ما هي شروط ” وجوب الصيام ؟ “

من أفضل الشهور عند المسلمين هو شهر رمضان، الذي فرض فيه الله عز وجل الصبام على المسلمين، ولكن كثير منا يسأل عن شروط وجوب الصيام، في حالات كثيرة حيث أنه يأتي أوقات من الممكن أن يتعرض فيها المسلم إلى وعكة صحية أو مرض مزمن وحالات كثيرة متنوعة يتساءل الناس عنها، لمعرفة ما هي الظروف الواجب فيها الصيام ، وما هي

انواع الصيام واركانه وشروطه

.

شروط وجوب الصيام

نعلم جميعا أن هناك ثلاث مذهب رئيسية نأخذ عنها الفتاوى الخاصة بكل ما يتعلق بعبادة المسلمين، وهي الحنيفية والحنبلية والشافعية، وبناء على مااجتهد فيه علماء المسلمين حول شروط وجوب الصيام، وتم تصنيفها إلى خمسة شروط وهي :

أن يكون مسلما

مذهب الإمام أبو حنيفة، يشترط في جوب الصيام أن يكون الفرد مسلما، فليس على الكافر صيام، ولا حتى المرتد ينبغي عليه الصوم، وهذا يعني أنه يجب على الكافر أو المرتد أن يدخل الإسلام ، ثم بعد اعتناقه الإسلام وجب عليه الصوم، لأن أساس الصيام هو وجوب النية، أما إذا أسلم الكافر في خلال شهر رمضان وجب عليه صوم الأيام المتبقية منه وليس عليه قضاء الأيام التي سبقت على إسلامه، قال الله تعالى: {قل للذين كفروا: إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} [الأنفال:38/ 8]، و لقوله تعالى: {لئن أشركت ليحبطن عملك} [الزمر:65/ 39].

وإذا أسلم الكافر في نهار رمضان وجب عليه الإمساك في نفس اليوم الذي أسلم فيه وجهه لله، وهذا في مذهب الإمام ابن حنبل، ولكن من المستحب عند جمهور الأئمة أن يكف عن الأكل مراعاة لحرمة أو لحق الوقت بالتشبه بالصائمين،أما في مذهب الإمام الشافعي فلا يجب علىه قضاء باقي اليوم، حيث أنه أفطر لعذر، كما يجب على المرتد إن أسلم عند الإمام الشافعي وابن حنبل، قضاء ما تركه في حال الكفر.

البلوغ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ»، فلا يجب على الصبي صيام شهر رمضان إلا إذا وصل إلى مرحلة البلوغ، ووجب الصوم على الصبي عند الشافعية والحنفية والحنابلة أنه وجب عليه الصيام عند بلوغه سبع سنوات، وضربه على الصوم حال بلوغه عشر سنوات، أما عند المالكية فلا يجب الصوم حتى يحتلم الغلام وتحيض الفتاة.

وفي حالة بلوغ الصبي أثناء نهار رمضان، وجب عليه الإمساك باقي اليوم عند الحنيفية،أما إذا أصابته وعكة صحية وأغمى عليه فلا يكمل صيام اليوم عند الحنيفية، ومن أغمي عليه في رمضان، لم يقض عند الحنفية اليوم الذي حدث فيه الإغماء، لوجود الصوم، وهو الإمساك المقرون بالنية، وعند المالكية لا يصح صوم المغمى عليه، ويقضيه في يوم آخر.

العقل

فلا يجب على المجنون أو السكران الصوم حتى يفيق من جنونه، وذلك لعدم إمكان النية، وإذا أفاق المجنون في بعض رمضان، قضى ما مضى منه؛  وقال الإمام ابن مالك أنه لا يصح صوم المجنون، حتى يفيق من جنونه ، لقوله صلّى الله عليه وسلم: «وعن المجنون حتى يفيق»، ولا يقضي النائم مطلقاً، والسكران حتى يفيق إلا أنه يلزمه الإمساك في يومه. ويجب قضاء ما فات بالإغماء والسكر، إلا إذا كان تناول عن قصد شيئا في الليل أزال عقله في النهار، فعليه قضاء ما جن فيه من الأيام، في النهاية فإنه عند جمهور الأئمة لا يجب الصوم على المجنون جنونا مستمرا.

الإقامة

قال تعالى {أياماً معدودات، فمن كان منكم مريضاً أو على سفر، فعدة من أيام أخر، وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين، فمن تطوع خيراً فهو خير له، وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} [البقرة:184/ 2]، فلا يجب على المسافر الصوم وعليه القضاء بعد عودته من السفر في أيام أخر، ولكن شرط أن يكون السفر طويل، عند الحنيفية، ولكن مباح الإفطار في حال السفر أيا كانت المدة عند باقي الأئمة، ولكن بشرط أن يكون السفر قبل الفجر، بمعنى أن شهد بداية اليوم في الصيام ثم سافر وجب عليه إكمال صومه، لكن لو صام في أول اليوم ومرض فمباح له الإفطار والقضاء في يوم آخر،

القدرة على الصوم

فلا يجب على المسن الذي لا يقوى على الصيام الصوم، أو كانت إمرأة حاضا  أو حامل فلا يجب عليها الصوم، لأن جسدها في هذه الظروف لا يقوى على الصوم، أوفي حالة مرض مزمن من

الأمراض المبيحة للفطر في رمضان

.

شروط الصوم الصحيح

خلاصة آراء المذاهب الأربعة حول

شروط الصيام

؛

  • ففي مذهب الإمام أبي حنيفة، وجب الصوم بشرط النية، وألا يكون هناك عذر قهري، مثل الحيض والنفاس.
  • أما عند مذهب المالكية، وجب أربعة شروط ليكون الصوم صحيح وهي النية، والطهارة من الحيض والنفاس، والإسلام، والزمان القابل للصوم حيث أن هناك أيام محرم فيها الصوم مثل العيد، والصحة والعقل.
  • أما شروط المذهب الشافعي  لصحة الصوم فهي: الإسلام ، العقل، الطهارة من الحيض والنفاس طوال نهار نهار رمضان، وأن يكون الوقت قابلا للصوم، والعقل والصحة، والنية شرط أساسي عن جمهور الأئمة.
  • واشترط الإمام ابن حنبل، لصحة الصوم ، الإسلام، النية، الطهارة من الحيض والنفاس، وهذه الشروط اجتمع عليها جمهور الأئمة.

مفهوم النية في الصيام

النية هل ما عزم عليه القلب فعله، دون تردد، أي أن يقصد الصوم بعزم دون أي تردد أو وجود موانع أو أعذار قهرية، واتفق جمهور الأئمة على شرط النية للصيام، سواء أن كان الصيام فرضا أو تطوعا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنما الأعمال بالنيات»  و : «من لم يُجمع الصيام قبل الفجر، فلا صيام له»

شروط النية في الصيام

أولا: أن يعقد النية على الصوم ليلا، ولكن عند بعض الأئمة مثل الحنيفية، من الممكن أن تعقد النية قبل وقت الفجر، وغذا عقد النية بعد الفجر لا يجب عليه الصيام ووجب عليه القضاء.

أنواع الصيام

النوع الأول من الصيام يشترط فيه عقد النية، مثل قضاء رمضان، وقضاء ما أفسده من نفل، وصوم الكفارات بأنواعها ككفارة اليمين وصوم التمتع والقران، والنذر المطلق، ففي هذه الحالات يجب عقد النية بالليل وإلا فلا يجب الصيام وقضائها في أيام أخر.

النوع الثاني لا يشترط عقد النية وهو ما يتعلق بزمان بعينه، كصوم رمضان، والنذر المعين زمانه، والنفل كله مستحبه ومكروهه، يصح بنية من الليل إلى ما قبل نصف النهار على الأصح.

شروط الصوم التي إتفق عليها جمهور الأئمة

في مذهب الحنفية:  هناك ثلاث أنواع لشروط للصوم وهي: شروط الوجوب وشروط الأداء وشروط الصحة، فما

الفرق بين شروط الوجوب وشروط الصحة

وشروط الأدء :

  • شروط وجوب: الإسلام، والعقل، والبلوغ، والعلم بالوجوب لمن أسلم بدار الحرب.
  • شروط وجوب الأداء الصحة من مرض وحيض ونفاس والإقامة.
  • وشروط صحة الأداء: النية فلا يصح أداء الصوم إلا بالنية، والخلو عن ما نع الحيض والنفاس، والخلو من

    مفسدات الصيام

    .

أما في مذهب المالكية: أنواع شروط الصوم هي: شروط وجوب، وشروط صحة، وشروط وجوب وصحة معاً، ومجموعها سبعة: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والطهارة من دم الحيض والنفاس، والصحة، والإقامة، والنية.

  • شروط الوجوب: البلوغ، والصحة، والإقامة
  • شروط الصحة: الإسلام، والزمان القابل للصوم، فلا يصح في يوم العيد.
  • شروط الوجوب والصحة معاً فهي: الطهارة من دم الحيض والنفاس، والنية

أما في مذهب الشافعية: أنواع شروط الصوم هي: شروط وجوب وشروط صحة

  • شروط الوجوب: الإسلام، البلوغ، العقل، الإطاقة
  • شروط الصحة: الإسلام، التمييز أو العقل في جميع النهار، النقاء عن الحيض والنفاس في جميع النهار، كون الوقت قابلاً للصوم، النية

أما في مذهب الحنابلة: أنواع شروط الصوم هي: شروط وجوب، وشروط صحة.

  • شروط الوجوب: الإسلام، البلوغ، العقل، القدرة على الصوم
  • شروط الصحة: النية، الطهارة من الحيض والنفاس، الإسلام، العقل

في النهاية فإن الصوم يسقط وجوبه عن كلا من : الصبي، والمجنون، والحائض، والنفساء، والمغمى عليه، والمسافر، والصحيح الضعيف البنية العاجز عن القيام به، والمتعطش، والمريض، والحامل، والمرضع، والشيخ الكبير.