ماذا كان يعبد الرسول ” قبل نزول الوحي ؟ “
ماذا كان يتعبد الرسول قبل نزول الوحي
كان الرسول صلى الله عليه وسلم على ملة أبينا إبراهيم عليه السلام وذلك كما ورد عن سيدتنا عائشة رضي الله عنها قالت في حديث الصحيحين:(أنه كان يخلو بحراء فيتحنث فيه). [5]
لكن ذكرت عدة أراء أخرى حول دين النبي صلى الله عليه وسلم كالتالي:
- الرأي الأول
وهو ما ذكرناه أنه كان على ملة أبينا إبراهيم وهذا هو الرأي الراجح.
- الرأي الثاني
أنه كان يتعبد على دين الإسلام الذي بعث به لكنه لم يكن مأمورًا بالتبليغ حتى وصل إلى عمر الأربعين.
- الرأي الثالث
أنه لم يكن متعبدًا بشريعة أيً ممن تقدم عليه من الأنبياء، بل كانت شريعته توافق شريعة إبراهيم عليه السلام وعن أبي جعفر (عليه السلام): أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال بعد ذكر إبراهيم (عليه السلام): (دينه ديني وديني دينه وسنته سنتي وسنتي سنته وفضلي فضله وانا افضل منه). وقد روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: (الحنيفية هي الاسلام).
وبعد كل ما سبق فإن ما يمكن الجزم به هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مؤمنًا موحدًا يعبد الله وحده لا شريك له وهذه هي فطرة الإسلام التي فطرها الله عليها.
ولادة الرسول
لقد روي عنها أنها “لم تر أخف ولا أيسر منه، وكانت ترتدي تعاويذ من حديد فيتقطع، وأنها رأت في منامها بشارة بجليل مقامه، وأمرت بتسميته محمد ، مولده” ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة بعام الفيل يوم الاثنين من شهر ربيع الأول والدليل على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ).[2]
طفولة النبيّ
بعد ولادة النبي صلى الله عليه وسلم أرضعته أمه ثلاثة أيام، ثم أرضعته جارية لعمه أبي لهب، وكان من عادة أشراف العرب أن ترسل أبنائها للبوادي لتلتمس المراضع هناك، وذلك ظنًا منهم أنه بهذه سيخرج ذكيًا ونبيهًا، فذهب لدى قبيلة بني سعد أرضعته حليمة السعدية لمدة عامين، ثم أعادته إلى والدته، ولكنها قد عادت به مجددًا بسبب انتشار الوباء في مكة، وأعادته حليمة مجددًا بعد حادثة شق صدر النبي من الملكين ليلة الإسراء. فأعادته حليمة خائفة ورغبت في إنهاء مسؤليتها رغم تعلقها الشديد به.
وحكى الواقدي أنه عاد في عمر الخامسة، كان النبي مع أمه حتى بلغ ست سنوات حيث توفيت أمه بالأبواء وهي عائدة إلى مكة من عند أخواله، فذهب النبي لدى جده عبد المطلب، ومما لا شك فيه أن وفاة والدته تركت في نفسه أثرًا عظيمًا لاسيما أن جده توفى وهو في الثامنة.
حياته مع عمه أبي طالب
ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليعيش مع عمه المحب أبي طالب وقد وردت روايات عديدة تحكي تدل على تعلقه به وشدة حبه إياه، فلقد أخذه معه في رحلته إلى الشام، وكان محمد يساعد عمه في رعاية الأغنام وذلك لسوء حالة عمه.
ويدل ذلك على حُسن خلقه فقد أَلِفَ العمل والكفاح منذ طفولته، واعتاد أن يهتم بما حوله، ويبذل يد العون للأخرين، وربما يذكرنا رعيه للغنم بأحاديثه التي تحث على الإحسان للحيوان.[3]
صفات الرسول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس وجهًا، أبيض اللون بياضًا مزهرًا، وهذه الصفات تدل على جمال المظهر. الصفات الخلقية من دراسة سيرته وقراءة أحاديثه نستنبط صور التواضع المقترن بالمهابة، والحياء المقترن بالشجاعة، والكرم الصادق البعيد عن حب الظهور، وأمانته المشهورة بين الناس، والصدق في القول والعمل، والزهد في الدنيا.
زواج النبي
تعرف النبي صلى الله عليه وسلم على زوجته خديجة عن طريق عمل الرسول في تجارة خديجة بين خويلد، فقد ذهب النبي بتجارتها إلى اليمن مرتين وإلى الشام فربح بتجارتها، وحكى لها غلامها ميسرة الذي صحبه عن أخلاقه وطباعه، فأعجبت به، وقد خطبها لأبيها خويلد بن أسد فزوجه منها، ويذهب ابن اسحاق إلى أن خديجة كانت في الثامنة والعشرين. وذهب الواقدي إلى أنها كانت في الأربعين حين تزوجت النبي، وقد أنجبت خديجة من الرسول ذكرين وأربع إناث وذلك مما يرجح رواية ابن اسحاق عن كونها كانت في الثامنة والعشرين عند زواجهما، ولقد سكن النبي في بيت خديجة، ففيه تزوج، وولدت خديجة أولادها جميعًا وتوفيت فيه قبل هجرة الرسول بثلاث سنوات، وذلك قبل حادثة الإسراء والمعراج.
صيانة النبي قبل البعثة(إرهاصات البعثة)
أجمع العلماء على أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكفر قبل الوحي وبعده، وأما تعمد الكبائر فهو معصوم عنها بعد الوحي، أما الصغائر عمدًا فتجوز عند الجمهور بعد الوحي، إن حادثة تجديد بناء الكعبة قد كشفت عن مكانة النبي الأدبية لدى قريش، فقد اختلفت فيمن يضع الحجر الأسود مكانه، ثم اتفقوا على أن يحكموا أول داخل من باب بني شيبة فدخل رسول الله، فأمر بثوب فأخذ الحجر ووضعه في وسطه ثم أمرهم برفعه جميعًا فأخذه فوضعه مكانه. [4]
مظاهر اختلاف النبي
خالف النبي قريشًا في الوقوف بعرفة، فقد كانت قريش تفيض من مزدلفة لحين نزول الناس من عرفة، أما الرسول فكان يقف بعرفة مخالفًا لهم متبعًا هدي إبراهيم واسماعيل في حجهم ومناكحهم وبيوعهم. وخلال تلك السنوات التي عاشها النبي قبل الوحي في مكة لم يكن قلبه مطمئنًا إلى ما يعيش به قومه من شرك بالله وعبادة الأوثان وشرب الخمر والفجور وغيرها من مظاهر الضلال والفسق، فكان النبي لا يشاركهم هذه التجمعات بل يعتزلهم ويذهب إلى غار حراء معتزلًا متفكرًا في بديع الله وخلقه وعظمة الكون وأسراره.
وكان يعتزل قومه في غار حراء بالأيام حتى ينتهي زاده من طعام وشراب فيعود إلى بيته ليتزود ثم يذهب مجددًا، وذلك كما ثبت في الحديث المتفق عليه أنه عليه الصلاة والسلام قال:(جاورت بحراء شهرًا…) وبقى النبي على هذه الحال حتى جاءه الوحي في الأربعين من عمره وهذه إجابة واضحه على كل من يتساءل
متى نزل الوحي على الرسول
.
نزول الوحي على الرسول
تُجمِع روايات
قصة نزول الوحي على الرسول الله
صلى الله عليه وسلم قد بعث ونزل عليه الوحي بعد أن تم الأربعين، وبدأ نزول الوحي في شهرِ رمضان وذلك لقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}[4]
يتساءل بعض الناس
كيف كان حال سيدنا محمد عندما نزل الوحي
ويمكن الإجابة هذا من خلال معرفة قصة نزول الوحي حيث جاء النبي عليه الصلاة والسلام ملك الوحي جبريل عليه السلام في صورة رجل فقال له: اقرأ فقال صلى الله عليه وسلم :«ما أنا بقارئ» فأخذه فغطه -أي ضمه- شديدة حتى بلغ منه الجهد، وقال له ثانية: اقرأ فقال: «ما أنا بقارئ» فغطه الثالثة، ثم أرسله وقال له {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}، ورجع الرسول إلى بيته ترتجف بوادره – أي أطرافه- حتى دخل على خديجة فقال: «زملوني زملوني» فزملوه بالأغطية حتى ذهب عنه الروع، وقال «يا خديجة مالي» وأخبرها الخبر، وقال «قد خشيت على نفسي». فطمأنته وقالت: كلّا، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ -أي الضعيف- وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ومن هنا يتضح
حالة رسول الله عند نزول الوحي
[4]
ومن هنا بدأت رسالة نبي الله محمد الذي أرسل للناس جميعًا مبشرًا.