ما حكم الزيادة في عدد التسبيحات في السجود

ما هو عدد التسبيحات في الصلاة

لقد أوصانا الله و رسوله بالصلوات الخمس ، فقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم { حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطَى}  ، فالصلاة ركن من أركان الاسلام  و هي ثاني ركن بعد الشهادتين ، و بالفعل قد فرضها الله سبحانه و تعالى على المسلمين في الحياة الدنيا .

و قد كان آخر ُحديث لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ في

خطبة

الوداع ” الصلاةَ الصلاةَ، اتقوا اللهَ فيما ملكت أيمانُكم ” ، و هذا  بالطبع قد يدُلّ على أهمية الصلاة و على أهميّة الالتزام بها في الحياه ، و بالفعل فقد  ظل النبي -عليه الصلاة و السلام ،  يوصي بها حتى وفاته ، كما أنه قد حثّ على أداء حق المال بزكاته

و من شروط الصلاة أن تقال

عدد التسبيحات  في الصلاة

؛التسبيحات في السجود و في الركوع ، و هم ثلاث تسبيحات في كلا من السجود و الركوع في الصلاة , و قد يتضارب بك الأمر في أثناء الصلاة و تقول التسبيحات أكثر من ثلاث مرات ، مما يجعلك تتسائل عن


مواضع التسبيحات و الحمد


في كل صلاة ، و ما إذا كانت مقبولة أم لا و ما هو


فضل التسبيح في الصلاة


. [1] [2]


حكم زيادة عدد التسبيحات في السجود و الركوع

و من خلال ذلك نستطيع القول بأنه قد أتفق العلماء و الفقهاء على أن لا يقل عدد التسبيحات في السجود و الركوع عن ثلاث تسبيحات ، لأن ذلك يعتبر تقليل من شأن و تعظيم الله جل شأنه في الصلاة  ، أما بالنسبة لمن يزيد في عدد التسبيحات عن ثلاث تسبيحات ، فذلك لا بأس به و هو ايضا أفضل من ثلاث فقط .

و قد حث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ  على التسبيح في الصلاة و لكنه لم يَذْكُرْ عَدَدًا محددا ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ يصنف إلى أَدْنَاهُ، وَ أَدْنَى الْكَمَالِ هو ثلاث ،  حيث قَالَ الرسول فِي رِسَالَتِهِ للصلاة  في الْحَدِيثُ الذي نُقل من الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: التَّسْبِيحُ التَّامُّ سَبْعٌ، وَ الْوَسَطُ خَمْسٌ، وَ أَدْنَاهُ ثَلَاثٌ. وَ قَالَ الشيخ القاضي ايضا أن الْكَامِلُ فِي التَّسْبِيحِ، إنْ كَانَ مُنْفَرِدًا، مَا لَا يُخْرِجُهُ إلَى السَّهْوِ

و قد يكون ذلك  مقبولا  تماما في أن يكون الكمال في التسبيحات عشر تسبيحات ، و قد روي أن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه كان يصلي كصلاة عمر بن عبد العزيز ، و هي حوالي عشر تسبيحات في السجود الواحد .

و خلاصة القول أنه لا بد و أن يكون في السجود : ” سبحان ربي الأعلى و التي  لا يقتصر على أن تكون مرة واحدة ، بل لا بد و أن تزيد ثلاثا أو خمسا أو سبعا ، و هذا بالطبع يفضل على الإقتصار  .

أما إذا سلطنا الضوء على الركوع  فسنجد أن سبحان ربي العظيم تقال ثلاث و هو ايضا أدنى الكمال ، و إن زاد عن ذلك فهو ايضا أفضل ، فيمكن و أن يكون خمسا و سبعا و عشرا و هكذا .[3]

هل يُستحب على الإمام أن يزيد في عدد تسبيحات الصلاة

قد يبدو الأمر مختلف بالنسبة لإمام المصلين  ، حيث لا بد له و أن يتحرى و يتأكد  ألّا يشق على المصلين ، ذلك بمعنى أن لا تكون صلاته سريعة و لا طويلة ،و لا بد و أن تكون و سطا ، و على ذلك الأمر لا بد و أن يقتصر التسبيح للإمام على ثلاث فقط ، حتى لا يكون فيها تطويل يشق على المصلين . [4]

ما حكم زيادة التسبيح في صلاة قيام الليل

أما بالنسبة لصلاة قيام الليل فالمشروع و المستحب فيها هي الإطالة و خاصة إطالة القيام ، و الجدير بالذكر أنه إذا طال القيام فقد طال الركوع و السجود في الصلاة ، و لا يطول الركوع و السجود إلا بالتسبيح و الدعاء .

و على ذكر ذلك فقد صلى الرسول صلى الله عليه و سلم ليلة كاملة بقراءة

سورة البقرة

و آل عمران و بعد ذلك ركع و قال ” سبحان ربي العظيم ” و بعد ذلك رددها لدرجة أن ركوعه كان قريبا جدا من قيامه ، و في السجود قال ” سبحان ربي الأعلى ” و ظل يرددها حتى أصبح ركوعه قريبا من قيامه ، و على ذلك نستنتج أنه يستحب الإطالة في صلاة قيام الليل  ، كما كان يفعل رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم . [4]

حكم زيادة عدد التسبيحات في صلاة التلاوة

و في حقيقة الأمر أن صلاة التلاوة ليست صلاة واجبة و لكنها سُنة يتبعها القارئ في أثناء قرائته ، فإذا قرأ القارئ آيات التلاوة مثل : فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا [النجم:62]

فإذا كنت تقرأ القرآن خارج الصلاة فعليك بالتكبير و السجود ، أما إذا كنت في أثناء الصلاة فعليك بالتكبير عند السجود و التكبير عند رفعه في الصلاة ، و بالطبع كل ذلك سُنة مُتبعة و ليست واجبة  ، فمن كان له نصيبا في السجود  فله الأجر و الثواب ، أما من لم يفعل ذلك فلا إثم عليه .

و على أثر ذلك القول ، فنحن لا بد لنا من إتباع الرسول صلى الله عليه و سلم ، حيث أن رسول الله كان يدعو في السجود و كان يقول ” سبحانك اللهم ربنا و بحمدك ، و اللهم اغفر لي ، في الركوع و السجود  ، و من الأمور المُستحبة أيضا أن يدعو في السجود و يجتهد في الدعاء ، كما قد جاء في السنة أن الرسول قد نصحنا بأن نعظم الله في الركوع ، و أما الدعاء له نصيبا كبيرا في السجود ، و ذلك حتى يكون  لنا نصيبا في إستجابة الدعاء .

حيث أن الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام قال أن ” أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد فأكثروا الدعاء فالإكثار من الدعاء في السجود هو أمر مطلوب ” ، و يذكر  أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان يدعو في سجوده و يقول: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه و جله، و أوله و آخره، و علانيته و سره ، لذلك فإن الدعاء في ذلك

الوقت

مستحب . [3]

حكم التسبيح في سجود السهو أكثر من ثلاث

صلاة السهو هي عبارة عن  سجدتان يسجدهما المصلي إذا نسى في صلاة الفرض ركوع أو سجود ، أما بالنسبة لزيادة التسبيح عن ثلاث في السجود أو الركوع في صلاة السهو فهو أمرا مستحب و غير مكروه .

فلا يلزم من فعل ذلك و قد قال القاضي حسين:  على حد قول الإمام  الشافعي أنه كان  يقول سبحان ربي العظيم ثلاثاً و ذلك هو أدنى الكمال، و إن لم يرد ذلك فلا يجزأ أقل من الثلاث لأنه لو سبح مرة واحدة كان آتيا بسنة التسبيح، و إنما أراد أن أول الكمال الثلاث، قال: و لو سبح خمساً أو سبعاً أو تسعاً أو إحدى عشرة كان أفضل .[4]