اشهر قصائد النمر بن تولب

من هو النمر بن تولب

اسمه الكامل النمر بن تولب بن زهير بن اقيس العكلي ، و هو من احد شعراء العصر المخضرم و كذلك عاش فترة طويلة في فترة الجاهلية ، و طوال فترة عيشه لم يمدح أي احد في شعره ،  و كان هذا الشعر يعيش عيشة رفاهية ، و عرف الإسلام و هو في سن كبير ثم و اسلم  ، و بعدها كتب للرسول صلى الله عليه و سلم كتابا لقومة .

و قال فيه ؛ ( هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لبني زهير بن أقيش ؛ إنكم أن أقمتم الصلاة و آتيتم الزكاة و أديتم خمس ما عنمتم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنتم آمنون بأمان عز وجل) . كان يتميز في جمال شعره و حكمته و لسانه اللطيف و الطيب . لقب النمر بن تولب “بالكيس” و ذلك لحسن شعره و الذي كان اغلبه يمدح الرسول صلى الله عليه و سلم .

قصيدة “الم بصحبتي وهم هجود”

اشتهر الشاعر النمر بن تولب بشعره الفصيح و اسلوبه الحسن في كتابة الشعر ، و لم يكلن اسلوبه اللبق و الحسن في كتابه اشعاره فقط بل كان هذا الشعر معروف بأسلوب اللبق و الحسن الطيب مع الجميع ، حتى مدحه الصحابة ايضا ، و في ما يلي احد اشهر قصائده و هي قصيدة الم بصحبتي و هم هجود ؛

أَلَمَّ بِصُحبَتي وَهُم هُجودٌ

خَيالٌ طارِق ٌ مِن أُمِّ حصن

أَلَم تَرَها تُريكَ غَداةَ قامَت

بِمِلءِ العَينِ مِن كَرَمٍ وَحُسنِ

سُقَيّت بَينَ أَنهارٍ ووَدورٍ

وَزَرعٍ ثابِتٍ وَكُرومَ جَفنِ

لَها ما تَشتَهي عَسَلٌ مُصَفّى

إِذا شاءَت وَحُوّاري بِسَمنِ

فَأَعطَت كُلَّما سُئِلَت شَباباً

فَانبتها نَباتاً غَيرَ جَحنِ

فَقُلتُ كَيفَ صادَتني سُلَيمى

وَلَمّا أَرمِها حَتّى رَمَتني

كَنودٌ لا تَمُنُّ وَلا تُفادي

إِذا عَلِقَت حَبائِلُها بِرَهنِ

وَقُلتُ لِصحبَتي ماذا دَهاها

إِذا شَعثٍ وَاِنضاءِ يُمني

خَفِيّاتُ الشُخوصِ وَهُنَّ عيس

كَأَنَّ جُلودَهُنَّ ثِيابُ مَرنِ

خَرَجنَ مِنَ الخُوارِ وَعُدنَ فيهِ

وَقَد وازَنَّ مِن أَجلي بَرَعنِ

أَلا يا لَيتَني حَجَرٌ بِوادٍ

أَقامَ وَلَيتَ أُمي لَم تَلِدني

أَلا يا حادِ وَيحَكَ لا تَلُمني

وَنَفسُكَ لا تُضَيِّعُها وَدَعني

فَإِنّي قَد لَبِستُ العيشَ حَتّى

مَلَلتُ مِنَ الحَياةِ فَقُلتُ قدني

وَلاقَيتُ الخُيورَ وَأَخطَأَتني

شُرورٌ جَمَّةٌ وَعَلَوتُ قِرني

يَلومُ أَخي عَلى إِهلاكِ مالي

وَما إِن غالَهُ ظَهري وَبَطني

وَلا ضَيَّعتُهُ فَألام فيها

فَإِنَّ ضَياعَ مالِكَ غَيرُ مَعنِ

وَلَكِن كُلَّ مُختَبِطٍ فَقيرٍ

يَقولُ أَلا اِستَمِع أُنبِئكَ شَأني

وَمِسكنٌ وَأَعمى قالَ يوماً

أَغِثني لِلآلِهِ وَلا تَدَعَني

وَإِعطائي ذوي الأَرحامِ مِنهُ

وَتَوسيعي لِذي عَجزٍ وَضَفنِ

أَقي حَسبي بِهِ وَيَعِزُّ عِرضي

عَلَيَّ إِذا الحَفيظَةُ أَدرَكَتني

وَأَعلَمُ أَن سَتُدرِكُني المَنايا

فَإِن لا اِتَّبَعَها تَتَّبِعني

رَأَيتُ المانِعينَ المالَ يَوماً

مَصيرُهُم لالقاء فَدَفنِ

قصيدة “شطت بجمرة دار بعد المام”

كما تم الذكر في الاعلى إن اغلب قصائد و اشعار الشاعر النمر بن تولب عن مدح الرسول صلى الله عليه و سلم ، و لكن له العديد من القصائد الذي تتناول مواضيع مختلفة منها القصائد الحزينة ، و منها القصائد الدينية و القصائد الرومانسية ، فلقد حرص هذا الشاعر على تنوع قصائده .

شَطَّت بَجَمرَةَ دارٌ بَعدَ إلمامِ

نَأَي وَطول بِعادٍ بَينَ أَقوامِ

حَلَّت بِتَيماءَ في قَومٍ إِذا اِجتَمعوا

في الصُبحِ نادى مُندايهِم بِأَشآمِ

وَقَد لَهَوتُ بِها وَالدارُ جامِعَةٌ

بِالخَرجِ فَالنَهي فَالعَوراءِ فَالدَامِ

حَتّى اشتَفى وَشفى مِنها لُبانَتهُ

وَما يَزيدُ شِفاءً غَيرَ اِسقامِ

كَأَنَّ جَمرَةَ أَو عَزَّت لَها شَبهاً

في العَينِ يَومَ تَلاقينا بَأَرمامِ

مَيثاءُ جادَ عَلَيها مُسبَل هَطلٌ

فَامرَعَت لِاِحتِيالِ فَرطَ أَعوامِ

إِذا يَجِفُّ ثَراها بَلَّها ديمٌ

مِن كَوكَبٍ نَزل بِالماءِ سَجّامِ

لَم يَرعَها أَحَدٌ وأربَتّا زَمَناً

فَأوٌ مِنَ الأَرضِ مَحفوفٌ بِأَعلامِ

تَسمَعُ لِلطَيرِ في حافاتِها زَجِلاً

كَأَنَّ أَصواتَها أَصواتُ جُرّامِ

كَأَنَّ ريحَ خُزاماها وَحَنوَتِها

بِاللَيلِ ريحُ يَلَنجوجٍ وَأَهضامِ

أَلَيسَ جَهلاً بِذي شَيبٍ تَذكُرُهُ

مَلهى لَيالٍ خَلَت مِنهُ وَأَيامِ

وَمَنهَلٍ لا يَنامُ القَومُ حَضَرتَهُ

مِنَ المَخافَةِ أُجنٌ ماؤُهُ ظامي

قَد بِتُّ أَحرُسُهُ وَحدي وَيَمنَعُني

صَوتُ السِباعِ بِهِ يَضبَحنَ وَالهامِ

ما كانَ إِلّا إِطِّلاعي في مُدالَجَةٍ

ثُمَّ اِنصِرافي إِلى وَجناءَ مِجذامِ

أَفرَغتُ في حَوضِها صُفناً لِتَشرَبَهُ

في داثِر خَلقِ الأَعضادِ أَهدامِ

فَعافَت الماءُ وَاِستافَت بِمَشفَرِها

ثُمَّ اِستَمَرَّت سَواءُ طَرفِها سامِ

صَدَّت كَما صَدَّ عَمّا لا يَحِلُّ لَهُ

ساقي نَصارى قَبيلِ الفَصحِ قَوامِ

أَرمي بِها بَلَداً تَرميهِ عَن بَلَدٍ

حَتّى أُنيخَت عَلى أَحواضِ ضِرسامِ

قصيدة “سلا عن تذكره تكتما”

تناول الشاعر النمر بن تولب قصيدة سلا عن تذكره تكتما موضوعا عن الحكمة و الموعضة ، و اختار فيها قوافي و اوزان للكلمات متساوية ، و كذلك ركز الشاعر كثيرا على القوافب عند كتابتها ، و لهذا السبب دخلت هذه القصيدة إلي مناهج اللغة العربية لتدريس

الادب

و تحديدا الشعر .

سَلا عَن تَذَكُّرِهِ تُكتَما

وَكانَ رَهيناً بِها مُغرَما

وَأَقصَرَ عَنها وَآياتُها

تُذكّرُهُ داءَهُ الأَقدَما

فَأَوصى الفَتى بِاِبتِناءِ العُلى

وَأَن لا يَخونَ وَلا يَأثَما

وَيَلبِسُ لِلدَهرِ إجلالَهُ

فَلَن يَبنِيَ الناسُ ما هَدَّما

وَإِن أَنتَ لا قَيتَ في نَجدَةٍ

فَلا يَتَهَيَّبكَ أَن تَقدُما

فَإِنَّ المَنِيَّةَ مَن يَخشَها

فَسَوفَ تَصادِفُهُ أَينَما

وَأَن تَتَخَطّاكَ أَسبابُها

فَإِنَّ قُصاراكَ أَن تَهرَما

وَأَحبِب حَبيبَكَ حُبّاً رُوَيداً

فَلَيسَ يَعولُكَ أَن تَصرَما

فَتُظلَمَ بِالودِّ مِن وَصلِهِ

رَقيقٌ فَتَسفِهِ أَو تَندَما

وَأَبغض بَغيضكَ بُغضاً رُوَيداً

إِذا أَنتَ حاوَلتَ أَن تَحكُما

فَلَو أَنَّ مِن حَتفِهِ ناجِياً

لَأَلفَيتُهُ الصَدَعَ الأَعصَما

بِإِسبيلَ أَلقَت بِهِ أَمُّهُ

عَلى رَأَسِ ذي حُبكَ أَيهَما

إِذا شاءَ طالَعَ مَسجورَةٍ

تَرى حَولَها النَبعَ وَالساسَما

يَكونُ لِأَعدائِهِ مَجهَلاً

مَضَلّاً وَكانَت لَهُ مَعلَما

سَقَتها الرَواعِدُ مِن صَيّفٍ

وَإِن مِن خَريفٍ فَلَن يَعدَما

أَتاحَ لَهُ الدَهرُ ذا وَفضَةٍ

يُقَلِّبُ في كَفِّهِ أَسهُما

فَراقِبهُ وَهوَ في قَترَةٍ

وَكانَ يَرهَبُ أَن يَكلَما

فَأَرسَلَ سَهماً لَهُ أَهزَعاً

فَشَكَّ نَواهِقَهُ وَالفَما

فَريغُ الغِرارُ عَلى قَدرِهِ

وَما كانَ يَرهَبُ أَن يُكلَما

فَظَلَّ يَشِبُّ كَأَنَّ الوَلو

عَ كانَ بِصِحَّتِهِ مُغرَما

أَتى حِصنَهُ ما أَتى تُبَّعاً

وَأَبرَهَةَ المَلِكَ الأَعظَما

لُقَيمُ بنُ لُقمانَ مِن اِختِهِ

قصيدة “تأبد من اطلال جمرة مأسل”

تَأَبَّدَ مِن أَطلالِ جَمرَةَ مَأسَلِ

وَقَد أقفَرَت مِنها شَراءٌ فَيَذبُل

فَبُرقَة أَرمام فَجَنبا مُتالِعٍ

فَوادي سليل فَالنَدِيُّ فَأَنجَل

وَمِنها بَأَعراضِ المَحاضِرِ دِمنَة

وَمِنها بِوادي المُسلهمة منزِلُ

أَناةَ عَلَيها لُؤلُؤٌ وَزَبَرجَدٌ

وَنَظمٌ كَأَجوازِ الجَرادِ مُفَصَّلِ

يُرَبِّتُها التَرعيبُ وَالمَحضُ خِلفَةً

وَمَسكٌ وَكافورٌ وَلُبنى تَأكُلُ

يُشَنُّ عَلَيها الزَعفَرانُ كَأَنَّهُ

دَمٌ قارِتٌ تُعلى بِهِ ثُمَّ تُغسَلُ

سَواءٌ عَلَيها الشَيخُ لَم تَدرِ ما الصَبا

إِذا ما رَأَتهُ وَالأُلوفُ المُقَتَّلُ

وَكَم دونَها مِن رُكنِ طَودٍ وَمَهمَهٍ

وَماء عَلى أَطرافِهِ الذِئبُ يَعسِلُ

وَدَسَّت رَسولاً مِن بَعيدٍ بِآيَةٍ

بِأَنَّ حَيِّهم وَاِسأَلهُم ما تَمولوا

فَحُيّيتِ مِن شَحطٍ فَخَيرُ حَيثِنا

وَلا يَأمَن الأَيامُ إِلّا مُضَلَّلُ

لَعَمري لَقَد أَنكَرتُ نَفسي وَرابَني

مَعَ الشَيب أَبدالي الَّتي أَتَبَدَّلُ

فُضولٌ أَراها في أَديميَ بَعدَ ما

يَكونُ كِفافَ اللَحمِ أَو هُوَ أَفضَلُ

كَأَنَّ مَحَطّاً في يَدَي حارِثِيَّةٍ

صَناعٍ عَلَت مِنّي بِهِ الجِلد مِن عَلُ

وَقَولي إِذا ما غابَ يَوماً بَعيرُهُم[1]