متى يعتق الله عباده من النار في رمضان

متى يعتق الله عباده من النار

يسعى المسلم إلى أن يحوز على رضى الله تبارك وتعالى ليكون من العتقاء في الشهر الكريم، وذلك من خلال الصيام في النهار، وقيام ليل رمضان، والتقرب إلى الله تبارك وتعالى بالطاعات والأبتعاد عن المعاصي، ولقد جاء في ذلك حديث عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال في ذلك: (( إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة )) صحيح بن ماجه، لهذا السبب فإنه على المسلم أن يتقرب إلى الله تبارك وتعالى في الشهر الكريم ويقوم بالطعات وبـ


أعمال العتق من النار


للتقرب إلى الله تبارك وتعالى.

متى تكون أكثر أيام العتق من النار

لقد فضل الله تبارك وتعالى بعض الأيام على غيرها حيث أن الله تبارك وتعالى له الكثير من الفضائل، وكذلك فإن يوم عرفة قد مر بالعديد من الأحداث المختلفة التي لها علاقة بالإسلام؛ لهذا السبب فإن العتق من النار في هذا اليوم يكون أكثر من الأيام الأخرى، ويثني الله تبارك وتعالى بالعبادات والطاعات التي يقوم بها المسلم للتقرب إلى الله تبارك وتعالى للملائكة ليرو أعمالهم والطاعات التي يقومون بها، وهذا دليل على أنهم من المغفور لهم، ولقد جاء عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قال: ((

ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ ، وأنه لَيدنو ، ثم يباهي بهم الملائكةَ فيقول : ما أراد هؤلاءِ ؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم )) رواه مسلم؛ لهذا السبب فإنه على المسلم أن يواظب على الدعاء في هذا اليوم، وكذلك على



دعاء العتق من النار في العشر الأواخر


حتى يكون من العتقاء بإذن الله.[1]

احاديث صحيحة عن العتق من النار

لقد جاء العديد من الأحاديث النبوية المختلفة والتي تعتبر وسيلة للعتق من النار، ولقد جاء عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: (( إنَّ لله عتقاءَ في كلِّ يوم وليلة، لكلِّ عبد منهم دعوةٌ مستجابة)) حديث صحيح، ولقد جاء العديد من العديد من الصيغ المختلفة، ولقد جاء عن أبي سعد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن لله – تبارك وتعالى – عتقاء في كل يوم وليلة – يعني: في رمضان – وإن لكل مسلم في كل يوم دعوةً مستجابة)).

لقد جاء أيضًا عن ابن مسعود مرفوعًا أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قال: (( لله – تعالى – عند كل فطر من شهر رمضان كلَّ ليلة – عتقاءُ من النار ستون ألفًا، فإذا كان يومُ الفطر أَعتَقَ مثل ما أعتق في جميع الشهر ثلاثين مرة ستين ألفًا)).

ومن خلال هذه الأحاديث يدرك المسلم أنه يوجد العديد من العتقاء من النار في شهر رمضان الكريم والتي تكون وسيلة يغفر بها الله تبارك وتعالى الذنوب، كما أنها وسيلة يحفظ بها الله تبارك وتعالى المسلمين من المعاصي، والعتق من النار يعتبر وسيلة للكسب تجعل المسلمين يسعون إلى تحقيقها من خلال الأبتعاد عن المعاصي والتقرب إلى الله تبارك وتعالى بالعبادات والإحسان وقراءة القرآن والأذكار والدعاء، بغرض الفوز بكرم الله تبارك وتعالى.

كذلك فإن كل شخص يعتق من النار له دعوة يستجيب إليها الله تبارك وتعالى، مما جعل العديد من الأشخاص يسعون إلى التقرب لله تبارك وتعالى بالدعاء ليفرج الله كروبهم ويزرقهم ما يبتغون، حيث أنهم إن أصبحوا من العتقاء يغفر لهم الله تبارك وتعالى ويستجيب الدعاء.[2]

أحاديث وردت عن العتق لكن ضعيفة

يوجد العديد من الأحاديث التي جاءت عن عتق المسلمين في شهر رمضان من النار، ولكنها ضعيفة أو موضوعة والتي يجب أن يتعرف عليها المسلمين، ومن ضمن هذه الأحاديث : (( أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار )) لا أصل إلى هذا الحديث، ولقد قال صحيح الجامع أن هذا الحديث ضعيف، وفي السلسلة ضعيف ذكر أن هذا الحديث منكر، ويجب على المسلمين معرفة أن شهر رمضان بأكلمه رحمه وبأكمله عتق من النار ومغرفة من الله تبارك وتعالى، ولقد جاء في ذلك عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قال: (( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة)) رواه ابن ماجه والترمزي، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن ضمن الأحاديث الضعيفة أيضًا التي جاءت عن العتق من النار، حديث: (( إنَّ للهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من رمضانَ سِتَّمِائةِ ألْفِ عَتيقٍ من النارِ، فإذا كان آخِرُ ليلةٍ أعتَقَ اللهُ بِعددِ كُلِّ مَنْ مَضَى)) وهو حديث ضعيف ولقد قبل عنه أنه لا أصل له، حيث أنه في حقيقة الأمر أن هذا الشهر الكريم به العديد من العتقاء كل يوم من النار، ولكن الأعداد لا يعلمها سوى الله تبارك وتعالى، ولقد جاء في ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة)) رواه ابن ماجه والترمزي، وغيرها من الأحاديث النبوية التي تدل على أن الله تبارك وتعالى في كل ليلة يعتق من النار ولكن لم يتم تحديد العدد في حديث صحيح.

أما من ضمن الحديثة الموضوعة، هو حديث: ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه، وإذا نظر الله إلى عبد لم يعذبه أبداً، ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار، فإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله)، ولقد جاء في الموضوعات عن الإمام ابن الجوزي أن هذا الحديث موضع، وكما وضحنا في الحديث الآخرين أن لله تبارك وتعالى في الشهر الكريم عتقاء كل يوم ولكن الأعداد في علم الغيب لا يعلمها إلا الله جل في علاه.

ومن ضمن الأحاديث التي جاءت عن العتق والتي قيل عنها أنها لا تصح وموضع، هو حديث: ( إن الجنة لتبخر وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان ، فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة … قال : ولله عز وجل في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار، فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره).

ومن ضمن الأحاديث الضعيفة: ( يا أيُّها النَّاسُ قد أظلَّكم شهرٌ عظيمٌ … ومَن تقرَّبَ فيهِ بخَصلةٍ منَ الخير كانَ كمَن أدَّى فريضةً فيما سِواهُ، ومَن أدَّى فريضةً كانَ كمَن أدَّى سبعينَ فريضةً فيما سِواهُ) وهذا حديث ضعيف، ولقد قيل عنه أنه حديث ضعيف جدًا، كما قيل عنه أنه حديث منكر.

لهذا السبب فإنه لا يجب على المسلم أن يركز على عدد الأشخاص الذين يتم عتقهم في شهر رمضان، وأن يتقرب الله تبارك وتعالى بالصوم والدعاء والعبادة ويدعوا الله تبارك وتعالى أن يكون ممن يعتق لهم في هذا الشهر الكريم.[3]