المقصود بالذاكرة في علم النفس

تعريف الذاكرة في علم النفس

تقوم الذاكرة باستقبال كل المعلومات من العالم الخارجي، وتقوم بتخزينها داخل العقل من خلال مراحل معينة، و الدماغ البشري له قدرة فائقة على الإحتفاظ بالمعلومات لإسترجاعها وقت الحاجة إليها،تتكون الذاكرة البشرية من عدة أنواع مختلفة من خلالهم نستقبل المعلومات إلى أن يتم تخزينهم في الذاكرة طويلة الأمد.

أنواع الذاكرة في علم النفس

الذاكرة الحسية

بمجرد ما نستيقظ من النوم في الصباح الباكر ، فإننا نستقبل العديد من الأشياء من خلال حواسنا الخمس، من خلالها يتعرف العقل على البيئة التي تحيط بالإنسان، كل هذا يحدث في خلال جزء من الثانية ،فبالرغم من قدرته الذاكرة الحسية  الفائقة على استيعاب كم كبير من المدخلات في زمن قصير إلا أنها لا تستطيع تخزين المعلومات التي استقبلتها إلا لثوانِ قليلة.

و مهمتها الأساسية هي استقبال المدخلات ونقلها إلى الذاكرة قصيرة المدى في الحال عن طريق عملية الانتباه، والتي يقوم فيها عقل الإنسان بالتركيز على أشياء معينة ويقوم بتجاهل الأشياء الأخرى على إعتبار أنها الأهم.

الذاكرة قصيرة المدى

تستقبل الذاكرة قصيرة المدي المعلومات التي انتقلت إليها من الذاكرة الحسية، ولكنها أيضاً لا تستطيع الإحتفاظ بها إلا لأقل من دقيقة فقط لتستقبل غيرها من المعلومات ،و يمكن للذاكرة قصيرة المدي الإحتفاظ بقدر قليل جداً من المعلومات،و تنقل الذاكرة قصيرة المدي المعلومات إلى الذاكرة طويلة الأمد وذلك أول بأول .

الذاكرة طويلة المدى

تستقبل الذاكرة طويلة المدي المعلومات المنقولة لها من الذاكرتين الحسية وقصيرة المدي ، و عندها قدرة فائقة على تخزين المعلومات، و يتم تخزين فيها كل الأحداث والتجارب التي يمر بها الإنسان طوال فترة حياته، فهي تشبه الهارد وير في جهاز الحاسب الآلي،و يمكن فقدان بعض المعلومات المخزنة بها ولكن عادة يحتفظ الإنسان بأغلب المعلومات المخزنة بها طوال فترة حياته ، ولكن في حالة حدوث الحوادث أو مع التقدم في العمر والإصابة بمرض الزهايمر يفقد الإنسان جزء من ذاكرته، وفي بعض الحالات يفقدها كلها.

الذاكرة الضمنية

هي تتبع الذاكرة طويلة الأمد، وهي التي يخزن فيها الأشياء المكتسبة التي حفظناها عن ظهر قلب ولا نحتاج إلى العقل الواعي في عملها من أبسطها إلى أعقدها مثل ربط الحذاء أو قيادة السيارة ،وهي الذاكرة التي تحتفظ بالعادات، فإذا كان لديك عادة معين وتحاول تغييرها، أثناء محاولتك للتغير، لابد أن تستخدم عقلك الواعي، فإذا لم تفعل ستجد نفسك تعود لعادتك القديمة.

فمثلاً إذا كنت معتاد على شرب الشاي أو القهوة بملعقة سكر واحدة وتحاول أن تصنع عادة جديدة وهي شرب مشروبك الصباحي بدون سكر، إذا قمت بعمل المشروب وأنت مشغول بالحديث في التليفون أو عقلك مشغول في التفكير في شيء آخر، ستجد نفسك دون وعي تضع ملعقة سكر كما كنت تفعل في السابق؛ لأنك كنت تستخدم ذاكرتك الضمنية التي لا تحتاج لعقلك الواعي لتؤدي مهمتها.

الذاكرة التعريفية أو الصريحة

تتبع الذاكرة طويلة الأمد أيضاً،و ترتبط بالأشياء التي يمكنك تذكرها بعقلك الواعي، فالذاكرة الصريحة مسؤولة عن تذكر أحداث معينة وقعت في وقت معين مثل لقاء شخص معين أو حضور مناسبة معينة و عادة تستدعي هذه الذاكرة العديد من المشاعر المرتبطة بهذه الأحداث.

الذاكرة الدلالية

هذه الذاكرة مرتبطة بالذاكرة طويلة الأمد، وهي مسؤولة عن التعرف على المفاهيم والحقائق في البيئة التي تحيط بالإنسان، تُستخدم لتذكر المعلومات العامة والكلمات مثل تذكر معاني الكلمات إذا كان الشخص يستطيع التحدث بأكثر من لغة وإذا لم يكون فيستخدمها الشخص ليتذكر مرادفات الكلام في نفس اللغة.

أسباب ضعف الذاكرة

ترجع صعوبة تذكر الأشياء إلى عوامل كثيرة، أهمها يرجع إلى عوامل نفسية منها:

  1. الحالة النفسية للشخص :قد تتسبب الحالة النفسية للإنسان في إعاقة عملية استدعاء المعلومات من الذاكرة، شعور الإنسان بالقلق أو الغضب أو التوتر يؤثر بشكل سلبي على قدرته على التفكير بشكل سليم وتذكر الأحداث، قد تندهش في بعض الأحيان أنك نسيت شيء سهل جداً كنت تحفظه عن ظهر قلب أثناء أوقات الغضب .
  2. قلة الثقة في النفس : قلة ثقة الإنسان في نفسه تجعله قلق ومتشكك دائماً في قدراته مما يؤثر على إمكانيته في تذكر الأشياء.
  3. التشتت وعدم التركيز :تشتت انتباه الشخص ومحاولة التركيز في أكثر من شيء في نفس الوقت تجعله غير قادر على استيعاب عدد كبير من الأشياء، وبالتالي يصعب عليه استرجاعها وقت الحاجة إليها.
  4. تعرض الشخص للكثير من المعلومات في نفس الوقت : تعرض المخ إلى الكثير من المعلومات يجعله يواجه صعوبة في استرجاع المعلومات.
  5. النسيان :عملية استرجاع المعلومات المخزنة في الذاكرة طويلة الأمد بنجاح تسمى التذكر وعلى العكس عدم القدرة على استرجاع الأحداث المخزنة في الذاكرة طويلة الأمد يسمى بالنسيان ، وتتعدد أنواع النسيان، فيوجد نسيان ناتج عن صدمة ونسيان ناتج عن مشكلة صحية مثل الزهايمر أو بسبب التعرض لحادث ما ،وهناك نوع يسمى بالتناسي أي التعامل مع الأشياء كأنها ليست موجودة بالفعل وهذا يعد نوع من أنواع إنكار الواقع، كما يوجد النسيان الطبيعي لدى كل البشر وهو نسيان الآلام والأحداث الصعبة التي تمر في حياتنا.

نصائح تنشيط الذاكرة

  • ممارسة الرياضة بإستمرار، ولقد أقرت العديد من الأبحاث والدراسات بفاعلية الرياضة وتأثيرها الإيجابي على نشاط المخ وحالة المزاج العامة للإنسان.
  • الحرص على النوم السليم وأخذ قسط كافي من الراحة في نهاية اليوم.
  • عدم الإفراط في تناول المنبهات مثل الكافيين والبعد عن شرب المياه الغازية.
  • الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والبعد تماماً عن الوجبات السريعة.
  • البعد عن مسببات التوتر وتشتت الإنتباه قدر الإمكان.
  • ممارسة التأمل عشر دقائق يومياً أو من وقت إلى آخر.

أنواع الذاكرة وطريقة عملها معقدة للغاية، كل ما يتعلق بآليات عمل الدماغ البشري دقيق ومعقد وذلك لاحتوائه على العديد من الوظائف لذلك هو أهم عضو في جسم الإنسان.