ما معنى التفرد في الحديث ؟ ” والفرق بينه وبين الغريب


الفرق بين الحديث الفرد والغريب


علم الحديث هو أحد العلوم الشرعية في الدين الإسلامي، حيث أن العلوم الشرعية متعددة الفروع، ويدخل فيها علم الحديث المعني بقول النبي صلى الله عليه وسلم، وأفعاله، وكل ما تعلق به صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال وتقرير.


وعلم الحديث هو علم لا مثيل له في باقي الشرائع والأديان، فروع العلوم الأخرى، تفرد به وتميز الدين الإسلامي عن غيره، ووصف هذا العلم الرفيع من غير المسلمين، سواء من علماء التاريخ، أو المختصين، بأنه علم عظيم، ذو قواعد وأسس متينة، وبناء فريد في الحكم، والتدوين تفرد به بشكل معجز، أشاد به القاصي والداني، وحفظ به سنة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وحكم على ما ليس من السنة، وما هو بضعيف، وغيره.


ومعنى التفرد الحديث هو الحديث الذي ينقله بعض رواة الأحاديث مع وصفه بالحديث الغريب، وأيضاً الحديث الذي يتفرد فيه بعض من الرواة بأمر ما لا يجد ذكره عند غيره سواء كان ذلك في المتن أو في الإسناد.


فيما يخص ما معنى التفرد في الحديث ؟ ” والفرق بينه وبين الغريب، فإن العلماء المتأخرون لا يضعون فرق واضح بين التفرد والغريب، والعلماء المتاخرون هم العلماء الذين أتوا حديثاً، ولفظ متأخرين نسبة إلى أن الأوائل من العلماء هم المتقدمين.


وهؤلاء العلماء المتأخرين هم الذين يتبنون رؤية ووجهة نظر، أنه لا فرق بين الغريب والتفرد، وذلك لأنهم يرون أن العللم قد يقول، عن حديث مرة أنه حديثًا غريبًا، وحديث أخر أنه حديث فرد.


أما العلماء المتقدمين فقد اختلف الأمر عندهم بعض الشيء عن المتأخرين، فهم يعتبرون الحديث الغريب في اللفظ هو العنوان العام، ويعتبرون التفرد منبثق عنه، بمعنى أن التفرد عندهم هو الغريب المطلق، اما الحديث الغريب عندهم هو الحديث الغريب النسبي.


الحديث الغريب هو الحديث الذي انفرد بالرواية واحد، وأيضاً يرويه وفيه ما يزيد عن من يجمع، وهو يروي ويكتب الحديث ومن هؤلاء كان الحفاظ، مثل الزهري، وأيضاً في أمر السند أو المتن قتادة، ويقسم الحديث الغريب إلى غريب صحيح، غريب ضعيف، ويرى العلماء أن أغلب الغريب هو الحديث الضعيف، ويرى الإمام ابن حنبل أن الحديث الغريب أنها منكره، وعلى أغلبها ضعيف، وغريب حسن.


إذن فإن خلاصة الإجابة على سؤال ما معنى التفرد في الحديث ؟ ” والفرق بينه وبين الغريب أن التفرد هو نقل رواة الحديث بتفرد لم ينقله غيرهم، كما أنه لا فرق بينه وبين الحديث الغريب عند المحدثين المتأخرين، وهو جزء من العام عند المحدثين المتقدمين. [1]


ما هو التفرد أو  الحديث الغريب


وبناء على ما تقدم من إجابة سؤال ما معنى التفرد في الحديث ؟ ” والفرق بينه وبين الغريب، يتضح أن ليس بينهما فرق كبير عند بعض العلماء، أما الحديث الغريب، فيمكن تفصيله في الأتي.


الحديث الغريب في معناه اللغوي هو المتفرد ليس مثيل لأقاربه، أما تعريفه في الاصطلاح فهو، هو الحديث الذي ينفرد بروايته راوي واحد، والمقصود هنا هو الحديث الذي يأتي من طريق راوي واحد ، سواء كان ذلك في واحدة من طبقات السند، أو فيها كلها، أو في بعض منها.


ويسمى الغريب كما سبق البيان بالفرد، او التفرد، عند بعض العلماء وكأن ما بين اللفظين هو ترادف في المعنى، أما بعض العلماء فقد بينوا أنهما مختلفان، وهؤلاء ليسوا كثر بل الأغلبية رأت وحدة بين اللفظين في المعنى اللغوي والاصطلاحي.


وينقسم المتفرد أو الغريب إلى قسمين


  • حديث غريب أو فرد مطلق وهو الذي يصنف بالغريب بسبب السند، حيث يروي الحديث واحد وهو ما يعرف بالسند الواحد.

  • الحديث الفرد نسبياً أو غريب نسبياً، وهو الحديث لأكثر من راوي، وينفرد به أحدهم.


والحديث الغريب أما غريب في روايته، أي غرابة في السند وغرابة في المتن، وهو ما يرويه صحابي واحد فقط، ثم يرويه تابعي عن الصحابي، أو غرابة في السند فقط، وهو الذي يروى بطرق متعددة ثم ينفرد به تابعي واحد فقط،وهناك الحديث الغريب بالنسبة للبلد، فيكون فيه أهل السند كلهم من بلد واحد. [3]


حكم الحديث المتفرد أو الغريب


سبق أنفًا واتضح معنى الحديث المتفرد والغريب، يبقى توضيح هل الحديث الغريب تنطبق عليه أحكام معينة من أحكام الحديث عن غيرها، أم أن جميع أحكام الحديث تنطبق عليه.


أحكام الحديث الغريب هي أحكام الحديث جملة، وهو له درجات من الدرجات العالية، منها حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه “” عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه».


ومنها حديث “”السَّفرُ قِطعةٌ منَ العذابِ يمنَعُ أحدَكم طعامَه وشرابَه وثوبَه ونومَه فإِذا قضَى أحدُكُم نَهمَتَه منْ سَفَرِهِ فلْيَعْجَلْ إلَى أهلِهِ””، الراوي  أبو هريرة وعبدالله بن عمر وأبو سعيد الخدري، ومن المتفرد الغريب أيضاً ما هو في كتاب جامع الإمام الترمذي، ومنه الضعيف وهو الأغلب لذا خذر منه العلماء والأئمة من الغريب المتفرد عامة بسبب سواد الضعيف على غيره، وأما ما يخص أقسام الحديث المتفرد الغريب فهي على قسمان من جهة القبول أو الرد وهما


  • حديث صحيح، يتوجب على المسلم العمل به، كما أنه يصح أن يستدل به ويحتج به أيضًا، وهو حسن وصحيح، آحاد ومتواتر ومشهور، وهو نفس خبر الآحاد، ويأخذ أحكامه.

  • حديث ضعيف، وهو حديث ضعيف لا يؤخذ به، ولا يمكن أن يعتبر حجة، عند أهل العلم، ومنه الموضوع، ولا يجوز الاحتجاج به، ولا يعتبر المحدثين به دليل أو عمل. [2]


مصنفات ومؤلفات الحديث الغريب


صنفت العديد من المؤلفات والكتب والمصنفات في علم الحديث، وفي الغريب منه خاصة، واعتنى في كل زمان به بعض من المحدثين، وأولوه العناية والكتابة فيه، ومن تلك الكتب والمصنفات، وهي التي تعني بغريب المتن في الحديث، وغريب اللفظ فيه، والتي أتت على الترتيب التالي، لا تشمل بالطبع كل ما كتب فيه لكنها على الأغلب شملت العدد الأغلب ممن ألف في هذا العلم، وسقطت أسماء قليلة جداً.


  • وكان أول هذه المصنفات لأبو عبيدة معمر بن المثني.

  • ثم جاء من بعده أبو الحسن النضر المازني.

  • عبد الملك بن قريب الأصمعي.

  • محمد بن المستنير.

  • غريب الحديث والأثر لأبي عبيد القاسم.

  • غريب الحديث لأبي محمد عبد الله بن مسلم قتيبة.

  • الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي الحافظ.

  • المبرد اللغوي، محمد بن القاسم الأنباري.

  • غريب الحديث للإمام الخطابي البستي.

  • السائر في غريب القرآن والأحاديث لأبي عبيد أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الهروي.

  • الفائق في غريب الحديث للإمام أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري جار الله.

  • أبو بكر محمد بن أبي بكر الأصفهاني.

  • أبو الفرج ابن الجوزي.

  • النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين بن محمد الشيباني أو ابن أثير، وهو بالفعل نهاية للمصنفات المعتبرة. [4]