هريرة رضي الله عنه ، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال :

” فُضِلتُ على الأنبياءِ بِستٍ : أُعْطِيْتُ جوامع الكَلِمْ ، ونُصِرتُ بالرعبِ ، وأُحِلَت ليَ الغنائم ، وجُعِلَت ليَ الأرضُ مسجداً وطَهورا ، وأُرسِلتُ إلى الخلقِ كافةً ، وخُتِمَ بيَ النبيون “

وقد كانت هذه الخصائص من العوامل التي انجحت الدعوة للإسلام ، حيث آلاف الناس حول الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصدقوه ، وآمنوا به.

التخطيط للدعوة

لم تكن الدعوة للدين الإسلامي حدثا غير مخطط له ، حيث أن الاستعانة بالله تعالى ، والتخطيط الجيد والمتقن القائم على الدراسة الواعية من قبل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وتشاوره مع الصحابة رضي الله عنهم كانوا من العوامل التي ساعدت في إنجاح الدعوة الإسلامية ، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقدم على فعل أي شيء قبل استمارة الله تعالى ، ثم مشاورة الصحابة ، ودراسة الموقف ، وبعدها اتخاذ القرار دون تردد.

وكانت بداية الدعوة الإسلامية مخططة من الرسول صلى الله عليه وسلم على أن تتم بشكل سري لمدة دامت ثلاث سنوات ، ولعل ذلك كان خوفا من بطش المشركين بالفقراء الذين تسلموا مع النبي ، وخلال الثلاث سنوات التف الناس حول الرسول فكان من السهل بعد ذلك الاطهار عندما أمر الله تعالى رسوله به ، فجهر بالإسلام بين قريش ، وقال لهم أنه رسول من الله يدعوهم للتوحيد ، والإيمان به ، فما كان منهم إلا أن كذبوه ، وبعد ذلك تم التخطيط الى المرحلة الثالثة من الدعوة الإسلامية ، وهي

الهجرة

، وكان التخطيط بهذا الشكل المتقن من عوامل نجاح الدعوة الإسلامية.

الثبات على الموقف

عندما دعى الرسول صلى الله عليه وسلم بالإسلام جهرة ، كذبه قومه ، واتهموه بالسحر والجنون ، ولكنه كان ثابتا على موقفه من الدعوة الإسلامية والدين الاسلامي ، حتى بعد تهديدهم له بالقتل والتعذيب لم يحيد عن موقفه وثباته ، وعندما طلب منه عمه أن يستمع لقومه قال رسول الله له :

” يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ، حتى يظهره الله تعالى أو اهلك دونه. “

وكان من شأن ثبات الرسول على ما جاء به أن بعث الأمن في قلوب الناس ، وكان عاملا من عوامل نجاح الدعوة إلى الإسلام بينهم.

اساليب الرسول التربوية

لعل من أكثر العوامل التي انجحت الدعوة الإسلامية هي الاخلاق ، والأساليب التربوية التي كان يتعامل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس ، فقد جمع الله تعالى له أسباب الهداية ، ووسائل الرشاد ، فأتاه جوامع الكلم ، وفصل الخطاب ، وكان ابو بكر

الصديق

يتعجب من فصاحة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويقول له : ” لم اجد أفصح منك ، من أدبك؟ ” والمقصود بالأدب هنا هو الفصاحة وعلم الحديث ، فكان يجاوبه الرسول : ” أدبني ربي فأحسن تأديبي “.

وكان من الأساليب التربوية التي تتبعها الرسول الكريم في دعوته للإسلام ، وكانت من عوامل نجاح الدعوة هي :

  • مخاطبة الناس على قدر عقولهم ، فكان يخاطب كل قوم بلهجتهم ، ويراعي حال كل شخص عند حديثه معه.
  • النصح من الحين للآخر حتى لا يكون النصح ، والتعاليم الإنسانية ثقيلة على العباد.
  • تكرار القول ثلاث مرات ، حتى يفهمه الناس.
  • إعطاء التعاليم الإسلامية في يسر وسهولة مستخدما الترغيب مبتعدا عن المشقة ، والعسر والترهيب.
  • استخدام أسلوب الغائب أن أراد أن يصوب خطأ أحد من الحاليين ، فيقول : ” كان في قوم كذا وكذا….” ، وذلك حتى لا يتسبب في الحرج للشخص المخطئ.

فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يراعي مشاعر الصغير والكبير ، والقوي والضعيف ، وكان لينا حسن القول والفعل ، ما جعل الدعوة الإسلامية ناجحة بشكل كبير.