أهمية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة

التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة

التعليم في الطفولة المبكرة أو ما يطلق عليه التعليم قبل المرحلة الإبتدائية هو الأساس لرحلة كل طفل في التعليم حيث أن كل مرحلة من مراحل التعليم المختلفة تعتمد في نجاحها على المرحلة السابقة، ويعد تفوق الطفل في مرحلة تعليمية معينة مؤشر لتفوق الطفل في المرحلة التعليمية القادمة والعكس صحيح.

وبالرغم من الفائدة الكبيرة للتعليم ما قبل الابتدائية إلا أنه غير منتشر في الكثير من البلدان حول العالم ويتجاهله الكثيرين وهو ما يشكل نسبة حوالي نصف الأطفال في العالم لا يلتحقون بالتعليم في


مدارس الطفولة المبكرة


خاصة البلدان النامية والأكثر فقرا حيث لا تستطيع توفير تعليم جيد للأطفال في هذه المرحلة نظرا لعدم توفر الدعم المادي الكافي لذلك مما يقلل من توعيتهم وخبراتهم ويؤثر على مستقبلهم بشكل سلبي.

وبالإضافة إلى ذلك يتم حرمان الدولة من تلك القوة البشرية “الأطفال” التي لم تدعمها بشكل سوي لذلك يجب أن يحظى التعليم في الطفولة المبكرة بأولوية على مستوى عالمي وكل أطفال العالم على حد سواء.

وتشير الدراسات والإحصاءات أن الأطفال الذين يلتحقون بنسبة واحدة على الأقل من التعليم في الطفولة المبكرة هم من يصبحون أكثر عرضة لتطوير معارفهم ومهاراتهم الأساسية التي سيكونون بحاجة إليها في الدراسة في المرحلة الابتدائية.

وبالتالي فإن الأطفال الغير ملتحقين بالتعليم في


مرحلة الطفولة المبكرة


هم أكثر عرضة للرسوب عند الدراسة في التعليم الابتدائي لأنهم ليس لديهم أي خبرة أو تصور عن التعليم بأي شكل من الأشكال على عكس الأطفال الذين إلتحقوا بالتعليم قبل المدرسة فهم لديهم تصورات ومهارات كافيه لتنمية قدراتهم التعليمية والتعلم بشكل أسرع وأجدى نفعا.

أهمية التعليم في الطفولة المبكرة

التعليم في

مرحلة الطفولة المبكرة

هو مصطلح يستخدم لوصف البرامج التعليمية التي تساعد في تعليم الأطفال في سن مبكر قبل دخوله المدرسة الابتدائية بمعنى الحصول على كافة الأنشطة والمهارات والخبرات التي تساعد على التنمية الاجتماعية والمعرفية قبل دخول المدرسة.

وتتمثل

استراتيجيات التعليم والتعلم في الطفولة المبكرة

في تحقيق استراتيجية خلق بيئة تعليمية مناسبة لقدرات الأطفال والتحقق من تقدمهم مع بناء المعرفة للأطفال بشكل مبسط والإعتماد على مهارات تفكير عالية، واستراتيجية التعرف على الأرقام والحروف والقراءة بصوت عال والتمييز بين الحروف المختلفة في شكلها ونطقها.

كما يتم تصميم برامج لتعليم الأطفال لتتناسب مع أعمارهم من 3 – 5 سنوات وتنمية المهارات ويتم وضعها داخل الطفولة المبكرة، كما تختلف البرامج الخاصة بالطفولة المبكرة بإختلاف حجم التمويل والرعاية التي تكفلها الدولة.


وبرنامج التعليم في الطفولة المبكرة يتضمن مجموعة من نقاط أساسية وهي:

  1. توفير مناهج جيدة متنوعة في جميع المجالات وتتناسب مع الأعمار الصغيرة الموجودة وتدعم جميع مجالات التطوير.
  2. توظيف معلمين على مستوى جيد من التعليم والمهارات المناسبة  والتأكد من قدرتهم على التواصل مع الأطفال في السن الصغير لكي يتحقق التعليم بشكل فعال، بالإضافة إلى أنه يجب توفير أجور عادلة لهم.
  3. معالجة احتياجات صحة الطفل المختلفة من تغذية سليمة وعلاقته بالأسرة، فالتوافق الأسري والهدوء يحقق سلامة نفسية وتفوق تعليمي لدى الطفل على عكس الأسر التي تعاني من مشاكل واضطرابات والتي تؤثر سلبي على سلوكيات الطفل وتضعف قدرته على الاستجابة للتعليم.
  4. تقييم الأطفال بهدف تعزيز التعليم لديهم وتحديد المخاوف التي تواجههم ومحاولة الوقوف على أسبابها وحلها.
  5. توفير أحجام صغيرة من الفصول تتناسب مع عدد الأطفال وعدم وجود مسافات كبيرة بين الطفل والمعلم، كما يفضل أن يكون معلم واحد للفصل لأن الطفل في هذا السن يحتاج إلى التعامل مع معلم واحد فقط حتى لا يتشتت.


ولكي ينجح تحقيق البرنامج بشكل فعال فإنه يحتاج إلى الإعتماد على مجموعة من العوامل وهي:

  • فريق من العمل على مستوى عالي من الجودة.
  • بيئة متوافقة ومناسبة.
  • جدولة متسقة بشكل جيد.
  • التدخل الإيجابي الأسري.
  • ممارسات التجمعات المناسبة.


كما يجب أن تتضمن هذه البرامج عدة خصائص مثل:

  1. الموازنة بين الأنشطة التي يقوم بها الفرد والمجموعة.
  2. تخطيط جدول يناسب الأطفال وقدراتهم ولا يرهقهم.
  3. تطوير اللغة والحساب ومحو الأمية لهم بشكل كبير.
  4. توضيح الأهداف التي تتناول الطفل من جميع المجالات المختلفة.
  5. توصيل الطفل إلى بيئة متعلمة وآمنه وذلك عن طريق الإعتماد على مدرسين أكفاء يراجعون مستوى الأطفال ويتابعون بإنتظام مع الآباء والأمهات، مع الإهتمام بتغذية الطفل السليمة. [2]

أهمية معلمي الطفولة المبكرة

يلعب معلمين مرحلة الطفولة المبكرة دورا كبيرا في الخدمات التعليمية لأنهم ينقلون خبراتهم للأطفال بشكل أوضح وأبقى أثرا والذي قد لا يحصلون عليه من منزلهم، كما أن المعلم في مرحلة الطفولة خاصة الطفلولة المبكرة يعتبر قدوة كبيرة للطفل في جميع الصفات والسلوكيات فهو يقلده في كل شيء.

وتتمثل أهمية دور المعلم في مرحلة الطفولة المبكرة  بالنسبة للأطفال في:

  • التعرف على الأرقام وتعلم العد بطريقة صحيحة والإدارك الكامل لها.
  • تعلم النطق الصحيح والحروف وأشكالها وأصواتها، وإمكانية كتابة بعض الحروف.
  • التعرف على الصور المطبوعة.

دور الحكومات لضمان التعليم قبل الابتدائي

تعليم الأطفال هو قضية اجتماعية هامة في أي مجتمع، والدولة الذكية هي التي تتبنى أفكار وخطط تنموية لدعم التعليم بشكل يحقق نتيجة أكثر فعالية وذلك للتعليم في جميع مراحلة المختلفة بداية من تعليم الصغر، ويتمثل دور الحكومات لضمان عملية التعليم قبل الابتدائية في:

  1. زيادة نطاق الاستثمار وتوسيعه لأن التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة يكون أعلى عائد على الاستثمار في جميع قطاعات التعليم المختلفة لذلك فإن توسيع الاستثمار يسهم بشكل فعال في تحقيق أقصى عائد نفعي من التعليم.
  2. تحسين جودة التعليم في هذه المرحلة، وتأتي جهود الدولة من خلال النمو التدريبي لنظام التعليم ما قبل الابتدائي لزيادة فرص الحصول عليه بكامل الجودة وذلك يتضمن المناهج والمجتمعات والمعلمين والأسر .

    حيث أنه بدون الضمانات الكافية لجودة التعليم يظهر عدم المساواة في التعليم بشكل مكثف لذلك فإن الاستثمار في جودة التعليم وأنظمته تمكن الحكومات من الحفاظ على الجودة التعليمية.
  3. الاهتمام بالفئة الأقل ماديا بإعتبارها الفئة الأقل خضوعا للتعليم في

    مرحلة الطفولة المبكرة

    ، حيث أنه لضمان حصول الأطفال على التعليم في هذه المرحلة ينبغي للحكومة أن تضع سياسات بهدف تعميم التعليم في


    مرحلة رياض الأطفال


    وإعطاء الأولوية للأطفال الأكثر فقرا والذين يصعب الوصول إليهم.

دور اليونيسيف في دعم التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة

تمنح اليونيسيف الأطفال بداية متساوية وعادلة في التعليم حيث تدعم التعليم في الصغر في أكثر من 143 دولة مختلفة حول العالم ويتضح ذلك من خلال:

  • الإلتزام السياسي والاهتمام بجودة التعليم قبل الابتدائي وذلك عن طريق الدعوة والتواصل ودراسة الأدلة الموجودة.
  • تعزيز القدرة المجتمعية على التخطيط الجيد والتنفيذ لنشر التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة على أوسع نطاق.
  • الدعم الاجتماعي والنفسي للأطفال ومساعدة الغير قادرين في الحصول على التعليم بشكل كامل الحقوق ويضمن المساواة.
  • الدعوة إلى تمويل التعليم في هذه المرحلة وتعزيز السياسات التي تدعو إلى ذلك.
  • تدريب المعلمين بأحدث الوسائل حتى يكتسبوا مهارات مناسبة لدعم التعليم قبل الابتدائية.
  • دعم وتطوير برامج التعليم قبل الابتدائي وتحسين جودتها.[1]