هل يجب منع البلاستيك من العالم


أضرار البلاستيك على البيئة والإنسان


إذا نظرنا لأضراره الجسيمة على سائر المخلوقات فبالفعل يجب منع البلاستيك عن

العالم

واستبداله بأي مادة أخرى آمنة، البلاستيك


مادة بوليمرية حيث تتكون هذه المادة من جزيئات كبيرة مرتبطة مع بعضها مكون شكل سلاسل متصلة وهذا ما يميز البلاستيك باعتباره مادة متينة وقوية ومتعددة الاستخدامات.


معظم المواد البلاستيكية يتم إنتاجها لاستخدامها مرة واحدة، حيث يتم استخدامها في تغليف بعض المنتجات، أو يتم استخدامها في سنجوع بعض الأدوات التي يتم التخلص منها في خلال عام واحد على الأكثر.


كما يتم استخدام  معظم الأدوات التي تصنع من البلاستيك لمرة واحدة فقط ثم يتم بعد ذلك التخلص منها أو إدخالها في عملية التدوير مرة أخري، ومن الجدير أن مادة البلاستيك تحتاج للعديد من السنوات لكي يتم تحليها.


ويؤدي تراكم المنتجات البلاستيكية في

البيئة

إلى حدوث تلوث بيئي يعرف باسم

التلوث

البلاستيكي، وهذا التلوث ينتج عنه حدوث العديد من الإضرار بالكائنات الحية والأماكن التي تعيش فيها كذلك وبذلك يؤثر بالسلب على الإنسان.


ويرجع ذلك لأن المخلفات البلاستيكية تنتشر في كل مكان على الأرض في المسطحات المائية وفوق الجبال، لذلك تم التصريح في نهاية القرن العشرين بأن البلاستيك من الملوثات الدائمة

ومنذ إصدار هذا التصريح تم الاهتمام بصورة كبيرة بأضرار البلاستيك، حيث يعتبر من أكبر الملوثات على سطح الأرض لانتشارها على نطاق واسع في كل مكان على الأرض.[1]


أضرار البلاستيك على البيئة


ينتج  التلوث البلاستيكي العديد من الأضرار على البيئة، ويتمثل هذا التلوث الناتج عن المخلفات البلاستيكية نتيجة الأنشطة البشرية اليومية التي تعتمد في معظمها على العديد من أنواع المنتجات البلاستيكية، التي يتم التخلص منها بإلقائها في المسطحات المائية كذلك.


أضرار البلاستيك على اليابسة


تنتج المواد البلاستيكية مواد كيميائية ضارة تعرف باسم (


Chlorinated Plastics)،


يتم تسريبها داخل التربة وتنتقل من التربة إلى المسطحات المائية مما يتسبب بإلحاق الضرر بالكائنات الحية داخل المياه، كما تتسرب هذه المواد الكيميائية الضارة كذلك للمياه الجوفية،


مما يعرض العديد من الكائنات الحية التي تعتمد على المياه الجوفية في الشرب من إلحاق الضرر الكبير بها كذلك.


وأكبر أثار تلوث البيئة من المواد البلاستيكية يكون في الأماكن الأكبر التي يتم تجميع القمامة بها الأطنان من المخلفات البلاستيكية، وتقوم الكائنات الدقيقة الموجود  تحت هذه المخلفات في الأرض بتحليل هذه المخلفات، وينتج  هذا التحليل البيولوجي للبلاستيك  إنتاج غاز الميثان، الذي يعمل على زيادة الاحتباس الحراري داخل الغلاف الجوي للأرض.


في بعض الدول تقوم بالاستفادة من هذا الغاز باستخدامه عن طريق مولدات الطاقة ليتحول إلى طاقة كهربائية مخزنه، ولكن هذا الاستخدام لم يتم توافره في كل دول العالم مما يجعل من مشكلة التلوث البيئي الناتج عن البلاستيك مشكلة ما زالت قائمة. [2]


أضرار البلاستيك على البحر




يتم التخلص من بعض النفايات البلاستيكية التي يستخدمها الإنسان في حياته اليومية بإلقائها في المسطحات المائية وتقوم مياه الأمطار بنقلها إلى داخل البحار والمحيطات وإلى الأعماق كذلك مما يجعلها جزء من السلاسل الغذائية للكائنات الحية داخل المياه.


وينتج  هذا التلوث إلحاق الضرر بالأسماك والحيوانات والإنسان لذلك لما تتركه المواد البلاستيكية من المواد الكيميائية الضارة مثل الزئبق،الرصاص، ومركب الكادميوم،

ولقد اشارت التقارير الحديثة أن نسبة التلوث البلاستيكي في المسطحات المائية قد وصل في عام  2012 إلى حوالي 156 مليون طن من المخلفات البلاستيكية مثل الأكياس البلاستيكية وكلاً من أطباق الأطعمة البلاستيكية  هذا بجانب كل من البوليسترين و الحبيبات البلاستيكية الدقيقة.


وتُعد الحبيبات البلاستيكية من أكثر الملوثات البلاستيكية للمحيطات، ويرجع ذلك إلى انسكاب هذه الحبيبات من

السفن

الناقلة لها عبر البحار والمحيطات، حيث يتم نقل هذه الحبيبات ليتم استخدامها في صناعة الأدوات البلاستيكية، وتصل نسبة تلوث المسطحات المائية من هذه الحبيبات إلى خوال 10% من نسبة التلوث البلاستيكي،

ويتطلب الأمر لكي يتم تحليل المواد البلاستيكية في المسطحات إلى ما يقارب عام، مما ينتج عن هذه المواد العديد من المواد الكيميائية السامة مثل مادة البوليسترين، وبيسفنيول A.


أضرار البلاستيك على الحيوانات


تُهدّد المواد الضارة الناتجة عن المخلفات البلاستيكية كذلك حياة الحيوانات وذلك وفقًا لأخر إحصائية تشير إلى نحو ما يقرب من 400,00 من الثدييّات المائية تتعرض للموت بسبب تلوث

الماء

بهذا المخلفات بسبب ابتلاع الكائنات الحية والأسماك لها، واحيانًا ينتج موت الكائنات

البحر

ية نتيجة التشابك مع المخلفات البلاستيكية وعدم القدرة على التخلص منها.


حيث تعرض العديد من الحيوانات الفقارية واللافقارية التي يتراوح عددها ما بين 260 نوعًا لخطر الموت بسبب التغذي على هذه المخلفات وكذلك أنواع من الأسماك التي تتغذى على قناديل البحر التي لا يكون لديها القدرة على

التمييز

بينها وبين الأكياس البلاستيكية،


كما تتعرض العديد من السلاحف لخطر الموت بسبب هذه المخلفات كذلك.


أشارات بعض الدراسات أن طيور النورس التي تتغذى على الأسماك تتعرض لخطر ابتلاع هذه المخلفات كذلك، حيث تحتوي معدتها على نسبة كبيرة من الحبيبات البلاستيكية تصل إلى 30 قطعة ويؤدي ابتلاع

الطيور

والكائنات البحرية لهذه المخلفات إلى حدوث انسداد في القناة الهضمية مما ينتج عنه عدم قدرتها على الطعام، ويتسبب ذلك في موتها.


ومن مخاطر المخلفات البلاستيكية كذلك على المخلوقات البحرية تعرضها للاشتباك في بقايا شبكات الصيد وكذلك تعلقها في بعض المخلفات الأخرى مما يفقدها القدرة على الحركة وينتج  تلك إصابتها بالعديد من الجروح والتقرحات الشديدة في أجسادها.


ومن التأثير الضار لهذه المخلفات على الكائنات البحرية أيضًا هو تعرضها للوقوع فريسة للحيوانات والكائنات الأخرى نتيجة لتعلقها وعدم قدرتها على

الهروب

كذلك، مما يسبب لها هذا الاشتباك في تعرضها للاختناق والموت المؤكد، وسوف نوضح من الجدول التالي خطر المواد البلاستيكية المختلفة على الكائنات البحرية منا يسبب في تعرضها لخطر الموت.[3]


نوع الحيوان

الأمثلة علية

نوع المخلفات البلاستيكية

الآثار
الطيور البحرية جلُم الكبير، البطريق ماجلان أغطية القوارير البلاستيكية والخطوط الجوع الناتج عن انسداد القناة الهضمية، مما يتسبب في حدوث ثقب في العدة
السلاحف البحرية سلحفاة جلدية الظهر والسلحفاة الخضراء الأكياس البلاستيكية والمخلفات الأخرى إعاقة علمية  تفقيس البيوض على الشاطىء والتعرض لخطر الافتراس من الحيوانات
الأسماك سمك التونة ويرقات سمك الفرخ وسمك الأرز بقايا الخيوط والحبيبات البلاستيكية ابتلاع هذه الخيوط والإضرار بالكبد وكذلك تفقيس

البيض

ونقص النمو
الثدييّات البحرية فقمة الفراء وحوت العنبر الحبيبات والأكياس البلاستيكية الجوع وتمزق

المعدة

والتشابك والغرق
اللافقاريات يرقات قنفذ وبلح البحر الحبيبات والأكياس البلاستيكية تراكم الحبيبات داخل المعدة


أضرار البلاستيك على الإنسان


يتسبب تلوث البيئة الناتج عن المخلفات البلاستيكية وما ينتج عنها من المواد الكيميائية الضارة العديد من الأضرار الصحية والاقتصادية للإنسان ومنها ما يلي:


الأضرار الصحية


تنتقل الآثار الضارة للمنتجات البلاستيكية لصحة الإنسان، حيث تسبب العديد من المنتجات البلاستيكية التي يستخدمها الإنسان في حياته اليومية مثل أوعية الطعام التي يتم داخلها للفرن الكهربائي تسخين الطعام إلى انتقال هذه المواد السامة إلى الطعام ومن هذه المواد السامة التي تنتقل للطعام مادة بيسفينول A.


حيث تتوافر هذه المادة في أوعية الطعام البلاستيكية التي تحمل رمز إعادة التدوير 3و7، لذلك ينصح عند استخدام الأوعية البلاستيكية لتسخين الطعام اختيار الأوعية التي تحمل رمز إعادة التدوير 5و7

ولقد أثبت بعض الأبحاث العلمية التي قامت بها مجموعة مايو كلينك الطبية إلى تأثير هذه المادة السامة على صحة الإنسان وخاصة صحة الدماغ، كما تسبب بالإصابة بارتفاع ضغط الدم.


الأضرار الاقتصادية


للمخلفات البلاستيكية العديد من الآثار الاقتصادية كذلك، خاصة في المسطحات المائية والشواطئ مما يتسبب في خسارة الكثير من الأموال ومن الأضرار الاقتصادية للتلوث البلاستيكي ما يلي:


  • السياحة:


    تُعد المخلفات البلاستيكية مثل الأكياس أمر غير مرغوب به للأشخاص الذين يرتادون الشواطئ، الأمر الذي ينتج عنه خسارة الكثير من الأموال وتعرض هذه الأماكن للإغلاق أيضًا، حيث يتطلب الأمر للتخلص من هذه المخلفات وتنقية الشواطئ منها الكثير من

    الوقت

    .

  • الصيد:


    يتأثر قطاع الصيد بالمخلفات البلاستيكية عندما تتعلق الأسماك في مخلفات شبكات الصيد، وعدم تعلقها في مصايد الأسماك مما ينتج عنه انخفاض معدل الأسماك.

  • الملاحةًّ:


    تتعلق المخلفات البلاستيكية بمراوح القوارب، مما يتسب في حدوث غلق في صمّامات سحب المياه، ويتطلب هذا الأمر الكثير من الوقت والأموال لإعادة لإصلاح هذا الأمر.[4]