ما أكثر الدول العربية تدخينا ؟ ” وأسباب انتشاره
التدخين في المجتمع العربي
تعد ظاهرة التدخين من أكثر وأخطر الظواهر الأخذة بالتوسع و الإنتشار المخيف في المجتمعات، فهي سبب العديد من الأمراض والمشاكل للأفراد والمجتمعات وبالرغم من ذلك نجد أن نسبة المدخنين تزداد يومياً بعد يوم في مجتمعاتنا العربية ويتحول التدخين إلى جزء روتيني من حياة الإنسان و مادة دارجة لبدء الحديث مع الناس و مليء وقت الفراغ و الترويح عن النفس.
و للأسف فإن معدلات التدخين في
الوطن
العربي من أعلى معدلات التدخين في
العالم
، حتى إن بعض البلدان العربية تحتل الصدارة في ترتيب الدول تبعاً لعدد المدخنين،لذلك يجب البحث عن
افضل طريقة لترك التدخين
، ومعرفة
مراحل الإقلاع عن التدخين
.
يعرف التدخين بأنه استنشاق الدخان المنبعث من حرق مادة تعرف بالتبغ ويحتوي هذا الدخان على مواد كيمائية معظمها ضار والبعض منها مسرطن يتم امتصاصها من الرئة وتمارس تأثيرها في
الجسم
والجهاز العصبي.
عادة ما يشعر المدخن بالارتياح بسبب تأثير المواد الكيمائية على جسمه والتي يصنف البعض منها كمواد مخدرة ولكن التدخين يلحق أضرار جسيمة وأمراض خطيرة بالجسم والجهاز التنفسي خصوصاً.
يعود
أصل التدخين
إلى الهنود الحمر وقبائل المايا، وعندما وصل كريستوف كولومبس إلى أمريكا وجد الهنود الحمر يدخنون التبغ فنقله إلى أوروبا ومنه أنتشر إلى العالم ،ومن المرجح أنه انتقل إلى الدول العربية أثناء الاستعمار الغربي عليها.
منتجات التبغ وسمومه
أكثر منتجات التبغ انتشاراً هو السجائر، وهناك منتجات أخرى كالسيجار والغليون والتبغ الغير مدخن (الممضوغ أو المشموم ) والسيجارة الإلكترونية والشيشة.
ولجميع هذه المنتجات أثار خطيرة وضارة بالصحة ومسببة للإدمان، ومن أعظم
السموم
وأكثرها فتكاً تلك السموم الموجودة في التبغ، ومنها:
- القطران الذي يعتبر سبب مباشر للإصابة بسرطان الرئة وضيق التنفس.
- أول أوكسيد الكربون الذي يقلل فعالية كرات الدم الحمراء ونشاطها في نقل الأوكسجين.
-
النيكوتين والذي يسبب تضيق وانسداد
الشرايين
وهو المسبب الأساسي في إدمان التدخين.
اسباب انتشار التدخين في المجتمعات العربية
هناك عدة أسباب وراء انتشار التدخين بين الناس بشكل كبير ومنها :
- الرغبة في تقليد المدخنين و تجربة التدخين و خصوصاً إذا كان المدخن ذو تأثير على الشخص كوالده أو أصدقائه.
- رغبة المراهق في التدخين كوسيلة للفت الانتباه و لاعتقاده أنها صفة من صفات الرجولة.
-
استخدام التدخين كوسيلة لتهدئة
الأعصاب
والترويح عن النفس. - الاعتقاد بأن التدخين مظهر من مظاهر التحضر و وسيلة للتواصل الاجتماعي،فغالباً ما نجد الأشخاص يبدؤون نقاشهم مع الغرباء بتقديم سيجارة لهم، ونجد أشخاص يلجئون للتدخين أثناء استماعهم لحديث الأخرين كدليل على رغبتهم في التركيز التام في الحديث.
- أسباب و مشاكل نفسية، فقد يلجأ الشخص للتدخين ليخفي ضعف في شخصيته أو ليهرب من واقع أليم يزعجه وغالباً ما نجد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الصغر كالتعنيف وطلاق الوالدين يلجؤون للتدخين في الكبر.
أضرار التدخين
تعتبر الأضرار الصحية للتدخين عديدة منها ما يلي:
- الإدمان وذلك بسبب احتوائه على مادة النيكوتين التي تسبب الإدمان.
- يسبب العديد من أضرار الجهاز التنفسي كالسعال الدائم وسرطان الرئة.
-
إحداث أضرار وأمراض وتغيير في لون
اللثة
والأسنان. - يؤدي إلى تضيق وانسداد في الشرايين والأوردة وهذا ما يزيد خطورة الإصابة بالذبحات والأزمات القلبية.
- يؤثر على الجهاز العصبي بسبب مواده الكيمائية الضارة والمخدرة ويجعل المرضى أكثر عصبية وعدوانية.
- يؤثر التدخين أيضاً على الجهاز التنفسي ، حيث يسبب فقدان الشهية والغثيان.
- يؤثر التدخين على شبكة العين ويؤدي إلى التهابها و احمرارها.
- يؤثر التدخين على المرأة الحامل و الجنين و يجعلها عرضة للإجهاض ويجعل جنينها عرضة للتشوهات.
و أيضاً للتدخين أثار اجتماعية و اقتصادية ضارة فالمدخن يهدر جزء من ميزانية الأسرة على التدخين وهذا أمر يستنفذ قدرات الأسرة و خصوصاً في بعض المجتمعات العربية التي تعاني العديد من أسرها من الفقر.
و نجد الأثار الاجتماعية تتجلى في ابتعاد الناس عن المدخن وخصوصاً الحوامل والذين معهم أطفال لأن جزء من الناس أصبحت تملك وعي بأضرار التدخين.
ترتيب الدول العربية حسب معدل انتشار التدخين
قامت منظمة الصحة العالمية بأخذ الإحصائيات و وضع ترتيب للدول العربية تبعاً لمعدل انتشار التدخين فيها و الذي يعني النسبة المئوية للرجال و النساء المدخنين من مجموع السكان الكلي والذين تزيد أعمارهم عن ١٥ عاماً.
وكان أحدث ترتيب كما يلي :
- لبنان: يحتل هذا البلد العربي الصغير المرتبة الأولى عربياً والثانية عشر عالمياً في معدل التدخين الذي يصل إلى %٣٣.٨.
- تونس: البلد الثاني عربياً و الواحد والعشرون عالمياً في معدل التدخين بنسبة وصلت إلى %٣٢.٧ من عدد السكان الكلي.
- الإمارات: والتي تحل في المرتبة الثالثة عربياً و 29 عالمياً بمعدل تدخين %٢٨.٨٩.
- البحرين: والتي تأتي في الترتيب الرابع عربياً و45 عالمياً بمعدل تدخين ٢٦.٣٨% من السكان.
- مصر: والتي تعتبر من الدول التي يأخذ فيها التدخين بأنواعه وخصوصاً الشيشة أنتشار كبير لتحل في المرتبة الخامسة عربياً و 51 عالمياً بمعدل ٢٥.١٨%.
- بعدها الدول العربية فتحل المغرب في المرتبة السادسة بنسبة ٢٣.٣٨%
- والكويت في المرتبة السابعة عربياً بنسبة ٢٢.٥%.
- في حين تأتي اليمن و الجزائر و السعودية في المراتب ١١ و ١٢ و ١٣ بمعدل ١٨.٤١ و ١٥.٦٩ و ١٥.٦٩ على التوالي.
- و تأتي عمان في المرتبة الأخيرة عربياً و ١٢٨ عالمياً بمعدل تدخين يبلغ ١١.١فقط.
ترتيب الدول العربية حسب عدد السجائر التي يستهلكها الشخص سنويا
حيث تكشف منظمة الصحة العالمية أن
-
لبنان: يعتبر لبنان
اكثر دولة في عدد المدخنين
عربياً و الثالثة عالمياً حيث يستهلك المدخن فيه سنوياً ٣٠٢٣ سيجارة. - الأردن: تأتي في المرتبة الثانية عربياً وال ١٦ عالمياً بعدد سجائر يبلغ ١٨٥٥ سيجارة للشخص الواحد سنوياً.
- ليبيا: تحل ليبيا المركز الثالث عربياً وال ٤٣ عالمياً بمعدل سجائر قدره ١٣٣٢ سيجارة للشخص الواحد سنوياً.
- مصر: أخذت مصر المركز الرابع عربياً وال ٤٩ عالمياً ب ١٢١٥ سيجارة للشخص الواحد.
- العراق: في المركز ال ٥٠ عالمياً بعدد سجائر قدره ١١٨٧ سيجارة للشخص الواحد سنوياً.
- الجزائر: أتت في المرتبة ال ٥٩ عالمياً بمعدل ١٠٤١ سيجارة.
- و تحتل المغرب في المركز الأخير عربياً وال ٧٩ عالمياً ب ٦٧٩ سيجارة للشخص سنوياً وهو ما يعتبر رقم ليست بقليل.
وإذا ما دلّ على شيء فيدل على ضرورة زيادة الوعي، و وضع قوانين للحد من أنتشار هذه الظاهرة الخطيرة الأخذة بالانتشار من مجتمعاتنا.
التدخين السلبي
أن أي شخص يكون بجانب المدخن يستنشق السموم والمواد المسرطنة تماماً، كما لو أنه هو من يدخن وهو ما يعرف بالتدخين السلبي، وبالتالي فالمدخن السلبي معرض للأضرار والأمراض والوفاة كما المدخن العادي.
بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية فإن التدخين يعتبر إدمان وليس عادة، حيث تم تصنيف مادة النيكوتين الموجودة في التبغ كمادة مخدرة تؤدي إلى الإدمان وهي نفسها المادة التي تعطى نكهة للسيجارة.
بمجرد استنشاق المدخن للدخان يستغرق النيكوتين ١٠ثواني فقط لكي يصل عبر الدورة الدموية إلى المخ ، وهو بذلك أسرع من أي مادة مخدرة أخرى يأخذها الإنسان عن طريق الحقن. كما يسبب النيكوتين تنبيه الجهاز العصبي وزيادة نشاط القلب والغدد ،ويزيد تصلب وتضيق الشرايين ويؤدي تدريجياً إلى الإصابة بالجلطات والذبحات الصدرية.