مقارنة بين مكانة الانسان ما قبل المجتمع الاستهلاكي ومكانته فيها
نبذة عن المجتمع الاستهلاكي
مما لا شك فيه أن الأستهلاك هو مجرد مصطلح وسيط بين الإنتاج و التدمير ، ناهيك عن أنه عبارة عن ظاهرة اجتماعية معقدة جدا ، حيث يستهلك فيها الناس السلع أو الخدمات لأسباب تتجاوز قيمة الإحتياجات الأساسية اليومية لهم ، أما بالنسبة إلى
المجتمع الاستهلاكي
، فهو المجتمع الذي يتم فيه تنظيم البشر حول إستهلاك و عرض السلع التي يكتسب الأفراد من خلالها المكانة و الهوية الشخصية أيضا .
وضع الانسان قبل المجتمع الاستهلاكي
عندما نخلق مقارنة بين أحتياجات الفرد قديما و أحتياجاته في عصور الإستهلاك الحديثة ، فسوف تجد أن الإستهلاك في العصر الحديث أصبح صورة كاملة من البزخ و الترف . و قد تختلف مكانة الإنسان قبل المجتمع الإستهلاكي و بعده
حيث أن الأنسان هو جزء لا يتجزأ من المجتمع الذي يعيش فيه . و على أثر ذلك لابد لكَ و أن تعرف أولا مكانة الأنسان قبل ظهور المجتمع الإستهلاكي و كيف تتدرج ظهور المجتمع الإستهلاكي على مر العصور .
-
الصورة الأقتصادية للأنسان قبل ظهور المجتمع الأستهلاكي
بالفعل لم تتجاوز إحتياجات الأنسان فيما قبل ظهور المجتمع الأستهلاكي ، غير حاجته للطعام و الشراب و الكساء و الأنارة ، حيث كان الأنسان قديما لا تقيده قيود المجتمع الحالي في المأكل و المشرب بل كان يسعى في الأرض أينما أراد .
و في حقيقة الأمر أنه قد عُفي تماما من جميع أشكال الأقتصاد في ذلك الوقت ، و على ذلك الأساس كانت هناك المقايضة قبل ظهور البيع و الشراء و قبل ظهور الأستهلاك ، و هي المنتشرة في ذلك الوقت .
و كانت المقابضة عزيزي القارئ تغلق أبواب التضخم الأستهلاكي الكبير الذي نواجهه في عصرنا الحالي . فكان تعامل الإنسان الأكبر مع الطبيعة و الصيد و الاشجار فقط ، لذلك قد نجده أيضا قد تمتع بقدر كبير من الحرية في ذلك الوقت
-
النمط الاستهلاكي للإنسان قبل ظهور المجتمع الاستهلاكي
كانت الإنسان من ذي قبل ، أحتياجاته قليلة جدا و ذلك لأن ياكل ما يجده في اليوم و يجمع المحاصيل اليومية ثم يقوم بإستهلاكها مرة أخرى
.
و نتجت عن وجود العفوية الغير متعمدة في الحياة ظهور الأسباب التي أدت بالفعل لظهور المجتمع الأستهلاكي بكثرة ، حيث ظهر نهب في ثروات الطبيعة ، و أيضا التحول من الصيد إلى الزراعة .
-
الثورة الزراعية و الصناعية فيما قبل المجتمع الأستهلاكي
لقد أنتقل الإنسان من الأعتماد على الصيد إلى الأعتماد على الزراعة . فكان يزرع الأرض و ينتظر حتى ظهور المحصول و كان يقاضيه أو يستفاد هو و أسرته به . و من ثم على مدار السنين بدأت الحياة تزداد صعوبة و تطور إلى أن ظهرت الصناعة ، و من ثم التوجه نحو الصناعات و العمل في المصانع و الاعتماد على الدخل الشهري أو اليومي . و من هنا بدأت فكرة الأستهلاك و بدأت معه معاناة الأنسان
مكانة الانسان في المجتمع الاستهلاكي
يعيش الأنسان الآن في مجتمع أستهلاكي بحت ، فمنذ ظهور الثورة الصناعية و أعتماد الأنسان على الدخل الشهري من خلال عمله ، فقد زادت الحاجة للأستهلاك بشكل كبير
. و مما لا شك فيه أن مع تطور الحياة و ظهور التكنولوجيا الحديثة أصبحنا نسابق الزمن في أمتلاك الجديد من كل شئ حتي و إن لم يكن الإنسان في حاجة لما يشتريه . و من الغريب في الأمر أننا لا نخجل من وصف مجتمعنا بأنه مجتمع المستهلكين ، و كأنه لقب يشرفنا بين العالم ، حتى و لو ، في بعض الأحيان .
-
الأنسان أصبح سلعة تباع و تُشترى في ظل المجتمع الإستهلاكي
و بكل أسف لقد وصلنا إلى مرحلة سيئة ، و هي أعطاء سعر لكل شيئ بما فيه البشر . ناهيك عن العلاقات البشرية أيضا التي أصبحت تباع بالأموال ، و يتم التعامل معها على أنها مجرد سلعة استهلاكية ليس إلا .
و لقد بدأت تلك الظاهرة في الأنتشار بمجرد ظهور براعم للمجتمع الإستهلاكي ، و هي مع ظهور نظام الإسترقاق في الزراعة ، و إحتياج الإنسان لأخوه الإنسان في المساعدة في كثيرا من الأمور .
و بسبب تلك الظاهرة بدأ تحديد قيمة للإنسان ، و قيمة للمستهلك أيضا ، فمن يدفع أكثر فله الأولوية في الشراء . و الغريب في الأمر ، أنه إذا أخذت ظاهرة شراء الإنسان على محمل الجد و ذات أهمية ، فسوف نعلم أنه لم يكن بطوليا على الإطلاق الحفاظ على الأنسانية على مر العصور .
-
تفسيرات متضاربة توضح أستعمار المجالات في المجتمع الأستهلاكي
هناك العديد من التفسيرات التي نواجهها في العصر الحديث و التي قد توضح مكانة الإنسان ، في المجتمع الإستهلاكي ، حيث أن هناك العديد من الأشخاص ممن يأخذون في الحسبان التقاليد الثقافية المختلفة و المثل العليا التي تعلم زيادة الأستهلاك لدى الافراد ، فضلاً عن الأعراف الاجتماعية المنشرة أيضا و التي قد يتعين على هؤلاء الفاعلين التلاعب بها من أجل التكيف مع المجتمع الأستهلاكي .
-
تأثير أخلاق الإنسان بالمجتمع الإستهلاكي
في ظل الظروف التي نعيشها ، فهناك عدد من جوانب الحياة التي يرتبط بها الإنسان إرتباطا وثيقا ، مثل إحتياجاته للعيش . و قد تربى الإنسان منذ نعومة أظافره على تلبية أحتياجاته فقط ليس إلا ، و لكن مع إندماجه في المجتمع الخارجي و وجود الرأسمالية ، و وجود الرغبة في أكتساب ثروة تتجاوز بكثير ما هو ضروري لعيش حياة كريمة. فقد لبس الإنسان قناع الجشع و الطمع و الحقد .
و بالفعل أنه على النقيض من ذلك تماما ، فإن “اللون الطبيعي” ، أي فن إكتساب توفير الاحتياجات البشرية اليومية الزائدة عن الحد ، يعتبر بالنسبة لأرسطو جزءًا لا يتجزأ من “الإستهلاك “.
مميزات و عيوب العيش في ظل المجتمع الاستهلاكي
يعتبر العالم بأكمله بمثابة المتجر الكبير الذي يحمل العديد من المتسابقين الذين يتسابقون من أجل شراء السلعة الأكثر غلاءً ، و بالطبع لأن كل شئ من حولنا له مميزات و عيوب فإن المجتمع الإستهلاكي يحمل العديد من المميزات و العيوب التي بالفعل تؤثر على مكانة الإنسان في المجتمع
المميزات
- العمل على تحسين مستويات المعيشة : حيث يقوم المستهلكون بتوزيع معدل الأستهلاك ، و هذا هو سبب ارتفاع مستويات معيشتنا و تقدمها
- أن البشر لديهم مجموعة واسعة من المنتجات المختلفة و المتنوعة للإختيار من بينها. و بذلك يمكن للجميع عمل مقارنة للسعر و الحجم و اللون و ما إلى ذلك ليناسب احتياجاتهم.
العيوب
- مع زيادة ثراء الأغنياء و المنتجين بشكلا عام ، نلاحظ إنحدار في مستوى الفقر أيضا . حيث يستمتع الأغنياء بحياتهم و لا يهتمون بالفقراء
- غرق الفقراء أكثر فأكثر في الديون بسبب غلاء الأسعار
- أستغلال أصحاب العمل الجشعين ، العمال و المحتاجين بشكلا عامل
- زيادة النفايات السنوية التي قد فاقت الوصف ، و أوضحت الزيادة الغير طبيعية في شراء المنتجات الفائضة عن الحاجة .