اضرار الغاز الصخري

ما هو الغاز الصخري

الغاز الصخري هو عبارة عن غاز غير تقليدي يتم استخراجه من حجارة الإردواز، يتواجد في صخور طينية، كان محجوبا داخل الصخرة الأم والتي تتميز بمسامية كبيرة و نفاذية لسوائل شبه منعدمة، لذلك نستخدم التكسير الهيدروليكي لاستخراجه، لأنه يساعد على رفع قيمة النفاذية، ويحتوي هذا الغاز على مواد عضوية ونفط بنسب عالية، يتواجد على عمق 1000 م ما بين طبقات صخور صماء لا تسمح للغاز بأن ينفذ منها.[1]

اكتشاف الغاز الصخري

تم اكتشاف الغاز الصخري مع مطلع الألفية الثانية في الولايات المتحدة الأمريكية ، مما أحدث ثورة في مجال الطاقة، وبعد اكتشافه بدأت الدول في عمل دراسات لرصد احتياطات الدول من الغاز الصخري ، ووضع الخطط والاستثمارات في هذا الاكتشاف في مجال الطاقة.[1]

كيفية استخراج الغاز الصخري

التنقيب

يتم التنقيب عن الغاز الصخري عن طريق الحفر والتكسير الهيدروليكي ، ويصل عمق الحفر لـ3 – 4 كيلومترات تحت سطح الأرض ، وتحتاج هذه العملية التي تتم من خلال تفتيت الصخور لاستخراج الغاز الصخري منها إلى كمية كبيرة من المياه العذبة المخلوطة بالرمل بالإضافة إلى كمية من الكيماويات.

ولم تقدم الشركات التي تعمل على استخراج الغاز الصخري أية ضمانات فيما يخص عدم تسرب الكيماويات المستخدمة في استخراج الغاز الصخري ، أو فيما يخص تسرب الغازات المتولدة والمعادن وغاز الميثان إلى الهواء ، أو أثر هذه الكيماويات على المياه الجوفية إذا كانت هذه الكيماويات تتسبب في تلوث المياه الجوفية، أو معالجة خليط الماء العادم الذي يأتي من الآبار ، أثناء عملية الاستخراج بشكل آمن للبيئة.

للقيام بعملية التكسير الهيدروليكي (la fracturation hydraulique) ، يتم استخدام بوليمر باساس مائي،”والبوليمير هو مادة تتكون من الماء بنسبة كبيرة مع اضافات كيميائية تتميز بلزوجة كبيرة”، يتم خلط البوليمر بمواد كيميائية مثل الأرسنيك (أو الزرنيخ) السام واليورانيوم المشع ومواد أخرى مضافة مثل الرصاص والتي تساعد في الحفاظ على خصائصه الفيزيائية مع التغيرات التي قد تحدث في الضغط و الحرارة ثم يتم إضافة الرمل للحفاظ على التشققات مفتوحة بعد وقف الضخ ولكن هذه الطريقة لا تناسب الأماكن التي تعاني من الفقر المائي لأنها تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه.

وقد تم الكشف عن مخاطر جديدة لاستخراج الغاز عن طريق التكسير الهيدروليكي وهي أنها تتسبب في الزلازل في مناطق آهلة بالسكان في أوروبا ، كما أن التوسع في استخراج الغاز الصخري زاد من مخاطر تلوث المياه والهواء.[1]

استخدام المياه

تستخدم الشركات كميات ضخمة من المياه لاستخراج الغاز الصخري، فكل بئر يحتاج ما بين 24 ألف إلى 64 ألف متر مكعب من الماء ، ولا تعود من الكمية المستخدمة إلا حوالي 20% وتبقي الكميات المتبقية من المياه المضخوخة في باطن الأرض وهي النسبة الأكبر من كمية المياه 80% مع الكيماويات المختلطة معها ، وهذا ما يسبب الشكوك فيما يخص تسرب جزء من هذه الكمية إلى المياه الجوفية والتي تعتبر المصدر الوحيد للشرب في المناطق الصحراوية.

كما أن عملية تكسير الصخر لاستخراج النفط الصخري تستخدم نحو 1 – 2 مليون جالون مياه لإتمام عملية التكسير ببئر واحد.

كما أن المياه التي تعود من البئر ، قابلة للمعالجة وإعادة الاستخدام ولكن المحطات المعالجة غير مهياة لتتمكن من التعامل مع المواد السامة التي تحتويها المياه ، خاصة إذا استخدمت في الزراعة ، فقد تشكل المياه بما تحمله من ملوثات بنية النباتات.[1]

احتياطي الدول من الغاز الصخري

يوجد أعلى احتياطي في العالم من الغاز الصخري في الصين، بـ1100 ترليون م3، وتأتي في المرتبة الثانية الأرجنتين بـ802 ترليون م3، ثم الجزائر بـ707 ترليونات م3، الولايات المتحدة الأمريكية بـ665 ترليون م3، كندا بـ573 ترليون م3، والسعودية 660 ترليون م3.

وبدأت دول عربية كثيرة في التنقيب عن الغاز الصخري والتخطيط لاستخراجه، وهذا يتطلب عمل دراسات عن الآثار البيئية الناجمة عن استخراج الغاز الصخري، من ضمنها كمية المياه المستخدمة خاصة أن هناك 14 إقليم يعاني من الفقر المائي.[1]

وهناك دول حظرت استخراج الغاز الصخري منها فرنسا التي ادعت أنها لا تملك الخبرة الكافية لاستخدام تقنية التكسير الهيدروليكي، وذلك لأنها متطورة في صناعة المفاعلات النووية وتقوم بالتسويق لها ولا تريد أن ينافس الغاز الصخري هذه الصناعة، أيضا روسيا لا تريد منافسا لتجارتها من الغاز الطبيعي والذي تصدره إلى دول أوروبا.

وفي الجانب الآخر تصر حكومة الجزائر على استخدام تقنية التكسير الهيدروليكي، رغم أن الجزائر من دول الشمال الأفريقي التي تحتوي على مناطق بها سطوع للشمس بدرجة عالية تمكنها من استخدام الطاقة الشمسية النظيفة خاصة وأن أسعارها أصبحت منخفضة والتي يمكن أن تغنيها عن الغاز الصخري وأضراره.[1]

المخاطر والأضرار الناتجة عن استخراج الغاز الصخري

عادة ما تكون طرق التنقيب في طبقات الأرض التي تحتوي على الغاز الضخري أفقية، وذلك لاختراق سمك كبير من الأرض التي تحتوي على الغاز الصخري، ثم يتم بعدها ضغط مياه بشدة في الآبار مضافًا إليها كيماويات وجزيئات من السيليكا وذلك لعمل تشققات في الأرض، ثم تتحرك الغازات من هذه الشقوق إلى قيسونات البئر إلى أعلى.

تنجم مشاكل كثيرة من هذه العمليات ، منها :

  • زيادة الانبعاثات الكربونية والتي تؤثر وتغير في المناخ وذلك بسبب كميات غاز الميثان التي تهرب إلى الهواء أثناء الحفر.
  • تلوث المياه الجوفية بسبب تسرب المياه المعالجة بالكيماويات التي تستخدم في الحفر ، والتي تحتاج إلى تكلفة عالية لمعالجتها.
  • تأثر المناطق المحيطة لعمليات الحفر، بسبب الحركة المرورية المكثفة التي تنجم عن نقل المعدات والكيماويات.
  • كما أنه قد تتلوث مياه الشرب مستقبلا بالأرسنيك (أو الزرنيخ) السام واليورانيوم المشع والرصاص، مما يضر بالصحة العامة.
  • كما أن الصدوع التي تتسبب بها آلات الحفر ، يلوث المياه الجوفية فيصبح لون الماء بني وبه رغوة.[1]

تكلفة استخراج الغاز الصخري وجدواه الاقتصادية

تبلغ تكلفة إنتاج الغاز والنفط الصخريين ما بين 65 إلى 80 دولارًا للبرميل، وللاستثمار في استخراج الغاز الصخري يجب حفر عشرات الآبار وإخضاعها لفترات تجريب ؛ وذلك للتأكيد على الأمن البيئي وللتأكد من جدواها الاقتصادية خاصة في ظل انهيار أسعار النفط والغاز.

كما أنها عملية استثمارية بجدوى قصيرة المدى تتراوح بين 3– 5 سنوات وذلك بسبب أن نسبة نضوب آبار الغاز الصخري أعلى بكثير من النفط والغاز ، حيث أنه مع مرور الوقت سيقل الإنتاج تدريجيا خاصة وأن تكلفته مرتفعة وعوائده الإنتاجية هشة.