صلاة الاستخارة كيف تصلى ؟ ” وكيف تعرف نتائجها
كان الناس في الجاهلية يستخدمن الاستسقام بالأزلام لقضاء حوائجهم الدنيوية والأزلام هي مجموعة من السهام كانت توضع داخل كنانة وفوق كل اسم يوضع اسم حاجة من الحاجات التي يختارون بينها، لكن الله تعالى نها عن فعل ذلك لأنه فسق لكنه عز وجل عوض المسلمين بأفضل من الأزلام وهي صلاة الاستخارة والتي فيها توكل على الله تعالى وتفويض الأمر إليه وحده والرضا بقضائه.
فإذا هم المسلم بفعل أمر ما فعليه استشارة الناس ثم الاستخارة، وقد قبح بعض العلماء أن تستخير قبل أن تستشير لأنك إذا استخرت فأنت تستخير بالله عز وجل ولذلك لا يجوز أن تستشير أحدًا بعد الله عز وجل.
وفي الحديث الشريف عن أنس أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إذا أهممت بأمر فاستخر ربك سبعًا، ثم انظر إلى الذي يسبق في قلبك فإن الخير فيه” ، وهذا يعني أن الإنسان أوشك ونوى على فعل الأمر وقد استشار وأخذ بالأسباب ثم يستخير.
هل صلاة الاستخارة سنة
يرجح بعض العلماء إلى أن الاستخارة واجبة لكن أغلب العلماء يذهبون إلى أنها سنة.
كيف تصلي صلاة الاستخارة
عدد ركعات صلاة الاستخارة
لا تختلف طريقة صلاة الاستخارة عن أية صلاة أخرى، من حيث الأركان والشروط والواجبات، لكن هناك أحكام خاصة بصلاة الاستخارة وحدها، وتكون صلاة الاستخارة من ركعتين فلا يصح صلاتها بركعة واحدة، وقد أجاز الشافعي أن تكون أكثر من ركعتين، لكن الأفضل أن نلتزم بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصلي ركعتين فقط.
ما يقرأ من القرآن في صلاة الاستخارة
اتفق العلماء على أن
طريقة الاستخارة الصحيحة
كغيرها من الصلوات تقرأ فيها الفاتحة وأي سورة بعد الفاتحة، لكن هناك رأي أخر يقول أن الأفضل أن نقرأ الفاتحة، ثم بعدها نقرأ:
- في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون).
- في الركعة الثانية(قل هو الله أحد).
وهناك رأي ثالث يقول أننا يجب أن نقرأ بعد الفاتحة في صلاة الاستخارة:
- في الركعة الأولى الآيات 68و69 من سورة القصص ” وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحن الله تعالى عما يشركون، وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون”.
- وفي الركعة الثانية الأية 36 من سورة الأحزاب ” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضللا مبينا” .
وقد رجح العلماء تلك الآيات لما لها من
معنى
الاستخارة، لكن الرأي الأكثر رجوحًا بين هؤلاء هو عدم التقيد بقراءة آيات أو سور معينة بعد الفاتحة في صلاة الاستخارة.
متى يقال دعاء الاستخارة
يرجح بعض العلماء أن الدعاء يقال قبل السلام ، واستدلوا بسياق الحديث الشريف حيث ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أنه يصلي ركعتين ” ثم يقل…”.
والرأي الأخر أيضًا بعد الاستدلال بالحديث الشريف هو أن الدعاء يقال بعد التسليم ، ويرجح ابن تيمية أن الأمر واسع وأن الأمرين كلاهما صحيح وهو الرأي الراجح، وإن كان الأولى أن يقرأ الدعاء قبل السلام وذلك لأن هناك أحاديث تدل على أن ما قبل السلام هو موطن من مواطن الدعاء.
دعاء الاستخارة الصحيح
وقد اختلف العلماء حول
دعاء الاستخارة الصحيح
، فهناك أحاديث خاصة وردت في صلاة الاستخارة منها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا تقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرًا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به قال : ويسمي حاجته) أي أن المصلي بعد ذكر الدعاء يذكر اسم الحاجة التي يستخير من أجلها.[1]
وفي لفظ أخر قال عليه الصلاة والسلام ” إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري”.
وفي لفظ أخر قال ” إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيرًا لي في عاجل أمري وآجله”.
ويجوز استخدام أيًا من الألفاظ الثلاثة في صلاة الاستخارة.
وإذا كان الإنسان لا يستطيع حفظ الدعاء فيمكنه أن يقرأه من ورقة، وإذا كان لا يجيد القراءة فيمكن أن يقول ” اللهم خير لي” أو أي لفظ أخر يدل على المعنى.
الأمور التي تشرع فيها صلاة الاستخارة
يرجح بعض العلماء أن المسلم يجب أن يستخير في كل الأمور سواء أمور الدنيا أو أمور الدين، لكن هناك رأي أخر أن الاستخارة تكون في أمور الدنيا فقط أما أمور الدين فلا يجب أن يستخير المسلم فيها، كما أن المسلم يجب أن يستخير في الأمور المباحة والمندوبات فقط أما الواجبات والمحرمات فلا يستخير فيها.
متى تبدأ نية صلاة الاستخارة
يجب أن تكون نية صلاة الاستخارة قبل البدء فيها ، فلا يجوز أن ينوي الإنسان أن يصلي نافلة ثم أثناء الصلاة يتذكر أمر ما يستدعي الاستخارة، بل يستلزم لصلاة الاستخارة نية خاصة بها.
هل يجب أن يسمي المصلي حاجته في الدعاء
ورد في أحد الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام” ويسمي حاجته” أي يذكر الشيء الذي يريد استخارة المولى عز وجل فيه، وهو الأمر الراجح عند أغلب العلماء، إلا أن بعض العلماء اجاز استحضار النية فقط عند الدعاء وعدم ذكر الأمر الذي يستخير فيه، إلا أن الأفضل ذكره.
وقت صلاة الاستخارة
يجوز أن تصلي الاستخارة في أي وقت من اليوم وقد اختلف العلماء على هل يمكن أن تصلى الاستخارة في أوقات النهي عن الصلاة وهي:
- من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وحتى ترتفع في السماء قيد رمح (بعد ربع ساعة تقريبًا من طلوع الشمس).
- وعند قيام الشمس في كبد السماء حتى تزول (قبل وقت الظهر بعشر دقائق).
- ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس.
لكن الراجح لدى العلماء أن صلاة الاستخارة يمكن أن تصلى في أوقات النهي لأن وقتها قد يفوت إذا تم تأجيلها.
كيف أعرف نتيجة صلاة الاستخارة
يجوز للمسلم ان يصلي استخارة في الأمر نفسه عدة مرات، إذا صلاها أول مرة واستمرت حيرته، فقد ورد في سير الصحابة أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستشار أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام قبل أن يفعل ذلك، فأشاروا عليه أن يكتبها، فظل يستخير الله شهرًا.
كما أن صلاة الاستخارة هي دعاء لله ولا مانع من تكرار الدعاء والإلحاح في الطلب من المولى عز وجل.
وبعد صلاة الاستخارة، سيجد المسلم
علامات بعد الاستخارة
وتنقسم لثلاثة أقسام وهي إما:
- شعر بالارتياح في نفسه للعمل الذي تردد في فعله، وذهب التردد عنه، فعليه أن يمضي قدمًا فيه.
- أو شعر بالضيق وانصرف عن هذا العمل.
- أن لا يحصل له شعور بل يظل مترددًا في أمره، ففي هذه الحالة عليه أن يختار ما يرجحه العقل في العقل ويمضي في تنفيذه وهو موقن أن الله تعالى سيختار له ما هو خير، وكما ذكرنا يمكن أن يعيد صلاة الاستخارة عدة مرات.
ولم يرد أي ليل من السنة يبين ما يعقب صلاة الاستخارة أو
متى يقدم الإنسان على الفعل أو يحجم عنه بعد الاستخارة
، إلا انشراح صدر المسلم، فهي علامة قبول و
نتيجة صلاة الاستخارة
، ولكنها ليست العلامة الوحيدة وليست بالضرورة أن تحدث، لذلك لا يجب أن يتشدد الإنسان وينتظر علامة، بل عليه إذا لم يشعر بضيق أو انفراج في الصدر والنفس، أن يمضي قدمًا في أمره وهو متوكل على الله وموقن أن الله سيختار له ويدبر له أمره.