هل بخاخ الانف يفطر الصائم ؟ “

حكم استعمال بخاخ الأنف في الصيام

إن الذي عليه جمهور الفقهاء فيما يخص استعمال بخاخ الأنف، أن ما وصل للحلق عن طريق الأنف يعد من المفطرات في رمضان سواء كان ماء أم دواء، ولو بخارًا متحللًا واصلًا إلى الحلق كما في بخاخ الربو، ولقد قال الشيخ

ابن باز

رحمه الله تعالى: (

أما القطرة في الأنف فلا تجوز، وذلك لأن الأنف منفذ) ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا ـ وعلى من فعل ذلك القضاء يوم ما أفطر بسبب هذا الحديث وما جاء في معناه أنه إن وجد طعمها في حلقه أي طعام الدواء المتواجد بالبخاخ.

وهناك شرحُ آخر للحكم أن بخاخ الأنف يفطر الصائم وذلك لأنه يصل إلى الخيشوم والجوف، بسبب ما ذكر في الحديث السابق، أي فإن كنت صائمًا فلا تبالغ خشية أن يصل إلى الجوف، فدل على أن ما يصل إلى الجوف من منفذ مفتوح كالفم والأنف يبطل الصوم، بخلاف ما يصل إلى الجوف من غير منفذ مفتوح كالعين فلا يفطر الصائم عند الجمهور خلافا للسادة المالكية.

وذكر عن الشيخ ممدوح أحمد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قال الشيخ أحمد ممدوح، أن من كان مصابًا بمرض مزمن وسيزيد عليه المرض عند عدم أخذه للدواء فعليه أن يأخذ الدواء وعندما يشفى من مرضه فعليه القضاء، لأن نقط الأنف إذا كانت تصل إلى الأنف فإنها تًفسد الصيام ولكن إذا كان يمكن أخذ الدواء فى الأوقات التى لامؤاخذة فيها على الإنسان، أى قبل الفجر أو بعد المغرب فلا حرج من أخذ الدواء فى هذه الأوقات.

ولقد ورد عن الشيخ

ابن عثيمين

رحمه الله تعالى أنه قال: (أن

قطرة الأنف إذا وصلت إلى المعدة، فإنها تفطر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث لقيط بن صبرة: بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا ـ فلا يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته، وأما ما لا يصل إلى ذلك من قطرة الأنف، فإنها لا تفطر، ويجب أن نعلم أن حكم

بلع الريق للصائم

ليس شبيهًا بحكم استنشاق بخاخ الأنف.

ولقد أضاف  أيضًا أن بخاخ الأنف يدخل رذاذها من منفذ منفتح في الجسم وهو الأنف، والذي يُعد بالتعريف الفقهي الشرعي «مُفطر» أي من

مفسدات الصيام

وبالتالي ننصح مرضى الحساسية باستعمال بخاخة الأنف إما بعد الإفطار أو في السحور، وذلك إن كان يستطيع المريض الاستغناء غنه في نهار رمضان لأجل إتمام الصيام وذلك لعظمة الصيام وفضل

دعاء الصائم

.[1]

ما هو بخاخ الأنف

بخاخ الأنف أو كما يعرف في الإنجليزية (Nasal Spray)، ويعتبر جرعة دوائية تقوم بإيصال الدواء المطلوب إلى تجويف الأنف ويكون لها أثرًا موضعيًا، ويعطي مفعوله مفعول الجرعات الدوائية، وذلك يكون بهدف علاج بعض الأعراض التي تظهر في الأنف نتيجة لبعض الأمراض، مثل الرشح أو حساسية الأنف أو لمرضى الجيوب الأنفية.

نماذج بخاف الأنف

هناك العديد من  النماذج المختلفة من البخاخات التي تستخدم للأنف، ولكن من الممكن تصنيفها إلى نموذجين أساسين وذلك على النحو التالي:

  • أولًا بخاخ الأنف المنتظم: وهو يعتبر من النماذج الأكثر شيوعًا، وتقوم العديد من شركات الأدوية باستخدامه كبخاخ لمعظم الأدوية والتي يتم توفيرها على شكل بخاخ أنفي.
  • ثانيًا البخاخ المضخة: والذي يتم استخدامه لبعض أنواع الأدوية كأدوية الحساسية، ويتميز هذا النوع من بخاخات الأنف بقدرته على إيصال الدواء للتجويف الأنفي، لأنه يقوم البخاخ بهذه العملية بشكلٍ أسرع وأكثر كفاءة من بخاخ الأنف المنتظم.

لكن يجب أن نعلم أنه يجب أن يتم استخدام بخاخ الأنف بصورته الصحيحة وفقًا لتعليمات الطبيب المختص، وذلك لتفادي أي أعراض جانبية من الممكن أن تطرأ بسبب أي استخدام خاطئ.

أنواع بخاخ الأنف

من أهم أنواع البخاخات الأنفية للحالات المرضية المختلفة، والتي من الممكن أن يأخذها المريض بون وصفة طبية أيضًا، وذلك إن لم يكن يعاني من أي أمراض مزمنة، سيتم تناولها هنا مقسمة لعدة أنواع حسب دواعي الاستخدام وعلى حسب نوع المادة الفعالة المتواجدة بها، ويمكن توضيح هذه الأنواع  كما يلي:

بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان

إن بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان أو كما تعرف في الإنجليزية (Decongestant Sprays) لها دور فعال في القيام بتخفيف احتقان الأنف المصاحب للرشح، وتعمل أيضًا على تخفيف حمى القش  أو كما تعرف في الإنجليزية (Hay Fever)، وأيضًا حساسية الأنف من خلال تضييق الأوعية الدموية في بطانة تجويف الأنف، بالتالي تتقلص الأنسجة المتضخمة في تجويف الأنف ويذهب الاحتقان، وتسمح للمريض أن يقوم بعملية التنفس بشكل طبيعي وبراحةٍ أكبر.

يجب أن نعلم أنه لا يمكن لمن يعاني من أي أمراض في القلب أن تستخدم بخاخة الأنف التي تحتوي على مادة مزيلة للاحتقان، وأيضًا في حالة إن كان المريض يعاني من مرض السكر، أو من ارتفاع ضغط الدم، وأيصًا أمراض الغدة الدرقية، أو من يعاني من مشاكل التبول التي بسببها وجود ورم في غدة البروستاتا، وأيضًا لا يجب استخدام هذا النوع من بخاخ الأنف للأطفال الذين هم أصغر من 6 سنوات، ويجب أن تتم استشارة الطبيب قبل استخدامها في حالة الحمل أو الرضاعة أيضًا.

ومن أمثلة بخاخات الأنف التي تستخدم لعلاج الاحتقان ما يلي: بخاخ الأوكسيميتازولين (بالإنجليزية: Oxymetazoline) و يعرف باسمه التجاري أيضًا نازيفين أو  (بالإنجليزية: Nasivin)، وبخاخ الأنف فينيل إفرين (بالإنجليزية: Phenylephrine).

بخاخات الأنف الملحية

إن بخاخ الأنف الملحي أو كما يعرف في الإنجليزية (Saline Spray)، أو يعرف أيضًا ببخاخ الأنف ماء البحر، ويعمل على التخفيف من جفاف الأنف والذي يكون مصاحبًا لبعض حالات الحساسية، ونزلات البرد، والرشح، والتهاب الأنف، وأيضًا حالة التهاب الجيوب الأنفية، وتعمل البخاخات الملحية على أن تُقلل من لزوجة المخاط كذلك، وتمنعه من التيبس، وتسهل من عملية خروجه في حالة وجود انغلاق في مجرى الأنف، وذلك بسبب المخاط الجاف.

وتُرطب بخاخات الأنف الملحية الأنف كإجراء وقائي من جفاف الأنف، وذلك في حالة بقاء المريض طويلًا في أماكن مغلقة بالإضافة إلى ذلك، فإنها تقوم  بترطيب مجرى الأنف في حالات الطقس الجاف أو البارد، ومن الممكن أن يتم استخدام بخاخات الأنف الملحية لفترات طويلة من الزمن، وذلك لعدم احتوائها على مادة دوائية فعلية، ذلك لأنها تتوفر بعدة أنواع مختلفة التركيز وذلك طبقًا لعمر المريض الذي يستخدمها، ويتوفر منها أيضًا بخاخ ملحي طبيعي مخفف، وتتوافر هذه البخاخات في شكل البخاخ المنتظم أو بخاخ المضخة.

بخاخات الأنف الستيرويدية

إن بخاخات الأنف الستيرويدية أو كما تعرف في الإنجليزية (Steroid Nasal Sprays) تعمل بشكل فعال على تخفيف أعراض احتقان و كثرة سيلان الأنف، والعطس، و أيضًا حلكة الأنف التي تكون مصاحبة للحالات الحادة من الرشح، أو حالات حساسية الأنف، وأيضًا حساسية الجهاز التنفسي الموجودة في الجزء العلوي، أو في حالة وجود التهابات بكتيرية في جيوب الأنفية، وقد لا يؤثر مفعول الدواء  على بعض الأعراض خلال أول يوم من الاستخدام، بل يجب أن يتم الاستمرار على استخدام بخاخة الأنف وذلك لتعطي للمريض أقصى فعالية ممكنة خلال أسبوع واحد من بداية الاستخدام.

يجب أن نعلم أنه لا يمكن  أن يتم استخدام هذا النوع من بخاخ الأنف للأطفال الذين هم بعمر أقل من سنتين، ويجب أيضًا أن يتم استشارة الطبيب أولًا قبل استخدامها خلال فترة الحمل أو الرضاعة، وكذلك يجب أن يتم استشارة الطبيب قبل استخدامها عند المرضى الذين يعانون من وجود  التهاب في العين، أو في حال إن كان هناك ارتفاع في ضغط العين أو مرض الجلوكوما، أو عند مرضى الربو، أو مرضى الحساسية الجلدية الذين يقومون باستخدام الأدوية التي تحتوي على إحدى مشتقات الكورتيزون.

وعند القيام باستخدام هذا النوع من بخاخات الأنف لفترات طويلة يجب أن تتم عملية التوقف بشكلٍ تدريجي، وليس بشكلٍ مفاجئ، وذلك لتجنب ظهور أي أعراض جانبية من الممكن أن تحدث، ويجب ـيضًا على المريض أن يلتزم بالجرعة الموصوفة من قِبل الطبيب المعالج لالتزام وعدم تجاوزها، وفي حالة نسيان الجرعة يجب ألا يأخذ المريض جرعة إضافية بدلًا منها في وقتٍ لاحق، بل يجب على المريض تجاوزها فقط، ويجب الانتباه لعدم وصول الجرعة للعين أو للفم.

من الأمثلة المشهورة على بخاخات الأنف الستيرويدية والتي لا تحتاج  إلى وصفة طبية للقيام بشرائها: الفلوتيكازون (بالإنجليزية: Fluticasone) أو كما يعرف تجاريًا باسم بخاخ الأنف أفاميس (بالإنجليزية: Avamys) أو الفليكسونيز (بالإنجليزية: Flixonase)، والبودسونيد (بالانجليزية: Budesonide) واسمه التجاري رينوكورت أكوا (بالانجليزية: Rhinocort Aqua)، والتريامسينولون (بالانجليزية: Triamcinolone) واسمه التجاري نزاكورت (بالانجليزية: Nasocort)[2]