السماع والقياس في علم النحو
أصول علم النحو
يعرف علم النحو على أنه العام الذي يوضح الحقائق التي تشير إليها المعاني ، ويعرف به المباني والأصول ، ويستخدم أيضا للتعرف على الأحكام والفريق بين الحلال ، والحرام ، ويستخدم لفصل الخطاب ، لذلك لا بد أن يمتلك بعض الأصول لتحكمه ، والضوابط التي يستدل بها ، ويحتج بها أيضا على القواعد المحكمة والأصول .
وأصول النحو هو العلم الذي يتم البحث فيه عن الأدلة الإجمالية للنحو المتمثلة في (المستدل به وحاله ، وكيفية حدوث الاستدلال ، والأدلة ) ، اما حد النحو فهو العلم الذي يتم به التعرف على حال أواخر الكلم في اللغة العربية ، من حيث الإعراب والبناء ، أما حد اللغات بصفة عامة ، فهي الأصوات التي يستخدمها كل قوم للتعبير عن مقصدهم وحاجاتهم .
السماع والقياس في علم النحو
يختلف السماع عن القياس في علم النحو وهم كالتالي:-
السماع في علم النحو
-
تعريف السماع اللغة
: يعرف السماع على أنه الصوت الحسن الذي استلذت به أذن الإنسان ، ومسامعه ، ويعرف أيضا على أنه الكلام الذي أشيع بين الأشخاص وسمع به . -
تعريف السماع في الاصطلاح النحوي
: يعرف السماع في الاصطلاح على أنه النقل ، وهو ما سماه الأنبار وقال عنه (هو الكلام العربي صيح النقل وفصيح ، وخارج من حد القلة إلى الكثرة) ، وهو أيضا يسمى السماع كما سماه السيوطي فسماه وعرَّفَهُ بأنَّه : (الكلام المثبوت الموثوق بفصاحته ، المتمثل في كلام رب العالمين المثبوت في كتابه القرآن الكريم ، وكلام نبي الأمين صلى لله عليه وسلم وكلام العرب في بعثة رسول الله ، وقبلها ، وبعدها ، حتى نصل إلى الزمن الذي كثر فيه المولودين في النظم ، والنثر ففسدت فيه الألسنة ).
ويمكننا ملاحظة أن تعريف الأنبار يشترط توافر عدة أمور في النص عند نقله ، منها أن يكون عربي فصيح ، وأن يكون نقله صحيح بشكل كامل ، وأن يتعدى المنقول حد القلة إلى الكثرة ، أي يجب أن يكون النص مطرد .
أما السيوطي فلم يشترط في تعريفة للسماع أن يكون النص مطرد لذلك يعتبر العلماء تعريف السيوطي أكثر شمول ، وأكثر دقة من تعريف الانباري ، حيث أن من المسلم به أن كلام الله ، وكلام رسوله لا شك أنه من السماع ، ولا خطأ في نقله أو روايته ، ويبدو أن الأمر اختلط على الانباري فلم يستطيع الفرق بين السماع الذي يعد أصل من أصول النحو ، وبين السماع الذي يعد ركن من أركان القياس .
- ويعتبر السماع من الأصول الأولى التي دون بموجبها العلماء لغتنا العربية الفصحى ، لأنه الطريق الميسر والطبيعي لمعرفة كنية الكلمة ، كما يوضح خصائصها ، كما أنه يضبط اللغة ، ويميز المستعمل منها ، حيث أن أصل اللغات النقل وأصل معرفتها هو السماع . [1]
القياس في النحو
ويستخدم العلماء في حمل غير المنقول من اللغات على المنقول إذا كان يشبهه في المعنى ، ويتم التعويل عليه في أكثر مسائل النحو ، ولا يمكن إنكاره لأنه يدخل في معظم المسائل النحوية ، لذلك فمن ينكره ينكر النحو ، ويمكن تقسيم القياس إلى ستة أنواع :
-
النوع الأول هو قياس اصلي
: ويتم فيه إلحاق اللفظ بمثيله ، وتم إثباته عن طريق الاستقراء لكلام العرب ، ومن ثم انتظم منه قواعد عامة . -
النوع الثاني هو قياس التمثيل
: ونقوم فيه بإعطاء الكلمة حكم ثبت لكلمة غيرها ومخالفة لها في النوع ، ولكنها تشبهها في بعض الأوجه . -
النوع الثالث هو قياس الشبه
: وهو أن يتم حمل كلمة على كلمة أخرى تشبهها في وجه من الوجوه ، وإعطاء نفس الحكم لها . -
النوع الرابع هو قياس العلة
: وهو أن يشترك كل من المقيس ، والمقيس عليه في علة واحدة ، ويتم بناء الحكم على هذه العلة . -
النوع الخامس هو قياس الطرد
: وهو الذي يصاحبه حكم الاطراد . -
النوع السادس هو قياس إلغاء الفارق
: ويوضح أن الفرع لا يصاحب الأصل إلا في حالة عدم التأثير ، فيلزم أن يشتركا معا لإيضاح المعنى .
شروط القياس
يشترط أن يتوافر في القياس عدة أمور تتمثل في أن :
- أن يكون المقيس عليه غير شاذ .
- أن يكون تم قياس المقيس على لغة العرب وكلامهم .
- أن يتم إثبات استعمال الحكم عند العرب .
أركان القياس
يتكون القياس من أربعة أركان أساسية هي كما يلي :
-
الركن الأول وهو أصل القياس :
ويتمثل في المقيس عليه ويشترط فيه أنه يجب أن لا يكون شاذا عن السنن الخاصة بالقياس ، ولا يشترط فيه الكثرة ، حيث من الممكن أن يقاس على القليل إذا كان موافقا لشروط القياس ، ولا يمكن القياس على الكثير إذا كان غير موافقا لشروط القياس ، ومن الممكن أن تتعد الأصول التي يقاس عليها . -
الركن الثاني هو الفرع
: ويتمثل في المقيس وهو كلام العرب حيث يقاس على كلامهم . -
الركن الثالث هو الحكم
: وهو ما يتم اكتساب بواسطة الفرع عن طريق الأصل ، ويتم القياس عن الأحكام التي ثبت للعرب استعمالها ، وعلى الأحكام التي تم إثباته إما بالقياس ، أو بالاستنباط ، ويجوز القياس على أصل اختلف العلماء في حكمة في حالة تم إقامة الدليل ، ويمنع من ذلك عند عدم إقامته . -
الركن الرابع هو العلة
: التي تجمع بين كل من الأصل والفرع. [2]
أهمية القياس
- لا يمكن لأحد أن ينكر كم للقياس من أهمية كبيرة في علم النحو ، حيث انه يجعل المتكلم في غير حاجة لسماع كلام العرب بأكمله .
- بالإضافة إلى أنه باستخدام القياس يستطيع المتكلم صياغة جميع الألفاظ التي وردت في المنقول .
- لذلك يعد من الطرق الهامة بل قد يكون أهم الطرق التي يستخدمها الأشخاص لتنمية الألفاظ .
- دائما ما يكون القياس على تواصل مع الوسائل التي تساعد على ترقية اللغة واغنائها .
- كما أنه جميع الطرق الأخرى كالاشتقاق ، والتعريب ، والنحت تعتبر وسائل مشتقة من القياس .
- يعتبر القياس أحد العلوم القائمة بذاتها .
- وكان أول من مد القياس ، هو أبو إسحاق الحضرمي ثم تبعه الخليل بن أحمد الفراهيدي .
-
ولا تقل أهمية القياس عن
أهمية علم النحو
. [3]