كلمات قصيدة السيف الاجرب كاملة للامام تركي بن عبدالله
ما هو السيف الأجرب
إن السيف الأجرب يُعتبر واحد من السيوف الهامة التي تم استخدامها في تاريخ المملكة العربية السعودية، والسيف يرجع إلى الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود الذي أسس الدولة السعودية الثانية وقد توفاه الله عام 1249هـ، ومن الجدير بالذكر أنه وعلى ما يبدو أن السيف تم تلقيبه بالسيف بالأجرب نتيجة لأن هناك صدأ بائن عليه.
وقد قال المؤرخ عثمان بن بشر وهو يصف الأحوال في المملكة العربية السعودية بعد سقوط الدرعية عام 1233هـ: “فلم تزل هذه المحن على الناس متتابعة وأجنحة ظلامها بينهم خاضعة حتى أتاح الله لها نورًا ساطعًا وسيفًا لمن أثار الفتن قاطعًا، فسطع به من كشف الله بسببه المحن وشهره من غمد في رؤوس أهل الفتن، الوافي بالعقود تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، أسكنه الله تعالى إلى أعلى الجنان وتغمده بالمغفرة والرضوان”.
ومن الشهير بالمصادر القديمة أن طائر اليمامة كان من المصادر المعروفة في صناعة السيوف، فكانت السيوف الحنيفية معروفة لدى العرب والتي يرجع نسبها لقبيلة بني حنيفة، أما السيوف القساسية فتُنسب لجبل قساس بعالية نجد، ولذا فإن السيوف المحلية والمحافظة عليها اشتهرت عند القادة والفرسان.
وقد ذُكر بصحيفة أم القرى في تاريخ 4/5/1349هـ أحد الأبحاث حول سيوف آل سعود وكان من بينها سيف الأجرب، فضلًا عن غيرها من السيوف المتوارثة والمحفوظة لدى آل سعود، وتم الإشارة لعدد من السيوف التي انتقلت إلى المملكة العربية السعودية وتمتلك تاريخ عريق، في حين لم يقم البحث المنشور بالإشارة لمصدر السيف الأجرب الذي يظهر وأنه كان أحد السيوف المحلية. [1]
أهمية السيف الأجرب
إن أهمية ذلك السيف تكمن في اعتباره هو السيف الخاص بمؤسس ثاني دولة سعودية، كما أنه ارتبط ببطولات مالكه الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، ولذا فإن الأسرة المالكة قدمت له العناية الخاصة، وقد تم ذكر روايات عديدة في انتقال السيف الأجرب لدولة
البحر
ين، إذ قال البعض أن من نقله يكون الملك عبد العزيز، وقال البعض الأخر أنه الإمام سعود بن فيصل بن تركي، وذكر غيرهم أنه الأمير محمد بن سعود بن فيصل من غير الإشارة لمصدر هذه الروايات، بينما أن عبد الله فيلبي أشار في كتابه (الذكرى العربية الذهبية) إلى كون الملك عبد العزيز تكلم عن السيوف الخاصة بحكام الدولة السعودية، وقال أن السيف (الأجرب) من هذه السيوف وأن الإمام عبد الله بن فيصل قدمه هدية لأسرة آل خليفة بدولة البحرين.
قصيدة السيف الأجرب كاملة
قد أُنسب إلى الإمام تركي بن عبدالله قصيدة ذكر بها العديد من الأعمال التي عملها حتى يُعيد تأسيس الدولة وكذلك الأوضاع السائدة جديدًا بعد أن تحقق هذا، وقد أشارت القصيدة للسيف الأجرب الذي قام بذكره الإمام تركي على أنه (الخوي) ومعناه الصاحب الذي كان برفقته عندما قام بتحقيق هذه الانجازات التاريخية بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ولقد وردت هذه القصيدة بالعديد من الصيغ الغير دقيقة، وأقرب صيغة قد وردت بها القصيدة بمجموع نبطي قديم هي: [1]
طـار الكرا عن مقلة العين فرى *** فزيت من نومي طرا لي طواري
وأبديت من جاش الحشا ما تذرا *** واسهرت من حولي بكثر الهذاري
خطٍ لفاني زاد قلبي بحرى *** من شاكيٍ ظيم النيا والعزاري
سر يا قلم واكتب على ما تورى *** واكتب جوابٍ لابن عمي مشاري
شيخ ٍ على طرق الشجاعة مظرى *** من لابـة ٍ يوم الملاقـى ظواري
ياما سهرنا حاكم ٍ ما يطرى *** واليـوم دنيـاً ضاع فيها افتكاري
تشكي لمن يبكي له الجود طرى *** ظـرّاب هامـات العـدا مـايداري
يـاحيف ياخطو الشجاع المضرّا *** في مصر مملوكٍ لحمر العتاري
من الزاد غادٍ له سنامٍ وصرّا *** من الذل شبعان من العـز عـاري
وش عـاد لو تلبس حريرٍ يجرّا *** ومـتوّج ٍ تاج الذهـب بالـزراري
فـ دنياك يابن العم هذي مغرّا *** ولاخير في دنيـا تـورّي العزاري
تسقـيك حلو ٍثم تسـقيك مرّا *** ولـذ اتـها بين البـرايا عـواري
إكفـخ بجنحان السعد لاتدرّا *** فـا لعمر ما ياقـاه كثر المـداري
مـافي يد المخلوق نفع وضرّا *** مـا قدر الباري على العبد جاري
وإسلم وسلم لي على من تورّا *** وأذكر لهم حالي وماكان جـاري
إن سـايلوا عني فحالي تسرّا *** قـبقـب شراع العز لو كـنت داري
يوم ان كلٍ من عميله تبرى *** ونجدٍ غدت باب بليا سواري
نعم الرفيق إلى سطا ثم جرّا *** يـودع مناعـير النـشامى حـباري
رميت عني برقع الذل بـرى *** ولاخـير في من لايدوس المحـاري
يبقى الفخر وأنا بقبري معرّا *** وأفـعال تـركي مثل شمس النهاري
أحصنت نجد عقب ماهي تطرّا ***مصيونة عن حر لفـح الضـواري
نزلتها غصبٍ بخير وشرى *** وجمعت شـمل بالقـرايا و قـاري
والشرع فيها قد مشى واستمرّا *** ويقـرا بنا درس الضحى كل قـاري
زال الهوى والغيّ عنها وفرّا *** ويقضي بها القاضي بليـا مصاري
وإن سلت عمن قال لي لاتزرّا *** نجـد غدت باب بـليـا سواري
ومن آمن الجاني كفى ماتحرّا *** وتـازي حريمة بالقـرايا وقـاري
واجهدت في طلب العلا لين قرّى *** وطاب الكرا مع لابسات الخزاري
ومن غاص غبات البحر جاب درى *** وحمد مصابيح السرا كل ساري
أنا احمد اللي جابها ما تحرى *** واذهب غبار الذل عني وطاري
واحصنت نجدٍ عقب ماهي تطرى *** مصيونة عن حر لفح المذاري
والشرع فيها قد مشى واستمرى *** يقرا بنا درس الضحى كل قاري
وزال الهوى والغبن عنها وفرى *** ويقضي بنا القاضي بليا مصاري
ولا سلت عن من قال لي لا تزرى *** حطيت الأجرب لي خويٍ مباري
نعم الصديق ليا صطا هم جرى *** يودع مناعير النشاما
حب
اري
شرح قصيدة السيف الاجرب للامام تركي بن عبدالله
إن مضمون تلك الأبيات يُشير إلى أن تلك القصيدة تم قولها بعام 1240هـ، بعد أن استطاع الإمام تركي بن عبدالله أن يطرد الحاميات العثمانية من نجد، وقبل أن يأتي الأمير مشاري بن عبدالرحمن ابن عمه من مصر، إذ حثه بها على أن يهرب ويعود بعد أن تستقر الأمور، وقد أشارت القصيدة بأن الإمام تركي يخاطب ابن عمه بتلك الأبيات بسبب إتيان رسالة من قبل الأمير مشاري بن عبدالرحمن وهو يشتكي من معاناته في دولة مصر.
وكذلك قد جاء لدى منديل الفهيد أبيات تم نسبها إلى الإمام تركي والتي اشتملت كذلك على إشارة إلى السيف الأجرب ويصفه بالخوي أي (الصاحب)، وقام بتحديد الموقع الذي كان مُختبئًا فيه وحده وهي:
“جلست في غار على الطرق كشاف على طريقٍ نايفٍ في عليه
وطويق غرب وكاشفٍ كل الاطراف وخذيت به وقتٍ وله قابليه
مع الخوي (الأجرب) على كل حواف في يد شجاعٍ ما تهبي ضويه
قطاع بتاعٍ ولاني بخواف وبدبرة الله مانهاب المنيه
ولامن ضربت الدرب بالفعل ننشاف ونقايس الدنيا وبقعا صبيه”