من هو ؟ ” حواري النبي من الصحابة

من هو حواري النبي صلى الله عليه وسلم

للعديد من الصحابة ألقاب خاصة بهم، والصحابة هم خير الناس، وتلك الألقاب مثل الملقب بالصديق وهو سيدنا أبو بكر عبد الله، الملقب بالفاروق وهو سيدنا عمر بن الخطاب، الملقب بذي النورين وهو سيدنا عثمان بن عفان وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً.

ولكن لقب صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بلقب حواري النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه، كما ورد في الصحيحين عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ يَوْمَ الْأَحْزَابِ، قَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ. قَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ”، والحواري هو: الناصر المخلص، والمقصود بحواريّ هنا أنه الناصر المخلص للرسول الكريم ومن مناصريه القريبين منه سواء في النسب أو الصحبة.[1]

معلومات عن حواري النبي صلى الله عليه وسلم

سوف نقدم لكم فيما يلي بعض المعلومات عن الصحابي حواري النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحابي الجليل الزبير بن العوام الذي عرف بشجاعته و فروسيته:

نسب الزبير بن العوام

  • هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن

    كلاب

    بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب.
  • وأمه هي صفية بنت عبد المطلب، ويكون ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت عبدالمطلب.
  • وهو زوج أسماء بنت أبي بكر، ومن السباقين للدخول إلى

    الإسلام

    ، وهو من الصحابة العشرة المبشرين بالجنة.
  • وأحد أهل الشورى الستة الذين اصطفاهم سيدنا عمر بن الخطاب لكي يختاروا الخليفة من بعده.[2]

إسلام الزبير بن العوام

أسلم الزبير وهو في سن صغير، واختُلف في سن إسلامه، فقيل أنه أسلم وهو في سن 16 من عمره، وقيل وهو في سن 12 من عمره، وقيل وهو في سن الثامنة من عمره، وكان الزبير بن العوام من السباقين الدخول في الإسلام، حيث بعد أن أسلم سيدنا أبو بكر الصديق أخذ يدعو للإسلام، وكان الزبير بن العوام ممن أسلم على يديه.

حيث قال ابن إسحاق: «فَأَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ – يعني أَبي بَكْرٍ – فِيمَا بَلَغَنِي: الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَعْدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَلَّمَ وَمَعَهُمْ أَبُو بَكْرٍ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، وَأَنْبَأَهُمْ بِحَقِّ الإِسْلامِ، وَبِمَا وَعَدَهُمُ اللَّهُ مِنَ الْكَرَامَةِ، فَآمَنُوا وَأَصْبَحُوا مُقِرِّينَ بِحَقِّ الإِسْلامِ، فَكَانَ هَؤُلاءِ النَّفَرُ الثَّمَانِيَةُ الَّذِينَ سَبَقُوا إِلَى الإِسْلامِ، فَصَلَّوْا وَصَدَّقُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَآمَنُوا بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ».

وقيل أنه كان الشخص الرابع أو الخامس للدخول في الإسلام، وكانت الدعوة إلى الإسلام سرية في ذلك الوقت، وكان الزبير بن العوام يجتمع مع النبي والمسلمين الأوائل في دار الأرقم بن أبي الأرقم وظلوا فيها شهراً حتى وصل عددهم إلى ما يقارب أربعين رجلاً وامرأةً، فنزل الوحي حينها على سيدنا محمد يكلف النبي بإعلان الدعوة إلى الإسلام جهراً.

وقد روى ابن سعد بإسناد صحيح، كما قال ابن حجر عن هشام، عن أبيه، قال: كانت على الزبير عمامة صفراء معتجرًا بها يوم بدر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الملائكة نزلت على سيماء الزبير.

وقيل إن قلب الزبير بن العوام قد امتلأ بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان له العديد من المواقف التي تدل على ذلك، حيث روي أنه في يوماً ما سمع شائعة بأن الرسول قد أُخذ، فحمل الزبير بن العوام سيفه وسلّه ليكون أول من يسل سيفاً في الإسلام، ثم شق صفوف الكفار حتى تمكن من الوصول إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو في أعلى جبل مكة المكرمة فاطمأن قلبه عندما رآه سالماً غانماً.

وروى الليث ، عن أبي

الأسود

، عن عروة قال : أسلم الزبير ، ابن ثمان سنين ، ونفحت نفحة من الشيطان أن رسول الله أخذ بأعلى مكة ، فخرج الزبير وهو غلام ، ابن اثنتي عشرة سنة ، بيده السيف ، فمن رآه عجب ، وقال: الغلام معه السيف ، حتى أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – ، فقال : ” ما لك يا زبير ” ؟ فأخبره وقال : أتيت أضرب بسيفي من أخذك .

أخلاق الزبير بن العوام

اتصف الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه بالعديد من الصفات البدنية، حيث كان رجلاً طويلاً تتلامس قدماه مع الأرض إن كان راكباً، وكان خفيف اللحية، كما أنه تحلّى بالكثير من الأخلاق الرفيعة منها:

  • الوقوف عند حدود الله، حيث كان الزبير رضي الله عنه يقف عند حدود الله ملتزم بأوامر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • التوكل على الله، حيث كان الزبير رضي الله عنه فارساً شجاعاً متوكلاً مقداماً.[2]

فضائل الزبير بن العوام

هناك العديد من الفضائل للصحابة الكرام، حيث أن الصحابة رضي الله عنهم هم الجماعة التي أحاطت برسول الله صلى الله عليه وسلم وشاركته في حروبه ومعاركه وغزواته وكان خير قدوة لهم فكانوا يقتدوا به مباشرة، وكان الزبير بن العوام من أحد هؤلاء الصحابة الكرام ومن فضائل الزبير بن العوام:

  • كان الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه أول من حمل السيف في سبيل الله.
  • نزول جبريل عليه السلام على هيئة الزبير.
  • قام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بجمع أم وأبو الزبير بن العوام، حيث قال الزبير رضي الله عنه: “جمع لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أبويْهِ يومَ قريظةَ فقال بأبي وأمي”.
  • حدثنا خالد بن مخلد حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال أخبرني مروان بن الحكم قال أصاب عثمان بن عفان رعاف شديد سنة الرعاف حتى حبسه عن الحج وأوصى فدخل عليه رجل من قريش قال استخلف قال وقالوه قال نعم قال ومن فسكت فدخل عليه رجل آخر أحسبه الحارث فقال استخلف فقال عثمان وقالوا فقال نعم قال ومن هو فسكت قال فلعلهم قالوا الزبير قال نعم قال أما والذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت وإن كان لأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.[3]

نبذة عن حياة الزبير

  • ولد الزبير بن العوام قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بحوالي 15 عاماً.
  • وكان الزبير بن العوام من أوائل السباقين للدخول في الإسلام، حيث نال هذا الصحابي الجليل الأذى الشديد من عمه بسبب إسلامه، ولكنه صبر واحتسب على حداثة سنة وقتها.
  • وقام سيدنا عمر بن الخطاب بجعل الزبير بن العوام من أصحاب الشورى الستة الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: «هم الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض».
  • هاجر الزبير إلى الحبشة، وتزوج من الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأنجب منها الصحابي عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم.
  • وهاجر الزبير إلى المدينة المنورة، وشارك مع النبي صلى الله عليه وسلم في كافة الغزوات الإسلامية، كما أنه شارك أيضاً في الفتوحات الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب.
  • وذهب إلى البصرة بعد مقتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى يطلب بالقصاص من قتلة عثمان فقتله عمرو بن جرموز في معركة الجمل، فكان قتله في شهر رجب سنة ستة وثلاثين من الهجرة، وكان يبلغ من

    العمر

    أربعة وستون عاماً.[2]