أنواع الروح في القرآن
ما هي الروح في القرآن
الروح بمجرد وجودها في المادة التي هي البدن تنشأ له حياة حيث إن الحياة بها أجهزة تؤدي مهمات والذي يدير تلك الأجهزة جميعها هي الروح فإذا انسلت الروح من الجسم أصبح رمه، الروح التي تدير جسمك وتدير كل أجهزتك وتبقيك دون أن تكون رمه وتعطيك حياة ونمو من جديد هل رأيتها؟ هل سمعتها؟ هل شعرت بها؟ لذلك أي وسيلة من وسائل الله عز وجل لا تدرك فإذا كانت الروح وهي مخلوقة لله عز وجل لا تدركها إذن كيف تدرك الله؟
الروح هى مادة خفية وسماوية وروحية لها علاقة بالقلب المادي هذه المادة الدقيقة هى الجوهر الحقيقي للإنسان، كما إنها جزء الوعي والمعرفة والإدراك من الكائن البشري حيث تعتبر الروح هي أحد المبادئ الأساسية في الإنسان من خلال فهم العالم الروحي حيث يدرك الشخص الأفكار والمثل ومعايير السلوك وما إلى ذلك وهذا بدوره يقوده إلى فهم وإدراك المبادئ الروحية والأخلاقية وأفكار الخير والجمال الحقيقة والعدالة.[1]
وردت كلمة الروح في القرآن على عدة أوجه
يتحدث القرآن الكريم عن ليلة القدر وسقوط الملائكة والروح فيها وقد ورد ذكر “الروح” في القرآن في أكثر من مناسبة مثل “ليلة القدر” وسؤال اليهود والمشركين بمكة وعند الحديث عن النبي آدم والنبي عيسى بن مريم عليهما السلام ويوم القيامة.
الملائكة
- وفي إحدى هذه النقاط يقول القرآن الكريم عن (الروح): “ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من علم إلا قليلاً “(سورة الإسراء:85).
- ليس من الصحيح على الإطلاق تفسير الروح لأنه من الشائع بيننا أنها تعني الروح هذا هو أجمل شيء في جسدنا.
- والروح في هذه الآية وغيرها تعني الروح القدس الذي أُنزلت على الأنبياء عليهم السلام بغض النظر عن البحث الفلسفي الطويل الذي ورد في تفسير هذه الكلمة نقول إن الروح القدس هو الذي سُأل عنها اليهود لمعرفة ما إذا كانت نبوءة الرسول صحيحة أم لا؟
القرآن والوحي
- كما جاء في قوله تعالي:”وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا”(سورة الشورى:52) حيث تشير الروح هنا إلى القرآن.
- كما جاء في قوله تعالي:”ينزل الملائكة بالروح من أمره”(سورة النحل:2) حيث تشير الروح هنا إلى الوحي.
النصر
- كما جاء في قوله تعالى في القرآن الكريم:”وأيدهم بروح منه”(سورة المجادلة:20).
- حيث يشير معنى الروح هنا إلى النصر.
الرحمة
- كما جاء في قوله تعالي:”ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا الكافرون”(سورة يوسف:87).
- حيث جاء تفسير كلمة الروح إلى رحمة الله عز وجل.
الراحة من الدنيا
- كما جاء في قوله تعالى في القرآن الكريم:”فروح وريحان وجنة نعيم”(سورة الواقعة:89).
- حيث جاء تفسير الروح هنا أنها راحة من الدنيا والذهاب إلى الحياة الأبدية في الجنة.
القدرة الإلهية على الخلق
- كما جاء في (سورة الحجر: 29)، قال تعالى:”فإذا سويته ونفخت فيه من روحي”.
- حيث جاء تفسير الروح هنا بمعنى قدرة الله عز وجل على خلق كل شيء حيث خلق الكون في ستة أيام فقط.
خلق آدم ونفخ روح الله فيه
- الآية الأخرى التي وردت فيها كلمة (روح) هي التي نزلت في خلق آدم عليه السلام وفيها قال تعالى: “فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين”(سورة الحجر:29).
- تدل هذه الآية على أن النفس التي نفخت في آدم لم تكن تلك الروح التي نريد الروح منها بل هي نوع من النبوءة التي جعلت الملائكة تسجد لآدم.
- وإلا فإن الإنسان ليس أفضل من الملائكة إلا بالإيمان حيث لا يمكن تحقيق الإيمان إلا من خلال النبوة.
- لذلك فإن الروح التي حطت على آدم والتي ربطها الله تعالى بسجود الملائكة لم تكن إلا الروح القدس الذي هو نبوءة.
النبي عيسى بن مريم عليهما السلام ويوم القيامة
- وكذلك الحال عندما تحدث القرآن الكريم عن النبي عيسى بقوله:”فنفخنا في جيبها من روحنا”(سورة التحريم:12).
- أن المسيح لم يكن له روح موجودة في جسده فالروح لم تكن روح الله تعالى فإذا كان الأمر كذلك فلابد أن تتشابه أرواحنا كلها.
-
وفي آية أخرى يقول القرآن الكريم:”
وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس”
(سورة البقرة:87). - كل هذه الآيات تدل على أن معنى الروح هو (الروح القدس)وهو الوسيط بين الإنسان والله تعالى أي بين النبي والخالق ممثلاً بجبريل صلى الله عليه وسلم.
ليلة القدر وسقوط الملائكة والروح فيها
- يشير الله سبحانه وتعالى في سورة القدر إلى الملائكة حيث جاء في بعض الروايات أنهم كائنات مرتبطة بمراقبة الظواهر الطبيعية كالأمطار والرياح والسحب.
- كما ورد في الآية:”تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر”(سورة القدر:4).
تشير الروح إلى جبريل عليه السلام
- كما جاء في سورة النحل في الآية 102 “قل نزله روح القدس من ربك”.
- يقول للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد قل لك وأنزل الروح القدس فيقول: قل أن جبريل أتى بها من ربي بالحق.[2]
العلاقة بين الجسد والروح في الإسلام
-
إن
الفرق بين الروح والنفس
واضح جداً في العالم المادي حيث إن النفس خاضعة والروح مسؤولة لكن كلاهما لا غنى عنه. - كل ما في الأمر أن الروح هي السيد بينما الجسد هو الخادم المطيع لدى الناس عادة السماح لأنفسهم بالاستيعاب الكامل في تلبية احتياجاتهم الجسدية تجاه التجاهل التام لاحتياجاتهم الروحية والتي نادراً ما يتم التفكير فيها.
- نحتاج فقط إلى إلقاء نظرة على العدد الهائل من المؤسسات الموجودة للتعامل مع الجوانب المادية لحياتنا مقارنة بقلة تلك التي تركز على احتياجات الروح فالمسجد هو أحد تلك المؤسسات.
- ولكن ما هي قيمة الجسد دون الروح؟ إنها مجرد جثة بغض النظر عن مدى قوتها أو جمالها، إذا خرجت الروح عنها فإنها تصبح ضائعة لا يمكن تحقيق جمالها إلا بالشراكة مع الروح.
- لكن المؤسف الذي طغى على أهل الكتاب وأتباع موسى وعيسى عليهم السلام وكثير من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم هو: من الإفراط في الاهتمام بالمظاهر الخارجية على حساب الجوهر.
- الاهتمام بالمظهر الجسدي أكثر من القلق على الروح إن الاهتمام بالجوانب الخارجية للعبادة أمر جيد (رغم أنه قد يخرج عن السيطرة في بعض الأحيان) لكن هذا الاهتمام لا ينبغي أن يؤدي إلى نسيان المعنى الداخلي لعبادتنا.
- النواحي الجسدية لصلواتنا هي الوقوف والركوع والجلوس والسجود هذه هي جوانب الصلاة التي يتعلمها معظم المسلمين ويلتزمون بها هذه هي الأمور التي يسألون عنها بشكل عام وفي بعض الأحيان بتفصيل كبير.
- إن الجوانب الروحية للصلاة هي إخلاصنا وتواضعنا وخضوعنا لله بكل إخلاص وتفانٍ إنه يستلزم اعترافنا بعظمة الله وألوهيته التي تلهمنا بشعور من الخشوع والرهبة.
- هل هناك علاقة بين اهتمامنا بالجوانب الجسدية للصلاة واهتمامنا بالروحانيات؟ عندما نقوم بتنفيذ الجوانب الخارجية للصلاة فإننا بلا شك نطيع الله وننفذ أوامره من خلال التمسك بأحد أركان إيماننا.
- في الوقت نفسه ندرك أن هناك حكمة لا نهائية وراء هذه العبادات في بعض الأحيان نفهم تلك الحكمة كذلك نفس الشيء يقال عن الصيام لماذا نصوم بالتأكيد لا يحتاج الله صيامنا.[3]