ما هي ثقافة المنظمة
ماهي الثقافة التنظيمية
يعتبر سلوك الأفراد في المنظمة وتوجهاتهم و أهدافهم السبب الرئيسي في نجاح هذه المنظمة و استمراريتها ،وهنا تبرز أهمية الثقافة التنظيمية التي تشكل القيم والمفاهيم التي يكتسبها أفراد المنظمة من منظمتهم والتي تؤثر بشكل كبير على سلوكهم وأهدافهم ،فلكي تضمن المنظمة البقاء والنجاح يجب أن تولي اهتماماً كبيراً بالثقافة التنظيمية لأنها تولد انسجاماً بين أفراد المنظمة وتدفعهم إلى تحقيق أهدافها و الاستجابة السريعة لأي تغيير وتطور أثناء سير العمل .
تعريف ثقافة المنظمة
هناك العديد من التعاريف المقدمة من الباحثين عن مفهوم ثقافة المنظمة أو ما يُعرف ب
الثقافة التنظيمية
ومن هذه التعاريف :
- نلسون وكويك : “يُعرفها علي أنها تلك الثقافة ذات التأثير الملح والمباشر على الموظفين القائمين بالعمل في اي منظمة وكذلك قدرتهم على الاداء وعلاقة ذلك بمديريهم في المكان ككل ومع من يتعمال معهم من عاملين آخرين ورؤساء وتعكس هذه القيم والمعتقدات درجة التماسك والتكامل بين أعضاء المنظمة كأنها نظام رقابة داخلي “.[1]
- وبين Francois أن “شين” عرفها بأنها عبارة عن مجموعة المبادئ الأساسية التي قامت الجماعة باخترعتها و قامت باكتشافها و العمل علي تطوريها أثناء حل مشكلاتها وذلك للتكيف الخارجي وحدوث اندماج داخلي بين أفراد المنظمة والتي أثبتت فعاليتها ومن ثم القيام ب تعليمها للأعضاء الجدد كأحسن طريقة للشعور بالمشكلات وإدراكها وفهمها “.[2]
وبالتالي فإن الثقافة التنظيمية هي مجموعة من القيم والأسس واستجابة للتطورات التي تؤثر على سلوك الأفراد في المنظمة وتشكل مرشد لهم في تحقيق أهداف المنظمة بالطريقة الصحيحة .
مكونات ثقافة المنظمة
- القيم التنظيمية : وهي القواعد التي يسير عليها أفراد المنظمة ،فتوجه سلوكهم وتدفعهم للتمييز بين المطلوب مثل الاستثمار الأمثل للوقت والممنوع مثل الإساءة إلى الأفراد الآخرين.
- التوقعات التنظيمية : تمثل ما تتوقعه المنظمة من الفرد كتطبيق القوانين ، وما يتوقعه الفرد من المنظمة كتأمين وضع اجتماعي ملائم له .
- المعتقدات التنظيمية: تمثل القيم والأفكار المشتركة بين الأفراد التي يسعون لتطبيقها حيث تتعلق بطريقة إتمام العمل وإنجاز المهام .
- الأعراف التنظيمية : وهي مجموعة قوانين غير مكتوبة تمثل عادات متفق عليها لأنها تؤثر بشكل مباشر على مستوى المنظمة مثل عدم قبول الهدايا وعدم توظيف الأقارب .
- الموروث الثقافي : وهي مجموعة دروس وعبر يتعلمها الأفراد من القصص والأحداث التي مرت بالمنظمة والتي منها ما تسعى المنظمة لنشره ليكون مرجع للأفراد ومحفز لهم مثل منافسة إيجابية حصلت بين الأفراد أو أفراد مميزون أحدثوا تغييرات نوعية في المنظمة ، ومنها ما تسعى لإخفائه مثل حالات الفشل أو أحداث مروعة حصلت في المنظمة .
أنواع ثقافة المنظمة
هناك أنواع عديدة لثقافة المنظمة تختلف علي حسب الباحث وحسب المنظمة ومنها :
- الثقافة الرسمية : هي القوانين والقيم التي يضعها المدراء والرؤساء كإجراءات معيارية للعمل وتحقيق الأهداف بشكل منظم وواضح لجميع أفراد المنظمة.
- الثقافة الغير رسمية : وهي نابعة من ولاء الفرد والتزامه الشخصي بتحقيق أهداف المنظمة وتتأثر بوضع المنظمة .[٣]
- الثقافة القوية : وهي الثقافة التي تحظى بالقبول والثقة من جميع أفراد المنظمة وتساعد على توجيه طاقتهم نحو تحقيق الأهداف وإزالة العقبات وملاحقه التطورات ومواكبتها .
- الثقافة الضعيفة : على عكس الثقافة القوية فهذه الثقافة لا تلاقي قبول وثقة واسعين من أفراد المنظمة لأنها تسبب صعوبة في تعاون وتوحيد جهود الأفراد وبالتالي صعوبة في تحقيق الأهداف .
- الثقافة الإبداعية : توفر الثقافة الإبداعية بيئة عمل ملائمة للأفراد تساعدهم على الإبداع ويتميز أفرادها بحب المغامرة ومواجهة التحديات بشجاعة لتحقيق الأهداف .
- ثقافة العمليات : المهم هنا القيام بالعمل بالطريقة المطلوبة والخطوات المحددة دون التركيز على النتائج ، فكل فرد يهتم بأداء عمله بدقة وبدون خطأ ليحصن نفسه كما يحصل في البنوك والدوائر الحكومية مثلاً .
- ثقافة المهمة : وهنا يركز الأفراد على النتائج وتحقيق الأهداف بأمثل طريقة وأقل تكلفة .
- الثقافة البيروقراطية: وهي ثقافة تكون فيها السلطة متسلسلة بشكل هرمي ، فلكل فرد عمله ومسؤوليته ويسودها الالتزام والتنسيق .
- الثقافة المساعدة : هي ثقافة تقوم على مساعدة الأفراد في المنظمة لبعضهم البعض والتعاون والثقة والمساواة فيما بينهم .
- ثقافة الدور : تهتم هذه الثقافة بدور الفرد وتخصصه الوظيفي أكثر من الفرد نفسه، وتركز على تطبيق القواعد وثبات واستقرار الأداء . [4]
أهمية ثقافة المنظمة ووظائفها
من خلال فهمنا لثقافة المنظمة وأنواعها ومكوناتها نستنتج أنها تقوم بثلاثة أدوار في غاية الأهمية لنجاح المنظمة وهي :
- الوظيفة أو الدور الخارجي : تعطي ثقافة المنظمة للمنظمة ملامح وهوية وأسلوب فريد في العمل وتحقيق الأهداف تتميز بها عن غيرها من المنظمات ، لأنها تمثل قيم وعادات يتشارك بها أفراد هذه المنظمة .[5]
- الوظيفة أو الدور الداخلي : تمثل الثقافة الوظيفية عامل لتوحيد وجمع أفراد المنظمة على اختلاف مستوياتهم للعمل على تحقيق أهداف المنظمة .[6]
- الوظيفة أو الدور كمرشد : حيث تشكل الثقافة التنظيمية دليل يتبعه أفراد المنظمة ومرجع لهم لتحقيق أهدافها . [7]
صفات ثقافة المنظمة
لثقافة المنظمة صفات وخصائص ولكل باحث رأيه في ذلك ومنها :
- الإنسانية : بالطبع فإن الثقافة التنظيمية نظام انساني لأنها ناتجة عن المعارف والقيم والحقائق التي يدركها الفرد من خلال عمله في المنظمة .
- الاكتساب والتعلم : الفرد يتعلمها من منظمته فهو يتعلم من خلال تعامله وعمله مع بقية الأفراد في المنظمة ويبني أسلوب العمل والطريقة التي يحقق بها أهداف المنظمة
- الاستمرارية والتراكمية: حيث يقوم كل جيل بنقل الثقافة التنظيمية للمنظمة بشكل مستمر إلى الجيل التالي ويضيف ويراكم الجيل الجديد قيم ومبادئ جديدة لها .
- الانتقائية : كما أشرنا سابقاً فإن خبرات الأجيال في الثقافة التنظيمية تتراكم ، لذلك وجب على الجيل الجديد انتقاء السمات والقيم والمبادئ التي تناسب المرحلة التي يمر بها و إلغاء القيم والمبادئ التي لا تتناسب مع وضع وتطور المنظمة والبيئة المحيطة بها .
- القابلية للانتشار : فهي تنتشر بين أفراد المنظمة نتيجة تفاعلهم وتعاونهم معاً ويحصل الأفراد الجدد عليها نتيجة التعامل والتعاون مع الأفراد الأقدم .
- التكامل : يجب أن تشكل الثقافة التنظيمية نظام متكامل لا تعارض فيه ويغطي كافة الحالات والأوضاع الحالية والممكنة ليجعل الأفراد قادرين على تحقيق الأهداف .
- التغيير : الثقافة التنظيمية لا تبقى كما هي بل يجب أن تتحدث باستمرار لتلائم التطورات والتغيرات المستمرة في المنظمة والبيئة المحيطة بها . [8،9،10]
مظاهر ثقافة المنظمة
يتم قياس الثقافة التنظيمية في المنظمة على أساس ثلاثة نقاط :
- القدرة على العمل الجماعي : ويقاس ذلك عن طريق الاجابة عن عدة اسئلة منها :
- هل يشعر الأفراد بالانتماء ؟
- هل يشعر الأفراد بالمساواة والعدل فيما بينهم ؟
- هل تسود روح الفريق ؟
- هل يسود التنظيم والتآلف؟ ألخ …
- القدرة على الأبداع والابتكار :
- هل تحترم المنظمة أراء الأفراد وتعطيهم حرية التعبير؟
- هل لدى الأفراد استعداد للمخاطرة وحب للمغامرة في سبيل تحقيق الأهداف ؟
- هل هناك تشجيع للأفراد الذين يتمتعون بالتميز والإبداع ؟
- القدرة على التكيف :
- هل هناك مرونة في الإدارة ؟
- هل الأفراد مستعدون للتعامل مع أي طارئ ؟
- هل لدى المنظمة استعداد للتغيير ؟
- هل هناك تقبل للاختلافات في الرأي ؟
نجد أن ثقافة المنظمة هي الهوية الخاصة بها ،و التي تحدد ملامحها وقيمها وعاداتها وأسسها ومبادئها وطريقتها في تحقيق أهدافها ، وكلما زاد اهتمام المنظمة بهذه الثقافة كلما تحسن أداء المنظمة وقدرتها على النجاح والتعامل مع الأوضاع المختلفة .