قصة المثل ” اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها  “


قصة المثل الشعبي اقلب القدرة على فُمها تطلع البت لأمها

اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها أبرز مثل قديم حيث ا

شتمل التراث الشعبي المصري القديم على تفسير كل مثل أو حكمة أو جملة متداولة بين الناس، فعاش المصريون في مواقف ومروا خلالها بدروس وحكم وأقوال توارثتها الأجيال حتى قدموا لنا مفردات كثيرة من الأمثال الشعبية، “مجمع الأمثال” التي تصف وتعبر عن مواقف مختلفة في الحياة، كجمل تدل على الصفات الخاصة التي يمتلكها بعض الناس، كما تدل على العلاقات الأسرية والتنشئة والأخلاق وما إلى ذلك.

فالأمثال الشعبية التي تتحدث عن العلاقات بين الناس كان لها النصيب الأكبر من الفولكلور القديم، وذلك لكثرة تداولها بين الناس في كل الأوقات، ومن أهم الأمثال التي نتداولها حتى وقتنا الحالي بدون معرفة أصلها: “: “اكفى القدرة على فمها تطلع البنت لامها” فنجد في هذا المثل أن الفتاة تكاد تكون مثل والدتها وتقلدها في العمل أو التصرف.

تأتي قصة المثل عندما تشابهت أفعال البنت مع تصرفات أمها وأحيانًا تتزامن، وكان ذلك تشابهًا في ردود الفعل والكلمات والشكل والسلوك في المواقف والقصص المختلفة حول ضرب هذا المثل الشائع، ولكن معظم القصص المتفق عليها من قبل الكثيرين وراء ضرب هذا المثل الذي كانت عناصره الأول صانع قدرة فول والثاني حياء المرأة عند نشر الغسيل والثالث العرافة، وسوف نسرد في السطور التالية ملخص ومجمل هذا المثل الشعبي كما يلي:


الرواية الأولى

كان صانع “قدرة الفول” يستعين بزوجته لتسانده في نقل منتجات الفول وحملها، ولكنّ الزوجة كانت دائمًا تسكب القدر من يدها وتحطمه، ومع تكرار نفس الموقف طلقها زوجها واستعان بابنته لتعاونه في حمل القدرة ذاتها ولكنها فعلت مثل أمها وأوقعت القدرة من يدها فبات يردد الرجل ذلك المثل: اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها، فماثلت الفتاة تصرف والدتها.


الرواية الثانية

لطالما كانت الأمهات في العهد العثماني تنشر الغسيل على الأسطح، وشعرت الفتيات أن هذه المناطق شبه ممنوعة للحفاظ على سمعتهن، وعدم إحراج أسرهن، ولأن الأم كانت تستحي من أن تقول اسم ابنتها وتناديها باسمها، فعندما كانت تريد الأمهات شيئًا من بناتهن، فيضربن القدور على أسطح المنزل أو جدرانه حتى تفهم الابنة ما تريده الأم منها وتستجيب للنداء، وانتقل الوضع تدريجياً بين أفراد المجتمع.

ومن القصة السابقة، نعرف من أين جاء دور القدرة على الأسطح، واستخدامها في الضرب على الحائط أو إسقاطها على الأرض لإصدار صوتًا عاليًا، لتجري الابنة بعد سماعها لصوت القدرة إلى السطح لمساعدة الأم، فكان نفس الفعل يتكرر يوميًا في تلك الحقبة ثم تداول بين الشعوب والأجيال، فإذا وجدت البنت أن القدرة مقلوبة تذهب على الفور لمخاطبة والدتها.


الرواية الثالثة

يعود المثل إلى قصة حدثت بين الأم وابنتها، وهي من القصص المتداولة التي كانت الأم فيها قلقة على مستقبل ابنتها وأرادت معرفة كل شيء عن حياتها قبل الزواج مباشرة، فذهبت بها إلى العرافة لتقرأ لها مستقبل ابنتها من خلال استخدام الحصى والرمل والقدرة، فوضعت العرافة الحصى والرمل في القدرة ووقلبتها على فمها فخرجت حصوة صغيرة وأخرى كبيرة، فقالت حينها العرافة للأم: “إن بنتك ستكون مثل أمها جميلة وودوده”.

وعلى الرغم من اختلاف القصص الواردة عن قصة المثل، إلا أنها جميعًا تشترك في أصل المثل الشعبي العريق.[1]


أمثال عربية مشهورة

منذ قديم الزمن تداول الأجيال عبر العصور المختلفة

أمثال عربية مشهورة

حتى وقتنا الحالي، ونرصد أبرزها فيما يلي :

  • الكلاب تنبح والقافلة تسير.
  • جوِّع كلبك يتبعك… سمِّن كلبك يأكلك.
  • رب أخ لك لم تلده امك.
  • الحرب سجال.
  • هذه بتلك والبادي أظلم.
  • لكل جواد كبوة.
  • من شابه أباه فما ظلم.
  • يداك أوكتا وفوك نفخ.
  • كل إناء ينضح بما فيه.
  • لا يشق له غبار.
  • اتق شر الحليم إذا غضب.
  • اطرق الحديد وهو ساخن.
  • رجع بخفي حنين.
  • اختلط الحابل بالنابل.
  • إن من البيان لسحرا.
  • خير الكلام ما قل ودل.
  • هذا الشبل من ذاك الأسد.
  • جزاه جزاء سنمار.
  • إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
  • كفى بالموت واعظًا.
  • الجار قبل الدار.[2]


خصائص المثل الشعبي

تعتبر خصائص المثل من الأشياء التي تميز الأمثال عن الحكم، ومن يتحدث بها يبدو وكأنه قال مثالاً بفطرته و بتخميناته الأساسية، فيأتي على ألسنة الناس بهدف إيضاح و تلخيص أمرًا معينًا فيبرز للطرف الآخر بطريقة مبسطة ويسيرة وموجزةٍ، ويشمل المثل على ثلاث خصائص نتحدث عن مزاياها في حيثيات المو ضوع كما يلي:

تعتبر خصائص المثل من مميزات المثل عن الحكمة، ومن يتحدث بها يبدو وكأنه قال مثالاً بفطرته و بتخميناته الأساسية، فيأتي على ألسنة الناس بهدف إيضاح و تلخيص أمرًا معينًا فيبرز للطرف الآخر بطريقة مبسطة ويسيرة و موجزةٍ، ويشمل المثل على ثلاث خصائص نتحدث عن مزاياها في حيثيات المو ضوع وللمثل ثلاث خصائص هى :


  • الايجاز

يعتبر المثل الشعبي مقولة قصيرة لا تتخطى عدة كلمات، وهذا هو السبب الرئيسي في حفظه وسرعة انتشاره وإرساله إلى مختلف البلاد، ويعد الإيجاز ركن أساسي من أركان البلاغة لدى العرب.


  • إصابة المعنى

على الرغم من قلة عدد الكلمات الموجودة في المثل إلا أنه فيه من البلاغة ما يجعله يصيب المعنى مباشرة، حيث تتفق المقولة مع الواقع وتخضع للمنطق، وتستمد فحواها تاريخيًا واجتماعيًا، وبعض الأمثال مأخوذ لفظها أومعانيها من الدين الإسلامي أو من الأدب العربي القديم، وذلك كالمثل المشهور “خير القوم خادمهم”.


  • التشبيه

يتم بناء المثل الشعبي على المماثلة أو التشبيه، كأن نقول إذا أردنا الإيجاز في الحديث “خير الكلام ماقل ودل”، وأيضًا في المثل المعروف : “اللي ماينظر إلى العواقب .. ماله في الدهر صاحب”.

تعريف المثل الشعبي

يعد المثل الشعبي هو قول قصير وبليغ يعبر عن حقيقة أو درس مبني على الخبرة أو الفطرة السليمة، ولا شيء على وجه الخصوص يحدد ثقافة الشعوب مثل لغتهم ومكونات لغتهم التي تؤكد على أفضل القيم والمعتقدات في المجتمع وهي الأمثال، ويمكن أن تكون متوازنة رغم أنها ليست شرطًا ضروريًا لأساس صحتها، حيث تتميز هذه الجملة بملخص المواقف وتقوم بتحليلها بأفضل طريقة ممكنة، نظرًا لكونها تتميز بالإيجاز ولا تتعدى كلمات قليلة، بالإضافة إلى أنها تتميز بالحيوية والإبداع في التصوير.


مفهوم الحكمة

هى جمل و تعبيرات تمثل مظاهر تجربة الحياة ولم تنقل لها القصائد، بل تناقلت من خلال الشعر بتلقائيتها وعفويتها، فالحكمة كما هي نتاج للخبرة والمعرفة، ولها محتوى باطني عميق وتأتي من فكر وراوي فاحص للحياة ويتحدث بها أغلب الأشخاص المثقفة و المطّلعة والعلماء ورجال الدين، ونستنتج محتواه ولغته من خلال المعرفة والإدراك والتجارب الحياتية و البحث، فالحكمة تعتبر في كل الأحوال ملكة في النفس وفراسة تأتي كنتاج للتحليل المطبق، فعن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: “اتَّقُوا فِرَاسَةَ المُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ” وبمنظور آخر، فإنّ الحكمة هي صدفة تنبع من قلب و جوهر المجتمع وليست نتاج الساعة.(رواه الترميذي)


الفرق بين الأمثال والحكم

الأمثال تأتي كما هو متعارف من تجارب الناس وأفعالهم، لأنها تأتي في سرّ ومغزى، كما في الحكمة ومع ذلك، فإنّ المثل ملفت للنظر أكثر حيث يٌضرب في التمثيل والتشبيهه على خلاف الحكمة التي تُضرب أيضًا كعبارة قصيرة مُستوحاه ومستخرجة من التجارب الحياتية عمومًا والإنسانية في شكل خاص، ولكنها تسعى دائمًا إلى الإخلاص الحقيقي وغالبًا لا يتم توقعها.[3]