قصة المثل “اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول”

قصة المثل السعودي اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول

هذا المثل من

الامثال الشعبية السعودية

وهو يتحدث عن ثعلب كان يتمشي في حديقة في يوم صيفي حار  وكان يشعر بالعطش الشديد فوجد عنقودًا من العنب يتدلي من شجرة علي جذع مرتفع، ففكر الثعلب أن عنقود العنب هذا هو بالتأكيد ما سينسيه عطشه ويرويه فقرر الاستحواذ على هذا العنقود لنفسه، فقام بالقفز مرة ليلتقط هذا العنقود و لكنه لم يستطع الوصول اليه، فقام بالمحاولة مرة اخري و لكنها باءت بالفشل أيضًا.

فقرر الثعلب أن يستسلم اخيرًا و قال :” لا باس أنا متأكد أنه عنب حامض على أي حال!” وتركه وذهب وصار ذلك المثل من وقتها يقال تعبيرًا عن كل من لا يمكنه الوصول لشيء فيقوم بالتقليل من أهميته، أو كحجة للفشل، أو عن عدم حب الخير للآخر.[1]

متى يقال مثل “اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول”

هذا المثل من

الامثال الشعبية النجدية

ويقال هذا المثل كحجة وتبرير للفشل الذي يمر به الانسان الفاشل فيقوله الفاشل ليتبرأ من مسؤولية فشله و يحملها علي الظروف المحيطة به و العوامل الخارجية بينما في الحقيقة هو يفتقر للإرادة و الحماس و المجهود الذي يبذله لايكفي إطلاقًا للوصول لهدفه

أو يقال عندما لا يحب شخص الخير لشخص آخر وقد نكون قد رأينا مثل هذا يحدث في حياتنا اليومية حيث يعامل الناس بعضهم باحترام ويتحدثون عنهم بالخير، و عندما ينجح هؤلاء الاشخاص و يتخذون طريقًا مختلفًا عنهم يبدأون بالحقد عليهم و تغيير آرائهم نحوهم.[2]

وقد قامت الفنانة أحلام بغناء اغنية لهذا المثل بعنوان: “قول عني لا تقول”[3]

ما هي الأمثال الشعبية

تعتبر الأمثال الشعبية من أغنى فروع الثقافة الشعبية، لأنها تجسد التعبير عن نتاج تجربة شعبية طويلة الأمد، وتنتهي بدرس وحكمة. تعتبر مجموعة الأمثال الشعبية من سمات الأفكار الشائعة ذات الخصائص والمعايير الخاصة، لذلك فهي جزء مهم من خصائص الناس وأسلوب حياتهم ومعتقداتهم ومعاييرهم الأخلاقية، هي أيضًا فعل يحفز حركة القوى الداخلية ، بالإضافة إلى أن سلوك الأمثال الشعبية على الناس يشمل المعنى والغرض من خلاله. وينعكس ذلك في جميع الأمثال في العالم. وهذه الأمثال ، مهما اختلفت ، تعبر عن تاريخ وأفكار الأمة التي صدر فيها المثل ،فالمثل الشعبي هو تعبير عن نتاج الخبرة المتراكمة طويلة الأمد التي مر بها الشخص لينقل لنا تجربته متلخصة في مثل، وهو يجلب الدروس والحكمة ، وهو أشبه برواية شعبية تحكي قصة قصيرة وتساهم في تكوين طباع الناس. مجموعة من الأمثال الشعبية هي سمة للأفكار الشعبية ذات الخصائص والمعايير الخاصة ، لذلك فهي جزء من خصائص الناس ، وانقساماتهم، وأنماط الحياة، والمعتقدات، والمعايير الأخلاقية.

الأمثال هى نوع من الألوان الأدبية التعبيرية والفضولية والمفيدة للغاية ، وهي تلخص التجربة الإنسانية وتظهر بشكل متكرر في لغة الناس. إلا أن شعبية هذا المثل جعلته يحتل مكانة مهمة بين الناس الذين تحدثوا وسمعوه ، مما جعله أهم مكان في أهمية وتأثير الفنون الشعبية الأخرى.

يختلف تعريف الأمثال لكن لا يخرج أي منها عن الحقائق الآتية: “قول مأثور يتجلى فصاحته في قصر تعبيره وأضراره في معناه وفي هذه الحالة يمكن أن يقال” العرب ” إن فهم أهمية الأمثال الكلاسيكية منها والشعبية واضح، لذا فإن الجماهير حريصة عليها.

الأمثال والحكمة الشفوية الشائعة ليست واضحة بعد ويتم تداولها على نطاق واسع بين العام والخاص. يمكن تعريف الأمثال أيضًا على أنها: “جمل قصيرة ومفيدة تنتقل من جيل إلى جيل،  هذه جملة جيدة التنظيم وبليغة وعادةً ما تستخدم في فئات مختلفة ” وكما قال الفارابي فإن هذا المثل العامة والخاصة تكتفي بمصطلحاتها ومعانيها حتى يضعوها بينهم ويؤمنون بها في الخير والشر

وبعد ذلك توصلوا إلى إجماع،  لأن الناس لن يصادفوا أشياء غير كاملة. لذلك فإن الأمثال هي مصطلحات القيمة الأخلاقية التي تقبلها بين الناس ، وقد تم غربلتها قبل تمريرها ونشرها. والتعبير صراحة أو ضمنا عن هذه المعايير على جميع المستويات ، وعلى أي حال ، يجب على المرء أن يتعاقبهم.[4]

كيف بدأت الأمثال الشعبية


الامثال العربية المشهورة

بدأت منذ القدم عبر اسلافنا و اجدادنا و نحن نرددها حتي اليوم فالامثال ما هي الا انعكاس لثقافات المجتمع و الامم و الشعوب و طبقاتهم المختلفة و انتمائتهم المتعددة التي يتم توارثها عبر الاجيال و هي تقوم بتجسيد افكارهم وخبراتهم وقد قام ابن الاثير بالتحدث عن كيفية واصل ظهور الامثال وقال ان العرب قاموا بوضع تلك الامثال طبقًا لحوادث مماثلة قد مروا بها من قبل فاصبح المثل كعلامة لهذا الحدث.

ومن الأمثال الشعبية حكاية شعبية أو مثل مأخوذ من نكتة ، ويمكن ان يتم استعمال هذا المثل بين الناس أو بين ذلك المجهول. وتشمل هذه الاقتباسات من نص الفصحى أو اللغة الخاصة بالمثل مع تغييرات طفيفة ، وهي مأخوذة من كتب التراث الأدبي أو الأغاني الشعبية ، وجوهر العديد من التجارب والممارسات لبعض الناس. و هي تعتبر نداء إلى العالم ، وهذا ينتمي إلى إطار ما يسمى بالطب الشعبي أو الطب التقليدي ، وهناك أمثال ببصمة الإيمان وهي في غاية القدم مما يدل على أننا وصلنا إلى عصر هذا التراث ، ويمكن لبعض الأمثال أن ترصد بدقة أعماق الروح البشرية أو التجربة الإنسانية العامة ، ولا شك أن هذا مستمد من التعامل مع الآخرين ،الناس والثقافة.

أهمية الأمثال الشعبية

الأمثال الشعبية هي انعكاس حقيقي لحكمة الناس ومخزن للعادات والتقاليد ، كما أنها تعتبر ملخصًا للتجربة الإنسانية وملخصًا للتجربة الفردية والجماعية، و اصدرها الذين قد اوتوا الحكمة او قد تشكلت عندهم بفعل الخبرات و التجارب التي قد عاشوها ومروا بها مع انساجمهم بالوجدان الشعبي

كما ان أهمية الأمثال تتمثل في تغيير السلوك الشخصي من خلال تأثيرها النفسي على الناس ، لأن الأمثال لها قيمة اجتماعية سامية ويمكن أن تولد اتجاهات إيجابية ، كما أنها من أهم مصادر المعرفة النفسية للناس في التاريخ.

كما ان للأمثال اغراضًا متنوعة فالشخص الذي ليس لديه أهداف أو أغراض لتحقيقها لن يتكلم ، وإلا فإن هذه الكلمات ستعتبر هراء. وبالمثل ، عندما تتكرر الأمثال بألسنة الناس ، من خلالها تعرفنا على روح هذه الأمة والنضالات التي تخوضها ، واستكشفنا وجهات نظرهم في جميع جوانب الحياة وآرائهم في الكون ، كما تعكس أمثالهم بأمانة ، مشاعرهم وآمالهم وألمهم وفرحهم وحزنهم وأفكارهم وفلسفتهم وحكمتهم. بما أن هذا هو الحال مع الأمثال الشعبية ، نجد أن الكثير والعديد من الناس يقومون بالتحدث عما توصلوا إليه وطرحوه من مستوى الحكمة الذي وصلوا له فالأمثال هي مرآة للجميع، وتقوم الامثال بالتفاعل مع مزاج الناس وسلوكهم وعاداتهم وتأثيرهم على البيئة المحيطة بهم ودورهم في البيئة ، وهي أمور مهمة جدًا لارتباطهم بحياة الناس ووصفهم لهذه الحياة.[6]