ملخص رواية متاهة الأرواح
مراجعة مختصرة رواية متاهة الأرواح
إذا كنت شخص محب لقراءة الرواية القيمة، ذات العمق والتفاصيل الرائعة فإن رواية متاهة الأرواح يمكنها أن تقدم للقاريء كل ذلك في وجبة واحدة قيمة، وهذه المراجعة لتلك الرواية وغيرها من المراجعات التي قد تصادف المرء أثناء بحثه، بالتأكيد لن تحرق أحداث الرواية، وهذا ببساطة لكثرة الأحداث في الرواية وكثرة المفاجأت التي يصعب معها على أي مراجعة، أو حتى ملخص للرواية أن يستوعبها بشكل كامل.
قدم الكاتب عدة روايات من نفس سلسلة مقبرة الكتب المنسية، والتي جذبت كثير من الشغوفين بالقراءة على مستوى
العالم
واستطاعت جذب عدد كبير من القراء، بسبب شعور المتاهة الذي يدخل الكاتب فيه القراء بالفعل. [1]
قصة رواية متاهة الأرواح
تعتبر رواية متاهة الأرواح، أخر روايات سلسلة مقبرة الكتب المنسية، حيث تتحدث تلك الروايات عن فترة حكم الديكتاتور الإسباني الذي حكم إسبانيا في فترة ما بعد الحرب الأهلية التي عاشتها أسبانيا، والتي حكم فيها الديكتاتور الذي سقى الشعب من صنوف العذاب والتنكيل الكثير، وكانت السجون في تلك الفترة تجمع بين مختلف التهم بين الأفراد تحت سقف السجن الواحد.
وكانت أكثر من صادف وعاش في تلك الفترة من ظلم واستبداد، وقهر كان أهل غرناطة خاصة، ولم يكن يسلم من ذلك الظلم بشر ولا حتى جماد، حتى طالت تلك الظلمات الكتب.
فرانكو هو ذلك الديكتاتور الذي شاع ظلمه في البلاد، فلا مشكلة عند الديكتاتور وجنوده أن يقتل شاعر لأنه لم يتغنى باسمه، وهو ما حدث بالفعل حقيقة للشاعر أسبانيا الأول الذي قتلوه لمجرد أنه لم يغني لفرانكو، ولما سأله جنوده لماذا لم تغني له، صمت.
نعم إن الصمت في زمن الديكتاتوريات جريمة تستحق القتل، سواء كنت شاعر أو سياسي، أو فنان، أو رجل دين، حقًا قد يقتلك الصمت، ويعد جريمتك الأولى التي تحاسب عليها، وقد يصل جم الحساب العظيم للقتل، الروح لمجرد الصمت.
وكانت أسباب الحرب الأهلية في أسبانيا هي مثل حال كل البلاد التي يغيب فيها العدل، والحرية ويسود فيها الفقر ويتوغل فيها الجيش في نظام الحكم، والسيطرة على البلاد، وتغيب الحياة الديمقراطية، والأحزاب السياسية، وتسيطر قلة تحتكر المال على الحياة لتستعبد الشعب
شخصية أخرى في الرواية وهي شخصية صاحب السلطة المتغطرس، الذي تستهويه مكانة السلطة وسطوتها، وتطرب أذنه كلمات الإطراء، والتمجيد حتى بقول القائد أو المدير، تلك الشخصية التي تتحكم في أكبر وأشهر سجون أسبانيا، وأكثرها وخشية وسوء سمعة بسبب التنكيل والتعذيب فيه، ويزيد هو الأمر سوء ليفرد سطوته أكثر.
ومن خيوط تلك الشخصية العجيبة لذلك القائد الظالم يخرج الكاتب بالقارئ إلى متاهة ليعود به لمتاهة جديدة، حيث يتقدم هذا القائد لخطبة فتاة مريضة، ومعاقة، ليتخيل القاريء في لحظة أن الدافع وراء ذلك هو القلب، او حتى الرأفة.
ليكشف الكاتب متاهة جديدة ووجه جديد لهذا السجان، الذي اختارها خاصة لأن والدها منحرف قد وصل إلى ثروة ضخمة من وراء خداع أقرب المقربين له واستيلائه على أموالهم في عملية نصب محترفة، وهي مطمع هذا القائد، ولسان حال الكاتب أن كلهم فاسدون.
وكانت انحطاطات هذا القائد لا تتوقف ولا تنتهي، هي حلقات مستمرة، متواصلة، تصل للخطف والتشريد والتفريق بين الأسر بعضهم البعض، وكذلك الضغط على طبقة المثقفين، والكتاب إلى كتابة ما يحلو له، وخاصة المساجين منهم، على وعد كاذب بتحسين ظروف سجنهم.
في يناير تبدأ محققة في البحث عن اختفاء وزير فاسد وهو هذا القائد بطل السطور الماضية، وتقابل هذه المحققة عدة شخصيات في حياتها، وتقابل في المتاهات في هذه الرواية أبطال مثيرة منها مدينة برشلونة نفسها بكل تفاصيلها، والشخصيات التي تمثل تشابك ومتاهة لكل منهم.
تفاصيل وتشابك الرواية ممتدة ومتعددة ما بين السياسة والفلسفة، والخوف من العلم والثقافة والكتاب والورقة والألم، وكيف يعتبرهم الديكتاتور خطر عليه، لذا فإن الراوي أظهر كيف تعمد الديكتاتور التنكيل بكل من يحمل راية علم أو ثقافة، أو أمانة الكلمة.
شخصيات الرواية رائعة الحبكة، والرسم متعددة الوجهات، في رسمها من الكاتب إبداع حقيقي، الرواية تحمل عشرات الشخصيات كل شخصية فيها متقنة التفاصيل، والرواية تخطت الألف صفحة، دون أن تبعث الملل في نفوس القراء.
من أبطال هذا الجزء من الرواية كانت تلك المحققة التي يوكل إليها معرفة سر اختفاء هذا القائد مدير السجن في ظروف غامضة، تفاجأ باختفاء غيره من الشخصيات مثل الكاتب الذي يعد بطل الجزء الأول من تلك السلسلة.
تقابل المحققة في طريق بحثها وتقصيها، شخصيات متعددة بأنماط مختلفة، منها الضابط الذي يساعدها، ومنها الضابط الفاسد، ومنها المحامي، ولكل شخصية من تلك الشخصيات يرسم الكاتب خيوط تشكل الشخصية تصلح أن تجعلها قصة قصيرة في حد ذاتها.
وهناك أيضاً شخصية الفتاة اليتيمة الصغيرة التي يتولى الاعتناء بها وتربيتها، رجل يمنحها كل شيء حتى تكبر، فتتحول العلاقة بينهم إلى صداقة، وأحيانا تشير إلى علاقة
حب
ورومانسية، مثل عادة الكاتب في إلقاء القارئ في متاهات طوال رحلة قراءة الرواية. [2]
كاتب رواية متاهة الأرواح
كاتب الرواية هو الكاتب كارلوس زافون اسمه كاملاً هو كارلوس رويز زافون ، هو المؤلف الإسباني الشهير صاحب الروايات التي تم بيعها وترجمتها تحت تصنيف الأعلى بيع، حيث توفى كارلوس زافون وهو في سن الخامسة والخمسون، الكاتب الروائي، الأكثر قراءة على مستوى أسبانيا، حيث توفى في عام ألفين وثمانية عشر، بمرض سرطان القولون، حسب ما صرح به الناشر الذي يتولى نشر أعماله.
كارلوس زافون هو مؤلف لثمانية روايات من بينها سجين السماء، ومتاهة الأرواح، تم بيع كتب رويز زافون بأكثر من ثمانية وثلاثون مليون نسخة في جميع أنحاء العالم ، وتُرجمت إلى أكثر من أربعون لغة ، وفازت بعدة جوائز.
الكاتب هو أحد مواليد برشلونة، كان يعمل في الدعاية والإعلان، ألف أول رواية له وهي رواية أمير الضباب، وبعدها كان على موعد مع تأليف أولى روائعه الروائية وهي ظل الريح، والرواية تم ترجمتها إلى الإنجليزية، وكتب عنها النقاد والجمهور إشادات قوية.
سلسلة مقبرة الكتب المنسية
سلسلة مقبرة الكتب المنسية للكاتب كارلوس زافون، بدأت تلك السلسلة في عام ألفين وواحد مع تأليفه لأولى الروايات في تلك السلسلة وهي ظل الريح والتي تتحدث عن صبي دخل ووصل إلى مقبرة الكتب المفقودة، وبدأ في معايشة ما حدث من قصص بداية من الكاتب ووصولاً إلى أحداث تلك الفترة.
ثم تأتي بعد ذلك باقي الأحداث في باقي سلسلة الروايات، والرواية الثانية هي لعبة الملاك، التي تحكي عن الكاتب مارتين، وما يدور حوله من أحداث، الرواية في ستمائة وثمانون صفحة، تتحدث عن الكتابة وعن خطرها، وهذا الكاتب الذي يعرض عليه ناشر فرنسي أن يؤلف له كتاب ليصبح دين جديد لكل العالم، وتتشابك الأحداث تختفي شخصيات وتظهر غيرها.
ثم يأتي برواية سجين السماء كواحدة من سلسلة مقبرة الكتب المنسية، والتي تحكي الكثير هذه المرة عن سجون برشلونة، وأحداثها وتفاصيل ما كان يحدث فيها، وتتعمق داخلها، ويرى برشلونة وهي تجر أذيالها تخرج من الحرب لتدخل عالم جديد، ثم الرواية الأخيرة في تلك السلسلة والتي ينتهي بها سلسلة مقبرة الكتب المنسية، وهي متاهة الأرواح. [3]