ماهي شريحة نيورالينك

شريحة نيورالينك

شريحة نيورالينك الجديدة هي شريحة إلكترونية صغيرة تزرع في الدماغ بواسطة روبوت مثل آلة الخياطة عبر شبكة من الأسلاك فائقة الدقة متصلة بأقطاب كهربائية، ويجب أن تلتقط الإشارات من الدماغ ثم تترجمها إلى التحكم في الحركة.

ويتصور الكثيرون في هذا المجال أن اللجوء إلى مثل هذه الواجهات العصبية بهدف التحكم في أشياء مثل الأطراف الاصطناعية أو ربما للتفاعل مباشرة مع أجهزتنا الذكية، ولدى إيلون ماسك بعض الأفكار الأكثر جرأة أيضًا، وبشكل عام، تم وصف مشروع نيورالينك بأنه يساهم في التعايش مع الذكاء الاصطناعي.

شارك إيلون ماسك مزيدًا من التفاصيل حول كيفية عمل جهاز نيورالينك وخططه لتوصيل أجهزة الكمبيوتر بالدماغ البشري، وبينما لا يزال تطوير هذه التكنولوجيا المستقبلية في مهدها، كان من المقرر أن يكشف الحدث عن الإصدار الثاني من روبوت صغير يدخل سلاسل من الأقطاب الكهربائية الدقيقة في الدماغ من خلال الجمجمة.

وفي هذه الحالة، أظهر ماسك بعض الخنازير التي كان يجرب عليها نماذج أولية من الوصلات العصبية، وهي شريحة دائرية صغيرة يمكن ربطها بالجمجمة، ومزروعة في دماغهم، وآلات تعمل على تعقب أنشكة أدمغة هذه الخنازير في الوقت الفعلي، وأظهر اتصال لاسلكي من جهاز الكمبيوتر نشاط دماغ الخنزير وهو يدفع للحصول على قلم على خشبة المسرح.

وكشف الحدث أن التكنولوجيا كانت أقرب بكثير إلى طموحات ماسك مما كانت عليه عندما ظهرت لأول مرة في العام الماضي، وعندما عرضت شركة نيورالينك صورًا لفأر مع جهاز متصل بمنفذ USB-C، وحتى الوقت الحالي هذه التكنولوجيا بعيدة الاستخدام على أرض الواقع، إلا أن إيلون ماسك أكد أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، أعطت الشركة موافقتها في يوليو الماضي ضمن برنامج الأجهزة المتطورة، وهو برنامج يسمح للشركة الحصول على تعقيبات من الوكالة خلال عملية تطوير الجهاز.

وتقنية توصيل الدماغ البشري بأجهزة الكمبيوتر ليست جديدة وقد تم استخدامها لسنوات، كما هو الحال مع تكنولوجيا التحفيز العميق للدماغ المستخدمة في مرضى باركنسون، وكذلك مثل تكنولوجيا التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، حيث يتم تحفيز الخلايا العصبية في الدماغ بمساعدة المجالات المغناطيسية ويمكنها علاج مرضى الاكتئاب.[1]

متى تأسست شركة نيورالينك

تم تأسيس شركة نيورالينك في 2016، وهي شركة تكنولوجية متخصصة في علوم الأعصاب تركز على بناء أنظمة الواجهات عصبية الآلية، وتسمح هذه التقنية للكمبيوتر بالتواصل والتعامل مع الدماغ، والتي تحتوي على أسلاك رفيعة جدًا تحمل الأقطاب الكهربائية، وعندما يتم زرعها داخل الدماغ تشكل هذه الأسلاك قناة عالية السعة للكمبيوتر حتى تتواصل مع الدماغ، وهو جهاز له القدرة على معالجة الكثير من البيانات، ويقال إنه أقوى بكثير من الواجهات العصبية الآلية المستخدمة حاليًا في البحث.

وإحدى العقبات الرئيسية التي تحول دون إدخال هذه الأسلاك الرفيعة للغاية، والتي هي أرق من شعر الإنسان، هي صعوبة إدخالها إلى الجمجمة ودخولها إلى الدماغ، ولهذا السبب، تعمل نيورالينك أيضًا على اختراع روبوت صغير يقوم بربط الجمجمة بالقطب الكهربائي عبر عملية مكثفة مثل تصحيح الرؤية بالليزك.

وأوضح ماسك كيف تأمل الشركة في إجراء العملية تحت تأثير التخدير الموضعي في المستشفى لمدة يوم، وعلى الأقل هذا هو الهدف، وإذا كان ناجحًا فسيكون قفزة إلى الأمام فيما يتعلق بالواجهات العصبية الشكل السابقة التي تتطلب مزيدًا من التدخل الجراحي.

وتستطيع للواجهة العصبية الميكانيكية أن تستفيد من الكهرباء التي يحتاجها الدماغ للعمل، بالإضافة إلى سلسلة من الأقطاب الكهربائية لتوصيل الدماغ بالجهاز، وتستشهد نيورالينك بأمثلة سابقة على البشر الذين اتسخدموا الأقطاب الكهربائية للتحكم في والأطراف الاصطناعية باستخدام دماغهم كأساس لنظام عملهم.

ومع ذلك، فإن الجديد في خطة الشركة هو تبسيط عملية توصيل الجهاز بالدماغ مع ارتفاع كبير في عدد الأقطاب الكهربائية، وتريد الشركة جعل تثبيت واجهات الروبوت العصبي أسهل وأكثر قوة.

وأثناء الحدث، أظهر ماسك كيف سيكون الجيل الجديد من هذا الروبوت، وهو جسم أبيض كبير يتمتع بخمس درجات من حرية الحركة، وذكر أيضًا أن الشركة قامت في السابق بتبسيط خططها لجهاز يمكن ارتداؤه ويمكن توصيله بأسلاك مزروعة في دماغ المستخدم.

وبينما تم وضع الجيل الأول من هذا الجهاز خلف أذن الشخص، فإن الإصدار الأحدث عبارة عن جهاز أصغر قائلًا حجمه يشبه حجم العملة المعدنية يمكن تثبيته أسفل الجزء العلوي من الجمجمة، وقارنها ماسك بساعة ذكية، وقال: “إنها تشبه ساعة Fitbit في دماغك بأسلاك صغيرة”.[2]

استخدامات تقنية نيورالينك

تركز تقنية نيورالينك على مجموعة متنوعة من المشاكل، وأمراض الجهاز العصبي والعمود الفقري، بما في ذلك نوبات الصرع والشلل وتلف الدماغ والاكتئاب، والتي يمكن علاجها باستخدام تقنية نيورالينك.

وسيكون للتكنولوجيا في البداية تركيز طبي، مثل مساعدة المرضى المصابون في الدماغ أو الحبل الشوكي أو العيوب الخلقية، وعلى سبيل المثال، يمكن لهذه التقنية أن تساعد المصابين بشلل نصفي بسبب إصابات الحبل الشوكي، ويهدف أول استخدام للتكنولوجيا في البشر إلى مساعدة حالات مثل الشلل النصفي أو الشلل الرباعي.

وذكر إيلون ماسك، أن الجهاز يمكن أن يعمل على حل كافة المشاكل العصبية، من فقدان الذاكرة إلى السكتة الدماغية إلى الإدمان، أو مراقبة الحالة الصحية للمستخدمين وتنبيههم إذا أصيبوا بنوبة قلبية.

وأكد ماسك أن المصابين بالشلل النصفي سيتمكنون من استعادة الحركة الكاملة للمصابين الذين يعانون من مثل هذه الإصابات عن طريق زرع شريحة ثانية في العمود الفقري.

ومع ذلك ، فإن الهدف الأساسي لماسك هو أن تحقق التكنولوجيا ما يسميه “التعايش مع الذكاء الاصطناعي”، والذي سيسمح للدماغ البشري بالتكامل مع الذكاء الاصطناعي في المستقبل، ومع ذلك، فإن كل هذه طموحات بعيدة المنال.[2]

الصعوبات التي تواجه تقنية نيورالينك

منذ انطلاق الحدث الأول، نشرت الشركة مقالًا علميًا في مجلة Medical Internet Research، وقامت بوصف تطور أجهزتها الروبوتية، وهي الذراع الآلي التي تُدخل الأسلاك في الجمجمة، في تقرير البحث، كما أكد ماسك ونيورالينك على أنه “يجب معالجة التحديات الهندسية المهمة قبل أن يكون الجهاز مناسبًا للاستخدام السريري”، وبدون البحث العلمي في المجلات المحكمة، تظل الأفكار طموحة مثل أفكار ماسك المعتادة.

وهناك فجوة تقنية ضخمة بين ما هو ممكن حاليًا في المعامل البحثية والمفهوم الذي تصوره ماسك، والذي يتطلب أجهزة يمكنها معالجة كمية كبيرة من المعلومات التي تدخل وتخرج عبر الدماغ.

وبجانب الصعوبات التقنية، فإن تحسين عمل الواجهات العصبية الميكانيكية يدخل أيضًا في مجال أخلاقي وقانوني غير معروف، حيث يمكن للتكنولوجيا أن تثير مخاوف جديدة، مثل قرصنة المعلومات والبيانات على نطاق واسع، يضاف إلى ذلك المخاطر الصحية غير المتوقعة المرتبطة بالإدخال الجراحي لأجهزة الكمبيوتر في الدماغ البشري.

وقد تكون طموحات ماسك بعيدة بعض الشيء، لكنه حقق أيضًا بعض الإنجازات الرئيسية السابقة، مثل صنع سيارات كهربائية وتقليل تكلفة إطلاق الأقمار الصناعية، ويمتلك ماسك موهبة في اختيار مشاكل العمل التي يصعب حلها، ولكن في نفس الوقت يمكن حلها بقليل من الطموح والتفكير، ولكي تنجح أفكاره الأخيرة، تحتاج نيورالينك إلى إقناع العلماء والأطباء والمجتمع العلمي بما تقدمه.[1]