هل الاكتئاب مرتبط بالجينات

جميعنا قد يكون لدينا قريب يعاني من الاكتئاب، يمكن ان يكون الأم، أو الخال أو الأخت. رؤية أحد أفراد العائلة يعاني من الاكتئاب قد يكون أمرًا صعبًا، لكن هل يعني هذا أننا أيضًا سوف نصاب بالاكتئاب. الاكتئاب السريري، والذي يُعرف باضطراب الاكتئاب العام، هو الشكل الأكثر شيوعًا للاكتئاب. تقدر كلية الطب بجامعة ستانفورد أن 10 بالمائة من الأمريكيين سيعانون من هذا النوع من الاكتئاب في مرحلة ما من حياتهم.

هذا النوع هو أكثر عرضة للانتقال بين الأخوة والأطفال. الشخص الذي يملك قريب يعاني من الاكتئاب يكون عرضة أكثر بخمس مرات لكي يعاني من الاكتئاب مقارنةً بالشخص العادي. [1]

دور الجينات في الإصابة بالاكتئاب



هل الاكتئاب وراثي


؟ بقدر ما توصلت إليه الدراسات ، فإن تفاعل الجينات والعوامل الأخرى (مثل البيئة والصدمات) هو الذي يحدد ما إذا كان الشخص سيصاب بالاكتئاب. أشارت بعض الدراسات إلى أن الشخص الذي لديه قريب من الدرجة الأولى مصاب بالاكتئاب (والد ، أو شقيق ، أو طفل) يمكن أن يكون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بثلاث مرات في حياته مقارنةً بعامة السكان. لكن من المهم معرفة أنه على الرغم من وجود دراسات تشير إلى صلة واضحة داخل العائلات للإصابة بالاكتئاب ، لكن هذه الدراسات لا يمكنها تفسير سبب الإصابة بالاكتئاب دون تاريخ عائلي.

أثبتت الأبحاث أن الجينات تلعب دورًا في المخاطر المحتملة للعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك الاكتئاب. وقد أشارت بعض الأبحاث أيضًا إلى أن النساء قد يكونوا أكثر عرضة للتأثيرات الجينية المرتبطة بالاكتئاب من الرجال. [2]

أسباب الاكتئاب المرتبطة بالجينات


  • الجين المسؤول عن الاكتئاب

قام فريق بحث بريطاني بعزل جين يبدو أنه منتشر في العديد من أفراد الأسرة المصابين بالاكتئاب. تم العثور على الكروموسوم 3p25-26 في أكثر من 800 عائلة مصابة بالاكتئاب المتكرر. يعتقد العلماء أن حوالي 40% من الأشخاص المصابين بالاكتئاب يمكن تتبع إصابتهم لسبب جيني. العوامل البيئية والعوامل الأخرى يمكن أن تلعب دورًا يصل إلى 60%.


  • العوامل الأخرى

الشخص الذي ينمو مع شخص يعاني من الاكتئاب يمكن أن يكون أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. الطفل الذي يشاهد أباه أو أحد إخوته يعاني من أعراض الاكتئاب قد يقوم بتقليد هذه السلوكيات في ظروف معينة. على سبيل المثال، الطفل الذي يشاهد والده يقضي أيامًا في سريره قد لا يدرك أن هذا السلوك غير طبيعي.



لماذا تكتئب النساء اكثر من الرجال


؟ يمكن أن تلعب الجينات دورًا. إحدى الدراسات وجدت أن النساء يعانوا من خطر بنسبة 42% للإصابة بالاكتئاب الوراثي، بينما الرجال تكون نسبة الخطر لديهم 29% فقط.


  • رابط السيروتونين

هناك ارتباط قوي بين مستويات السيروتونين وبين الاكتئاب. السيروتونين هو المادة الكيميائية التي تسمح بالتواصل بين الخلايا العصبية في الدماغ. يمكن أن يؤدي الخلل في مستويات السيروتونين إلى الاضطرابات المزاجية والاضطرابات الأخرى، مثل اضطراب الوسواس القهري ونوبات الهلع. هناك العديد من النظريات حول الارتباط بين السيروتونين والاكتئاب. الباحثون يقومون بدراسة السيروتونين على أنه من العوامل الرئيسية التي تؤدي للرابط الجيني.

أسباب الاكتئاب غير المرتبطة بالجينات

تعد الجينات واحدة من الأسباب المتعددة للإصابة بالاكتئاب. معرفة الأسباب التي تؤدي للإصابة بالاكتئاب يمكن أن يساعد على فهم الاضطراب بشكل أدق، لكن يجب معرفة أن الاكتئاب قد ينجم دون سبب محدد ويمكن أن يكون صعب التحديد. العوامل الأخرى التي ترتبط بجميع أشكال الاكتئاب والاضطرابات في الصحة العقلية تتضمن:

  • كيمياء الدماغ: يعاني الأشخاص المصابين بالاكتئاب في بعض الأحيان من مستويات منخفضة من النواقل العصبية (وهي عوامل كيميائية تؤثر على المزاج وعلى الصحة النفسية). قد يعاني الشخص المصاب بالاكتئاب من نواقل عصبية لا تعمل بشكل جيد.
  • التغيرات في بنية الدماغ: يمكن أن يكون دماغ الأشخاص المصابين بالاكتئاب مختلف بنيويًا وجسديًا عن أدمغة الأشخاص غير المصابين بالاكتئاب.
  • الهرمونات: يمكن أن تؤثر حالات مثل الحمل واضطرابات الغدة الدرقية وانقطاع الطمث على مستويات الهرمونات. قد تؤدي المستويات المنخفضة أو المرتفعة من الهرمونات إلى ظهور أعراض الاكتئاب ، لا سيما لدى الأشخاص المعرضين للإصابة وراثيًا.
  • الإجهاد المفرط: الاكتئاب الظرفي هو اكتئاب مزاجي قد يحدث لدى الأشخاص الذين يعانوا من الصدمات أو الإجهاد المفرط. [1]

هل يمكن توريث الاكتئاب إلى الأطفال

الأشخاص المصابين بالاكتئاب يمكن أن يقلقوا من نقل الاكتئاب إلى أطفالهم. وبينما يوجد عامل موروث للاكتئاب، إلا أن الجينات ليست العامل الوحيد المحدد. يمكن أن تساهم العوامل الأخرى في هذا الخطر، وبعض العوامل الأخرى يمكن أن يكون له تأثير وقائي.

قد يملك الطفل الذي يعاني أحد والديه من الاكتئاب قابلية وراثية ولكن ليس بالضرورة أن يصاب بالاكتئاب. وتشارك أيضًا عوامل أخرى، بما في ذلك العوامل أو المحفزات البيئية. على الجانب الآخر، فإن الطفل الذي ليس لديه أحد من أفراد العائلة مصابًا بالاكتئاب وليس لديه استعداد وراثي يمكن أن يصاب بالاكتئاب إذا تعرض لحدث مثير مثل الصدمة. [2]

هل يمكن علاج الاكتئاب

في حال إصابة الشخص بالاكتئاب، يمكن أن يتساءل فيما إذا كان هذا الاضطراب قابل للعلاج. لا يوجد إجابة واضحة حول هذا التساؤل، وبما أن الاكتئاب مرض معقد÷ فإن علاجه معقد أيضًا. يمكن أن يلاحظ الشخص تنوع بين أفراد العائلة الواحدة المصاب أفرادها بالاكتئاب. البعض قد يعاني من الاكتئاب السريري المؤقت ويقوم باستعمال الأدوية لمدة تصل إلى 12 شهرًا.

من أجل البعض الآخر، يمكن أن يكون الاكتئاب اضطراب يدوم مدى الحياة حيث يمكن أن تصل الأعراض للذروة من وقت لآخر. في هذه الحالات، يكون العلاج السلوكي المعرفي خيار علاجي فعال يساعد الشخص على التحكم بأعراض وتحسين جودة الحياة لديه. يمكن أيضًا استخدام أشكال أخرى من العلاج، مثل العلاج الديناميكي النفسي وعلاج القبول والالتزام ، للمساعدة في علاج الاكتئاب.

يمكن أن يتم علاج الاكتئاب، الأمر الرئيسي في العلاج هو إدراك الأعراض وإخبار الطبيب في حال شك المريض بأن الخطة العلاجية لم تعد تعمل. من الضروري أيضًا أن يكون الشخص مدركًا للأعراض التي تظهر مجددًا بعدما يعاني من الراحة منها. [1]

هل تؤثر الجينات على العلاج أيضًا

يمكن أن يتم علاج الاكتئاب من خلال الأدوية، والعلاج النفسي والتدخلات الأخرى مثل العلاج السلوكي المعرفي. يتم علاج الأشخاص المصابين بالاكتئاب بوساطة مجموعة من العلاجات.

يمكن أن تؤثر الجينات أيضًا على كيفية الاستجابة للعلاج. على سبيل المثال، أظهرت بعض الأبحاث أن بعض الجينات يمكن أن تؤثر على كيفية امتصاص الجسم، واستعماله وإفرازه للأدوية، من ضمنه الأدوية المضادة للاكتئاب. بعض الجينات يمكن أن تؤثر أيضًا على استقلاب الأدوية، لكن النتائج الحالية لهذه الدراسات من أجل الباحثين والأطباء في المقام الأول. بالإضافة إلى ذلك، لا يدرك الأطباء والباحثون كيفية الاستفادة من هذه المعلومات من أجل الأشخاص المصابين بالاكتئاب. يجب التحدث إلى الطبيب قبل استعمال معلوماتك الجينية لاتخاذ القرار حول الرعاية الصحية الأفضل، بما في ذلك استعمال علاجات الاكتئاب.

بغض النظر عن العامل الجيني، في حال تم تشخيص المريض بالاكتئاب وكان يبحث عن العلاج، يجب الإدراك بأن هذه العملية تستغرق وقتًا، يمكن أن يحتاج المريض لتجربة أكثر من نوع علاجي قبل معرفة العلاج الأفضل. قد يقوم أيضًا الطبيب بتغيير الخطة العلاجية مع الوقت. [2]