تعلم فن الكلام
ماهو فن الكلام
فن الكلام يعد من أهم الفنون التي نحتاجها في حياتنا اليومية ، فهو يجب أن يُدرس في المدارس والجامعات؛ لأن أهميته من أهمية أي شيء نتعلمه لنتفوق في الحياة، فكم من مشكلة حدثت بين صديقين بسبب كلمة، و كم من قطيعة حدثت بين بعض من الأقارب بسبب كلمة، وكم من مشاكل حدثت بين أزواج بسبب كلمة وغيرها الكثير والكثير من الأمور التي نشاهدها ونواجهه يومياً في حياتنا .
أعمدة فن الكلام
فن الاستماع
فعندما يحدثك أي شخص عن شيء معين لابد أن تستمع إليه بكل حواسك و ليس بأذنك فقط، قد يكون الكلام الذي يخرج من فمه لا يتوافق مع نبرة صوته أو مع لغة جسده أو مع نظرة عينيه.
و هناك فرق كبير بين الإنصات والاستماع، ليس كل مستمع منصت، و الإنصات يعني الاهتمام بالحديث والمتحدث والموضوع الذي يتم التحدث عنه ولكن يمكنك أن تستمع الى الكلام فقط دون الإهتمام أو التفاعل مع المتحدث أو موضوع الحديث.
الفهم والفرق بين الجدل والنقاش
معروف أن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، هذه مقولة شهيرة جداً تعني أن اختلاف آرائكم أياً كان الموضوع الذي نتحدث عنه لا يعني إفساد الود بينكم، وهنا يجب ذكر الفرق الكبير بين الجدل والنقاش.
فالنقاش:يكون بين طرفين أو أكثر و ذلك بغرض تبادل الأفكار بينهم من خلال عرض كل طرف وجهة نظره حول الموضوع الذي يدور حوله النقاش، وإذا اقتنع أي طرف بوجهة نظر الطرف الآخر يمكنه اعتمادها، وإذا لم يقتنع لا بأس و ليس هناك ضرورة إلى ذلك.
أما الجدل:يكون بين طرفين أو أكثر ويكون كل شخص مقتنع بشيء ما ويحاول إثبات وجهة نظره للآخرين بكل الطرق الممكنة ، ولكن ليس الغرض من إثباتها هو فرضها عليهم، وليس بالضرورة أيضاً أن يقتنع الجميع بوجهات نظر الآخرين، يمكنه تبني وجهة النظر التي تعجبه أو عدم تبني أياً منهم، الأمر اختياري تماماً وليس إجباري بالمرة.
مقاطعة المتكلم الإيجابية والسلبية
المقاطعة تعتبر سلاح ذو حدين، لأن إذا صمت المستمع تماماً ولم يقاطع المتكلم سيكون الحديث مملاً وسيبدأ المنصت في السرحان والتفكير في موضوعات أخرى وسيتحول من منصت الى مستمع ،وإذا قاطع المنصت المتكلم بشكل مستمر سيفقد الحديث رونقه، وسيغضب المتحدث ومن المحتمل إنهاؤه للحديث قبل تكملته ، إذن ما الحل نقاطع المتحدث أم لا؟
الحل هو المقاطعة ولكن في الأوقات المناسبة واختيار هذه الأوقات بذكاء شديد حتى تحافظ على حماس المتكلم وبالتالي لن يفقد الحديث رونقه، مثلاً إذا كان المتحدث يشرح وجهة نظر معينة عن شيء وأنت لديك فكرة مختلفة تريد طرحها يمكنك الإنتظار إلى أن ينتهي من عرض الفكرة ثم ابدأ بعرض وجهة نظرك.
اختيار الألفاظ
عملية اختيار الألفاظ عند الرغبة في التعبير عن وجهات نظرنا في شيء ما تعد فن بمفرده يمكن التحدث عنه في كتاب وليس مجرد فقرة في مقال ،ففي بعض الأحيان تكون نية الشخص من الكلام جيدة ولكن سوء اختياره للألفاظ يتسبب في تحول معنى كلامه تماماً ، و حل هذا الموضوع يكمن في التفكير جيداً قبل التحدث حتى تتمكنوا من انتقاء الألفاظ المناسبة للتعبير عن أفكارهم ووجهات نظركم.
كيفية إتقان فن الكلام
اختيار الوقت والمكان المناسب للحديث
قبل أن تدعو أي شخص للتحدث عن أي شيء، يجب أن تفكر فيما إذا كان الوقت يسمح أم لا وإذا كان الوقت يسمح هل المكان مناسب أم لا، وإذا كان المكان مناسب هل الحالة النفسية للشخص وهي العنصر الأهم الذي يهمله تسمح أم لا ، فقد يكون الوقت مناسب والمكان مناسب ولكن حالة الشخص النفسية غير مناسبة للتحدث معه في شيء مثل هذا في هذا الوقت ، فعلي سبيل المثال إذا توفى فرد قريب من الشخص الذي تريد التحدث إليه حديثاً، فلن يكون من المناسب أن تتحدث معه في أمور مثل مشكلة حدثت بينك وبين زوجتك.
الابتسامة
من المهم أن تكون بشوشاً مبتسماً دائماً في وجه من تتحدث إليه، هذا يشعر الشخص بالراحة والود ويجعله غير متردد في التحدث معك عن أي شيء
فكر قبل أن تتحدث
السرعة في الكلام ورد الفعل تجعلنا نقع في فخ سوء اختيار الألفاظ؛ مما يكلفنا خسارة الأصدقاء والأقارب في الكثير من الأحيان، لذلك يجب التأ،ي قبل الرد .
التقليل من التحدث عن النفس
تحدثك الكثير عن نفسك مع شخص جاء لك ليتحدث عن مشكلة تخصه هو وتؤرق باله، يجعل الشخص ينفر منك وعلى الأغلب لن يفكر في التحدث معك عن أي مشكلة تواجهه بعد ذلك.
تجنب المقاطعة الدائمة بغرض تقديم الحلول
ليس في كل الأوقات يكون الشخص يتحدث معك بغرض إيجاد حلول لمشكلته، أحياناً يكون الإنسان بحاجة للتحدث فقط للتفريغ عن الهموم التي تثقل قلبه، يريد أن يحس بوجود شخص يشعر به ويقف بجانبه فقط.
لذلك يجب عليك التعامل بذكاء لتتمكن من تحديد إذا كان الشخص يريد أن تعطيه حلول أم يحتاج فقط إلى شخص يسمعه، لأن إذا كان الشخص يبحث عن شخص يستمع إليه فقط وظللت تقاطعه بالحلول؛ سيتجنب الحديث معك وربما يشعر بالمزيد من الضيق.
تجنب الحِدة والانتقاد تماماً
يجب تجنب الحدة والانتقاد حتى إذا كنت تعتقد أن الشخص الذى يتحدث معك فعل شيء خاطيء تماماً، لا تحتد في الحديث معه ولا تنتقده؛ لأن هذا سيتسبب في نفور الشخص من نصيحتك، يمكنك توصيل وجهة نظرك له بشكل أفضل بعيد عن الشدة.
كن منصت وليس مستمع فقط
يجب علينا أن ننصت للمتحدث بكل حواسنا أيضأً نتفاعل معه.
مهما حاولنا التحدث عن فن الكلام وأهميته لن نوفيه حقه، لابد أن تحرصوا على تعلم فن الكلام وآداب الحوار ولا تستهينوا بأهميتها، هناك اعتقاد خاطئ أنها مفيدة للأشخاص العاملين فقط ولكنها في الحقيقة مهمة لكل العلاقات الإنسانية.