فضل ليلة النصف من شعبان ” ابن باز “
ماذا حدث في
ليلة النصف من شعبان
فضل شهر شعبان ابن باز
فأهمه أن الأعمال ترفع بهذا الشهر. [1]
صيام ليلة النصف من شعبان
من البدع التي قام بها بعض الأشخاص هي
الشعبنة
أي احتفالهم بليلة النصف من شعبان، وجعل ذلك اليوم مُخصص بالصيام، ولا يوجد على هذا دليل جائز للاعتماد عليه، وقد ذُكر في فضلها بعض الأحاديث الضعيفة ومن غير الجائز أن يُعتمد عليها، ف حين أن
فضل شهر شعبان ابن عثيمين
اتضح في قوله لما يلي “أيها المسلمون، أننا في شهر شعبان وهناك ستة نقاط يجب علينا أن نتعرف عليها و نشرحها، و نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا و إياكم علما نافعا و عملا صالحا”. [1]
صلاة ليلة النصف من شعبان
إن ما ذُكر حول فضل الصلاة في ليلة النصف من شعبان جميعه موضوع، مثلما أكد على هذا العديد من أولو العلم، وقد أجمع العلماء أن الاحتفال بذلك اليوم من البدع، وأن كافة الأحاديث التي وُردت في فضله ضعيفة، كما أن البعض منها موضوع، ومن العلماء الذين نبهوا على هذا (الحافظ ابن رجب) بكتابه (لطائف المعارف)، في حين أن الأعمال التي تتم بها من عبادات تكون فقط التي ثبت أصلها بالصحيح من الأدلة. [1]
ما هو فضل ليلة النصف من شعبان ابن باز
كما ذُكر في
فضل ليلة النصف من شعبان ابن عثيمين
فقد ذُكر أيضًا عن ابن باز أن الحافظ ابن رجب قال في كتابه: (لطائف المعارف) في تلك المسألة: “وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام، كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان، اختلف الناس في ذلك فمنهم من قبله منهم، ووافقهم على تعظيمها، منهم طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم، وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، منهم: عطاء، وابن أبي مليكة، ونقله عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين:
- أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد.كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيا.م، ويتبخرون ويتكحلون، ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك، وقال في قيامها في المساجد جماعة: ليس ذلك ببدعة، نقله حرب الكرماني في مسائله.
- والثاني: أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء، ولا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم، وهذا هو الأقرب إن شاء الله تعالى، إلى أن قال: ولا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة نصف شعبان، ويتخرج في استحباب قيامها عنه روايتان: من الروايتين عنه في قيام ليلتي العيد، فإنه (في رواية) لم يستحب قيامها جماعة لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، واستحبها (في رواية) لفعل عبدالرحمن بن يزيد بن الأسود لذلك وهو من التابعين، فكذلك قيام ليلة النصف، لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، وثبت فيها عن طائفة من التابعين من أعيان فقهاء أهل الشام).
أي أنه يُصرح بأنه لا يوجد إثبات عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه من شيء في ليلة النصف من شعبان، وأنه لا يجوز إحداث أي أفعال وتخصيصها في تلك الليلة دون وجود دليل عليها. [1]
ما صح في
ليلة النصف من شعبان
قد قال الإمام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله في كتابه (الحوادث والبدع): “وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم، قال: ما أدركنا أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان، ولا يلتفتون إلى حديث مكحول، ولا يرون لها فضلًا على ما سواها” وقيل لابن أبي مليكة: إن زيادا النميري يقول: “إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر، فقال: لو سمعته وبيدي عصا لضربته”، وقد كان زياد قاصًا.
كما قال العلامة الشوكاني رحمه الله في (الفوائد المجموعة): “حديث: يا علي من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات قضى الله له كل حاجة إلخ وهو موضوع، وفي ألفاظه المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه، ورجاله مجهولون، وقد روي من طريق ثانية وثالثة كلها موضوعة ورواتها مجاهيل.
وقال في: (المختصر): حديث صلاة نصف شعبان باطل، ولابن حبان من حديث علي: إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، ضعيف. وقال في: (اللآلئ): مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات مع طول فضله، للديلمي وغيره موضوع، وجمهور رواته في الطرق الثلاث مجاهيل ضعفاء قال: واثنتا عشرة ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة موضوع وأربع عشرة ركعة موضوع، وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء كصاحب (الإحياء) وغيره وكذا من المفسرين، وقد رويت صلاة هذه الليلة- أعني: ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة موضوعة، ولا ينافي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه ﷺ إلى البقيع، ونزول الرب ليلة النصف إلى سماء الدنيا، وأنه يغفر لأكثر من عدة شعر غنم كلب، فإن الكلام إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة، على أن حديث عائشة هذا فيه ضعف وانقطاع، كما أن حديث علي الذي تقدم ذكره في قيام ليلها، لا ينافي كون هذه الصلاة موضوعة، على ما فيه من الضعف حسبما ذكرناه). [1]
جواز تخصيص العبادة في النصف من شعبان
من غير الجائز أن يتم في تلك الليلة أي ليلة النصف من شعبان القيام بما لا يوجد فيه حديث صحيح، إذ أن جميعها تكون ما بين الموضوعة والضعيفة، ومن أجل ذلك فإن تلك اليلة لا تختص بأي أعمال من قراءة القرآن ولا صلوات خاصة ولا جماعة، أما عن ما قيل من قبل عدة علماء بأن لها خصوصية فهي أقوال ضعيفة، وما ورد فيها من أحاديث يكون ضعيف ولا يصح، إذ أن ليلة النصف من شعبان لا تختص بشيء وذلك هو الصائب. [2]