ما هي السنن الكونية ؟ ” والسنن الشرعية ؟ بالأمثلة
تعريف السنة الكونية
السنة الكونية هي وقت لازم لدوران الأرض حول الشمس مرة واحدة، مقدار تلك السنة حوالي 365 وربع يوم، هذا الرقم من الأرقام الضرورية فهو يساعد على معرفة مواقيت الفصول الموسمية، في حالة إذا كانت السنة هي سنة كبيسة فهذا يعني أن السنة سوف تكون مكونة من 366 يوم، بالإضافة إلى ذلك توجد العديد من أنواع السنين في الفيزياء ومنها السنة الشمسية والتي يبلغ طولها 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، كما تسمى تلك السنة أيضًا بسنة الفصول.
وتختلف السنة الكونية عن التقويم الكوني حيث يعتبر التقويم الكوني هو مقدر 13.7 مليار سنة كونية، وتم حساب السنة الكونية بداية من حادث الانفجار العظيم ومن خلال حسابات العلماء تم حساب عمر الأرض حسب التقويم الكوني وعمر الأرض هو 434 سنة و1.57 مليون سنة على الساعة و37.7 مليون سنة في اليوم.[1]
سنن الله في الكون
وجود
الذات الإلهية
هو أمر مفروغ منه وليس عليه نقاش، لكن توجد بعض الأمور التي يواجهها ويراها المسلم في حياته اليومية تأكد مرارًا وتكرارًا على تلك الحقيقة المُسلم بها، بالرغم من أن الإيمان بالله سبحانه وتعالى من الأمور السهلة نسبيًا إلا أن رحلة البحث عن الحقيقة من الأمور التي لا يراه الكثير سهلة.
يوضح لنا القرآن الكريم جوانب الإنسان وهي القلب والعقل الروح ويتم استخدام كلًا منهما جنبًا إلى جنب حتى يستطيع الإنسان أن يصل إلى حالة من اليقين في الإيمان، وحالة اليقين تلك تأتي من خلال السنن الإلهية التي وضعها الله سبحانه وتعالى حتى تساعدنا في الحصول على أجوبة الأسئلة التي تطرق في بالنا دائمًا.
من سنن الله سبحانه وتعالى في الكون أولًا وجودنا على مسافة مناسبة من الشمس وهو من إحدى الأمور التي تساعدنا في السيطرة على درجات الحرارة على كوكب الأرض بالإضافة إلى تلك المسافة يوجد الضغط الجوي الذي يساعد في تخفيض الحرارة الآتية من الشمس بالإضافة إلى حفاظه على الماء السائل الموجود على سطح الأرض.
فيزياء سنن الله في الكون
تؤكد لنا أن الأشخاص الذين يزعمون أن وجود الكون ما هو إلا أمر عبثي ليس صحيح؛ نظرًا إلى النظام الذكي الذي ما هو عليه الكون الذي نعيش فيه، إذا اعتبرنا أن النجوم والمجرات الموجودة في الكون حصلت عن طريق الصدفة، فمن غير المُصدق أن تلك الهندسة الفيزيائية وهذا النظام فائق الذكاء مجرد صدفة أيضًا.
أثبتت مجموعة من الدراسات أن هناك مجموعة كبيرة من الكواكب الصخرية التي تدور على مسافة تم تحديدها بصورة ممتازة من نجومها المركزية فمن من الممكن أن يكون وضح نفس المسافة لجميع تلك الصخور، بالإضافة إلى ذلك بدأ الكثير من العلماء في اكتشاف القدرات التكنولوجية التي تساعد في اكتشاف الأجواء الخارجية وترتيب العوالم الصغيرة وكيف تقوم الهندسة الربانية التي أنشأها الله سبحانه وتعالى لنا.
خصائص سنن الله في الكون
السنن الإلهية
هي التي توضح لنا قدرة الله سبحانه وتعالى في خلق الكون وتساعدنا معرفة تلك السنن في الوصول إلى حالة من اليقين في الإيمان لأن تلك السنن تثبت لنا مرارًا وتكرارًا مدى قدرة الله سبحانه وتعالى في خلقه، ومن تلك الخصائص هي الثبات، يعتبر الثبات من أول الخصائص التي يتميز بها الكون، فالقوانين التي تحكم الكون دقيقة وصارمة بشكل غير معقول.
من غير الممكن أن نجد قطة تلد حيوان آخر من فصيلة أخرى أو امرأة تلد حيوانًا، كل شئ في الكون لا يمكن أن يكون عبثيًا فهناك قوانين مُحكمة موضوعه من الله سبحانه وتعالى، من خصائص السنن الإلهية الأخرى الموجودة في الكون هي الشمولية، تعني الشمولية أن سنن الله في الكون تخص جميع الكائنات الحية الموجودة على الأرض، فلا يمكن أن يوجد كائن واحد لا يخضع إلى قوانين الله سبحانه وتعالى.
الخاصية الثالثة ألا وهي التكرارية وتفيد تلك الخاصية أن القوانين مُطبقة في جميع الأزمان والعصور التي تمر على الكون، حيث أن القوانين التي تُطبق على عصر الإنسان البدائي هي التي تُطبق أيضًا على الإنسان العصري، لذلك سنن الكون مستمرة وصارمة وشاملة لجميع الكائنات الحية.
أنواع السنن الإلهية
السنن الإلهية هي الأمور التي يقوم الله سبحانه وتعالى بها في حق العباد وهي تختلف عن السنن الكونية، حيث تعتبر السنن الكونية هي مجموعة من القوانين التي تحكم الكون، أما السنن الإلهية فهي تعني الأمور التي يقوم بفعلها الله سبحانه وتعالى في جميع المواقف المٌشابهة ومنها مثلًا نصر الصالحين وتلك السنة قال الله تعالى في القرآن الكريم عنها { وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيًا وَلاَ نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّهِ الَتِى قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا } (الفتح : 23).
من السنن الإلهية عقاب الظالمين في الأرض، فإن الله سبحانه وتعالى لا يترك الظالمين بدون حساب قال الله سبحانه وتعالى { سْتِكْبَارًا فِى الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلاَ يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا } (فاطر : 43).
بالإضافة إلى أمثلة السنن الإلهية فإنها تحمل ذات خصائص السنن الكونية، الله سبحانه وتعالى ينصر الصالحين في جميع الأزمان والأماكن، كما يعذب الظالمين ويأتي بحق المظلومين ولا يقف الأمر حول الزمان أو المكان، ومن سنن الإلهية أيضًا هي الوحدة وتعني الوحدة هي وحدة جميع محتويات الكون لهدف واحد وهو خدمة الإنسان وبالرغم من وجود الليل والنهار فهو للتنوع وليس للاختلاف أو الإنفصال.
السنن الشرعية
السنن الشرعية هي كل ما أمر الله به سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم، فالصلاة والصوم والزكاة والمعاملة الطيبة فهي جميعها من السنن الشرعية، أما السنن الكونية هي جميع القوانين التي وضعها الله سبحانه وتعالى لإحكام الطبيعة الكونية، إشراق الشمس من المشرق أو ذهاب الشمس من المغرب جميع تلك القوانين هي السنن الكونية.
أمثلة من سنن الله في الكون
آمن بعض الناس بما يسمى بالصدفة وأن الكون ما هو إلا مجموعة من الأحداث التي حدثت عن طريق الصدفة فقط، ولكن هناك الكثير من الأمثلة التي تجعلنا نُعيد التأمل في مدى قدرة الله سبحانه وتعالى في خلق الكون، والقول بأنها مجرد صدفة من الأقاويل المستحيلة التي لا يمكن تصديقها ومن تلك الأمثلة قول الله سبحانه وتعالى { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ }.
تتجلى في تلك الصور قدرة الله سبحانه وتعالى في خلق الشمس والقمر، والعظمة الإلهية في تناوب الليل والنهار، كما تتجلى قدرة الله سبحانه وتعالى في خلق الهواء وجعل هذا الهواء سبب في حياة الكائنات الحية الموجودة على الأرض، بالإضافة إلى ذلك أنه خلق كثافة هواء من الممكن أن تحرق النيازك والشهب الموجودة في الغلاف الجوي، فالهواء في تلك الحالة يكون سببًا في حياة الكائنات الحية وموت النيازك في آن واحد.
بالإضافة إلى ما ذُكر، قدرة الله سبحانه وتعالى ما زالت تتوالى وتأتي في صورة بصمات الأصابع، جعل الله سبحانه وتعالى لكل إنسان علامة مميزة له عن غيره، ومن المستحيل أن يكون هناك شخصين على وجه الأرض لهم نفس البصمة، من الأمور الأكثر تعجبًا أيضًا هو أن البصمة تتكون على أصبع الجنين منذ وجوده في بطن أمه، كأن الله سبحانه وتعالى يُميز الإنسان قبل وجوده.
ومن أمثلة السنن الكونية الموجودة في سورة الأنعام قول الله تعالى { وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظُلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون }، ومن الآيات الأخرى التي توضح لنا قوانين الله سبحانه وتعالى في الكون قول الله سبحانه وتعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }. [2]