من هو اشد الناس حياء بعد الرسول صلى الله عليه وسلم
من هو اشد الناس حياء بعد الرسول صلى الله عليه وسلم
يتساءل الكثير من الناس عن من هو أشد الناس حياء بعد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أن من المعروف أن صفة الحياء (الخجل) هي صفة من الصفات التي كان يتمتع بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يستحي من الناس ويستحي من الله وقد اتضح ذلك في كثير من المواقف التي ذكرت عنه وفيما يلى سوف نقوم بالإجابة على سؤال من هو أشد الناس حياء بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
أشد الناس حياء بعد الرسول صلى الله عليه وسلم هو سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد قام الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بوصفه علي إنه أشد الأمة حياء، وقد قال عنه أنه رجل شديد الحياء وذكر أيضاً أن الملائكة تستحي من سيدنا عثمان رضي الله عنه وقد ورد في حديث سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في وصف حياء سيدنا عثمان بن عفان عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعًا في بيته كاشفًا عن ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، فدخل وهو على تلك الحال فتحدث، ثم استأذن عمر، فأذن له وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه، قالت عائشة: يا رسول الله، دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ”، ويوضح الحديث السابق مدى حياء سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث وصل إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يستحي من سيدنا أبي بكر و سيدنا عمر كما استحى من سيدنا عثمان بن عفان.[2]
لقب سيدنا عثمان بن عفان
قد لُقب سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بذي النورين نسبة إلي أنه قد تزوج اثنتين من بنات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث تزوج من رقية أولا ثم من أم كلثوم بعد مماته رقية، و لقب أيضاً بلقب أبو عمرو الأموي وهو ثالث الخلفاء الراشدين.[1]
حياء سيدنا عثمان بن عفان
عُرف سيدنا عثمان بن عفان بأخلاقه الحميدة سواء كان قبل الإسلام أو بعد الإسلام وقد ذكر عنه أنه قال في وصف حيائه: “ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شربت خمرًا في جاهلية، ولا إسلام، ولا زنيت في جاهلية، ولا إسلام”، وقد كان من العشرة المبشرين بالجنة كما أن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه قد تزوج اثنتين من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما أم كلثوم ورقية وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَشْبَهُ النَّاسِ بِي خُلُقًا عُثْمَانُ”، حيث قال: “أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي”، و زكاه الذي سواه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ووصفته زوجته وقالت رضي الله عنها: “كان خُلُقه القرآن”.[2]
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَرْحَمُ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهَا فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهَا بْالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَقْرَؤُهَا لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيٌّ، وَأَعْلَمُهَا بِالْفَرَائِضِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ”، وقد ذُكر في العديد من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روى عنه العديد من الصحابة أيضاً، كما أنه يعد صاحب الفضل في جمع القرآن الكريم وآياته في مصحف واحد، وكان له العديد من الإنجازات في عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد وفاته أيضاً عندما قام بتولّى الخلافة.[3]
فصاحة سيدنا عثمان بن عفان
حيث أن لم يشتهر سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بأنى شديد الحياء فقط ولكن أيضاً أشتهر بأنه شديد الفصاحه وقوله صواب وببلاغة حديثه وقد كان ممن يجيدون الخطابة، ولكن حياءه الشديد كان يمنعه من ذلك وقد قال عبد الرحمن بن حاطب في وصف عثمان بن عفان: “ما رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ إِذَا حَدَّثَ أَتَمَّ حَدِيثًا، وَلا أَحْسَنَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، إِلا أَنَّهُ كَانَ رَجُلا يَهَابُ الْحَدِيثَ“كما أنه عندما تولى الخلافة فقد جاء بخطبة قصيرة ولكن كان بها الكثير من المعانى وقد وردنا أنه قال فيها: “الحمد لله، ثم قال: إن أبا بكر وعمر كانا يعدّان لهذا المقام مقالا، وإنكم إلى إمام فعّال أحوج منكم إلى إمام قوّال ثم نزل“.[4]
أولاد وزوجات سيدنا عثمان بن عفان
قد تزوج سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه أكثر من امرأة و من الله عليه بالكثير من الأولاد منهم الذكور ومنهم الإناث وهم: ولد إبنه عبدالله من زوجته رقية بنت رسول الله رضي الله عنها ثم ولد إبنه عبد الله الأصغر من زوجته فاختة بنت غزوان، ثم رزق بـ عمرو وخالد وأبان وعمر ومريم من زوجته أم عمرو بنت جندب الأزدية، ورزق بـ الوليد وسعيد وأم سعيد من زوجته فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس، ثم رزق بابنه عبد الملك من زوجته أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزاري، ثم عائشة وأم أبان وأم عمرو من زوجته رملة بنت شيبة بن ربيعة، وورد أن له ابن اسمه عنبسة وبنت اسمها مريم من نائلة بنت الفرافصة الكليبية، فكان سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه كثير الولد.[5]
مقتل سيدنا عثمان بن عفان
بعد أن قام سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه تولى خلافة المسلمين، قد تعددت وكثرت عليه الفتن وقد اتفق مجموعة كبيرة من المارقة على قتله وقد تراوح عددهم الألفين شخص وكان ذلك على يد جماعة من المارقين وهم كنانة بن بشر التجيبي وسودان بن حمران السكوني و قتيرة السكوني.
حيث قام كنانة بن بشر بذبحه وقام قتيرة بطعنه تسع طعنات بواسطة خنجر وكان الغافقي بن حرب العكي هو من بدأ ضربه بعد أن خاف الناس بفعل ذلك لقراءة سيدنا عثمان القرآن الكريم ولم يحترم قدسية المسجد حتي وقام بضربه بالسيف وركل كتاب الله الكريم بقدمه ورماه أرضاً فسقط في حجره وسقطت قطرة دم منه على قوله تعالى: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وقد تم قتله في اليوم 18 من ذي الحجة في العام 35 بعد الهجرة.[6]