ما هو العلاج الجشطالتي
مقدمة حول العلاج الجشطالتي
العلاج الجشطالتي هو علاج إنساني شامل من العلاج النفسي يركز على الشخص وعلى حياة الفرد الحالية والتحديات التي يعاني منها بدلًا من الخوض في تجاربه السابقة. هذا النهج يؤكد على أهمية فهم ساق حياة الشخص وتحمل المسؤولية بدلًا من إلقاء اللوم عليه.
قد يكون من المخجل أن يبدأ الشخص بالعلاج، خاصةً في حال قام بتخيل نفسه في غرفة يتحدث بها عن الماضي. وعلى الرغم من أن تذكر أحداث الماضي هي عنصر مهم في إدراك الأمور التي يجب علاجها. إلا أن العلاج الجشطالتي يركز على تجربة الحاضر للشخص.
ما الذي يعنيه العلاج الجشطالتي
مصطلح جشطالت يشير إلى شكل أمر معين ويقترح أن الكل أعظم من الجزء. ويشير العلاج الجشطالتي إلى التركيز على مفهوم الإدارة في هذا النمط من الاستشارة. يمنح العلاج الجشطالتي فهمًا أكبر للعالم من حولنا وتجاربنا المحيطة.
في العلاج الجشطالتي، فإن الشخص يملك مساحة كافية لكي يختبر تجاربه دون الخوف من أن يتم الحكم عليه. في الواقع، يتم تشجيع الأشخاص ليس فقط إلى التحدث بشكل صريح حول عواطفهم أو تجاربهم، إنما من أجل أن يتم علاجها في الوقت الفعلي مع المعالج أيضًا.
فوائد العلاج الجشطالتي
هناك العديد من الاضطرابات المختلفة التي يمكن ان يقوم العلاج الجشطالتي بعلاجها، وهي تتضمن:
- القلق
- الاكتئاب
- انخفاض تقدير الذات
- انخفاض الشعور بفعالية الذات
- الاضطرابات في العلاقات.
يمكن ان يكون العلاج الجشطالتي مفيدًا أيضًا من أجل مساعدة الأشخاص على إدراك ذواتهم بشكل أكبر ومساعدتهم على العيش في اللحظة الحالية.
الفوائد المحتملة للعلاج الجشطالتي تتضمن:
- تحسين القدرة على التحكم بالذات
- قدرة أكبر على مراقبة وتنظيم الحالة العقلية
- وعي أكبر بالاحتياجات
- قدرة أكبر على تحمل العواطف السلبية
- تحسين مهارات التواصل
- تحسين من الصحة العقلية
- زيادة الإدراك العاطفي
تاريخ العلاج الجشطالتي
استنادًا إلى علم نفس الجشطالت ، تم تقديم هذا النوع من العلاج في الأربعينيات من القرن الماضي ليكون بديلاً للتحليل النفسي التقليدي. تم تطوير علاج الجشطالت بواسطة فريتز بيرلز ، بمساعدة زوجته في ذلك الوقت لورا بيرلز. كل من فريتز ولورا كانا مدربين في التحليل النفسي وعلم الجشطالت. جنبًا إلى جنب مع آخرين ، مثل بول غودمان ، عملوا معًا لتطوير أسلوب العلاج.الذي ركز على الشخص وتفرد تجربته.
تميل بعض أساليب العلاج إلى التركيز على المعالج كخبير في أعراض الاكتئاب وما إلى ذلك. بينما يلعب العميل أو المريض دورًا تعليميًا أكبر، حيث يشارك المعالج معرفته معه حول ما يختبره وكيفية علاجه. الهدف من علاج الجشطالت هو أن يتعاون العميل مع المعالج لزيادة الوعي الشخصي وتحدي حواجز الطرق التي كانت تقف في طريق الشفاء حتى الآن
المفاهيم الأساسية في العلاج الجشطالتي
هناك عدد من المفاهيم الرئيسية التي تترافق مع العلاج الجشطالتي، من ضمنها:
-
التجارب تؤثر على الإدراك
في هذا العلاج الذي يركز على الشخص في العلاج، يجد العلاج الجشطالتي أنه لا يمكن لأي شخص أن يكون موضوعيًا تمامًا وأننا نتاج بيئتنا وتجاربنا. المعالج الذي يتم تدريبه يوفر للأشخاص مساحة صادقة لمشاركة حقيقتهم دون فرض الحكم عليهم وتقبل حقيقة تجاربهم. وبما أن المعالجين هم بشر أيضًا، فمن الضروري أن يدرك معالجي الجشطالت تأثير تجاربهم الخاصة على ما يحدث في هذه الجلسة العلاجية.
-
الحاضر
وبما ان الركن الأساسي من العلاج الجشطالتي هو التركيز على الحاضر. فإن كلًا من العميل والمعالج يجب أن يعملوا معًا من أجل بناء الثقة والأمان. المعالج الجشطالتي سوف يعيد العميل إلى الحاضر عندما يشعر بأنه يتحدث بشكل كبير عن الماضي. مثال حول إبقاء العميل في الحاضر يتضمن السؤال عن التعبير الجسدي للعملي أو
لغة الجسد
عندما يقوم بمهمة ما أو تجربة معينة. عندما يقوم المعالج بسؤال العميل عن ملاحظة أمر ما في الغرفة، فإنه يقوم ببساطة بإعادة العميل إلى الحاضر من أجل أن يدرك ماذا يجري في هذا الوقت.
البقاء في الحاضر يمكن أن يبدو بسيطًا بشكل مخادع، لكنه ليس كذلك. مجرد التفكير في الوقت الذي يجد الشخص فيه نفسه قلقًا بشأن العمل عند إعداد قائمة البقالة، أو تذكر حدث سابق عند الجلوس مع العائلة ، يمكنه من إدراك مدى صعوبة البقاء في الحاضر في الجلسة العلاجية.
-
تخطي الألم
أحيانًا يكون من الصعب تخطي التجارب السابقة المؤلمة، وجزء من عملية التخطي قد يكون من خلال تجاهل المشاعر المؤلمة أو الأحداث الحزينة المرافقة لهذا الأمر. في العلاج الجشطالتي، يوفر المعالج مساحة لك ويساعد على حل هذه الأمور.
-
الوعي الذاتي
الانخراط في تجربة تساع على الوعي الذاتي وإدراك المشاعر هي طريقة رائعة من أجل المشاركة، حتى في حال كان من الصعب إيجاد الكلمات أو في حال تم تشجيع العميل على التفاعل مع تجاربه بطريقة بصرية. يدرك معالجو الجشطالت أن هذه الممارسات مهمة من أجل زيادة الوعي.
بدلًا من أن يتحدث العميل فقط عن تجاربه، قد يطلب منه لعب بعض الأدوار أو استخدام الصور الموجهة من أجل المساعدة في التواصل والفهم. لأن الوعي هو جوهر علاج الجشطالت، حيث يشكل الوعي بحد ذاته الشفاء.
تمارين العلاج الجشطالتي
هناك عدد من التمارين الشائعة في العلاج الجشطالتي، وهي تتضمن:
-
الكلمات واللغة
إن الاهتمام بالكلمات واللغة هو أمر مهم في العلاج الجشطالتي. حيث يبدأ العميل بقبول المسؤولية، ويبدأ باستعمال اللغة التي تشير إلى مسؤوليته حول الأمور بدلًا من التركيز على الآخرين. على سبيل المثال، بدلًا من قول “في حال لم يقم بهذا الامر لم أكن قد أصبت بالجنون إلى هذا الحد” يمكن أن يستخدم العميل عبارات أخرى مثل “شعرت بالجنون عندما قام بهذا الأمر لأنه قلل من أهميتي وأنا لا أحب ذلك”
أي أن استعمال ضمير (أنا) مهم جدًا في العلاج الجشطالتي
-
الكرسي الفارغ
هذا التمرين يتم فيه تشجيع العملي على تخيل وجود شخص آخر على الكرسي والمشاركة في حوار معه. حيث يجلس العميل على الكرسي ويقوم بإجراء حوار كما أنه لو كان هناك شخصًا أمامه. هذا النوع من العلاج مهم جدًا في إدراك بعض الأمور والمعاني والمعلومات الأخرى التي تجعل الشخص مدركًا بشكل أكبر لعواطفه من أجل شفائها.
-
لغة الجسد
، قد يلاحظ معالج الجشطالت أن العميل ينقر على قدمه، أو يفرك يديه ، أو يقوم بتعبير معين على وجهه. من المرجح أن يذكر المعالج ملاحظته لهذا ويسأل عما يحدث للشخص في تلك اللحظة.
يمكن أيضًا أن يطلب المعالج من العميل أن يمنح قدمه أو يديه أو تعابير وجه صوتًا ويتخيل ماذا كان جسده لينطق لو كان له صوتًا.
-
المبالغة
بالإضافة إلى إعطاء لغة الجسد صوتًا ، قد يستفسر معالج الجشطالت عن لغة جسد العميل. إذا كان من الصعب على العميل العثور على كلمات لوصف ما يحدث ، فقد يُطلب منهم المبالغة في هذه الحركة أو تكرارها عدة مرات متتالية لفترة من الوقت أثناء الجلسة لاستخلاص بعض من تجربتهم في الغرفة العلاجية في تلك اللحظة. يمكن في هذه اللحظة أن يتعلم الشخص كيفية فصل تجاربه العاطفية عن تجاربه الجسدية. [1]