أهمية الصحبة الصالحة و ثمارها
ما هي الصحبة الصالحة
إن الصداقة و الرابطة الأخوية هي من أهم روابط المجتمع لما لها من أهمية و أثر عميق في نفوس الأفراد. يساعدونك الأصدقاء الصالحين على جعل حياتك ذات مغزى و يقوموا بتقديم الدعم الاجتماعي و العاطفي لك و يساعدونك على التخفيف من شعورك بالوحدة و يساعدونك على الشعور بالسعادة و الرضا عن الحياة.
إن محافظتك على الأصدقاء الصالحين يساعدك في التخفيض من خطر المشاكل , سواء المشاكل الصحية أو العقلية أو الجسدية بما في ذلك الاكتئاب و ارتفاع ضغط الدم.
من الممكن أن لا يكون لبعض الأصدقاء تأثير إيجابي عليك , قد يكون البعض الآخر سامًّا لك تمامًا. إن الصداقات الغير صالحة تسمى بالصداقات السامة لأن هذا النوع من الأصدقاء يستنزفك , و تعمل هذه الصداقات على إحباطك بدلًا من بناءك. لذلك قم باختيار الصديق الصالح الذي يأخذ بيدك نحو أوامر الله و ينهيك عن المعاصي.
أهمية الصحبة الصالحة
إن صحبة الأخيار و الصالحين لها العديد من الفوائد و تشمل ما يلي :
- إن الصحبة الصالحة تقوي الدافع نحو طاعة أوامر الله و توجيه النفس و تهذيبها.
- الصحبة الصالحة تساعدك على الحث بترك الدنيا و حُطامها.
- الصحبة الصالحة تعزز بنفسك حب الخير.
- عندما تصاحب صاحب صالح فإنه يزيد بداخلك الرغبة على الوصول إلى ما وصل إليه.
- عندما تخالط أصحاب صالحين سوف يتوجب عليك أن تعمل على تحصيل العلم النافع , و الاخلاق الحميدة و غيرهم من الأمور الجيدة. إن رفيق السوء يحرمك من ذلك كله و دليل على ذلك قول الله تعالى : ” و يوم يعضُّ الظّالمُ على يديهِ يقولُ يا ليتني اتّخذتُ مع الرسولِ سبيلا * يا ويلتَى ليتني لم أتَّخذُ فُلانًا خليلا * لقد أضَلّني عن الذّكر بعد إذ جاءَني و كان الشيطانُ للإنسان خذولا. “
- أثناء مصاحبتك للأخيار و الصالحين سوف تنظر إلى نفسك و تشعر بالنقص عندما تقارن نفسك بالأخيار و هذا الشيء يساعدك على تقوية العزيمة على أن تصبح مثله و تخطو على خطاهم. يؤدي ذلك إلى انشراح صدرك و إنارة فكرك و أن تقبل على الطاعات و أن تبتعد عن المعاصي. مجالستك مع الأخيار و الصالحين تذكرك بالله تعالى و مجالستهم أيضًا تنزل الرحمة و السكينة على قلبك .
معايير اختيار الصديق الصالح
من أجل اختيار صديق صالح يوجد معايير و
شروط اختيار الصحبة الكريمة
, و
تشمل هذه المعايير و الشروط ما يلي :
- أن يكون صالحًا.
- أن يكون وفيًا.
- أن يكون أمينًا.
- أن يكون ناصحًا.
- أن يكون عون لك عند المصاعب و الشدائد و الرخاء.
- أن يكون جسر يصلك إلى الصلاح.
- أن يكون سندًا لك عند المواقف الصعبة.
يعتبر الغضب سيّد المواقف عند اختيار الصديق الصالح بعد معرفة تصرفه في حالة غضبه. بعض الأشخاص يفقدون السيطرة على أنفسهم عند الغضب , هذه النوعية من الاشخاص لا يمكنك أن تأخذهم كاصدقاء لك.
عند اختيارك لصديقك الصالح يجب عليك مراعاة التوافق الكامل و التام بينكم من حيث الظروف الاجتماعية و الأخلاقية و التربوية.
عند اختيارك صديق صالح يجب أن تختاره بطريقة حذرة جدًا لأن الصديق سوف يحل مكان العائلة و في الكثير من الأوقات يأخذ الصديق دور الطبيب النفسي لأن الصديق له القدرة على معالجة و حل مشاكل صديقه , لهذا السبب قم باختيار صديق يتّسِم بالحكمة و العقل و الصفات الصالحة و إذا كان غير ذلك سوف تكون الصداقة عبئًأ كبيرًأ عليك.
فوائد الصداقة
إن الأصدقاء الصالحون و الجيدون يتواصلون معك بصراحة و لا يخجلون من قول الحقيقة إذا كان الششيء متعلقًا بمصلحتك. بالإضافة إلى ذلك , تتضمن الصداقة الصحيحة دعمًا متبادلًا. الأصدقاء الجيدون يدعمونك عندما يستطيعون حتى لو كان كل ما يمكنهم تقديمه هو أذن الاستماع لك.
يوجد للصداقة الصحيحة فوائد عديدة ,
تشمل هذه الفوائد ما يلي :
عدم شعورك بالوحدة و العزلة الاجتماعية :
إن الشعور بالوحدة و العزلة الاجتماعية يؤثر على الصحة العقلية و الجسدية. يمكن للأصدقاء الجيدين أن يساعدونك على تجنب العزلة و منعك من الشعور بالوحدة. عندما تشعر بالوحدة فأنت تعلم أنه يمكنك أن تقضي على ذلك الشعور بمجرد اتصالك مع صديق أو قضاء وقت معه. من الممكن أن يكون هناك عوامل تمنعك من الخروج إلى الخارج مع ذلك الصديق و لكن بمجرد معرفة أنك يمكنك أن تشاركه اتصالًا سوف يساعدك هذا الاتصال على التقليل من شعورك بالوحدة.
تقليل التوتر :
إن الجميع يواجه بعضًا من التوتر بغض النظر عن ما إذا كان التوتر يأتي بجرعات كبيرة أو صغيرة و بغض النظر عن مدى ضآلة ظهوره في البداية فإنه يمكن أن يتراكم بسرعة و يتعبك.
قد تلاحظ بعض الأعراض المزاجية , على سبيل المثال : القلق أو الاكتئاب.
يمكن أن يؤثر عليك التوتر بطرق أخرى مثل :
- ضعف صحة الجهاز المناعي.
- الأرق.
- بعض المشاكل في الجهاز الهضمي.
- مشاكل قلبية.
- ارتفاع في ضغط الدم.
قم بالتفكير بآخر مرة شعرت بها بالضيق أو القلق بشأن شيء معين. ربما تكون قد ذكرت مخاوفك لصديقك المقرب و استمع إليك و قدّم إليك الحلول. إذا كنت تمتلك أصدقاء صالحين و جيدين يهتمون لأمرك و يساعدونك عند ضغوطاتك الكبيرة , فلا تتردد في طلب المساعدة.
التنمية البشرية : إذا كنت تريد إحداث تغيير إيجابي في حياتك أو لديك عادة معينة تريد التخلص منها , يمكن للأصدقاء أن يساعدوك في ذلك. قد تكون هذه الأسباب هي التي تجعل الصداقات قوية طيلة حياتك أثناء اصطحابك الأصدقاء الصالحين.
الأصدقاء الصالحين في الآخرة
يحدثنا الله تعالى عن الصداقة الصالحة في الآخرة عندما يلتقي الأصدقاء الصالحين و أصدقاء التقوى في الجنة و تكون قلوبهم مفعّمة بالحب و منزوع من قلوبهم الغل و الحقد. إن محبة الإنسان لله تعالى تجعله يحب الناس. مجرد أن تكون مسلمًا ذلك يعني أن المحبة تغمر قلبك. إن الذين لا يحملون الغلّ في قلوبهم هم الأنقياء.
أقوال عن الصحبة الصالحة
- قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما أعطي العبد بعد الإسلام نعمة خيرًا من أخ صالح فإذا وجد أحدكم ودّاً من أخيه فليتمسك به.
- قال الشافعي : إذا كان لك صديق يعينك على الطاعة فشد يديك به فإن اتخاذ الصديق صعب و مفارقته سهلة.
- قال لقمان الحكيم لابنه : يا بني ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله أخًا صادقًا فإنه مثله كمثل شجرة إن جلست في ظلها أظلتك و إن أخذت منها أطعمتكو إن لم تنفعك لم تضرك.
- مرض الإمام أحمد رحمه الله ذات يومو لازم الفراش , فزاره صديقه الإمام الشافعي رحمه الله فلما رأى عليه علامات المرض الشديد أصابه الحزن فمرض الشافعي أيضًا , فلما علم الإمام أحمد بذلك تماسك نفسه و ذهب لرؤية الشافعي في بيته , فلما رآه الشافعي في بيته قال : مرض الحبيب فزرته فمرضت من أسفي عليه … شُفِيَ الحبيب فزارني فَشُقيتُ من نظري إليه. [1]