قصص عن أكل أموال الناس بِالْبَاطِلِ
قصص واقعية عن أكل أموال الناس بِالْبَاطِلِ
أكل أموال الناس بالباطل مرض قاتل وداء عضال، وخطره على الفرد كبير كما أن تأثيره الفاسد على المجتمع كبير، وما وقع فيه شخص إلا وتدمرت حياته وانتهت البركة من طعامه ورزقه وماله وصحته، وحرم من استجابة الدعاء، وعرف بفساد الأخلاق، وخسر في الدنيا والآخرة.
أكل أموال الناس بغير الحق مرض خطير يدمر المجتمعات ويخسرها، ويفسد أحوالها، وينشر الظلم فيها، وهذا المرض لا ينتشر في مجتمع إلا أذا كان بغير فضيلة، ويحل فيه الرذيلة والكراهية والحقد، وما حدث في أمة إلا وباتت الخيانة تحل محل الأمانة، والغش يحل محل النصيحة، وينتهي العدل ويحل محله الظلم، والخوف محل الأمن، وفي المقابل من ترك فعل الحرام إرضاءً لله عوضه الله خيرا منها وهناك العديد من
قصص من ترك شي لله عوضه خيرا منه
التي تثبت ذلك.
ويعرف أكل أموال الناس بغير الحق في كل ما يأخذه الشخص أو يستولى عليه من أموال ورزق الآخرين بغير وجه حق، إما عن طريق السرقة بالإكراه، أو الظلم والعدوان على الآخرين، أو الغش والاحتيال، وغيرها من الأفعال التي حرمها الدين الإسلامي وحذر من مخاطرها، ومن قصص أكل أموال الناس بِالْبَاطِلِ ما يلي: [1]
قصة شاب سرق ميراث والده
كان هناك شاب خدم والده حتى مرض الشيخ وعجز بسبب المرض، ففوضه بمتابعة شؤونه المالية في البنوك وإدارة الأسهم ومراقبة ممتلكاته، وصرح للسلطات أن ابنه سيمثله في جميع الأمور وأنه يثق به.
وعندما غيب الموت هذا الشيخ وعلم الابن بالخبر في وقته وقبل أن ينتشر سحب أمواله من كافة البنوك وأخفاها عن إخوته ووالدته، ثم أعلن وفاة والده وبدأ في استقبال المعزين، وكما هو الحال في مجتمعنا الشبكي والحمد لله تدفع أموال لإعانة ومساعدة أهل الفقيد فأخذها كلها ونفى تلقيه أي أموال من أي شخص فجمع كل الأموال التي استطاعها وبعد خمسة أيام أخبر عائلته أنه سيسافر لينسى معاناته لأن كل ما حوله أحبه في والده ويذكره به الذي لم يذرف دمعة واحدة على فراقه.
قصة رجل سرق أموال إخوته
هناك شاب آخر اأتمن على أموال إخوته وكانت في هيئة عقارات يديرها لأنه الكبير في السن ويجيد التصرف، وكلما احتاج إلى المال كان يذهب إلى المستأجرين ويأخذ جزء من الإيجار حتى تقاضى مقدمًا عشر سنوات وحرم إخوانه من مال أبيهم، وعندما كانوا يواجهونه بالأمر كان يدعي أنه يعاني من ديون تتكالب عليه وهذا كان الحل الوحيد الذي سيبقيه في مأمن من السجن.
قصة رجل سرق مال الأيتام
وكان هناك شخص آخر باع أسهم عمه بمئات الآلاف دون علم أبنائه من الورثة، وعندما قرر الورثة تجزئة الأسهم حرص على بيعها وجلب المال لهم، وأكد أن هذه فعل ذلك خدمة لهم لأنه يحبهم ويسعى إلى راحتهم، إلى أن تفاجأ الجميع أنه قام بتقسيم الأموال بينهم ويدعي أنها نتيجة بيع الأسهم بما لا يتجاوز الثلاثين ألف ريال، وعندما واجهوه بشكوكهم، رفض إحضار أي مستندات أو أوراق لبيع الأسهم، وغضب قائلا: “أنت تخونني وأنا صادق معكم؟!، وهناك العديد من ال
قصص عن عقوبة أكل الحرام
، والتي توضح عقوبة من يقدم على الأفعال التي حرمها الإسلام في الدنيا والآخرة.
صور لأكل أموال الناس بالباطل
هناك أشكال ومظاهر عديدة لأكل أموال الناس بالباطل، فقد حرمه الإسلام وحمى الناس منه لما له من مخاطر جسيمة وعواقب وخيمة في الدنيا وما بعدها، ومن هذه الصور ما يلي: [2]
السرقة بالإكراه
هذا مرض يصيب مجتمعنا اليوم، حيث تُغتصب أموال الناس وتُسرق تحت تهديد الخناجر والسيوف، وتُرتكب أبشع جرائم القتل والجرح والتشويه، ولهذا أكد الإسلام عليه ووضع حدًا له.
اغتصاب الأرض والاستيلاء عليها: عندما لا يكون هناك خوف من الله، تصبح القوة والإبداع آفة لصاحبها الذي يستخدمها في القهر والعدوان، والاستيلاء على أموال الآخرين وهضم حقوقهم، ولقد حرم الرسول صلى الله عليه وسلم اغتصاب الأرض والاستيلاء عليها من صاحبها بأكبر قدر من الترهيب.
الرشوة
الرشوة هي كل ما يدفعه الإنسان لمن يفعل عملاً إسلامياً ليحقق شيئاً لا يجوز له، ولها الكثير من الصور، ومن أعظمها ما يُعطى لإلغاء حق، أو إتمام كذب، أو إلحاق ظلم بشخص ما، وأحد أشكالها هو دفع المال مقابل حساب الفائدة، والتي يجب على الشخص المسؤول عنها أن ينفقها بدون هذه الرسوم، ويشمل ذلك أيضًا الرشاوى لمنح ما ليس لديه أو لدفع حق ملزم بدفعه، أو الرشاوى التي يجب أن تمنح معاملة تفضيلية أو تُمنح لأشخاص آخرين يحق لهم القيام بذلك.
وحرم الدين الإسلامي وحذر من الرشوة سواء كانت أخذًا أو عطاءً، ونقل من عبد الله بن عمرو عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يلعن الراشي والمرتشي، والرشوة مكسب خبيث يستهلك أموال الناس بصورة غير مشروعة ويزيد من الظلم والعدوان ويهدر كرامة الإنسان.
والرشوة سلوك قبيح، وتساعد على نشر الرذيلة والفساد، وإطلاق العنان لرغبات النفوس، ونشر الاختلاس والتزوير، واستغلال السلطة والالتفاف على النظام، مما يخلّ بمصالح المجتمع ويطغى عليه الشر والظلم والبؤس والفقر، وينتشر البؤس فيه، لذلك حرم الإسلام الرشوة حتى لو حملها صاحبها كهدية.
الغش في البيع والشراء
ومن التجار الذين يكذبون على الناس ويخدعونهم ويقسمون عليهم ببيعهم بيمين كاذب لإغراء الآخرين ببضائعهم، وهذا ظلم واستهلاك غير مشروع لأموال الناس، وأكد الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث شريف أن ثلاثة أنواع من البشر لا يكلمهم الله تعالى يوم القيامة من بينهم الذي يبيع سلعته بالحلف الكاذب ليتحايل على الناس.
ومن أنواع الغش أيضًا الغش في الكيل الميزان، وهي مسألة يهملها كثير من الناس، فإذا كانوا يقومون بالبيع يفقدوا وينقصوا في الوزن ، وإذا كانوا يشترون يزيدوا في الوزن بغير حق.
ويشمل الغش أيضًا إخفاء عيوب البضائع وكتمها عند بيعها، فكثير من البائعين اليوم، الذين لا يخشون الله، لا يشرحون عيوب البضائع التي يبيعونها، بل يستخدمون جميع أنواع الحيل لإخفائها، وهذا من النواهي التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث.
أكل مال اليتيم
من كان عنده مال لليتيم يأكل أو ينكر أنه يأكل مال الناس بالباطل، وقد وعده الله تعالى بأشد التحذيرات، فمن يرعى اليتيم بمال عليه أن يدفع ماله كاملا عندما يكبر ويحسن السلوك.
أكل مال الأجير والعمال
ويتم ذلك من خلال عدم منح العمال والعاملين أجرهم وحقوهم بعد إتمامهم لعملهم، وهذا يعني أن المدير أو صاحب العمل ينتهك حق العامل وينكره، أو أن حقه قد تم التقليل من شأنه وعدم منحه بالكامل، أو يضيف إليه عملاً إضافيًا دون مقابل، أو يتردد فيه ولا يدفع له إلا بعد الجهد والحاجة، فويل لهذا الظلام من عذاب يوم مؤلم ومن خصومة رب العالمين.
عدم الوفاء بالديون
هناك نوع من البشر يأخذون الدين ويريدون عدم سداده أو تأجيل رده إلى صاحبه.ط، إن حقوق العباد عظيمة عند الله فلا مفر من دفعها وإعادتها لأصحابها قبل أن يأتي اليوم الذي لا يدفع له بالدينار أو الدراهم ولكن يحل محلها الحسنات والسيئات.
كما أن قطاع كبير من الناس يقترضون باستهانة، بلا حاجة ولا ضرورة، لكن رغبةً في التوسع ومواكبة الآخرين، والتسامح في الاقتراض يؤدي إلى تأخير في السداد أو إهدار أموال الآخرين، وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم كثير من عواقب هذا الفعل في الدنيا والآخرة.
سؤال الناس بغير حاجة
وهم من يتجولون حول التجار ويزعمون أن لهم الحق في الزكاة وهم يكذبون عليهم، أو يسألون الناس في المساجد والشوارع وهو ليسوا صادقين، فهؤلاء يأكلون أموال الناس بالباطل.