مقتطفات من رواية قرية ظالمة

نبذة عن رواية قرية ظالمة


رواية (قرية ظالمة) هي رواية للكاتب الدكتور محمد كامل حسين، وتعد من روائع كتاباته ومن أجمل ما كُتِب عن آخر حياة السيد المسيح، فلقد تناول

المؤلف


قصة

سيدنا عيسى عليه السلام بأسلوب شيق وراقي، كما كان أسلوبه السردي شيق جدًا ، وتتناول الرواية بعض المشكلات النفسية والفكرية والاجتماعية التي يعاني منها الإنسان، ولقد تمت ترجمة هذه الرواية إلى عدة لغات كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والتركية والهولندية، ولقد فازت هذه الرواية بجائزة الدولة في الأدب عام 1957.

وهي من أجمل ما كتب د.محمد كامل حسين، بل يراها البعض أجمل ما كُتِب عن الأيام الأخيرة للسيد المسيح.

مقتطفات من رواية قرية ظالمة

يبدأ الكاتب بمشهد رائع ومؤثر قبل قيام بنو إسرائيل بمحاولة قتل السيد مسيح قائلًا: (منذ البداية يبدو الأمر «محسومًا»، لاسيما بين أروقة السلطة وصانعي القرار، ولكن أحداثًا ومواقف بسيطة وعابرة يسلط عليها «محمد كامل حسين» الضوء داخل تلك الأروقة، توضّح بجلاء أن الأمر ليس على ما يبدو عليه، فها هو «رجل الاتهام» (ممثل وكيل النيابة في عصرنا الحالي) تستوقفه زوجته بحوارها البسيط لتجعله يستعيد التفكير في ذلك القرار الذي بدا له «لا يأتيه الباطل من بين يده»، لم يكن القرار سهلاً أبدًا، لا على المستوى الخاص (بين رجال السلطة) ولا على المستوى العام بين عامة الناس، وها هو التاجر الحداد يسعى جاهدًا لأن يبرر للعامل الذي يصنع الحديد الذي سيصلب عليه «المسيح» أن ما يقومون به لا إثم فيه: «إن أكبر الجرائم إذا وزعت على عدد من الناس أصبح من المستحيل أن يعاقب

الله

أحدًا من مرتكبيها، فنحن نحاجه بالتوراة، وهو لا يجوز أن يخالف ما جاء في كتابه، وإذا كان الذي يعلم الجريمة لا يصنع أداتها، والذي يصنع أداتها لا يعلم عنها شيئًا فإنها تتم في سهولة، إن هذا التوزيع يجعل الناس في حيرة، أين يقع عذاب الله؟ هكذا ترتكب أكبر الجرائم دون عقاب، ألا ترى أن الله والناس لا يعاقبون أحدًا على ما يُرتكب في الحروب من فظائع يرتعد من هولها كل من يسمع بحديثها؛ ذلك أنها ترتكب باسم الجماعة، ولأن الذنب فيها موزع توزيعًا يجعل العقاب الرادع ظلمًا».

ومن أكثر المشاهد المؤثرة هو مشهد اجتماع الحواريون من أجل الاتفاق عى جريمتهم : (اجتمع الحواريون ينظرون فيما يجب عليهم عمله بعد أن أجمع «بنو إسرائيل» والرومان أن يصلبوا المسيح، ولم يكن على وجه الأرض أطهر منهم نفسًا أو أعظم خلقًا أو أنبل غرضًا، وكانوا يبحثون كيف يحقون حقًا لا مرية فيه، وكيف يمنعون ظلمًا لا ريب فيه، ولم يكن بهم ضعفٌ في العقيدة ولا في العزيمة، ولا تهيّب لخطر، ولم يستسلموا لشهوةٍ جامحة، أو أثرةٍ تخرج بهم عن جادة الصواب، بل كان يحدوهم حبٌ قويٌ خالص لوجه الله، ومع ذلك طال بهم الجدل واشتد النقاش، وتبادلوا تهمًا يعلمِ الله أنهم منها أبرياء، ولم يعصمهم من أن تدب بينهم البغضاء إلا صفاء نفوسهم وقوة إيمانهم.)

وينهي الكاتب روايته قائلًا: (إني أترك سياسة العامة لغيري، فليس أمرهم من شأني، إنما يعنيني ألا يُبنى الخطأ على أمر يُنسب إلي، وإذا كنتم تريدون الحق الثابت فابحثوا عنه في غير هذه الدنيا أو عند غير الإنسان، وأنا لا أريد أن أكذب على العامة فأصبغ لهم رأياً بعينه

صبغة

الحق الثابت، ولا أريد أن أموه عليهم ولو كان ذلك خيرًا لهم، وإذا كنتم ممن يرون أن الكذب تُسوغه السياسة فاعلموا أن ذلك إنما يرجع إلى ما اختاره رجال السياسة لأنفسهم فهم يختارون أسهل السبل وأقربها إلى بلوغ غاياتهم وأقلها مشقة، وإنك لتراهم يتهافتون على الكذب ويتسابقون إليه حين يكون أسهل السبل إلى غاية يريدونها، ولو اتبعوا سبيل الصدق لبلغوا هذه الغايات على ما قد يكون في طريقهم من مشقة وصعاب، وإذا كان من رجال الدين من يرى رأي أهل السياسة، فذلك أنهم يضعون السياسة فوق الدين أو يضعون سياسة الدين فوق الدين نفسه، وهذا هو الضلال المبين.)

اقتباسات من رواية قرية ظالمة

  • سيحل الناس القتل والإيذاء بدعوى الدفاع عن الدين وحماية العقيدة حينًا، وبدعوى الدفاع عن

    الوطن

    والنفس حينًا آخر، إلا فاحذروا الأمرين، إن من حمل السلاح أو آذى الناس دفاعًا عن الدين فقد وضع الدين فوق الله الذي يأمر بالحب لا بالقتل، والله كفيل بحفظ دينه وليس في حاجة إلى عبيد خاطئين ينقذونه، إن الذين يدافعون عن الدين بإيذاء الناس إنما يدافعون عن رأيهم وحدهم، بل أكثرهم إنما يدافع عن حقوقه ومزاياه، ويتخذ الدفاع عن العقيدة عذرًا يعتذر به.
  • سيضل الناس عندما يعتقدون أن الجماعة أعظم من الفرد، وأن خيرها أعظم من خير الفرد، وأن نفعها يسوغ الإغضاء عن ضمير الفرد، إنما الجماعة صنم يدعوكم لعبادته من تنفعهم هذه العبادة؟ و يزينون لكم أن الجماعة تسعد وإن لم يسعد أفرادها، وهو وهم يقول به من يعنيه أن يشقى عدد كبير من الناس ليسعد عدد قليل منهم، إن الصالح العام لأخطر الأوثان وأشدها ضررًا حين يعبد فيطغى على أوامر الضمير، فالجماعة تُقدِم على الشر في يسر بالغ لأن أفرادها يقتسمون وزر الإثم فلا يشعر أحد منهم أنه آثم حقًا، ويعفيه من الندم أن له شركاء وأن نصيبه من الذنب ضئيل، وأنه لو لم يشترك فيه لوقع على كل حال.
  • الجماعة تقدم على الخير في صعوبة لأن كل فرد منها يؤثر أن يُنسب إليه الفضل، والجماعة تُحجِم عن الخير فلا يعفي ذلك أحدًا من أفرادها من الندم وتأنيب الضمير ويظل كل فرد منها يعد نفسه آثمًا إذ لم يقم بواجبه وحده ولو كره غيره أن يتعرض للخطر، لهذا كان الإقدام على الشر أسهل على الجماعة، والإقدام على الخير أصعب على الجماعة، أما الإحجام عن الخير فهو مجلبة للندم سواء أكان الإنسان وحده في هذا الإحجام أم كان له فيه شركاء.
  • إن ضمير الفرد لايمنع ان ترتكب الجماعة أعظم الذنوب؛ مادامت ترتكب باسم الجماعة؛ والضمير وحده هو الذي يصرف الناس عن الشر؛ والجماعات لا ضمير لها؛ ولا يزعج ضمير أحد من أفرادها ما ترتكبه جماعته؛ مهما كان الإثم عظيمًا.
  • إن القوة إذا انتصرت للحق فالنصر للقوة لا للحق، وإن القوة من طبعها الشطط فلا تلبث أن تنتصر للباطل، وأنه إذا اصطدم الحق والباطل وانهزم الحق فإن ضمير الناس وسير

    التاريخ

    كفيلان بإصلاح الخطأ، إما إذا استعان الحق بالقوة فالغلبة لها، ومادام الحق فى المحل الثانى فسيان أن يكون خاضعًا للقوة او للباطل.
  • الإنسان بدون الله هزأة لا

    معنى

    لعمله ولا قيمة للدوافع التي تصدر عنها أعماله، فإن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو الضمير، والضمير من الله وبدون الله لا يكون ابن آدم إلا حيوانًا عاقلًا ذكيًا، أما أن يكون بدون الله إنسانًا فذلك من المحال.[1]

نبذة عن مؤلف رواية قرية ظالمة

كاتب الرواية هو محمد كامل حسين وهو طبيب وجراح مصري بارع، تفوق في مجال الطب فقد كان يعد واحد من رواد جراح

العظام

في مصر، ولقد نال جائز الدولة في الأدب، كما نال جائزة الدولة في العلوم عام 1967، وبذلك أصبح أول طبيب مصري يحوز هاتان الجائزتان معًا، كما قام بتأليف العديد من الكتب التي تتناول اللغة العربية وأدابها، والنقد والطب والعلوم، ومن أهم أعماله:


  • «رواية الوادى المقدس» صدرت عن دار الشروق عام2007.

  • «رواية قوم لا يتطهرون» صدرت عن دار الشروق عام 2004.

  • كتاب الذكر الحكيم.

  • كتاب اللغة العربية المعاصرة.
  • كتاب

    التحليل البيولوچى للتاريخ.
  • كتاب وحدة المعرفة.[2]