فوائد تحرير المصطلحات العلمية


أهمية تعلّم المصطلحات العلمية

ترجع أهمية تعلم وفهم المصطلحات العلمية لقول الإمام الرازي رحمه الله: “لا نزاع في أن لكل قوم من العلماء اصطلاحات مخصوصة يستعملونها في معان مخصوصة؛ إما لأنهم نقلوها بحسب عرفهم إلي تلك المعاني، أو لأنهم استعملوها فيها علي سبيل المجاز، ثم صار المجاز شائعاً، والحقيقة مغلوبة”، وقول الإمام ابن القيم  رحمه الله: “لا ننكر أن يحدث في كل زمان أوضاع لما يحدث من المعاني التي لم تكن قبل، ولا سيما أرباب كل صناعة فإنهم يضعون لآلات صناعاتهم من الأسماء ما يحتاجون إليه في تفهيم بعضهم بعضاً عند التخاطب، ولا تتم مصلحتهم إلا بذلك، وهذا أمر عام لأهل كل صناعة مقترحة أو غير مقترحة، بل أهل كل علم من العلوم قد اصطلحوا علي ألفاظ يستعملونها في علومهم التي تدعو حاجتهم إليها للفهم والتفهيم”،  وما يدل على ذلك أيضًا قول أحمد ابن فارس رحمه الله : “لكل لفظ اسمان: لغوي، وصناعي، ويقصد بالصناعي الاصطلاحي”، ومع ذلك فمن الأفضل استخدام المصطلحات العلمية للتحكم في ما حدده العلماء، وعندما تكون هناك قاعدة لا يوجد تمثيل خاطئ في المصطلحات “لا مشاحة في الاصطلاح”، فليس المقصود منها أن تكون عامة، ولكنّها مرتبطة بالشروط التي سنرصدها فيما يلي:

يُعتبر المعنى متداول ومتعارف بين أهل العلوم والفنون، ولهذا يقولون: “لا مشاحة في الألفاظ بعد معرفة المعاني” كما أقرّ الشيخ طاهر الجزائري رحمه الله ذلك، و لقد أكدالعلماء والمحققون أن الحديث عن العلوم والآداب المختلفة يجب أن يشمل المصطلحات العلمية المتداولة والمشتركة فيه ومعرفة كيفية استخدامها واختيار ألفاظ ومعاني مختلفة وما يدل على ذلك من يخالف أو يجهل الوضع الراهن أو ينوي أن يكوّن سوء فهم غامض كمن يُشكك في حديثٍ ما من حيث كون الحديث صحيح أو ضعيف، مُبيّنًا الحسن من حيث المعنى اللغوي لتضمن الحديث حكم بالغة ومقاصد سامية وما يدل على ذلك قول العلماء: ” لا مشاحة في الاصطلاح “، ويُعتبر ذلك نوع من العذر المباح ومن قال ذلك عاذلٍ في صورة عاذرٍ.

يجب ألا يتضمن المفهوم الاصطلاحي أي مفاسد ولقد بيّن ذلك قول الإمام ابن القيم  رحمه الله :”الاصطلاحات لا مشاحة فيها إذا لم تتضمن مفسدة “، وينبغي أن يؤخذ في الاعتبار أن التعريف لا يخلو ولا يحرم من الدخل ولا هو كذلك، فالمطلوب من عامة الناس من المسلمين وغيرهم هو تقييد حدود السمة المميزة التي تميز صفة  المحدود من غيره والوصف المطابق للمحدود في العموم والخصوص ككل محدودية الأفراد وأجزائها وما لا يستمد منها.

يرى الكثير من العلماء أنّ لتحرير المصطلحات العلمية أزمة والبعض الآخر يدعي أنه وباء وآفة، فترجع أهمية المصطلحات لدرجة أهكيتها لدى الناس ودرجة إقبالهم وفهمهم لها، فمن يعتبرها مهمة يفك ويحل الكثير منَ العقد والإشكالات، ويتضح سوء الفهم الذي يصيب الكثيرين.

يُثير ترك المصطلحات العلمية دون تحرير اختلافات الكثير من العلماء، كما أنّ  وجودها يعتبر مناقشة للحد من الجدل، لاعتقاد البعض وقوع تحرير المفهوم في أزمة، وعلى النقيض يرى بعض النّاس عكس ذلك، لأنه زيادة في الفلسفة وترخي في المفهوم،  وإهدار للوقت، لاعتقادهم في تحرير المصطلح العلمي أنّ وجوده مثل غيابه إذا لم يكن ضارًا، كما أنّه لا يُصيب غير المتعلمين بشكل خاص.


فوائد تحرير المصطلحات العلمية

تتعدد فوائد تحرير المصطلحات العلمية، لذا نرصد لكم أبرزها في السطور التالية:

  • الحفاظ على وحدة الأمة وقوتها، لأن عدم تحديدها يؤدي إلى الصراع والانقسام والضعف.
  • حل الخلافات بين المتنازعين، لأن البدء من أرضية مستقرة يؤدي إلى توافق الآراء وتقارب وجهات النظر؛ لذلك عندما يتم ضبط المفاهيم وتحرير المصطلحات وتعريف معانيها، فلن يكون الخلاف كثيرًا، وإذا كان موجودًا فسيكون بلا تنازع.
  • توفير الهدر في الجهد والوقت والمال، ويكون ذلك بتحديد المفاهيم الخاصة التي لها معنى مختلف عن الآخرين، حيث أن كثرة المعاني عند الآخرين يؤدي إلى الصراع والانقسام والخلاف، مما ينتج عنه إهدار كبير للوقت والجهد وربما المال ثم في النهاية، فإذا كانت المصطلحات واضحة ومحددة معانيها للجميع، فقد وصلوا جميعًا إلى نقطة الصفر بعد إضاعة الوقت والجهد وإرهاق أعصابهم، وإذا تم ذلك من البداية، لم يكن هناك هدرًا في كل شيء.
  • تحقيق أكبر عدد ممكن من الأهداف، فمن أهداف تعريف المصطلحات وتعديل معانيها والتحكم في محتواها، هو تحقيق أكبر عدد من الأهداف والمهام التي تم إجراء الحوار من أجلها بأقل جهد  وتكلفة في الوقت والمال.
  • تحقيق التفاهم المشترك والحوار الصحي، ولا يتم تحقيق ذلك إلا بالاتفاق على المحتوى وتحرير المصطلحات المستخدمة في هذا الحوار.

وبذلك يتم التفاهم والتقارب، ويبدأ الحوار بطريقة صحية وسليمة ومثمرة، بدءًا من أرضية مستقرة، ونقطة انطلاق واحدة واضحة وتنتهي بأهداف بناءة، وتحقيق أهداف إيجابية وفعالة.


تعريف المفهوم

يشتمل على جملة تحتوي على مجموعة من الكلمات التي تشرح معنى شيء معين، وتُعرف أيضًا بمجموعة الأفكار والآراء المتعلقة بشيء ما، والتي تهدف إلى فهمها بشكل أوضح، وتعمل على تطوير المفاهيم المتخصصة ودراسات مبنية على موضوعات التحليل الجماعي، من أجل المساهمة في توضيح العديد من المفاهيم المتعلقة به، ويتميز المفهوم بمجموعة من السمات أبرزها ما يلي:

  • يتسم  بقللة عدد الموضوعات، كما أنّها تشير إلى موضوعات معينة ضمن مجال معين من الدراسة، لذلك يشمل  كل موضوع على مجموعة مفاهيم خاصة به.
  • يعتمد على الاستنتاجات، فيمكن استنتاج المفهوم عن طريق الاعتماد على الدراسات السابقة أو الحالية أو من خلال الخبرة والمعلومات المتاحة للباحث بعد الدراسة المناسبة للمفاهيم.
  • لا يتغيير بسهولة، كما يظل المفهوم ثابتًا على مدار فترة زمنية طويلة ولا يمكن تعديله أو تحديثه ما لم تظهر استنتاجات ونظريات جديدة لم تكن معروفة من قبل.


تعريف المصطلح

يتم تعريفه على أنه اتفاق لغوي قائم على صيغة معينة بين مجموعة من الأفراد المتخصصين في علم معين، ويعرف أيضًا باسم الوصف اللغوي الثابت لشيء ما، مما يساهم في توضيح معناه ويصبح معروفًا بين مجموعات الأشخاص في الميدان،  ويُعرف أيضًا بإنّه إحدى التركيبات اللغوية السائدة في العديد من اللغات حول العالم، كما اعتمد على مجموعة من العوامل البيئية التي ساهمت في ظهوره، من أجل تحويل جزء من الحياة العامة للأفراد بمرور الوقت، ويساهم في بناء الأسس اللغوية لكل لغة منطوقة، وهو معروف بين مختلف الشعوب، لذلك تساعد المصطلحات في تقديم وصف دقيق ومناسب لمجموعة من المشتركين المفاهيم بين الأفراد في مجتمع أو ثقافة، ويتميز المصطلح بمجموعة من السمات أبرزها ما يلي:

  • آداة لتعريف المقهوم، أي يُساهم في شرح وتوضيح معنى المصطلحات بطريقة دقيقة وصحيحة تتناسب مع الموضوعات ذات الصلة.
  • يرتبط بالبيئة التي ظهرت فيها، أي أن كل مصطلح اعتمد على مجموعة من العوامل البيئية التي ساهمت في ظهوره، ليتحول مع الوقت لجزءٍ من أجزاء الحياة العامة عند الأفراد.
  • يستخدم لتوضيح المعاني، أي تستخدم المصطلحات لشرح المعاني المرتبطة بها، لذلك يتم جمع مصطلحات لغة معينة في كتاب ليتمكن الباحثون والأفراد من الرجوع إليها، ويسمى هذا الكتاب بالقاموس.

ما هو الفرق بين المفهوم والمصطلح

ويكن

الفرق بين المفهوم والمصطلح

فيما يلي:


  • التوثيق

يتم الاحتفاظ بالمفاهيم في أدبيات الأفراد الذين صاغوها في المفهوم، على عكس المصطلح ، يتم الاحتفاظ بالمصطلحات في التراكيب التي تعد مراجع لغوية مهمة، مثل: القاموس والمكنز.


  • الاتفاق

لا يتفق الباحثون في مجال معين بالضرورة على مفهوم واحد يشير إليه، على نقيض المصطلح يتفق جميع الباحثون على تعريف المصطلح ويصبح أحد أشهر وأهم  الأشياء المعروفة والمتداولة في المجال الخاص.


  • التركيز

يركز المفهوم على الاستنتاجات الفكرية التي تم التوصل إليها، بينما يركز المصطلح على المعاني اللفظية ويسعى إلى توضيحها لتسهيل فهمها.[1]


ورقة البحث العلمي

يقوم الباحثون في مختلف المجالات بالإبلاغ عن نتائجهم واستنتاجاتهم وتحليلاتهم في شكل ورقة بحث علمي، تٌقدم للعلماء حيث تُواجه منافسة شديدة للنشر في مجالات تخصصهم، ويرغب الكثير من الباحثين في النشر في مجلة محكمة ومشهورة بهدف للنجاح في حياتهم المهنية، كما تتطلب المجلات تقديم مخطوطات بحثية وفقًا لإرشادات تنسيق محددة، وتقوم خدمات التحرير العلمي التي تمكن الباحثين من إرسال مخطوطاتهم للمجلات بكل سهولة.


تحرير ورقة البحث العلمي

يوجد علماء في جميع مجالات العلوم تقريبًا، فهؤلاء العلماء هم باحثون نشروا بنجاح في المجلات ذات السمعة الطيبة على مر السنين، كما قاموا بتحرير المخطوطة الخاصة بالباحثين عن طريق المعرفة المحددة لمجال عملهم، فعلى سبيل المثال

ترشيح عالم الكيمياء الحيوية المتخصص في توصيف البروتين لاعتباره المرشح المثالي لتحرير ورقة بحثية حول طي البروتين، ولكي نتأكد من كون المحرر لديه معرفة بمجال البحث الخاص  بالباحثين، هو فقط من يقوم بتحرير وتعديل العمل، ويضمن المحررون العلميون المؤهلون تأهيلاً عالياً، لتحرير ورقة البحث بوضوح واستخدام الأسلوب السليم للغة مع الحفاظ على دقة العلم.


التدقيق في أوراق البحث العلمي

بمجرد قيام المحرر العلمي الخبير بتحرير وتنسيق مخطوطتك. يقوم أحد المحررين الكبار بمراجعة المخطوطة قبل إرسالها إليك، فيُعتبر التدقيق اللغوي ضروري لأوراق البحث العلمي لأنه أذا وُجد أدنى تغيير في الهجاء أو ترتيب الكلمات يمكن أن يؤدي إلى تغيير المعنى المقصود بشكل كبير، علاوة على ذلك  الأسماء العلمية المعقدة حتى أسماء المنتجات المستخدمة في المختبر يمكن أن تكون مكتوبة بشكل خاطئ، و يضمن أحد كبار المحررين أن مخطوطتك خالية من الأخطاء.[2]