ما هي السورة التي نزلت كاملة مرة واحدة
ما هي السورة التي نزلت كاملة مرة واحدة
أنزل الله تعالى القرآن على مدى 23 سنة من بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم منها ثلاثة عشر عامًا في مكة وعشر سنوات في المدينة المنورة، نزلت العديد من السور القصيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملة، مثل: سورة الفاتحة والقدر والماعون والمسد والكوثر والفيل والنصر والكافر والإخلاص والفلق والناس وغيرهم من السور القصيرة التي جمع عليها علماء المسلمين
وقد نزلت العديد من السور الطويلة بشكل كامل مثل: سورة الأعراف والأنعام والتوبة والكهف والفتح والصف والمرسلات، ولكن هناك الكثير من الاجتهاد والاختلاف في أقوال العلماء في نزول السور الطويلة
حيث تتألف كل حالة من حالات نزول الوحي وفقًا لما جاءه لتشريعه من أحكام وحدود وقدمت آيات معينة تشريعات يجب تنفيذها في حالات معينة مثل العقوبات على الجرائم فقد قال تعالى في نزوله مفرَّقًا :”وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا”، أي سهلناه ونزلناه مفرقًا لكي تقرأه على النّاس، كما نزله الله تعالى على حسب واقع الأحداث التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهناك سور من القرآن نزلت جملة واحدة وأكثرها من السور القصيرة مثل سورة الفاتحة والكوثر والقدر والماعون والفيل والنصر والكافرون والإخلاص والفلق والناس وغير ذلك مما ذكره العلماء من غير السور القصيرة ونزل مرة واحدة : سورة المرسلات والأنعام والأعراف والتوبة والكهف والفتح والصف على خلاف بينهم في ذلك.
ماهي أول سورة نزلت كاملة
اختلف العلماء في تحديد أول سورة نزلت كاملة في القرآن الكريم ومعلوم أن أولى آيات سورة العلق هي أولى آيات سورة العلق وقد جاء في رواية الطبراني عن أبي ميسرة أن أول سورة من سورة الفاتحة نزلت، ويذهب بعض العلماء بجمع السور الثلاثة فيقولون الآيات الأولى التي تم الكشف عنها هي: “اقرأ”.
اختلف أهل العلم في التعرف على ماهية أول سورة نزلت كاملة ومن الجدير بالذكر أنّ أولى آيات سورة العلق هي أول ما تَنَزَلَ من القرآن الكريم، ولكن ذهب أغلب أهل العلم إلى أنّها لم تنزل كاملة، كما يرى الإمام الحافظ السيوطي أنَّ أول سورة نزلت مرة واحدة هي المدثر
بينما روي عن الطبراني عن أبي ميسرة أن أول سورة نزلت هي سورة الفاتحة، وذهب بعض أهل العلم إلى الجمع بين السور الثلاثة فيقولون أنَّ أول ما نزل من الآيات “اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”، وأول ما نزل من أوامر التبليغ “يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ”، وأول ما نزل كاملًا من السور سورة الفاتحة، والله أعلم.[1]
ماهي آخر سورة نزلت من القرآن الكريم
ولم يصل إلينا دليل قاطع يُبيّن لنا آخر سورة نزلت من القرآن الكريم عن النّبي صلى الله عليه وسلم، لذلك اختلف الصحابة في هذا فقد أشار ابن عباس رضي الله عنه إلى أن آخر سورة نزلت سورة النصر، والأرجح أنها آخر سورة نزلت كاملة
بينما يرى البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه إلى آخر سورة نزلت سورة التوبة وفيما روي عن أُم المُؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن آخر سورة نزلت من القرآن الكريم هي سورة المائدة، فلم يصل إلينا من سُنّة النّبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على آخر سورة نزلت من القرآن، ولذلك اختلفت آراء الصحابة، وبيّن كل واحد منهم رأيه بما أرشده إليه اجتهاده.[2]
ما هي آخر آية نزلت في القرآن
اختلف جمهور العلماء في آخر آية نزلت من القرآن الكريم على آراء متعددة حيث انفرد كل منهم فيها بما وصل له من اجتهاده، وليس في ذلك خبر عن المعصوم ويُبيّن ذلك ما يلي:
-
الرأي الأول:
يرى أن آخر آية نزلت هى “آية الدين” وهي الآية الثانية والثمانون بعد المئتين من سورة البقرة، ولقد روي عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهداً بالعرش آية الدين، ومن العلماء من جمع بين الأقوال الثلاثة وبيّن أنّها جاءت دفعة واحدة كما هي مرتبة في إطار المصحف الشريف. -
الرأي الثاني:
ذهب إلى أنّ آخر أية نزلت من القرآن الكريم هي أية “الربا” من سورة البقرة، حيث قال الله تبارك وتعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”. -
الرأي الثالث:
يرى أيضًا أنّ آخر أية نزلت من القرآن من سورة البقرة، وهي قول الله تبارك وتعالى: “وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ”. -
الرأي الرابع:
ذهب إلى أنّ آخر آية نزلت من القرآن الكريم هي قول الله تعالى :”الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً”. -
الرأي الخامس:
يرى أن آخر آية نزلت هي آية “الكلالة” وهي قول الله تبارك وتعالى:”يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ۚ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ ۚ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ ۚ وَإِن كَانُوا إِخْوَةً رِّجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۗ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”.
كما أنّ هذه الآراء لا تحتوي على شيء ثبته الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنّها وفق اجتهادات علمية وغلبة فكر، وأنّ ما جاء به الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمان مرضه حتى وفاته و تناقلوه فيما بينهم والله أعلم.
كيفية نزول القرآن الكريم
يتفق معظم العلماء على أنّ القرآن الكريم جاء من اللوح المحفوظ في ليلة القدر إلى السماء الدنيا كاملًا، وما يدل على ذلك قول الله تبارك وتعالى:” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ”، وكذلك قول الله تبارك وتعالى : “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ”، وبعد ذلك أنزله الله تبارك وتعالى متفرقًا على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم أثناء فترة الدعوة الإسلامية بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفي قول الله تبارك وتعالى : “وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا”.
وما يُبيّن الغاية والحكمة الإلهية من نزول القرآن بشكل متقطع وذلك حتى يتمكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والمسلمون من التأمل والتدبر في معناه وفهم تعاليمه وزيادة استقرارهم الأمني وطمأنيناتهم، حيث كان القرآن الكريم ينزل في مواقع عظيمة وفي أحداث مهمة تظهر اهتمام الله تبارك وتعالى بالقرآن الكريم ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى القرآن على حسب أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وحاجات الناس ومصالحهم الدينية.
كما ثبت نزول القرآن الكريم على ثلاث مراحل مما ينفي الشكوك حوله حيث نزل أولاً إلى اللوح المحفوظ ثم نزل إلى بيت العزة ثم نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم متفرقًا حيث دعا إلى اليقين بأنه كلام الله تبارك وتعالى، وزيادة في الإيمان به وهذا الوحي يزيل الشك والريب فيه ويدعو إلى الاعتراف به والإيمان به. [3]