ثمرات الإلحاح في الدعاء

كيف يكون الإلحاح في الدعاء

الدعاء أحد العبادات المحببة لله عز وجل، والتي تقرب العبد من ربه، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز سورة غافر آية 60″وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”، وتلك الآية المباركة صريحة في توضيح أهمية الدعاء، ومكانته في الدين الإسلامي.

أما عن كيفية الإلحاح فغي الدعاء، فيقول ابن مسعود رضي الله عنه” أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يدعو ثلاث ويستغفر ثلاث”، وقال الننوي ” فيه استحباب تكرير الدعاء ثلاثا”، وقال ابن عثيمين عليه رحمة الله” أن تكرار الدعاء امر مستحب ومطلوب، حيث كلما زاد وكرر الإنسان في الدعاء كان ذلك أفضل، وأن من هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم الدعاء ثلاث، وما زاد عن ذلك فلا بأس به، ولا ضرر منه، فالله تعالى لا يمل من عباده، ويحب أن يراهم خاشعين له منتظرين استجابته لحوائجهم[4].

شروط استجابة الدعاء

ولكي يستجاب الدعاء يجب أن يخلص العبد النية وأن يكون متيقن من أن الله تعالى سيتجيب، وإن كل امر المؤمنين خيرن والله لا يؤذي عباده حتى وإن كره العبد ما حدث ولكن كان في ذلك خيراً كثيراً، وفقاً لقول الله تعالى في سورة البقرة آية 216″كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” صدق الله العظيم[3].

الصدق في القول والدعاء والإخلاص فيه، حيث إن الله يكشف السوء ويرفع الضر، ويرى القلوب المؤمنة الخاشعة، فلا يرد الله تعالى يد ترفع له باليقين، ولا قلب صادق راضي بما قدر الله له، كما يجب أن يكون العبد راض1ي بكل ما ياتيه من الله، شاكر في السراء والضراء، فالعبد الشكور هو العبد المطيع الراضي المتيقن برحمة وعدل الله.

لا يمكن أن يكون العبد سيء القلب أكله حرام، يضر ويسء لغيره، ثم يتيق بالدعاء، فالله تعالى رحيم وينظر لكل عباده حتى العاصين، ولكن من شروط استجابة الدعوة أن يكون العبد لا ياكل حرام، حيث إن الله طيب لا يرضى إلا بالطيب، ولاسيما أن أكل الحرام يقف بين العبد وحاجته، وتكثر مشكلاتة ويضيق صدرة، وفي ذلك يقول الله تعالى في كتابه العزيز سورة البقرة آية 127″يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ”[2].

وفيما سبق تلك شروط داخلية، يكون العبد في حالة روحانية من اليقين والنقاء والرضا والتيقن برحمة اللله تعالى، بينما هناك أسباب ظاهرة لاستجابة الدعاء، مثل أن يتوضأ العبد ويصلي لله، ثم يرفع يده إلى السماء منتظر من الله أن ينزل حاجته ويرفع عنه البلاء، فيمد العبد يده إلى الله تعالى وتعود بالجبر بأذن الله، كما يجب أن يلح العبد على الله تعالى بأسماءه العلا، وصفاته الكريمة.

الدعاء في السفر من الأمور المستحبة، والدعوات من المسافر باذن الله تعالى مستجابة، كما أن المريض والذي يدخل إلى غرفة العمليات، وكل من يكون بين يدي الله دعوته مستاجبة اذن الله بشرط الصدق والتطهر من المال الحرام.

وأخيراً يجب على العبد الصبر وعدم التعجل والتأكد من أن الله تعالى يفعل ما يريد ويراضي به عباده ويقيهم شر الغيب والحاضر، ويقدم لهم الخير، فهناك العديد من الدعوات يمكن أن لا تتجيب لأشخاص انقياء متطهرين، ويكون في ذلك خيراً كثيراً، حيث قد يدعي الإنسان بالشر ويظن أنه خيراً، ولكن الله تعالى يعلم لا نعلم، كما أن من


اداب الدعاء


أن يكونه الغنسان راضياً بما سيأتي الله به ويتيقن بأن الله يفعل كل خير لعباده.

ولكي تستجاب الدعوات، يمكن للمرء أن يتحين


الاوقات التي يسن فيها الدعاء


، والتي تكون بعد الصلاوات الخمس، وبين الدعاء والإقامة، وبعد ختم القرآن الكريم، كما إنها تكون للمسافر والمريض أثناء هطول المطر حيث تكون أبواب السماء مفتوحة، فلا ترد يد رفعت لله راجية متأملة الخير.

كما أن هناك


ليالي لا يرد فيها الدعاء


، وهي ليالي مباركة وهم ليلة الجمعة، وليلة العيد وليلة النحر وليلة النصف من شعبان وأول ليلة في شهر رجب.

بشارات استجابة الدعاء

  • يقول الرسول صلى الله عليه وسلم” إنه من لم يسأل الله يغضب عليه”، كما قال عليه أفضل صلاة وأتم تسليم”ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما أن تعجل له دعوته، وإما ان يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، وقالوا: إذا نكثر، قال: الله أكثر”[5].
  • و

    فوائد الإكثار من الدعاء

    لا حدود لها، فالدعاء عبادة من العبادات، التي يحبها الله، ويحبها العبد، ويرد بها البلاء، ويعفي الله بها عن العبد ويرضى عنه، كما إنها تزيد القرب من الله عز وجل كون العبد يتضرع لربه ويلح عليه، ويستضعف كونه يعلم قوة الله وعظمته ويتيقن بقدرته العلي القدير.
  • يقول الرسول صلى الله عليه وسلم” ليس هناك شسء أكرم على الله من الدعاء”، دلالة على أن الدعاء هو احب وأقرب العبادات لله عز وجل.
  • الدعاء يسهل الأمور وينظم الحياة، ويجعله العبد متوكل على الله، متيقن في الخيرن يعلم بأنه لا يهون على ربه عز وجل.
  • من شأن الدعاء أن يرفع البلاء ويخفف المصائب، وينزل السكينة على العبد.
  • الدعاء يمكنه أن يجعل الخير ينهال علة العبد، ولا يدري من أي جهة أتاه.
  • ينال المؤمن أجر كبير، في حين ينال حاجته، فما أعظم تلك العبادة التي تفيد العبا أيما إفادة.
  • قضاء الحوائج، وتفريج الهموم، والتقرب لله، والشعور بلذة الإيمان.

الإلحاح في الدعاء يغير القدر

يتسائل المرأ

لماذا الدعاء من اهم العبادات

، وفي الواقع أن الدعاء هو دليل ضعف العبد ومدى قربه وحبه لله عز وجل، كما إنها من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي وصى تابعيه بالدعاء والتوسل إلى الله، كما أن الله تعالى قال أدعوني استجب لكم، والله يحب أن يسمع صوت عباده وهم يناجوه ويطلبوا منه العون، أعترافاً بأنه العلي القدير ذو الفضل الكبير[1].

يظهر الدعاء قلة حيلة العبد وعدم قدرته على فعل شيء دون الله عز وجل، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال” لا يرد القضاء إلا بالدعاء” حيث إن الله تعالى يعلم بأن عباده كان سيدعونه بهذا الأمر، فوضعه في طريقهم ليراضيهم، ويعل ما يريدوه طيب لهم ويسعدهمن لذلك يعرف أن الدعاء يرد القدر لأن الله تعالى لا يهون عليه عبده أن يرفع له يده ويرده خائب، ولله علم وملكوت كل شيء.

وما يفر المرء من قدر الله إلا لقدر الله، فهو القادر على كل شيء والمقدر لكل أمر، إذ يقول كن فيكون، كما أن الدعاء سلاح للعبد يحتمي به ويتقي شر كل الأمور التي يخافها، ولكن يجب على المرء أن يطهر نفسه قبل الدعاء لكي ينال ما يريد.