دور البيئة والوراثة في تشكيل شخصية الإنسان

كيف تبنى شخصية الإنسان

كل أنسان في الحياة يريد ان يتطور و يتقدم نحو التكامل للشخصية و العقل و التفكير ، اظهرت الكثير من الأبحاث ان للبيئة التي يعيش بها الأنسان ، و الوراثة تؤثر في

الشخصية الإنسانية

، و هما من اهم

العوامل المؤثرة في بناء الشخصية

و في العقود السابقة كان اهم الأبحاث في دراسة الشخصية التي يركز عليها العلماء هي كيفية تساهم الوراثة و البيئة المحيطة على شخصية الأنسان و كيف تؤثر على نموه .

كل العلماء اتفقوا ان العقل صفحة بيضاء خالية من اي شيء ، يتم تزويدة بالمعلومات من خلال الخبرة ، و كذلك يؤكد العلماء ان تأثير الوراثة أقوى بكثير من تأثير البيئة المحيطة في تكوين شخصية الأنسان ، و لكن و جد بعض العلماء ان هناك تفاعل يحدث بيت الوراثة و البيئة .

تأثير البيئة في تشكيل شخصية الإنسان

عندما يولد الطفل ، يولد كأنه صفحة بيضاء ، و تكون الأرض خالية بالنسبة اليه ، و في تعبير اخر ان ذات الطفل الحقيقي هو مرآة ، تحصر كل الذي تتعرض له من ضغوطات البيئة و تطلقها عندما يكبر بالسن ، فكل من الاهل ، و الجيران ، و الأصدقاء ، و الأقارب ، و المدرسة ، و الألعاب التي يلعب بها ، و البرامج التلفزيونية التي يشاهدها .

كل هذه الأمور تؤثر في نفسية و سلوك الطفل ،

و كذلك مناخ المكان الذي يولد و يعيش به الطفل يؤثر على شخصية و هيئة الطفل ، على سبيل المثال اذا كان الطفل يعيش في دولة اكثر اوقاتها باردة سيكون اللبس الذي يرتديه سميك ، و اذا كان يعيش في دولة اكثر اوقاتها حاره سوف يكون اللبس الذي يرتدي خفيف .

و اذا كان الجو الذي يعيش به الطفل ملوث فربما ان يصيب الطفل بتسمم ، و كذلك المحيط الأجتماعي له تأثير على شخصية الطفل و تربيته ، او الأصابة بالربو ، و ضيق التنفس ، و السعال . و هناك مؤثرات بيئية كيمائية قبل الولادة ، و مؤثرات بيئية كيمائية بعد الولادة ، المؤثرات البيئية الكيمائية قبل الولاد على سبيل المثال العقاقير ، و الهرمونات ، و المواد الغذائية التي تتناولها الأم اثناء فترة الحمل . اما بالنسبة الى المؤثرات البيئية الكيميائية بعد الولادة ، على سبيل المثال الأكسجين ، و التغذية .

و كذلك هناك خبرات حسية متغيرة و ثابتة ، الخبرات الحسية المتغيرة تعني الاحداث التي تمر على اعضاء الجسم ، و التي تتغير بحسب الظروف البيئية الخارجية ، على سبيل المثال الأطفال المحرومة تختلف عن الأطفال المرفهة . اما بالنسبة الى خبرات الحسية الثابتة ، فتعني الأحداث التي يتعرض لها الأنسان و هو في بطن امه ، و تكون أثاره نفسها على جميع أعضاءه و حواسه .

العوامل البيئية التي تؤثر في تشكيل شخصية الإنسان


اولا تأثير البيئة قبل ولادة الطفل

؛

حصلت الكثير من الدراسات لكي يتم التأكد من اثر العوامل البيئية على الجنين و كذلك على بعض المخلوقات الأخرى ، و لكن هذه التجارب لم تنجح عند تطبيقها على الأنسان ، و لكن على الرغم من ذلك اجريت في ما بعد عدت دراسة على الجينات البشرية .

كان الهدف الرئيسي هو معرفة كيف ممكن للمؤثرات الخارجية ان تؤثر في سلوك الجنين ، و قالوا ان ممكن القيام بإشراط سلوك الأجنة بشكل ناجح ، على سبيل المثال هناك بعض الأشخاص يستخدمون اليد اليسرى بدلا من اليد اليمنى ، السبب وراء ذلك قد يكون بسبب إشراط المؤثرات الخارجية .


تأثير البيئة في النمو العقلي ؛


لدى البيئة تأثير واضح جدا في النمو العقلي ، و كذلك

أثر الوراثة والبيئة على الذكاء

فقد يكون نمو العقلي يستمر بشكل طبيعي اذا لم تؤثره به عوامل البيئة ، و كذلك يمكن ان يعاق النمو العقلي اذا تأثر بالعوامل الخارجية ، العلماء قاموا بمقارنة الأطفال الذين يعيشون في بيئة منعزلة و الأطفال الذي يعشون في بيوت بديلة ، و وجدوا ان الاطفال الذين يعيشون في بيوت بديلة كان لهم تحسنا و تطور واضح من ناحية الذكاء ، اكثر من الاطفال الذين يعشون في بيوت منعزلة .


تأثير البيئة في الشخصية ؛


يوجد تأثير واضح في الشخصية من قبل البيئة ، فيمكن ان تؤثر في سلوكيات و أنشطة و العلم ، علم الأنثروبولجيا ينص على ان الفروق بين الاشخاص الذي يعيشون في القبائل ، و الأشخاص الذين يعشوف في مناطق اخرى .

تأثير الوراثة في تشكيل شخصية الإنسان

كل انسان تبدء حياته في اول ايام حمل الأم ، المعلومات الوراثية الخاص بكل فرد موجودة داخل الكروموسومات ، عدد الكروموسومات الطبيعي في كل انسان ٤٦ كروموسوم ، و تكون على شكل ازواج ، اي ان يوجد في جسم الأنسان ٢٣ زوج من الكروموسوم الحاوي على المعلومات الوراثية ، كل ازواج الكروموسومات تكون متشابهة ، الى الزوج الثالث و العشرون يكون مختلف عن باقي ازواج الكروموسومات .

و هذا الزوج يكون مسؤول عن تحديد جنس الجنين ، كل قطعة من الكروموسوم تتكون من الآف الجزيئات الصغيرة ، يطلق عليها اسم الجينات او احيانا تسمى بالمورثات ، تعتبر هذة الجزيئات الصغيرة هي الوحدة الأساسية للوراثة . يوجد داخلها حمض نووي معروف ب DNA يتحكم في انتاج المواد الكيمائية التي تسمى البروتينات . لكل جين من هذا الجينات يكون له وظيفة خاصة.

موقع هذه الجينات يكون في مكام محدد على الكروموسومات ، اذا التقى جينان معا في البيوض المحلقة ، أو مايسمى بالزايجوت ، و هو اسم موقع معين في الكروموسوم يكون فيه اوامر متعارضة ، فيمكن ان يسيطر احدهما كليا على الأخر او جزء منه في المعلومات الوراثية للجنين ، لم ينتج اي شخص يكون لديه نفس المعلومات الوراثية لوالديه ، و لكن الامر يتحقق فقط في التوأم سواء كانت ثنائية او حتى ثلاثية.

يعتقد العلماء المختصين بدراسة الوراثة البشرية بأن هناك بعض من الأشخاص تؤثر فيهم الوراثة بصورة واضحة فتنتقل الصفات من الأباء الى الأبناء و لكن هناك

الفرق بين الصفات الوراثية والصفات المكتسبة

، و لكن من الصعب ان نقوم بدراسة الوراثة في السلوك الأنساني ، نستطيع ان نعاملها معاملة السمات المتصلة التي تكون موجودة بدرجات مختلفة .

أحاديث وآيات قرآنية عن تأثير البيئة و الوراثة في بناء شخصية الإنسان

  • ورد عن الامام علي (عليه السلام): ” إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته .
  • قوله تعالى : “قال ألم نربّك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين الاستفهام للانكار التوبيخي، و (نربّك) من التربية، والوليد الصبي.لمّا أقبل فرعون على موسى وهارون وسمع كلامهما، عرف موسى وخصّه بالخطاب قائلاً: ألم نربّك … ومراده الاعتراض عليه أولاً من جهة دعواه الرسالة، يقول: أنت الذي ربيناك وأنت وليد  ولبثت فينا من عمرك سنين عديدة نعرفك باسمك ونعتك ولم ننس شيئًا من أحوالك فمن أين لك هذه الرسالة وأنت من نعرفك ولا نجهل أصلك ” . صدق الله العظيم .
  • عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): “انظر في أيّ شيء تضع ولدك فإنّ العرق دسّاس” .
  • الإمام علي (عليه السلام) : “حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق”.[1]