كيف نودع شهر رمضان ؟ “
كيفية وداع شهر رمضان
شهر رمضان به فرص كبيرة، للفوز برضا الله وجناته، وبالنجاة والمنجاة من النار، ويجب تكثيف الأعمال الصالحة في تلك الفترة، وأهم ما يجب فعله وقت توديع رمضان ما يلي:
-
قيام الليل
فقيام العشر الاواخر من رمضان هو من الأشياء التي دعانا لها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أفضل توديع للشهر الكريم، حيث ان فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر كما ذكر الله تعالى في سورة القدر.
-
الاستغفار الكثير
حيث أن النبي كان إذا أنهى صلاته استغفر الله تعالى ثلاث مرات، ورمضان من الأشهر التي يغفر فيها لعباده ويعتق رقابهم من النار، فعلى المسلم أن يكثر
الاستغفار
لعله تلك الفرصة، ويصبح من العتقاء، والإكثار من الاستغفار وقت السحر لقوله تعالى( كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
-
طلب العَفو من الله
فجاء عن الرسول أنه بنهاية رمضان، كان يكثر من الدعاء( اللهم أنك عفو كريم حليم تحب العفو فاعف عني).
-
البعد عن الخصام والنِّزاع
فالله لا يقبل عمل المتخاصمين حتى يتصالحوا، فقد جاء في صحيح في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا؛ إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اركوا هذين حتى يصطلحا، اركوا هذين حتى يصطلحا)
-
عمل وقفة صادقة مع النفس
على الإنسان أن يحاسب نفسه قبل أن يقف أمام الله فيحاسبه على ما فعل، فلو شعر أنه قد قصر في العبادة، يحاول تعويض ما فاته، فرمضان في نهايته عتق من النار، فيدعو الله أن يجعله من عتقائه من النار في تلك الفترة، ويبتعد عن أي سوء يعتقد أنه قد فعله أو أي تكاسل أو تراخي في العبادة.
-
الاجتهاد في الطاعات
فقد جاء في هدي سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن أعماله في العشر الأواخر من رمضان كانت تفوق كل أعماله في باقي الشهر الكريم، فعن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ).
-
الإخلاص في العمل
جعل كل العمل خالص لوجهه تعالى، والحرص على الطاعة في الخفاء مثل الصدقة المخفية، وقيام الليل وحيدًا دون أن يراك أحد، والبكاء من خشية الله في الخفاء أيضًا، لأنه أدعى إلى الإخلاص في العمل وتجنب الرياء والنفاق، والإخلاص هو أكثر ما يجعل العمل يتقبله الله تعالى.
وصايا عند ختام شهر رمضان
-
عدم الارتداد بعد رمضان
فلو كنت قد أصبحت تصلي الفجر في المسجد بشكل يومي خلال رمضان، استمر في تلك العادة بعد رمضان، ولا تتوقف عن قيام الليل ولو بصلاة ركعتين فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبدالله، لا تكُنْ مثلَ فلانٍ، كان يقوم من الليل فترك قيام الليل))؛ متفق عليه.
-
الوفاء بالعهد
فإذا كنت عاهدت الله خلال رمضان عن التوبة عن ذنب كنت تفعله قبله فلا تعود لهذا الذنب أبدًا، لقوله تعالى (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً) والعهد مع الله أولى بالوفاء.
-
عدم هجر القرآن
فمثلما كنت حريصًا على قراءة القرآن يوميًا خلال رمضان، فأحرص على الاستمرار في تلك العادة الرائعة بعده كي لا تكون ممن قال الله فيهم (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)، والقرآن يفتح لك أبواب الخير في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( يقال لقارئ القرآن : اقرأ ورتل وارتق كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها ) رواه أبو داود والترمذي.
أحاديث عن كيفية توديع رمضان والعمل بآخر أيامه
- عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: ”كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر”.
- عن أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيره”.
- في مسند الإمام أحمد قالت عائشة رضي الله عنها وأرضاها :”كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة وصوم ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر.
- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: ”كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور العشر الأواخر من رمضان، ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان”. والحديث مذكور في الصحيحين البخاري ومسلم.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أُريتُ ليلَةَ القدْرِ، ثُمَّ أيقظَنِي بعضُ أهلِي فنُسِّيتُها؛ فالْتَمِسوها في العَشرِ الغَوابِرِ”.
- وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان قال نافع وقد أراني عبد الله رضي الله عنه المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد.
-
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عامًا حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه، قال: “من اعتكف معي، فليعتكف العشر الأواخر، فقد رأيت هذه الليلة ثم أُنسيتها، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها، فالتمسوها في العشر الأواخر، فالتمسوها في كل وتر”، فمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوكف المسجد، فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه أثر
الماء
والطين من صبح إحدى وعشرين.
كلمات وأدعية في توديع رمضان وأفضل الأعمال عندها
- لحظات ذهبية قبل انقضاء آخر أيام شهر رمضان، شهر الخيرات والبركات، فلنعمرها بذكر الله والاستغفار، تقبل الله منا ومنكم رمضان، أسأل الله أن يجعلكم ممن عفى عنهم ورضي عنهم وغفر لهم وحرّمهم على النار وكتب لهم الجنة.
- اللهم اجعلنا من المقبولين، واجعلنا ممن قام رمضان إيماناً واحتساباً وفاز بعفوك وغفرانك. سبحان الله كيف تمضي الأيام مسرعة! بالأمس استقبلنا رمضان واليوم نودّعه.
- اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك، واجعله شاهداً لنا لا علينا، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.
- وداعاً رمضان، اللهم تقبل من الصائمين والقائمين والراكعين في شهرك شهر الرحمة، أعاده على المؤمنين والمؤمنات بالخير والبركة والغفران، ربنا استودعناك رمضان فلا تجعله آخر عهدنا.
- انتهى شهر رمضان بما فيه من الخيرات، أتمنى أن تكون قد حصدت فيه الكثير من الخير وغفران الذنوب والعتق من النار. روحانية التراويح ونقاء النفوس ومائدة الإفطار وحديث السمر، يا الله ما أسرع رمضان! تقبله منا يا رب العالمين.
- أوقات قليلة وتنتهي قصة ثلاثين يوماً، الحمد لله الذي أعاننا على صيامه وقيامه، اللهم اجعلنا من المغفور لهم والمعتوقين من النار.
- اللهم اجعل آخر يوم في رمضان نهاية أحزاننا وبداية أفراحنا. أحبتي في آخر رمضان أقول لكم: تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم. ها هو رمضان يلملم حقائبه ويتهيأ للرحيل، كان ضيفاً يؤلف بين القلوب ويهذب النفوس.
- بقي القليل على انتهاء أجمل ثلاثين يوم في السنة، وداعاً رمضان. الحمد لله على بلاغ شهرك وتمامه، اللهم اجعلنا ممن يُقال لهم: أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون.[1]