ابرز العوامل التي ساهمت في ضعف الدولة العثمانية

سقوط الدولة العثمانية

كانت الإمبراطورية العثمانية واحدة من أهم القوى الاقتصادية والعسكرية على مستوى العالم، كما كانت تسيطر على مساحة شاسعة قاعدتها في آسيا الصغرى وجزء كبير منها في الشرق الأوسط وجنوب شرق أوروبا وشمال إفريقيا، فكانت الإمبراطورية تتحكم في الأرض التي تمتد من نهر الدانوب إلى النيل مع جيشها القوي مربحة التجارة، وإنجازات باهرة في مجالات تتراوح بين الهندسة المعمارية لعلم الفلك، إلى بدأت في التفكك والأنهيار في القرن الخامس عشر الميلادي، ورغم بقاء الدولة واستمرارها لمدة 600 عامًا، إلا أنها استسلمت لما يصفه معظم المؤرخين بالتفكك والانهيار البطئ والطويل الأمد ولم تستجب لمحاولات التصدي للانهيار وسقطت عقب الحرب العالمية الأولى أثناء مسانده ودعم ألمانيا في الحرب بعد الهزيمة ولكنّها تفككت بسبب نص معاهدة في عام 1922، عندما خُلع السلطان محمد السادس، آخر

سلاطين الدولة العثمانية

، ورحل عن القسطنطينية إلى بريطانيا في سفينته الحربية، ونشأت بعدها تركيا عاصمة القسطنطينية ويُطلق عليها اسطنبول حاليًا.

أبرز العوامل التي أسهمت في ضعف الدولة العثمانية

  • الافتقار المتزايد لقدرة وقوة السلاطين العثمانيين
  • اعتمد الاقتصاد في الدولة على الحرف الزراعية
  • عدم تماسك الإمبراطورية العثمانية بدرجة كافية
  • أغلب السكان غير متعلمين
  • طموح القوى الأوروبية في زوال الإمبراطورية العثمانية
  • مواجهة منافسات مدمرة مع روسيا
  • اختيار الدولة العثمانية للجانب الخطأ في الحرب العالمية الأولى


الافتقار المتزايد لقدرة وقوة السلاطين العثمانيين

قوة السلاطين أهم

أسباب سقوط الدولة العثمانية

،

حينما سئم السلطان سليمان خان الأول وكان العاشر في


ترتيب سلاطين الدولة العثمانية


من الواجبات الإدارية الشاقة والحملات وابتعد عن المصالح والشؤون العامة أكثر فأكثر ليتفرغ  لنفسه ليتمتع بحريمه فكان يحل محله، كاتبي الوزير الأعظم للدولة ليحتل المرتبة الثانية من الولاية والسلطة بعد السلطان،كما اشتمل منصب الوزير الأعظم الحق في طلب الطاعة المطلقة و وجوب تنفيذها والعقاب لمن يخالفها ويظهر ذلك في


تاريخ الدولة العثمانية


، فبينما كان الوزير الأعظم  لديه صلاحيات في الوظائف الرسمية، لم يستطع أن يحل مكانه كمحور الطاعة والولاء بين جميع الطبقات والجماعات المختلفة في الإمبراطورية، مما أدى فصل بين السلطة المركزية التي تراجعت قدرتها على فرض إرادتها و الولاء السياسي.

وزادت سطوة

سلطانات الدولة العثمانية

في نهاية حكم السلطان سليمان خان الأول، واستمر نفوذهن طوال 130 عامًا  فأصبحن يتدخلن في شؤون الدولة بسبب قربهن من السلطان حتى وإن كان ذلك يتم بصورة خفية، مما أثر على مسار الدولة بصورة لافتة.


الزراعة

اعتمد الاقتصاد في الدولة على الحرف الزراعية مع الغزو الصناعية لأوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي، ولكنّ الإمبراطورية احتاجت إلى مطاحن و افتقرت المصانع لكي تستطيع منافسة فرنسا وبريطانيا وروسيا، وفقًا لما قاله مايكل أ. رينولدز، ونتج عن ذلك، تدهور وضعف النمو الاقتصادي للإمبراطورية، وذهب الفائض الزراعي الذي جمعته من أجل سداد القروض للدائنين الأوروبيين، وعندما حان وقت القتال أثناء الحرب العالمية الأولى لم يكن لدى الإمبراطورية العثمانية القوة الصناعية الكافية لإنتاج الذخيرة والأسلحة الثقيلة والحديد والصلب اللازمة لبناء السكك الحديدية التي تعمل على دعم المجهود الحربي.


عدم تماسك الإمبراطورية العثمانية بدرجة كافية

شملت الإمبراطورية العثمانية في ذروتها بلغاريا ومصر واليونان والمجر والأردن ولبنان والأراضي الفلسطينية ومقدونيا ورومانيا وسوريا وأجزاء من شبه الجزيرة العربية والساحل الشمالي لأفريقيا. حتى لو لم تقوض القوى الخارجية الإمبراطورية في النهاية، لا يعتقد رينولدز أنه كان من الممكن أن تظل سليمة وتتطور إلى دولة ديمقراطية حديثة. يقول: “من المحتمل أن تكون الاحتمالات ضدها ، بسبب التنوع الهائل للإمبراطورية من حيث العرق واللغة والاقتصاد والجغرافيا”. “المجتمعات المتجانسة تتحول إلى الديمقراطية بسهولة أكبر من المجتمعات غير المتجانسة” ونمت الشعوب المختلفة التي كانت جزءًا من الإمبراطورية تمردًا أكثر فأكثر ، وبحلول سبعينيات القرن التاسع عشر ، كان على الإمبراطورية السماح لبلغاريا ودول أخرى بالاستقلال ، والتنازل عن المزيد والمزيد من الأراضي. بعد خسارة حروب البلقان 1912-1913 أمام تحالف ضم بعض ممتلكاتها الإمبراطورية السابقة ، اضطرت الإمبراطورية للتخلي عن أراضيها الأوروبية المتبقية.


أغلب السكان غير متعلمين

على الرغم من الجهود المبذولة لتحسين مستوى التعليم في القرن التاسع عشر، كان هناك تخلف في الإمبراطورية العثمانية مما أدى إلى تخافها عن منافسيها الأوروبيين، لذلك بقدوم عام 1914، قُدر ما بين 5 و 10 في المائة فقط من سكانها يستطيعون القراءة، ويرشدنا أ.رينولدز إلى أن حال الموارد البشرية للإمبراطورية، مثل حال الموارد الطبيعية غير متطورة، و هذا يدل على أن الإمبراطورية كانت تعاني من النخفاض في عدد الضباط العسكريين والموظفين والأطباء والمهندسين والمهن الأخرى التي تدربت تدريباً جيداً.


طموح القوى الأوروبية في زوال الإمبراطورية العثمانية

كما أوضح يوجين روغان، مدير مركز الشرق الأوسط في كلية سانت أنتوني، أن طموح القوى الأوروبية ساعد أيضًا في زوال وتسريع انهيار الإمبراطورية، ودعمت كل من روسيا والنمسا القوميين المتمردين في البلقان لتعزيز نفوذهم و كان الفرنسيون والبريطانيون حريصين على احتلال الأراضي التي تحت سطو العثمانيون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.


مواجهة منافسات مدمرة مع روسيا

بيّن رينولدز إن روسيا القيصرية المجاورة، والتي يشمل عالمها الواسع أيضًا المسلمين، قد تطورت إلى منافس مرير بشكل متزايد ، “شكلت الإمبراطورية الروسية أكبر خطر على الإمبراطورية العثمانية وكانت وجودية حقًا”. عندما انحازت الإمبراطوريتان إلى جانبين متعارضين في الحرب العالمية الأولى، فشل الروس في البداية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن القوات العثمانية منعت روسيا من تلقي الإمدادات من أوروبا عبر البحر الأسود. عارض القيصر نيكولاس الثاني ووزير خارجيته سيرجي سازانوف فكرة التفاوض على سلام منفصل مع الإمبراطورية، والذي من شأنه أن ينقذ روسيا.


اختيار الدولة العثمانية للجانب الخطأ في الحرب العالمية الأولى

يعتقد البعض أنّ السبب الأول والرئيسي في انهيار وتفكك الدولة العثمانية هو وقوف الدولة العثمانية بجانب ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، فحينما شن الجيش العثماني حملة وحشية على شبه جزيرة جاليبولي لحماية الإمبراطورية القسطنطينية من غزو قوات الحلفاء وصدهم في عامي 1915 و 1916 فقدت الإمبراطورية ما يقرب من نصف مليون جندي، بالإضافة إلى لحوالي 3، 8 ملايين من الجنود المصابين، وعلى الرغم من جدال البعض في أن الإمبراطورية ربما كانت ستبقى على قيد الحياة، إلا أن الحرب العالمية الأولى تسببت في تفككها لأنه بسبب انضمامها إلى الجانب الخاسر، عندما انتهت الحرب قرر المنتصرون تقسيم أراضي الإمبراطورية العثمانية.[1]

نتائج سقوط الدولة العثمانية

تعتبر من أبرز

نتائج سقوط الدولة العثمانية

تقسيم البريطانيين والفرنسيين للشرق الأوسط، فلم يهتموا بالمجموعات العرقية عقب سقوط الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، فنرى ظهور قوتين استعماريتين عظيمتين في العالم أنشأتهما دولتا سوريا والعراق، حيث امتد عددًا كبيرًا من الفصائل والطوائف المختلفة حينما سمح العثمانيون لهم أن يستوطنوا ويكون لهم قطعة أرض صغيرة خاصة بهم مما أدى لتسببهم في الكثير من المشاكل.

فنجد في العراق قبائل الأكراد في الشمال، والشيعة في الجنوب والسنة في الوسط،  وتتركز الحكومة حول بغداد في الجنوب فكان السبب في استقرار دولة العراق لفترة طويلة في عهد صدام حسين حيث منعهم من قتال بعضهم البعض وإبقاهم جميعًا تحت السيطرة، ويعتبر التأثير الرئيسي لسقوط الإمبراطورية العثمانية هو تعطيل التعايش السلمي بين هذه الفصائل.[2]