ما الجهاز العصبي الذي تسيطر عليه منطقة تحت المهاد في الدماغ  

تشريح تحت المهاد

منطقة ما تحت المهاد هي منطقة صغيرة من الدماغ تتحكم في عدد هائل من وظائف الجسم تقع في منتصف قاعدة الدماغ بالقرب من الغدة النخامية وتغلف الجزء البطني من البطين الثالث، وعلى الرغم من صغر حجمها إلا أن منطقة ما تحت المهاد تلعب دوراً مهماً في العديد من الوظائف حيث يوجد بها ثلاث مناطق رئيسية كل واحد يحتوي على نوى مختلفة عبارة عن مجموعات من الخلايا العصبية تؤدي وظائف حيوية مثل إفراز الهرمونات وتنظيم درجة حرارة الجسم والاستجابات العاطفية والسيطرة على الشهية والحفاظ على الدورات الفسيولوجية اليومية وإدارة السلوك الجنسي.[1]

ما الجهاز العصبي الذي يتحكم فيه تحت المهاد

كثير من الطلاب يراود في ذهنهم إجابة ذلك السؤال حيث يأتي كل من الجهاز العصبي السمبثاوي والجهاز العصبي الباراسمبثاوي تحت الجهاز العصبي الذاتي ومركز التحكم بهما هو جزء من الدماغ الأمامي، حيث يعتبر الجهاز العصبي الذاتي (ANS) هو جزء من الأعصاب الحركية الطرفية حيث يتحكم الجهاز العصبي الذاتي ANS في أنشطة الأعضاء الداخلية المهمة للحفاظ على التوازن من خلال ردود الفعل وليس تحت السيطرة الواعية.

تتحكم منطقة تحت المهاد من الدماغ الأمامي بشكل رئيسي في الجهاز العصبي الذاتي ANS حيث يوجد تأثيرات معادية لكل من الجهاز العصبي السمبثاوي والجهاز العصبي الباراسمبثاوي على نفس العضو على سبيل المثال، يتم زيادة معدل ضربات القلب أثناء الإثارة عن طريق التعاطف ولكن يتم خفضه أثناء النوم بواسطة الجهاز السمبثاوي.[2]

وظيفة ما تحت المهاد

تتكون منطقة ما تحت المهاد من ثلاثة أقسام سوف نوضح وظيفة كل جزء في السطور التالية:


المنطقة الأمامية:

  • نواتها الرئيسية هي النوى فوق البصرية والنواة المجاورة للبطين.
  • تتكون من النوى التي تساعد في إفراز الهرمونات المختلفة وتتفاعل العديد من هذه الهرمونات مع الغدة النخامية القريبة لإنتاج هرمونات إضافية.
  • تساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم من خلال العرق كما أنها تحافظ على دورة الجسم من التغيرات الجسدية والسلوكية التي تحدث بشكل يومي على سبيل المثال الاستيقاظ أثناء النهار والنوم في الليل.


المنطقة الوسطى:

  • نواتها الرئيسية هي النواة البطنية والنواة القوسية أو المقوسة.
  • تساعد النواة البطنية في التحكم في الشهية بينما تشارك النواة المقوسة في إفراز هرمون النمو حيث يحفز الغدة النخامية على إنتاج هرمون النمو المسؤول عن نمو وتطور الجسم.


المنطقة الخلفية:

  • نواة الثدي هي نواتها الرئيسية.
  • تساعد تلك المنطقة على تنظيم درجة حرارة الجسم ويعتقد بعض الأطباء أنها تشارك في وظيفة الذاكرة.

ضرر ما تحت المهاد

عندما لا تعمل منطقة تحت المهاد أو الوطاء بشكل صحيح فإن هذا يسمى خلل وظيفي في تلك المنطقة، ليأتي هنا سؤال

ما الذي يقلل نشاط الدماغ

، فمن الممكن أن تتسبب عدة أشياء في حدوث خلل وظيفي في منطقة تحت المهاد وهي:

  1. إصابات الرأس.
  2. بعض الاضطرابات الوراثية مثل نقص هرمون النمو.
  3. العيوب الخلقية التي تشمل الدماغ.
  4. أورام في منطقة ما تحت المهاد أو حولها.
  5. اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي.
  6. أمراض المناعة الذاتية.
  7. جراحة الأعصاب.


حيث يلعب ضعف المهاد دوراً في العديد من الحالات بما في ذلك:

  • مرض السكري: إذا لم تنتج منطقة ما تحت المهاد ما يكفي من هرمون الفازوبريسين يمكن للكلى فقد الكثير من الماء هذا مما يسبب زيادة التبول والعطش.
  • متلازمة برادر-فيلي: يعتبر اضطراب وراثي نادر يعمل على تعطيل وظائف منطقة تحت المهاد وتعطيل

    نشاط الدماغ

    حيث يعتبر الأشخاص المصابون بمتلازمة برادر-فيلي لديهم رغبة مستمرة في تناول الطعام مما يزيد من خطر إصابتهم بالسمنة.
  • قصور الغدة النخامية: يحدث هذا الاضطراب عندما لا تنتج الغدة النخامية ما يكفي من الهرمونات على الرغم من أنه يحدث عادةً بسبب تلف الغدة النخامية إلا أن الخلل الوظيفي في منطقة تحت المهاد يمكن أن تتسبب أيضاً في حدوثه، حيث تؤثر العديد من الهرمونات التي ينتجها الوطاء بشكل مباشر على تلك الهرمونات التي تنتجها الغدة النخامية.

هرمونات ما تحت المهاد

تلك الهرمونات تفرزها المنطقة الأمامية حيث تسمى هذه المنطقة أيضاً بالمنطقة فوق البصرية، للحفاظ على التوازن تكون منطقة تحت المهاد مسئولة عن تكوين العديد من الهرمونات في الجسم أو التحكم فيها حيث تعمل منطقة تحت المهاد مع الغدة النخامية التي تعمل على إرسال واستقبال هرمونات مهمة أخرى في الجسم.

تتحكم منطقة تحت المهاد والغدة النخامية معاً في العديد من الغدد التي تنتج هرمونات الجسم والتي تسمى نظام الغدد الصماء وهذا يشمل قشرة الغدة الكظرية والغدد التناسلية والغدة الدرقية، وتشمل الهرمونات التي تفرزها منطقة تحت المهاد أو الوطاء ما يلي:


الهرمون المطلق للثيروتروبين (TRH)

  • ينشط الغدة الدرقية التي تطلق الهرمونات التي تنظم التمثيل الغذائي ومستويات الطاقة والنمو.
  • يؤثر الوطاء أيضاً بشكل مباشر على هرمونات النمو حيث يطلب من الغدة النخامية إما زيادة أو تقليل وجودها في الجسم وهو أمر ضروري لكل من الأطفال في مرحلة النمو وكبار السن أيضاً.
  • إنتاج هرمون الغدة الدرقية (TSH) حيث يلعب TSH دوراً مهماً في وظيفة العديد من أجزاء الجسم مثل القلب والجهاز الهضمي والعضلات.


هرمون الأوكسيتوسين

  • يتحكم هذا الهرمون في العديد من السلوكيات والعواطف الجنسية مثل الاستثارة الجنسية والثقة والاعتراف وسلوك الأم.
  • كما أنه يشارك في بعض وظائف الجهاز التناسلي مثل الولادة والرضاعة وإفراز حليب الأم (من الهرمونات التي تتحكم في البرولاكتين والتي تخبر الغدة النخامية إما ببدء أو إيقاف إنتاج حليب الثدي لدى الأمهات المرضعات).
  • يعمل هرمون الأوكسيتوسين على تعديل درجة حرارة الجسم وتنظيم دورات النوم.


هرمون كورتيكوتروبين (CRH)

  • يشارك الهرمون المطلق (CRH) في استجابة الجسم لعمليات الإجهاد البدني والعاطفي.
  • يساعد على تنظيم التمثيل الغذائي.
  • يعمل على إرسال إشارة إلى الغدة النخامية لإنتاج هرمون يسمى هرمون قشر الكظر (ACTH).
  • دوره في الاستجابة المناعية من خلال العمل مع الغدة النخامية والغدة الكظرية لإفراز بعض الستيرويدات وهي عبارة عن مركبات عضوية.[3]


الهرمون المضاد لإدرار البول(فازوبريسين)

  • يُسمى ADH أيضاً أرجينين فاسوبريسين، إنه هرمون تنتجه منطقة تحت  المهاد في الدماغ ويتم تخزينه في الغدة النخامية الخلفية كما أنه يعطى إنذار للكليتين بكمية الماء التي يجب حفظها.
  • يزيد من كمية الماء التي تمتصها الكلى في الدم حيث تتفاعل المستشعرات في منطقة ما تحت المهاد مع تركيز الجزيئات في الدم حيث تشمل هذه الجزيئات جزيئات الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد وثاني أكسيد الكربون عندما يكون تركيز الجسيمات غير متوازن أو يكون ضغط الدم منخفضاً للغاية فإن هذه المستشعرات ومستقبلات الضغط تخبر كليتيك بتخزين أو إطلاق الماء كما أنها تنظم شعور جسمك بالعطش.
  • يعمل السوماتوستاتين على إيقاف إفراز الغدة النخامية لهرمونات معينة بما في ذلك هرمونات النمو وهرمونات الغدة الدرقية.[4]


الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية(GnRH)

  • يتسبب إنتاج GnRH في إنتاج الغدة النخامية لهرمونات تناسلية مهمة مثل الهرمون المنبه للجريب أو المنشط للحوصلة (FSH) والهرمون الملوتن أو المنشط للجسم الأصفر (LH).
  • كما تتطلب الوظيفة التناسلية الطبيعية تنظيماً دقيقاً للزمان والكم لإفراز الهرمون على جميع مستويات المحور الوطائي والنخامي والتناسلي حيث يحتوي الوطاء على الخلايا العصبية التي تفرز الهرمون المطلق الموجهة للغدد التناسلية (GnRH) والتي تفرز GnRH النابض في نظام الدم البابي تحت المهاد والذي يتم من خلاله نقله إلى الغدة النخامية الأمامية ويرتبط GnRH بمستقبلاته على خلايا الغدد التناسلية، مما يحفز التخليق الحيوي وإفراز الجونادوتروبين والهرمون اللوتيني (LH) والهرمون المنبه للجريب (FSH)، وينطلق هرمون LH وهرمون FSH عبر الدورة الدموية الطرفية ويعملان في الغدد التناسلية لتحفيز تكوين الأمشاج (أي تطوير البويضات والحيوانات المنوية الناضجة) وتكوين الستيرويد (أي تخليق هرمونات الغدد التناسلية الإستروجين والبروجسترون والأندروجينات).
  • في معظم الحالات الفسيولوجية تتفاعل الستيرويدات التناسلية في منطقة ما تحت المهاد والغدة النخامية لتقليل GnRH وإفراز الغدد التناسلية، هناك استثناء في وقت زيادة هرمون LH حول الإباضة في الإناث ويعتقد أنه يرجع إلى ردود الفعل الإيجابية من خلال الارتفاع السريع في مستويات الاستراديول.[5]