هل تعلم ” اعظم شهادة في القرآن الكريم “


أعظم شهادة في القرآن الكريم


القرآن الكريم هو كتاب الله الذي أرسله للبشرية هداية لهم، أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ليهدي به الناس، وتضمن القرآن الكريم الأحكام، والتشريعات، والهدايات، والمواعظ، التي تعلم الناس، وتهديهم، والمتدبر في القرآن الكريم قد يبادر بسؤال قد يدور في الذهن وهو هل تعلم ” أعظم شهادة في القرآن الكريم “، والإجابة بمنتهى الوضوح موجودة في سورة آل عمران، إن أعظم شهادة في القرآن الكريم هي التي وردت في سورة آل عمران وهي


﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلۡعِلۡمِ قَاۤىِٕمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ * إِنَّ ٱلدِّینَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَـٰمُۗ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡیَۢا بَیۡنَهُمۡۗ وَمَن یَكۡفُرۡ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِیعُ ٱلۡحِسَابِ * فَإِنۡ حَاۤجُّوكَ فَقُلۡ أَسۡلَمۡتُ وَجۡهِیَ لِلَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِۗ وَقُل لِّلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡأُمِّیِّـۧنَ ءَأَسۡلَمۡتُمۡۚ فَإِنۡ أَسۡلَمُوا۟ فَقَدِ ٱهۡتَدَوا۟ۖ وَّإِن تَوَلَّوۡا۟ فَإِنَّمَا عَلَیۡكَ ٱلۡبَلَـٰغُۗ وَٱللَّهُ بَصِیرُۢ بِٱلۡعِبَادِ * إِنَّ ٱلَّذِینَ یَكۡفُرُونَ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ وَیَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِیِّـۧنَ بِغَیۡرِ حَقࣲّ وَیَقۡتُلُونَ ٱلَّذِینَ یَأۡمُرُونَ بِٱلۡقِسۡطِ مِنَ ٱلنَّاسِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِیمٍ * أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِینَ ) [آل عمران من 18 إلى 22].


ولكن ما معنى الآيات وما الذي جعل تلك الآيات أعظم شهادة في القرآن الكريم، إن أهم ما جعل تلك الشهادة هي الأعظم أن من شهد بها هو الله سبحانه وتعالى، ويكفي ذلك لكل عقل وقلب سليم، فكفى بالله شاهدًا ووكيلًا، وهو أصدق، وأعدل الشاهدين، وذلك لأنه الإله الأحد الصمد، الذي لا شريك له .


وقد نال العلماء شرف عظيم بفضل تلك الآية، واستمدوها من عظمة الأية نفسها، كما استمدوها أيضاً من من ذكرهن مقرونين مع الملائكة، شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ [سورة آل عمران:18]، وشهادة الله سبحانه وتعالى كما فسرها العلماء، هي شهادة للبيان، والإعلام، والقضاء، كما أخبر العلماء في تفسيراتهم لتلك الشهادة العظيمة.


وقد جاء في تفسير تلك الشهادة للأمام السعدي أن ذلك يعد تقرير بيان وإعلام من الله تعالى بإعلان وحدانيته سبحانه وتعالى ، بأعظم طريقة في أعظم كتاب، وتلك الشهادة هي شهادة الله سبحانه وتعالى ، وشهادة الملائكة، وشهادة العلماء.


والشهادة لله بوحدانيته سبحانه وتعالى وتوحيد الله، وتفي ما جاء على لسان النصارى من إشراك عيسى بن مريم عليه السلام، في العبادة، و التبرؤ من الكفر والشرك وأهله، ويشهد على ذلك الملائكة كما يشهد عليها العلماء.


وبذلك تكون أعظم شهادة في القرآن الكريم هي الشهادة في الآية الثامنة عشر من سورة آل عمران، في القرآن الكريم، والتي تتحدث عن شهادة وتقرير وبيان الله بوحدانيته، وشهادة ملائكته والعلماء بذلك، لتصبح تلك الشهادة على لسان كل مؤمن، يقرأها في الآيات ويقر بها.


وفي تفسير الإمام البغوي أن هذه الآية جاءت في حبران من أهل نجران، فلما دخلا المدينة المنورة، شبهت لهم بمدينة يعرفون أن منها يخرج نبي آخر الزمان، ودخل الرجلان على النبي صلى الله عليه وسلم، ورأوا فيه وصفه الموجود في الإنجيل، فعرفوه، وسألوه عن اسمه، وسألوه عن أعظم شهادة وأخبروه أنها دليل تصديقهم له فأنزل الله هذه الآية، فأسلم الرجلان.


أعظم آية في القرآن الكريم


إن كلام الله كله عظيم، وآياته، وكذلك القرآن الكريم كله، وربما يكون لبعض السور والآيات فضل على بعضها، وهو ما ورد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، أن هناك من السور والآيات التي لها فضائل ثابتة بنص الحديث، ومن الآيات العظيمة في كتاب الله هذه الآية:


  • ﴿ٱللَّهُ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَیُّ ٱلۡقَیُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ لَّهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِی یَشۡفَعُ عِندَهُۥۤ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا یُحِیطُونَ بِشَیۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦۤ إِلَّا بِمَا شَاۤءَۚ وَسِعَ كُرۡسِیُّهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا یَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡعَظِیمُ﴾ [البقرة 255].


وهذه الآية هي آية الكرسي، والتي وردت في سورة البقرة، في الآية رقم مئتان وخمس وخمسون، والتي تتحدث عن الله وصفاته جل وعلا، وعظمة تلك الآية لها من السنة وحديث النبي صلى الله عليه وسلم دليل، وهو أخرجه أحمد ومسلم، واللفظ له عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله أعظم، قال: قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال فضرب في صدري، وقال: والله ليهنك العلم أبا المنذر. [1]


أعظم سورة في القرآن الكريم


إن أعظم سورة في القرآن الكريم، لهي السورة التي افتتح بها الله سبحانه وتعالى كتابه الكريم، واختارها سبحانه وتعالى لتكون فاتحة الكتاب، وفاتحة الصلاة، ولا تتم بدونها الصلوات، وهي سورة الفاتحة لقوله صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه: “لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد… إلى أن قال له: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته”، رواه البخاري وغيره.


وسورة الفاتحة من الفضائل، ما لا يمكن حصره، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي تشفي القلوب بها، وقد تضمنت جميع المعاني، وجميع الأدعية، وهي شفاء ورقية، وفيها توحيد الله في الأسماء والصفات، والأفعال، وبراءة من أهل الشرك، ومن المغضوب عليهم، وكذلك من الضالين، وتفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر.


وفي أحاديث كثيرة وعديدة للنبي صلى الله عليه وسلم، ما يدل على فضل سورة الفاتحة، وعظمتها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم، ما قاله فيها وفي أنها لم يأتي مثلها في كتب السابقين من كتب اليهود والنصارى. [2]


أعظم آيات القرآن الكريم


آيات القرآن وسوره كلها عظيمة، لا فضل لأحدهما على الآخر. إلا بحديث نبوي، أو باتفاق من العلماء، مع توضيح أسباب عظمتها ومن الآيات التي اتصفت بعظم تأثيرها في النفوس ما يلي


  • یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَیۡءٌ عَظِیمࣱ﴾ [الحج 1]، والآية تتحدث عن يوم القيامة وشدة هذا اليوم ، وما فيه من أهوال، كما تأمر الناس أن يتقوا الله سبحانه، وتعالى مخافة هذا اليوم وما فيه، وقد وصفت الساعة بالعظمة بسبب ذلك.

  • ( كَلَّاۤ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِیَ  وَقِیلَ مَنۡۜ رَاقࣲ  وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلۡفِرَاقُ  وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ  إِلَىٰ رَبِّكَ یَوۡمَىِٕذٍ ٱلۡمَسَاقُ ) ، [القيامة من 26 إلى 30]، والأية شديدة وعظيمة حيث تخبر عن لحظة الوفاة، وشدتها، وحين يفقد الإنسان السيطرة على كل شيء، ويصبح لا شيء، وتخرج الروح من الجسد ، ويعلم الإنسان بدنو أجله، ويشعر بلحظة الفراق.

  • ﴿وَقَالَ ٱلرَّسُولُ یَـٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِی ٱتَّخَذُوا۟ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورࣰا﴾ [الفرقان 30]، والأية شديدة وعظيمة لمن يستشعر معانيها، وميف أن النبي يشكوا إلى ربه هجر العباد القرآن الكريم، وكيف هي مؤلمة أن يعلم الإنسان ويوصف بهجر القرآن، ويكن من الطايفة المشكوة من النبي صلى الله عليه وسلم لربه عز وجل.