نظرية العوالم المتوازية .. وهل هي موجودة حقاً ؟

متعدد الأكوان في نظرية العوالم المتعددة


حقيقة نظرية الأكوان المتعددة

هى اعتقاد لدى الفيزيائي هيو إيفرت أن الأكوان متعددة ويوجد أكوان آخرى مُشابهة للكون الذي نعيش فيه، وأصبحت مع الوقت ظاهرة مُتعارف عليها وجاءت الكثير من التفسيرات لتلك الظاهرة الميكانيكية والتي تُشير إلى وجود أكوان مُتعددة مُرتبطة بالكون الذي نعيش فيه، هيو إيفرت هو أول من أقترح تلك النظرية في عام 1957، أطلق عليها العالم الفيزيائي عوالم الستينيات والسبعينيات.

تشير تلك الظاهرة إلى إنهيار الدالة الموجية عن طريق آلية فك الترابط الكمي، تم تطوير المنهج المُفسر لتلك الظاهرة منذ السبعينات، وأصبحت تلك النظرية شائعة بشكل واسع بالإضافة إلى نظريات أخرى منها نظرية الانهيار ونظريات المتغيرة الخفية مثل ميكانيكا بوهانمي.

في عام 1952 إروين شرودنجر ألقى محاضرة في دبلن وأكد على أن الأحداث والتواريخ تحدث مرة أخرى في نفس الوقت ولكن في أكوان مُختلفة، صرح أيضًا أن الأحداث المتزامنة بالبدائل (الأحداث المُشابهة التي تحدث في الأكوان الأخرى) ما هي إلا نتيجة حتمية، وتعني النتيجة الحتمية عند إروين شرودنجر أن إذا حدث مجموعة من الأحداث في جزء من الكون فمن الحتمية أنها تحصل في موقع آخر من كون بديل في نفس التوقيت.

وصف جيفري باريت تلك النظرية إلى أنها نظرية الدالة الموجية العالمية، تم تطوير نظرية الدالة تحت إشراف مستشار جون أرشيبالد ويلر، وتم نشر ملخص أقصر لتلك النظرية في عام 1957 تحت عنوان “صياغة الحالة النسبية لميكانيكا الكم”، أطلق إيفريت على المنهج الخاص به الذي يشرح تلك النظرية إلى منهج “تفسير الارتباط” ويقصد بالارتباط إلى التشابك الكمي والتي ترجع إلى العوالم المتعددة.[1]

الأكوان المتعددة في القرآن الكريم والعلم الحديث

سعى الإنسان دائمًا إلى فهم الطبيعة الموجودة من حوله وفهم طبيعة الغرض من الحياة، القرآن وهو مصدر العقيدة في الدين الإسلامي وساعد في توضيح العديد من الاكتشافات العلمية الكونية، وتوجد الكثير من الأسئلة حول ما إذا كان القرآن والعلم متوافقان أم متعارضان.

بالرغم من وجود الكثير من الآيات التي تُشير إلى الاكتشافات الكونية، إلا أن القرآن هو كتاب ديني وليس كتاب علوم، ولكن بالرغم من ذلك يوجد أكثر من ستة آلاف علامة تشير إلى الظواهر العلمية الكونية في القرآن الكريم، حيث تناولت الكتب العلمية العديد من النظريات الكونية مُشيرة إلى دلائل من الآيات القرآنية.

أولًا ظاهرة الانفجار العظيم، وهي من أشهر الظواهر الكونية لإنها مُنشئة الكون وتكوين النجوم والكواكب والمجرات وأيضًا الشمس، ويوجد الكثير من الأشخاص الزاعمين أن تلك النظرية ما هي إلا محض الصدفة ولكن القرأن الكريم ذكر {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}.


نظرية تعدد الأكوان في الإسلام

أكد عليها القرآن بقول الله سبحانه وتعالى { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} وتوجد العديد من الاكتشافات العلمية الحديثة التي تؤكد وجود بالفعل إحتمالية كبيرة إلى وجود أكوان متعددة أخرى.[2]

طرق السفر بين الأكوان المتعددة

مفهوم الأكوان المتوازية هو أحد الأشياء الهامة والمُتعارف عليها، فكرة وجود نسخ أكوان متعددة في نفس الوقت من إحدى الأمور الوجودية المُثيرة التي لا تعتبر في الحقيقة نظرية علمية بل أنها نتيجة لمجموعة من النظريات الفيزيائية.

فكرة الزمكان تعني ضمنيًا تكرار الأحداث نفسها في مراحل متعددة في الأكوان والتي تعنى “الكون المتعدد المبطن”، في الحقيقة السفر بين الأكوان المتعددة ليست بالأمور المستحيلة، لكن يعتمد على العديد من الأمور ومنها الانفجار الكبير للأكوان المتعددة.

يعتقد الفيزيائي ميتشيو كاكو أن الكون الخاص بنا سوف ينتهى به المطاف إلى تجميد الكبير، وأن التكنولوجيا الحديثة من الممكن أن تسمح لنا يومًا ما بالسفر بين الأكوان، ومن ناحية أخرى تحدث نيل ديجراس عن إذا كنت آتي من كون ذو أبعاد أعلى يُمكنك أن تنتقل بسهولة بين الأكوان الأخرى مثل الانتقال من الغرفة إلى الأخرى.


سافر ريتشارد إلى احد الأكوان المتوازية

وكانت تلك بداية قصة ريتشارد وهو مُكتشف في القطب الشمالي، سافر رحلة إلى القطب الشمالي في 1947 في الساعة السابعة 7 بالطائرة، بدأت الطائرة الخاصة به في الارتجاف عند وصوله إلى نقطة معينة في القطب ومن ثم فقد السيطرة على الطائرة بالكامل وبدأت الشمس تغيب، ومن ثم بدأت الطائرة تسير بسرعة كبيرة جدا بالرغم من أن الطائرة كانت مغلقة.

أوضح ريتشارد أنه وصل إلى هذا العالم و وجد مجموعة من البشر والحيوانات والجبال أيضًا ولكن مع اختلاف بعض الصفات الجسدية بين بشر الأرض وبينهم، روى ريتشارد أنهم كانوا طوال القامة وذو شعر أسود داكن، وتم إخباره أنهم دائمًا يحاولون التواصل مع بشر الأرض ولكنهم فشلوا في هذا، ومذكرات ريتشارد هي واحدة من أشهر الدلائل التي توضح أن هناك سفر بين العوالم.

يُمكن السفر عن طريق تجسير ميكانيكا الكم بعد أن يتم التغلب على النسبية العامة ومن ثم يمكننا التجول في عوالم عابرة للذات الدقيقة، ولكن يبقى التساؤل حول كيف يُمكن إثبات تلك الأمور، من المستحيل في الوقت الحالي الحصول على الأدلة القاطعة التي تُساعدك في السفر عبر الأكوان، لأننا لا نملك الوسائل الكافية التي تقوم بالإثبات أن هناك بالفعل أكوان بديلة فهي في نهاية الأمر مُجرد مواضيع مثيرة لكنها ليست مؤكدة.

على الجانب الآخر يوجد علماء الفيزياء الذين يعملون على التنافس فيما بينهم وجهًا لوجه حول نظرية الأوتار الكونية والرياضيات بالإضافة إلى مواجهات الكائنات الفضائية التي قد تعتبر مواضيع مُثيرة أخرى بحد ذاتها، حتى الآن بالرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الكبير إلا أننا لم نستطع في الكشف عن جميع الجوانب الغامضة في الكون، وكل ما توصل إليه من علوم ليس إلا نقطة صغيرة في بحر الكون الكبير.[3]

هل هناك نسخة مني

يمكن لك أن تتخيل أن هناك كونًا أخر يحدث فيه بديل كل قرار حقيقي اتخذته في الدنيا، ولكن بدلًا من أن الاستادرة يمين بالسيارة قام شخص بالاستدارة يسارًا في عالم آخر، قد يبدو هذا الأمر مجرد خيال، إلا أنه من الممكن أن يكون علميًا إلى حد كبير.

اكتشف تلسكوب هابل أن الكون له القدرة على التمدد بشكل سريع جدًا، وهناك معتقدات تُشير إلى وجود أكوان متوازية ومتعددة، بما أن الكون يُعتبر لا نهائيًا فمن الممكن أن توجد مواد يمكن أن تُعيد ترتيب نفسها مرة أخرى ومن ثم من الممكن أن تخلق أكوان أخرى لا حصر لها.

توجد الكثير من النظريات حول موضوع تعدد الأكوان ومنها نظرية العكسية، والتي تعني وجود كونًا ولكن عكس الكون الخاص بنا، فإذا كان الكون مادة فالكون الآخر هو المادة المضادة، تم طرح فكرة الأكوان المتعددة في الفيزياء النظرية بالتحديد المتعلقة بنظرية الأوتار، وهي فرع من فروع الفيزياء التي توحد نظرية النسبية لأينشتاين بميكانيكا الكم.

لذلك وجود نسخة منك ليست من الأمور الخيالية بل هي أمور مُقترحة من علماء، ويوجد فرع كامل في الفيزياء يتحدث عن جميع النظريات المطروحة التي تخدم فكرة تعدد الأكوان، كما يوجد الكثير من العلماء الذين يعتقدون أن مع التقدم العلمي من الممكن أن يساعدنا في اكتشاف عوالم أخرى واسعة غير عالمنا.[4]