الفرق بين الديمقراطية والبيروقراطية

مقارنة بين الديمقراطية والبيروقراطية

هناك فرق كبير جداً وواضح بين الديمقراطية والبيروقراطية، من الصعب الخلط بينهما؛ لأن بالرغم من الترابط الشديد بينهما إلا أن كل مصطلح يعبر عن شيء مختلف تماماً عن الآخر ،وحتى نعرف الفرق بين أى شيئين في الحياة لابد أن نتعرف عليهم أولا من خلال مفهوم كل مصطلح على حدى و أصله وإيجابياته وسلبياته وطريقة تطبيقه حتى نستطيع التفريق بينهما.

هناك فرق كبير بين الديمقراطية والبيروقراطية بالرغم من الإتصال الكبير بينهم، بعد توضيح مفهوم كلا منهم وايجابياته وسلبياته ونشأته وأسباب ظهوره، نستطيع تخمين العلاقة الوطيدة بينهم ،تعد البيروقراطية أداة لتنفيذ الديمقراطية، ففي نظام البيروقراطية يحصل المواطن على حقوقه دون النظر الى الحسب أو النسب ولكن يتم النظر إلى الكفاءة والجهد ومدى الإنجاز في العمل، فلا يوجد ديمقراطية بدون بيروقراطية ولا بيروقراطية بدون ديمقراطية.

ماهي الديمقراطية

هناك العديد من تعريفات الديمقراطية والكثير من الأساليب في تطبيقها، فبمجرد ذكر كلمة ديمقراطية لابد أن يطرأ في ذهنك العدالة والمساواة والحرية وكل الكلمات التي تؤدي إلى نفس المعنى.

الديمقراطية مصطلح عام وشامل يعني نظام حكم يتيح للمحكومين باختيار قائدهم بإرادتهم الحرة دون أي تأثر بالعوامل الخارجية، مع إعطائه الحق في الإعتراض وتغيير قائدهم في أي وقت وفقا للقوانين واللوائح.[1]

نشأة الديمقراطية

من المعروف من خلال كتب التاريخ أن بداية ظهورها كان عند الإغريق في أثينا وروما تحديداً، سبب ظهورها هو رغبة الإغريق في الاعتراض على الحكم الاستبدادي الذي كان سائداً في أوروبا في هذا الوقت، فهي تعتبر رد فعل على النظام التعسفي في إستخدام السلطة من قبل الحكام وقتها.

كان يجتمعوا كل رجال المدينة ويتفقوا على اختيار حاكمهم، وكانوا يتحاورون مع بعضهم في كل القضايا التي كانت توجد داخل البلد ويصدرون الأحكام فيها بناءاً على أرائهم جميعاً، لم يكن هناك أحد يتأثر بالحكم أو بالرأي فكان حق الإدلاء بالرأي وحق الإعتراض مكفول لكل المواطنين.

من هنا نشأت الديمقراطية وبدأت في الانتشار، واتخذتها بعض الدول كنظام للحكم بها، ولكن بالطبع لم تتخذ كل الدول نفس الأساليب والأنظمة في تطبيقها بالرغم من أن قوانينها وأساليبها وطريقة تنفيذها واضحة تماماً. [1]

أنواع الديمقراطية

  1. الديمقراطية المباشرة: وهي تعني أن يحكم الشعب نفسه، كما كان يحدث في المدن الإغريقية القديمة من خلال الإدلاء بصوتهم سواء بالقبول أو الرفض على القوانين المفروضة.
  2. الديمقراطية غير مباشرة: فيها لا يشترك الشعب من خلال الإدلاء بصوته، بينما يكون حقه فقط هو مراقبة أداء المنتخبين من خلال عدة طرق الاستفتاء.
  3. الديمقراطية النيابية: وفيه يكون البرلمان هو من يتولى كل وظائف الحكم أو بعضها، يتكون البرلمان من أعضاء يختارهم الشعب وتكون مدة حكمهم لمدة معينة ، ومن خصائصها الأتي :
  • أن يكون عضو البرلمان ممثلا للأمة كلها وليس الدائرة المسؤول عنها فقط.
  • لابد أن يكون البرلمان منتخباً من خلال الشعب.
  • أن يكون عضو البرلمان مستقل عن الناخبين، فلا يكون ملتزم بتقديم حساب للناخبين عن اعماله على اعتبار أنه ممثلاً للامة كلها وليس الناخبين فقط.[1]

أهداف ومبادئ الديمقراطية

النظام الديمقراطي له أهداف عديدة منها:

  1. تحقيق العدالة والمساواة: أهم أساسيات نظام الديمقراطية هو تحقيق المساواة بين كل أفراد الشعب.
  2. المشاركة من قبل الشعب: نظام الديمقراطية قائم على مشاركة الشعب في الحكم.
  3. رأى الأغلبية والاهتمام بحقوق الأقلية: الديمقراطية قائمة على رأى الأغلبية مع الأخذ في الاعتبار حق الأقلية.
  4. فصل السلطات عن بعضها البعض:وهذا يعني تقسيم السلطات إلى ثلاثة سلطات هي التنفيذية والقضائية والتشريعية.
  5. إحترام حقوق الإنسان: الإنسان يعد من أهم أولويات الديمقراطية، فهي تعمل على حفظ حقه المدني في المشاركة وتكفل له أيضاً حرية الفكر والدين والتعبير. [1]

فوائد الديمقراطية

بعد تطبيق الديمقراطية وجدوا أن لها فوائد عديدة منها:

  • تساعد على التقليل من مستوى الفساد.
  • تعمل على التقليل من مستوى الإرهاب.
  • تساعد على رفع نسبة رضا المواطنين.
  • تعمل على إعداد مواطنين صالحين.
  • تساعد على حماية حقوق المواطنين إذا طبقت بالشكل السليم.
  • تعمل على تحقيق العدالة والمساواة بين كل أفراد وطبقات الشعب.
  • تساعد على زيادة الوعي لدى المواطنين.
  • تعمل على التقليل من نسبة الفقر نوعا ما.
  • تعمل على زيادة نسبة الاستقرار السياسي.[2]

مساوئ الديمقراطية

بعد تطبيق النظام الديمقراطي أيضاً وجدوا أن له العديد من المميزات و وجدوا أن لديه العديد من العيوب أيضاً منها:

  • قد يمارس بعض الناخبين طرق غير مقبولة لكسب أكبر عدد من أصوات المواطنين، مثل العمل على تشويه صورة أحد المرشحين أو الاعتماد على المال أو السلطة.
  • من الممكن أن يسعى بعض الأفراد إلى السلطة لأغراض سيئة، مثل تحقيق المصالح الشخصية وعدم الإهتمام بمصالح الشعب.
  • في بعض الأحيان يركز النظام الديمقراطي على توفير أكبر عدد من الخدمات على حساب الاهتمام بجودتها.
  • عملية الانتخاب وفرز الأصوات تستوجب الكثير من الوقت مقارنة بالانظمة التي لا تعتمد في قوانينها على حق الانتخاب.
  • تتسبب في إهدار الكثير من الأموال في سبيل دعم الحملات الانتخابية. [2]

المقصود بـ البيروقراطية

تعريف البيروقراطية في شكل مبسط، هي نظام معقد نوعاً ما، تعتمد عليه المنظمات العامة والخاصة يعتمد على القوانين والنظام الهرمي، فهو يساعد على تقسيم المهام داخل المؤسسات وعدم الخلط بينهم.[3]

أسباب ظهور البيروقراطية

ظهور نظام البيروقراطية له أسباب عديدة منها:

  • ازدياد عدد السكان: كثرة أعداد المواطنين تؤدي إلى زيادة المستهلكين وبالتالي يكون من اللازم تشكيل نظام يساعد على زيادة الإنتاج.
  • الرغبة في العمل بكفاءة أكبر.
  • الرغبة في أداء مهام واسعة وفي نطاق أوسع.[3]

أهداف البيروقراطية

  • توفير الوظائف الإدارية المطلوبة، مثل إصدار التراخيص وتحصيل الرسوم وغيرها.
  • تنظيم أنشطة الحكومات المختلفة.
  • تنفيذ المسؤوليات والقوانين التي يضعها المنتخبون .[3]

خصائص البيروقراطية

  • الشكل الهرمي في السلطة.
  • عدم التحيز لفرد على حساب فرد آخر لأي سبب من الأسباب.
  • طريقة اختيار الموظفين.
  • المتطلبات والقواعد الخاصة به.
  • التخصص وتقسيم العمل.
  • حدوث عملية الترقية بناءا على جهود الموظفين ومدى استحقاقهم وليس يسبب أى واسطة أو محسوبية.[3]

عيوب البيروقراطية

بعد تطبيق نظام البيروقراطية وجدوا أن له العديد من العيوب مثلما لديه العديد من المميزات منها:

  • تتسم قوانين البيروقراطية بشيء من الجمود وعدم المرونة مما يولد الروتين ويعمل على قتل روح الإبداع داخل الهيكل الإداري.
  • يقوم بالتركيز على الأهداف دون مشاعر الموظفين، بمعنى أن الشركات التي تتخذ منه نظام للإدارة تتعامل مع الموظف كالإنسان الآلي المطلوب منه مهام محددة يجب أن يقوم بها بالجودة المطلوبة وفي الوقت المناسب دون النظر الى مشاعره.
  • الإفراط في الاعتماد على النظام البيروقراطي يجعل الموظفين يشعرون كما لو ان ممكن الاستغناء عنهم فى أى وقت مما يجعلهم يشعرون بالإحباط وبالتالي أدائهم وكفاءتهم في العمل تبدأ في الانحدار.
  • في بعض الأحيان تمركز السلطة في يد مجموعة معينة من الناس يؤدي إلى سوء استغلالهم لها.
  • بسبب صرامة وصلابة القوانين يتعامل معها بعض الموظفين على أنها هدف يسعون لتحقيقه وينسوا أنها مجرد قوانين لتسهيل العمل.
  • وجود الكثير من الأعمال الورقية.[3]