قلة النوم في منتصف العمر يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالخرف
أهمية النوم
يحتاج البالغون إلى سبع ساعات من
النوم
كل ليلة على الأقل لتحسين الصحة وفي عام 2016 سيطرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ويقول كيمبرلي هاردين مدير برنامج زمالة طب النوم في جامعة كاليفورنيا ديفيس إن الكثير من الناس يعتبرون النوم الجيد أمرًا مفروغًا منه وللأسف يستخف الناس بأهمية النوم وبالتحديد النوم الذي أقل من سبع ساعات في الليلة وبشكل منتظم له آثار سلبية وقالت أيضاً لصحيفة Healthline “إن النوم أقل من 7 ساعات تخلق وبشكل أساسي حالة القتال أو الهروب بالإضافة إلى زيادة هرمونات التوتر وإفراز الأدرينالين”
قال الدكتور هاردين “النوم مثل أي شيء آخر في الجسد وإنها حالة طبيعية ويجب الاهتمام بها حتى تكون بصحة جيدة ويجب أن يجعلك النوم تشعر بالانتعاش وليس الترنح والصعوبات ويتغير النوم مع تقدمك في
العمر
لذلك قد لا تشعر بالراحة كما كنت تفعل عندما كنت أصغر سناً ” والنوم الذي أقل من خمس ساعات في الليلة على أساس منتظم يرتبط بارتفاع معدل الوفيات كما أن النوم أقل من سبع ساعات لمدة ثلاث ليالٍ متتالية له نفس التأثير على
الجسم
مثل فقدان ليلة كاملة من النوم ويمكن أن يكون لقلة النوم عواقب صحية على المدى القصير والطويل.
كما قالت سوزان ستيفنز طبيبة أعصاب النوم في نظام الصحة بجامعة كانساس لموقع Healthline ” ويمكن أن يؤدي النوم السيئ إلى مشاكل طويلة المدى بالإضافة إلى الحالة المزاجية والذاكرة وسكر الدم يوجد النعاس وحدوث حوداث
السيارات
بالإضافة إلى تقلب المزاج ومشكلات الذاكرة والأخطاء في مكان العمل والمزيد من الأثار السيئة الأخرى داخل الجسم” يمكن أن يسبب النوم السيئ المزمن مشاكل كبيرة ومضرة على الصحة حيث يمكن أن يؤدي قلة النوم إلى زيادة الالتهاب وضغط الدم ومقاومة الأنسولين والكورتيزول وزيادة الوزن وأمراض القلب والأوعية الدموية بالإضافة عن تقليل تنظيم نسبة
السكر
في الدم ويُعتقد أيضًا أن النوم الجيد ليلاً يقي من أمراض القلب كما وجدت دراسة أجريت عام 2019 على الفئران وجود صلة بين الدماغ ونخاع
العظام
والأوعية الدموية التي تحمي من تصلب
الشرايين
حدثت هذه الآلية فقط في الفئران التي نمت جيدًا ويأمل الباحثون أن يؤدي فهم العلاقة بين النوم وصحة القلب والأوعية الدموية إلى تمهيد الطريق لخيارات علاجية جديدة[1]
كيف تنام جيداً
قال روهرشيب إن على الناس أن يضعوا
جدول
ثابت من 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة ويجب أن تكون غرف النوم باردة ومريحة ومظلمة وهادئة لمساعدة على النوم وقالت إن إجراءات الاسترخاء قبل النوم يجب أن تبدأ قبل النوم بساعة ويجب على الناس تجنب الأجهزة التي ينبعث منها الضوء كما يجب تجنب
الكافيين
لمدة 8 ساعات قبل النوم كما يجب التعامل مع عوامل التوتر قبل الوصول إلى النوم وقالت الدكتورة كيت بيرك كبيرة المستشارين الطبيين في PatientsLikeMe إن بحثًا جديدًا يشير إلى أن أربعة أو خمسة عوامل لنمط الحياة الصحي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 60 في المائة مقارنة بعدم اتخاذ هذه العوامل كما انه قد تقلل ممارسة الرياضة والتعليم الرسمي والتحفيز المعرفي من خطر الإصابة بالخرف كما هو الحال مع تجنب التدخين والكحول.
كيف يطهر الدماغ نفسه
قالت الدكتورة تشيلسي رورشيب عالمة
الأعصاب
وأخصائي النوم في شركة تكنولوجيا النوم Tatch لموقع Healthline إن الدماغ يستغرق وقتًا من الساعات في النوم لإخراج الأفكار السلبية وقال روهرشيب “يخضع دماغنا وجسمنا للعديد من الوظائف البيولوجية الأساسية التي تحدث فقط أثناء النوم بما في ذلك إزالة الأفكار السامة التي تتراكم في الدماغ ويعتقد أن تراكم نوع معين من السلبيات في الدماغ يسمى بيتا أميلويد الذي يكون السبب الرئيسي لمرض الزهايمر وقال روهرشيب أيضاً “تحدث معظم عمليات إزالة بيتا أميلويد خلال مراحل النوم العميقة وعندما يقتصر النوم على أقل من سبع ساعات يكون لدى الدماغ وقت أقل لإزالة بيتا أميلويد بعيدًا مما يؤدي إلى تراكم مستويات سامة ويزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر”
يقول الباحثون إن الحصول على قسط كافٍ من النوم في عمر الخمسينيات وعمر الستينيات يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة وأفاد الباحثون في دراستهم أن الأشخاص الذين ينامون 6 ساعات أو أقل كل ليلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 30٪ ويقول الخبراء إن الساعات الأخيرة من النوم هي الساعات الحاسمة أي الساعات التي عندما يمر الدماغ بعملية تنظيف (بيتا أميلويد)
ويشير بحث جديد إلى أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم في الخمسينيات والستينيات من العمر قد يزيد من فرص الإصابة بالخرف في وقت لاحق من حياتهم وتابعت الدراسة التي نُشرت الأسبوع الماضي في مجلة Nature Communications إن الأشخاص الذين أفادوا بأن متوسط نومهم 6 ساعات أو أقل في الليل كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 30٪ من أولئك الذين ينامون بمعدل 7 ساعات أو أكثر في الليلة ويقول الأطباء أنه حتى ساعة إضافية من النوم يمكن أن تحدث فرقًا عندما يتعلق الأمر بإنجاز الدماغ لعمله الداخلي الضروري.
قال الدكتور أبيناف سينغ مدير مركز إنديانا للنوم لموقع Healthline “لقد اكتشفنا أن النوم وتقوية الذاكرة مرتبطان وتتم معالجة الذكريات والمعلومات الجديدة أثناء مراحل النوم المختلفة ودورانها وإزالة الذكريات الزائدة والسلبية وأرشفة الذكريات السياقية وقال سينغ أيضاً “تتم معالجة الذاكرة العاطفية أيضًا أثناء دورات نومنا حيث إن الساعتين الأخيرتين من النوم غنية بنوم الريم وهناك المزيد من الأدلة التي تشير إلى أن هذه مرحلة مهمة من النوم تساعدنا في تقوية الذاكرة والذاكرة العاطفية وإذا حرمت نفسك من هاتين الساعتين الأخيرتين فسوف تضعف هذه العملية”
السبب والنتيجة لقلة النوم
تختلف الآراء حول ما إذا كان قلة النوم لدى الأشخاص في الخمسينيات والستينيات من العمر يمكن أن يكون أحد أعراض الحالات الأساسية الأخرى التي تؤدي إلى الخرف وقال الدكتور زيشان خان وهو المدير الطبي لمعهد طب النوم في مركز ديبوراه للقلب والرئة في نيوجيرسي لـ Healthline “هذه الدراسة لا تثبت وجود علاقة سببية بين الخرف وقصر مدة النوم إنها ببساطة تربط بين الاثنين وقد يكون النوم غير الكافي علامة مبكرة أو عامل خطر للإصابة بالخرف” أخذت الدراسة في الاعتبار الأسباب الأخرى التي يعتقد أنها تؤدي إلى الخرف بما في ذلك التدخين واستهلاك الكحول وممارسة الرياضة وكتلة الجسم ومستوى
التعليم
وحالات مثل مرض
السكري
والأمراض العقلية لم يتم العثور على اختلافات ملحوظة حسب الجنس.
إن تأثير النوم على الصحة العامة أمر لم تتم دراسته بالضرورة على نطاق واسع حتى وقت قريب حيث يقول بعض الأطباء أنه في بعض الثقافات غالبًا ما يتم تقدير وقت العمل على تخصيص وقت متساوٍ للنوم وقال روهرشيب “بعض البلدان والثقافات على سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية واليابان تعطي الأولوية للعمل والإنجازات على الحصول على قسط كافٍ من النوم” لسنوات عديدة كان يُنظر إلى النوم أقل من 7 ساعات على أنه سبباً للإصابة بالأمراض وفي غصون العقود الأخيرة أظهر العلم الضرر طويل المدى الذي يلحقه فقدان النوم بالدماغ والجسم.[2]
لماذا لا يحصل الناس على قسط كافٍ من النوم
على الرغم من العديد من الدراسات التي تثبت الآثار الصحية السلبية لقلة النوم حيث يقول الخبراء إن الكثير من الناس لا يزالون لا يفضلون الحصول على قسط كافٍ من النوم لذلك يتعين على الأشخاص التفكير بصدق في مقدار النوم الذي يحصلون عليه لأن الكثير من المشكلات يتم تحفيزها من قلة النوم ويحتاجون فقط إلى اتخاذ قرار بإعطاء الأولوية للنوم الكافي ليلا وهذا ما قاله إريك أولسون طبيب أمراض الرئة وأخصائي طب النوم في Mayo Clinic في روتشستر مينيسوتا لــ Healthline.
إن وجود غرفة نوم مريحة ومظلمة وباردة والقضاء على عوامل التشتيت عن الأجهزة الإلكترونية أو الحيوانات الأليفة هو أمر أساسي ويمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تحسين جودة النوم ومن المهم أيضًا مراقبة كمية الكافيين التي تستهلكها في اليوم الواحد كما قال الدكتور أولسون “يجب أن يكون للنوم الجيد أولوية لأن هناك الكثير مما يحدث في عالمنا لذلك يجب أن تقرر بوعي أنك ستخصص وقتًا كافيًا للنوم”[1]