لماذا ندرس السلوك التنظيمي

مفهوم السلوك التنظيمي


أحياناً يدور سؤال هام في رأس الكثير من الدارسين وهو لماذا ندرس السلوك التنظيمي، والإجابة عن هذا السؤال تأتي من مفهوم السلوك التنظيمي نفسه ، والسلوك التنظيمي هو المعني بالأساس بدراسة سلوك كل شخص في المؤسسة ، أو منظمة العمل ، ومدى التفاعل بينه وبين باقي مكونات المؤسسة بشكل عام.


وتتعدد تعريفات السلوك التنظيمي لكن جميعها تصب في نفس المضمون، مما يشير إلى إجابة مباشرة على سؤال لماذا ندرس السلوك التنظيمي، ولماذا نهتم بوضع وتوضيح تعريف السلوك التنظيمي.


ويشمل مفهوم السلوك التنظيمي كذلك الفهم والاستيعاب سلوك العامل ، وشخصيته ، وإدراكه ، وأسلوبه ، ودافع العامة كافة ، وقياس رضاه عن العمل ، واتجاهاته ، وآراؤه ، وقيمه وسلوكياته. [3]


لماذا تتم دراسة السلوك التنظيمي


بعد التعرف على السلوك التنظيمي تأتي الإجابة على سؤال لماذا ندرس السلوك التنظيمي ، تتم دراسة السلوك التنظيمي نظراً لأسباب متعددة ، ذلك أن عدد المؤسسات والمنظمات سواء على المستوى الحكومي أو الخاص ، في ازدياد ، كما أن المنضمين لتلك المؤسسات عدد ليس بالقليل وهذا العدد يحتاج لدراسة تخص تفاعله وعلاقاته لذا فإن دراسة السلوك الإنساني أسبابها كالتالي


  • أهمية العناصر البشرية في العمل والمؤسسات والمنظمات ، تدفع بالضرورة للاهتمام بدراسة سلوك الأفراد المؤثر بدوره على فاعلية المنظمة، وبيان


    أثر السلوك التنظيمي على أداء المنظمات


    بشكل عام.

  • جذب التفاعل الضروري تجاه العنصر البشري ، مما يؤدي إلى الانتباه لضرورة تطويره ، وتنميته، ورفع كفاءة العنصر البشري، مع تقديم الأسلوب الأمثل في التعامل مع هذا العنصر.

  • توضيح العوامل المؤثرة في العلاقات، مما يساهم في زيادة فاعلية الإنتاج.

  • معرفة المشاكل التي ترتبط بالعنصر البشري وطرق حلها.


كما أن هناك إجابة على سؤال لماذا ندرس السلوك التنظيمي، من وجهة نظر المؤسسات سواء في ذلك كانت تلك المؤسسات غير حكومية أو حكومية، ومن أسباب دراسة السلوك التنظيمي من وجهة نظر المؤسسات ما يلي :


  • الوعي بالنظام الذي تسير عليه المنظمة في نظامها.

  • المقدمات تؤدي إلى نتائج ، الدراسة تؤدي لتوقعات في نتائج المنظمة.

  • السبيل لاتخاذ أفضل القرارات بناء على دراسة السلوك التنظيمي.

  • الوعي بضرورة التعامل المناسب مع الموظف الجيد ، والاستغناء عن غيره.

  • التحفيز للعاملين والموظفين ، بالشكل الأنسب.

  • تحسين العلاقات بين العاملين بعضهم وبينهم وبين الهيئة أو المنظمة ، وذلك لأن كثير من أوقاتهم يقضونها فيها يتأثروا بها وتؤثر فيهم.

  • وضع الموارد البشرية في بؤرة الاهتمام لاستخلاص أفضل ما فيها والاستفادة منها.

  • التقييم السابق للعمالة قبل وبعد الانضمام للمنظمة.

  • التعزيز القائم على أساس من الإبداع الشخصي للفرد داخل المؤسسة. [3]


عناصر السلوك التنظيمي


عناصر السلوك التنظيمي والتي يتكون منها هي ذاتها عناصر المؤسسة أي الأفراد ، والجماعة المتفاعلين، ولكن لكل عنصر من هذين العنصرين، مكوناته و ما يؤثر عليه ويتأثر به، من إدراك ، واتجاهات ، وفاعلية ، وسلوكيات للفرد ، كما للجماعة من اتصال وقيادة وغيرها.


وبذلك يعد العنصران المكونات للسلوك التنظيمي مفسران للسؤال لماذا ندرس السلوك التنظيمي ، ويمكن تفصيل تلك العناصر المتعددة وهي السلوك والميول والعاطفة والإدراك والدافعية والشخصية والقيادة والاتصال والجماعة إلى تقسيم أساسي أحدهما يرجع للفرد والثاني للمجتمع ويتفرع من تلك العناصر تحتهما كعنوان رئيسي كما يتضح في الآتي [1]


الفرد في السلوك التنظيمي


يتكون الفرد من مجموعة من العوامل المتداخلة منها ما يميل إليه سلوكيًا ، بشكل معين تجاه الأشياء، ومنها أيضاً مشاعر وعواطف الفرد من ارتياح وحب وكره ، ومعتقدات ، ورفض وقبول وغيره من المشاعر ، من إعجاب ورفض.


كما أن هنا الإدراك ، وهو عنصر هام ينصب في اتجاه معرفة نظرة الفرد وإدراكه لنفسه وما حوله وكيف تؤثر نظرته وإدراكه للأمور عليه وعلى عمله وعلى علاقته بالمحيطين به، وأيضاً هناك عنصر التعليم وأهميته في مساعدة المدير ، وأصحاب السلطة في فهم ما يدور وتطوير أنفسهم ، والتعامل المناسب مع السلوكيات للعاملين ، وتعزيز سلوك أو إضعاف آخر ، وأخيراً الاتجاهات النفسية للأفراد وعواطفهم ، ومعلوماتهم. [1]


الجماعة في السلوك التنظيمي


أما عن الجماعة كعنصر من عناصر السلوك التنظيمي ، فإن أهم عنصر فيها ينصب على عنصر العمل الجماعي ، واتخاذ القرارات الجماعية ، مع تكوين الجماعات داخل العمل ودراسة ظواهر التماسك الجماعي.


وكذلك القيادة ودورها في اكتساب، التصرفات القيادية ، وأهمية

الهيكل التنظيمي

وخصائص القائد ، وسماته والتي من شأنها التأثير على الآخرين ، ولأن دور القيادة هو الأهم والأخطر في تحديد التعامل والإجراءات في كثير من المواقف، والعنصر الأخير في الجماعة في السلوك التنظيمي، هو عنصر الاتصال بسلاسة ، وعقد الاجتماعات ، والمقابلات ، والتنسيق بين العاملين مع سهولة التواصل دون معوقات. [1]


خصائص السلوك التنظيمي


سبق واتضحت إجابة سؤال لماذا ندرس السلوك التنظيمي ، وهو ما يثير سؤال جديد عن خصائص السلوك التنظيمي ، وفيما يخص الخصائص التي يتميز بها فهي تعد في معناها هي ذاتها جزء من أهمية السلوك التنظيمي ، ويمكن إجمالها في التالي :


  • يقوم السلوك التنظيمي بعملية التوجيه للعاملين ، والتنفيذيين لتحقيق أهداف المؤسسة.

  • إبراز الأدوار وتحديدها ، وإظهار المسؤوليات للأفراد داخل المؤسسة.

  • تنسيق العلاقات الداخلية بين أفراد المنظمة مع دعم التكامل بين أدوارهم.

  • ضبط سلوكيات العاملين ، والتحكم في تلك السلوكيات بالتعزيز والتخفيض.

  • قياس السلوك التنظيمي للعمل على تقويمه ، وإدارته

  • التأكد من بيان أهداف المؤسسة ووضوحها ومدى تحقق تلك الأهداف.


محددات السلوك التنظيمي


من أهم ما يمكن من دراسة السلوك التنظيمي معرفة محدداته وهذه المحددات للسلوك التنظيمي ثلاثة وهي محددات على المستوى الفردي للسلوك التنظيمي، محددات على المستوى الجماعي للسلوك التنظيمي، محددات على المستوى التنظيمي، ولكل من هذه المحددات عوامل تتداخل معها.


وتشمل محددات السلوك التنظيمي كذلك الفهم الضروري لسلوك العاملين والذي يترتب عليه بعض الممارسات والأفعال وكذلك المبادرات ، كل ذلك في إطار التفهم للطبيعة الخاصة سواء كان الدوافع أو إدراك السلوك التي تتحكم فيها وكذلك أيضاً القيم، وطبيعة الدائرة المحيطة من ضغوط ووسائل اتصال. [2]


كما أن لمحددات السلوك على مستوى الفرد ما تقدمه من إدارة أو تنظيم وتوجيه ، وذلك حتى يتم تحقيق الأهداف ، والتي تتم بدورها من خلال دعم وتعزيز السلوكيات الإيجابية المرغوب فيها، مع أهمية مد جسر التعزيز عن طريق تقديم الحوافز ، أو الدعم اللازم، مع إمكانية توضيح الاختيارات الهامة ، في القيادة والتواصل وتهيئة المناخ المناسب للعاملين للوصول إلى أقصى قدرة من التخفيف على طاقم العمل أية ضغوط، مع القدرة في نفس الوقت على تحقيق الأهداف. [2]


وبذلك يمكن توضيح مجمل مختصر لمحددات السلوك التنظيمي، في قدرته على دعم السلوك الذي يحقق الهدف ، والوصول إلى مرحلة نجاح على مستوى العلاقات والتنظيم ، والذي بدوره تختفي معه الصراعات المؤثرة على العلاقات والعمل ، و يقل الارتباك الإداري داخل المنظمة ، و يحد من تدخلات الأوامر نتيجة تداخل الأدوار وعدم معرفة كل فرد محدودية ومسؤولية أدواره ، والازدواجية داخل حدود المؤسسة لتكن الإجابة واضحة وشاملة عن سبب دراسة السلوك التنظيمي. [2]