ما هي فوبيا الخيانة ؟ ” اسبابها وأعراضها
إننا جميعًا مختلفون فيما يتعلق بالثقة بالآخرين، خاصةً في مجال العلاقات العاطفية. من أجل بعض الأشخاص، يمكن أن تأتي الثقة بسهولة وبسرعة، ومن أجل الأشخاص الآخرين، القدرة على الثقة بشخصٍ ما من الناحية العاطفية هي أمر أشبه بالمهمة المستحيلة.
ما هي فوبيا الخيانة
فوبيا الخيانة هي الفوبيا من الأذية العاطفية التي يمكن أن تنجم عن الطرف الآخر في العلاقة العاطفية. الفوبيا هي اضطراب قلق مستمر، وهو خوف غير طبيعي وغير عقلاني من شخص، وضع، حيوان، أمر أو نشاطٍ ما. في أغلب الأحيان، لا يكون هناك مصدر للخوف أو الخطر، لكن الشخص المصاب بالفوبيا سيقوم بتضخيم الأمور في عقله وتجنب الشخص، الأمر أو النشاط الذي يسبب له الفوبيا مهما كلف الأمر.
الفوبيا، بغض النظر عن نوعها، يمكن أن تعطل الحياة الروتينية، وتؤدي للإجهاد في العلاقات وتحد من القدرة على العمل ويمكن أن تقلل أيضًا من التقدير الذاتي. لا يوجد أبحاث مخصصة حول فوبيا الخيانة. إنما تصنف تحت الرهاب المحدد. الرهاب المحدد شائع إلى حدٍ ما. وفقًا للمؤسسة الوطنية للصحة العقلية، حوالي 12.5% من الأمريكان عانوا من الرهاب المحدد في مرحلة ما من حياتهم.
فوبيا الخيانة هي فوبيا الثقة بالآخرين وغالبًا ما تكون ناجمة عن اذية عاطفية شديدة أو إنهاء جاف لعلاقة سابقة. وكنتيجة لهذه الإصابة، يمتلك الشخص خوفًا من التعرض للأذية العاطفية مجددًا ويتجنب الانخراط في علاقة أخرى كي يحمي نفسه من الإصابات العاطفية مستقبلًا. لكن عندما يقوم الشخص بتجنب العلاقات، يمكن أن ينتهي به الأمر بتجنب العلاقات التي يمكن أن تكون إيجابية بشكل كبير.
أعراض فوبيا الخيانة
أعراض فوبيا الخيانة يمكن أن تشابه أعراض الفوبيا الأخرى، لكن يمكن أ، تكون محددة أكبر بالعلاقات مع البشر. بشكل عام، أعراض الفوبيا يمكن أن تتضمن:
- الخوف أو الهلع، والذي قد يكون شديدًا، ومستمرًا، وغير عقلاني إلى حد الذعر.
- الرغبة القوية في تجنب الأحداث التي قد تثير الفوبيا أو الأشخاص أو المواضيع
- ضيق التنفس
- تسارع ضربات القلب
- الرجفان
من أجل الأشخاص المصابين بالفوبيا، يمكن أن يعانوا من الأعراض التالية
- تجنب المحادثات أو التفاعل مع الأشخاص الذين يمكن أن ينخرطوا معهم في علاقة عاطفية
- الانسحاب أو تجنب العلاقات
- عدم الاستجابة إلى المحاولات من قبل شخص آخر للدخول في علاقة عاطفية أو إلى المواعدة
- القلق أو الرغبة في التخلص من المحادثات التي تكون غير مريحة، خاصةً إذا كانت حول العلاقات العاطفية، المواعدة أو على الزواج.
هذه السلوكيات تعد غير آمنة من أجل الأشخاص الذين يعانوا من فرط الحساسية، وهؤلاء الأشخاص يكونوا شديدي اليقظة حول السماح لأنفسهم بالانخراط في علاقة عاطفية أو المشاركة في السلوكيات التي من المحتمل أن تؤدي إلى علاقة أعمق.
أسباب فوبيا الخيانة
مثل جميع أنواع الفوبيا الأخرى، تنجم فوبيا الخيانة عن شخص ما، أو حدث معين. العديد من الأشخاص عانوا في الماضي من تجارب عاطفية سابقة شعروا فيها بأذية شديدة أو الخيانة أو الرفض. كنتيجة لذلك، يمكن أن يعيش هؤلاء الأشخاص في قفص علاقاتهم السابقة، ويمكن أن ينتهي بهم المطاف إلى تجنب جميع العلاقات.
يمكن ألا تكون هذه الفوبيا ناجمة عن علاقة سيئة في الماضي، إنما مع ذلك، قد لا يزالوا يعانوا من قلق هائل، وتدني احترام الذات، والخوف من أنه إذا تعرف عليهم أي شخص، فسوف يقوم في النهاية برفضهم أو خيانتهم.
وإن المشاعر التي تحدث بسبب تجربة سيئة أو علاقة مؤلمة تؤدي إلى تفاقم أفكار الرفض والخيانة والأذى والحزن والغضب والسيطرة على الشخص. جميع هذه الأفكار السلبية يمكن أن تنجم عند التفكير بالانخراط بعلاقة مع أي شخص آخر.
تشخيص فوبيا الخيانة
يجب أن يتم تشخيص فوبيا الخيانة، أو أي نوع آخر من الفوبيا، من خلال خبير صحي في الأمراض النفسية. لكن إلى الآن، لم يتم تضمين رهاب الخيانة في أحدث إصدار من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) كتشخيص رسمي. لذلك ، من المرجح أن يفكر الطبيب في معايير التشخيص من الدليل التشخيصي والإخصائي للاضطرابات العقلية DSM-5 لفوبيا معينة ، والتي تسرد خمسة أنواع مختلفة من الرهاب المحدد:
- رهاب الحيوانات
- رهاب البيئة الطبيعية
- رهاب إصابة حقن الدم
- رهاب ظرفي
- أنواع الرهاب الأخرى
يمكن أن يطرح الطبيب عدة أسئلة متعلقة بالاضطراب الحالي، من ضمنها مدة الإصابة بالفوبيا ومدى شدتها. يمكن أن يقوم أيضًا بالسؤال عن التاريخ العائلي، والقصة المرضية الأخرى، والأحداث السابقة المؤلمة التي عانى منها المريض في السابق، حيث من الممكن أن تكون هذه الفوبيا ناجمة عنها.
أي أمر يتعارض مع قدرة الشخص على المشاركة الكاملة في جانب واحد أو أكثر من جوانب الحياة يعتبر رهابًا في علم النفس. يتم تشخيص الرهاب عندما يستمر لأكثر من 6 أشهر ويؤثر على المريض في عدة مجالات من حياته ؛ رهاب الخيانة ليس خاصًا بعلاقة واحدة ، إنما يشمل جميع العلاقات العاطفية.
علاج رهاب الخيانة
العلاج، يمكن أن يساعد في جميع أنواع الفوبيا، يمكن أن يندرج العلاج من العلاج السلوكي المعرفي، مثل التعرض ومنع الاستجابة إلى العلاج الديناميكي النفسي. تمامًا كما يعمل الطبيب مع الأشخاص الذين يعانوا من رهاب العناكب أو
رهاب المرتفعات
، يبدأ الطبيب بالعلاج من خلال تعريض المريض بشكل تدريجي إلى مخاوفهم حيث يقوم تدريجيًا باكتساب التحمل وتجاهل الخوف.
عندما يعمل الأطباء مع الأشخاص الذين يعانون من الرهاب، فإنهم غالبًا ما يركزون على تعديل السلوك كوسيلة لإعادة تشكيل الطريقة التي ينظر بها الشخص أو يفكر في موقف أو شيء معين مرتبط بالخوف أو الكارثة. أي من المرجح أن يبدأ الطبيب الذي يعمل مع مريض يعاني من رهاب الخيانة بشكل صغير وتدريجي من خلال مطالبته بتصور ما سيكون عليه الحال في علاقة رومانسية وتشجيعه على التحدث من خلال التجربة مع الطبيب الحالي. من خلال القيام بذلك، يمكن للطبيب مساعدة المريض على تطوير مهارات التأقلم أو طرق التهدئة الذاتية عندما يبدأ القلق أو الخوف.
قد تتضمن الطرق الأخرى لعلاج الرهاب الأدوية إذا كان المريض يعاني من حالات صحية عقلية أخرى، مثل القلق أو الاكتئاب.
إنذار فوبيا الخيانة
علاج الفوبيا يمكن أن يكون مفيدًا مع
الوقت
والعمل. الحصول على العلاج والدعم الكافي من أجل الأنواع المعينة من الفوبيا مثل فوبيا الخيانة لا يساعد فقط في الشفاء إنما يساعد أيضًا على استعادة الثقة بالآخرين، وهو مهم في الحفاظ على الصحة الكلية. هناك دراسة أجريت عام 2016 وجدت أن الأشخاص الذين يعانوا من فوبيا معينة يمكن أن يزداد لديهم خطر الإصابة بأمراض معينة، مثل:
- الامراض التنفسية
- أمراض القلب
- الأمراض الوعائية
لكن إنذار فوبيا الخيانة إيجابي، التزام الشخص بالعلاج والعمل مع مشرف الرعاية الصحية يمكن أن يساعد في علاج الاضطرابات المترافقة مع رهاب الخيانة.
تلخيص رهاب الخيانة
يمكن أن يتداخل رهاب الخيانة مع قدرة الشخص على التواصل وإقامة العلاقات العاطفية مع الأشخاص الآخرين. عند معرفة السبب المؤدي لذلك، يمكن إيجاد الطرق من أجل الثقة بالآخرين والدخول في علاقة صحية مجددًا. [1]