خصائص الأدب الأفريقي الأمريكي

ما هو الأدب الأفريقي الأمريكي



الأدب الأفريقي الأمريكي، هو عبارة عن مجموعة أدبية قام أمريكيون من أصل أفريقي بكتابتها،


وقد بدأت من فترة ما قبل الحرب، حيث اندمج الكتاب الأمريكيون من أصل أفريقي في حوار إبداعي، وإن كان في الغالب مثيرًا للجدل مع الرسائل الأمريكية،


إلا أن ناتج هذا أدبًا غنيًا بالدقة التعبيرية، وكذلك البصيرة الاجتماعية، كما يوفر تقييمات موضحة للهويات الأمريكية والتاريخ،


وبالرغم من أن الكتاب الأمريكيين من أصل أفريقي بقيادة (توني موريسون)، قد حصلوا منذ عام 1970م على اشادة من النقاد على أوسع نطاق، إلا أنه تم الاعتراف بذلك الأدب دوليًا وأيضًا على المستوى الوطني منذ أن بدأت في الفترة الأخيرة من القرن الثامن عشر.[1]



ومن وجهة نظر (وارن)، فقد طرح الأدب الأفريقي الأمريكي السؤال التالي: “ماذا سيحدث لهذا الأدب إذا ومتى تم الإطاحة بجيم كرو أخيرًا”،


مما يدل على تخيل عالم لا يوجد فيه أدب أمريكي من أصل أفريقي كان هامًا لذلك الأدب، ومن أجل


دعم تلك النقطة، يقوم (وارن) بالتركيز على ثلاث لحظات في تاريخ (Phylon)، وهي عبارة عن مجلة رائجة في مجال الثقافة الأمريكية الأفريقية،

و

في حوارات وثائق (Phylon)، تقوم بإبراز ما إذا كان العرق سوف يختفي على أنه فئة أدبية منظمة، مثل أرضية مشتركة من أجل الممارسة النقدية والأدبية، ويدل


(وارن) كذلك إلى أنه حينما تكون المنح الدراسية للأمريكيين السود كانت بشكل دائم مقاطعة نخبة برجوازية صغيرة، فإن (جيم كرو) قام بتجنيد هؤلاء الكتاب في سياسة عملت على خدمة العرق ككل.[2]

سمات الأدب الأفريقي الأمريكي



قال (رابوتو)، إن كافة الدراسات الأمريكية الأفريقية، بما يتضمن في هذا الأدب الأفريقي الأمريكي: “تتحدث عن المعنى الأعمق للوجود الأفريقي الأمريكي في هذه الأمة، كان هذا الوجود دائمًا حالة اختبار لمطالبات الأمة بالحرية والديمقراطية والمساواة،


شمولية الجميع”، حيث يقوم الأدب الأفريقي الأمريكي باستكشاف قضايا الحرية والمساواة التي حُرم منها الأفارقة في الولايات المتحدة لمدة طويلة، وبالإضافة إلى هذا موضوعات أخرى، مثل الثقافة الأمريكية الأفريقية، العنصرية، الدين، العبودية، و


الإحساس بالوطن، جميعها الأساس من بين أمور أخرة، وفي الآتي

خصائص الأدب الأفريقي الأمريكي:[3]




  • الاهتمام بالهوية، حيث إنه عادةً ما تحارب الشخصيات في الأدب الأفريقي الأمريكي مع من هم ومن يفترض أن يكونوا، وهي مثل قصيدة لانجستون هيوز (مولاتو) و(أنا أيضًا)، إذ تتعامل بطريقة خاصة مع تلك القضية، سواء من حيث من هم على المستوى الشخصي أو في المكان الذي ينتمون إليه في المجتمع، ومن الواضح أن هيوز ينتقل من ذلك السؤال إلى إعلان مدوي بأن (أنا أنتمي إلى هنا!)



  • الاهتمام بالمكانة يكون في المجتمع المهيمن، حيث إن (Raisin in the Sun) هو عبارة عن مثال رائع لعائلة استطاعت النجاح اقتصاديًا، ولكنها تحارب مع مقاومة الحي وأفراد أسرهم الذين يرغبون في أن يكونوا حيث يشعرون بالقبول.



  • استعمال اللغة الإبداعية الملونة من أجل الثقافة الأمريكية الأفريقية، حيث إن الشعراء يجلبون (هيوز) والروائية (زورا نيل هيرستون) موسيقى هذه اللغة إلى الحياة في الأعمال الخاصة بهم.



  • استخدام الصور، الأغاني، الإعدادات الدينية، وهيمنة الكنيسة السوداء في مجتمع الأفارقة الجنوبي.



  • استعمال موضوع الحرية والاستقلال، بالرغم من أن سرديات العبيد كانت مليئة بتفاصيل معارك الحرية وصراعات العبودية، حيث ظلت فكرة الحرية والنضال مستمرة للشعور بالتحرر إلى أواخر القرن العشرين.

تاريخ الأدب الأفريقي الأمريكي



الأدب الأمريكي الأفريقي المبكر


مثل ما يسبق تاريخ الأمريكيين ذوات الأصل أفريقي ظهور الولايات المتحدة على أنها دولة مستقلة، فإن الأدب الأفريقي الأمريكي تمتد جذوره إلى أن تكون أعمق، حيث إن (




لوسي تيري) هي التي قامت بتأليف أقدم قطعة عُرفت في الأدب الأفريقي الأمريكي، وهي قصيدة (حانات القتال) وكانت عام 1746م، بالرغم من أن تلك القصيدة لم يتم نشرها إلى عام 1855م في (تاريخ غرب ماساتشوستس) (ليوشيا هولاند)


تضمن الأعمال المبكرة الأخرى (لبريتون هامون)، والتي تحمل اسم (سرد المعاناة غير المألوفة والإنقاذ المفاجئ للبريطاني هامون، رجل زنجي)، وقد نُشرت عام 1760م، كما


نشرت الشاعرة (فيليس ويتلي) في ما بين عامي 1753م و1784م كتابها، وهو عبارة عن قصائد حول مواضيع متنوعة في عام 1773م، وقبل الاستقلال الأمريكي بمدة ثلاث سنوات، قد


وُلدت (ويتلي) في السنغال بإفريقيا، ولكن أُسرت وبيعت على أنها عبدة حينما كانت تبلغ السابعة من عمرها.[4]



ثم أحضرت إلى أمريكا، وكانت يملكها تاجر في بوسطن،


وبالرغم من أنها لم تكن تستطيع التحدث الإنجليزية في بداية الأمر، إلا أنها في سن السادسة عشرة كانت متقنة للغة جيدًا، وقد


تحدث الكثير من الشخصيات البارزة في الثورة الأمريكية عن جمال شعرها، بما يتضمن في هذا جورج واشنطن، والذي قام بشكرها شخصيًا على القصيدة التي كتبتها على شرفه،


ومع هذا، وجد العديد من البيض بعض الصعوبة في الاقتناع أن المرأة السوداء قد تكون ذكية بما فيه الكفاية من أجل كتابة الشعر،


ونتج عن ذلك، أنه كان ينبغي على (ويتلي) المدافعة عن نفسها أمام المحكمة عن طريق إثبات أنها من قامت بكتابة هذا الشعر بالفعل، والجدير بالذكر أن


بعض النقاد استشهدوا بالدفاع الناجح عنها على أنها أول اعتراف بالأدب الأفريقي الأمريكي.[4]

التجربة الأدبية لـ الأفارقة في أمريكا



السمة الرئيسية للأدب الأفريقي الأمريكي هي أنه يهدف إلى التحدث عن التجربة الأمريكية الأفريقية في الولايات المتحدة، وهي واحدة من الدول التي لها تاريخ في قوانين العبودية والفصل العنصري،


ونتيجة ذلك التركيز، فإن الكثير من الأعمال الأدبية تدور حول الأشخاص الذين يكافحون من أجل فهم أنفسهم في مجتمع يسيطر عليه ذوات البشرة البيضاء، مما


أدى إلى جعل بعض الكتاب الأمريكيين من أصل أفريقي عبارة عن شخصيات هامشية، مثل المجرمين، المحتالين، وشخصيات النشاط الجنسي غير السائد، وجعلوهم الأبطال الرئيسيين في رواياتهم،

و

تسلط تلك الشخصيات الضوء على المكانة الهامشية للأمريكيين الأفارقة في المجتمع،

و

من الأمثلة على الروايات ذات الشخصيات الهامشية رواية ريتشارد رايت (Native Son) ورواية (Alice Walker ” The Color Purple”).ا[5]




يتضمن العديد من الأدب الأفريقي الأمريكي على مكون شفهي، والذي يأتي من عادة روحيات العبيد والشعر،

و

إلى جانب هذا، كثيرًا ما يستخدم الشعراء الأمريكيون من أصل أفريقي إيقاعات ولغة الخطب السوداء، بالإضافة إلى عناصر مثل التكرار والدائرية، حيث


استعمل شعراء، مثل (لانجستون هيوز)، (أميري باراكا)، و(جويندولين بروكس) الكثير من تلك العناصر في شعرهم،

وأيضًا مع السرد الشفهي، فإن الموسيقى لها تأثير بارز على الأدب الأفريقي الأمريكي، وقد


أثرت موسيقى البلوز والجاز على كل من مضمون الأدب الأفريقي الأمريكي والأسلوب.[5]