ما علامات القلب السليم

السعي في سبيل الله والاستقامة على منهجه من أسباب دخول الجنة ، فكل شيء له خصائص فريدة تميزه ، والقلب السليم ايضا له علامات تميزه عن غيره من

أنواع القلوب

، ومن تلك العلامات ، انه قلب دائم  التوبة، يعود في كل مرة يخطئ فيها إلى الله تعالى، ولا تتوقف العلامات التي تحدد القلب السليم على التوبة فقط ، فعلامات القلب السليم كثيرة وهي كالاتي ؛

علامات القلب السليم

تعددت

انواع القلوب في القران

وكان اطيبها هو القلب الذي يحمل الصفات التالية؛

  • ان يخلو القلب من الاخلاق السيئة الذميمة ، والا يحمل الضغينة والبغض بداخله، لذا لا تدع قلبك يتحرر من الإدانة
  • الأخلاقية بسبب كراهيتك الداخلية للآخرين.
  • ان يكون القلب دائم الرضا بقدر الله وقضائه، في شئونه الانسانية.
  • ان يعلم القلب بحاله داخل الدنيا، وان يكون دائم التعلق بالاخرة، فيعرف ان الدنيا ما هي الا محطة وتنتهي.
  • ان يكون القلب سعيدا سعيدا بالقرب من الله ، وان يكون صاحبه دائم التوكل على الله ، ولا يشعر بالاطمئنان الا في رحاب الله وقربه.
  • ان يكون القلب دائم الذكر لله سبحانه وتعالى، وان يكون لسانه معطرا بالصلاة على نبيه، محمد صلى الله عليه وسلم.
  • ان يشعر القلب بحالة من الحزن والضيق والكدر، وذلك في حالة اذا مر يوم من الايام دون ذكره لله او قراءة القران.
  • القلب السليم ايضا يسعى دائما بلرضاء الله سبحانه وتعالى، كما يكرس كل جوارحه لله تعالى.
  • القلب السليم هو الذي لا يرتاح الا اذا بدا اليوم باداء الصلاة ، كما لا يفوت فرض من فروض الله ، ويشعر بالسعادة والفرح والسكينة لادائها.
  • دائما مايتأ لم القلب السليم عند ارتكابه للذنوب والمعاصي ، حتى لو كان الذنب الذي اقترفه صغير.
  • القلب السليم يكون همه دائما هو اتقان العمل ، والاجادة في اداء وظائفه.
  • القلب السليم هو الذي يعلم ان يوم الساعة قادم لا محالة ويؤمن بوجوده.
  • القلب السليم لا يؤذي ولا يكون سببا في احزان ما حوله. [1]

صفات القلب السليم كما اخبرنا رسول الله


كم مرة ذكر القلب في القران

، وكم من مرة اشارت اليه احكام الاسلام والشريعة الاسلامية، فسلامة القلب من سلامة الجسد ، لذا جاء الرسول الكريم ايضا مؤكدا على الصفات التي يجب ان تتحلى بها قلوبنا لننجو من الظلام، فالقلب السليم كما اوضح لنا الرسول هو قلب سلم من ستة اشياء،

  • فهو قلب سلم من الشرك
  • وقلب سلم من الجهل
  • وقلب سلم من الغفلة
  • وقلب سلم من الكبر
  • وقلب سلم من سيئ الخلق
  • وقلب سلم من حب الدنيا

لذا عند تحلي القلب بتلك الصفات السابقة ، فعندها يكون القلب زكي وطاهر، محب لله ولرسوله ومؤمن بالدار الاخرة، وملئ بالايمان والعلم بكل اوامر الله ومليئا ايضا بالتوحيد والتواضع لله، بالاضافة الى ان ذلك القلب يكون متجمل بالخلق الحسن ، لذا فان هذا القلب اذا نظر اليه من قبل الله سبحانه وتعالى اجتباه واحبه ومنع عنه كل شر ، وقرب منه كل خير ، فهذا هو الفضل الذي يؤتيه الله من يشاء من عباده.

كيف تتم سلامة القلب

يجب ان نعلم جميعا انه ، لا تتم للقلب سلامته مطلقا ان لم يسلم من خمس صفات ؛

  • اسوأ صفة يمكن ان يتصف بها القلب هي صفة الشرك بالله ، لان الشرك هو نقيض التوحيد.
  • الصفة الثانية هي ان يحب القلب البدع ، وذلك لان البدع تخالف السنة وتعاليم الله ورسوله.
  • الصفة الاخرى التي يمكن ان يبتلى بها القلب هي الشهوة ، وما اقبحها من صفة لانها تخالف الامر.
  • الصفة التالية هي قلب يتبع الهوى لان الهوى ضد التجريد.
  • الصفة الخامسة هو قلب غافل عن الله ، والقلب الغافل يناقض الذكر.

ومن هنا يحجب من يتصف قلبه بالصفات السابقة عن الله، لذا يجب ان يشدد العبد في ضرورة سؤال الله عز وجل في كل وقت ومع كل صلاة ان يهديه الطريق المستقيم .[2]

ما واجب المؤمن الصالح تجاه قلبه

إذا تأكد المرء من سلامة وصحة قلبه ، فهو مطالَب بالحفاظ عليه بما يحفظ ويسلم عليه قوته وطاقته بالإيمان والخير وأعمال الطاعات، بالاضافة الى وقايته من كل ما هو مؤذي وضار ، وذلك بالاجتناب والابتعاد عن الآثام والاغلاط والمحرمات والمعاصي ، كما وجب على المرء من تنقية قلبه من المواد الضارة والفاسدة التي تعرض عنه التوبة النصوح والعودة الى الله والاستغفار، كما يجب شغل القلب بكل ما يورثه من إيمان وتقوى،  ويزيده من العلم المفيد النافع، والعمل الجيد الصالح، والدعوة إلى الله ورسوله ،  ويعتبر كل ذلك غذاء مفيد للقلب يدر عليه بالسعادة والسلامة من كل شر.

فأصل اعمال القلب التي امرنا بها الله هي التوكل ، والتقوى ، والإحسان ، والإنابة ، والخوف ، والإيمان، والتسليم ، والرجاء ، ونحوها، ويكون أصل ومنبع ذلك كله هو الصدق، لان كل عمل صالح به خير سواء كان ظاهرا ام باطنا فيكون ناشئا من الصدق ، ونواقض ذلك من اعمال وافعال القلب الذي نهي عنها هي ؛ الكبر ، والرياء ، والخيلاء ، والاشر ، والكسل ، والعجب ، والبطر ، والجبن ، والفخر ، والعجز ، وغيرها ، وبالتأكيد منبع واصل ذلك كله هو الكذب والرياء، لان كل عمل سئ فاسد سواء كان عن ظاهر ام كان عن باطن يكون ناشئ عن الكذب وموت القلب ، لذا فإن الله عز وجل يعاقب الكاذب المنافق ، بان يجعله قاعد ومثبط عن صالحه ومنافعه واعماله ، كما يثبت عنه كل خير ، اما ذو القلب الصادق السليم فإن الله يوفقه دائما لاداء وقيام كل الاعمال الصالحة الدنيوية منها كانت او الاعمال الخاصة بالدار الاخرة، فما استُجلِبَت اعمال ومصالح الحياة الدنيا والدار الآخرة بمثل صفة الصدق وسلامة القلب ، ولا استُجْلِبَت مساوئ ومضار الحياة الدنيا والدار الآخرة وشرهما ومفاسدهما  بمثل صفة الكذب وموت القلب، ولهذا رغَّب الله خلقه وعباده المؤمنين بالصدق وطهر قلوبهم ، وأمرهم بلزوم واتباع أهل القلب الواعي السليم  واصحاب القول السديد الصادق في القول والعمل.

أفضل شفاء للقلوب

  • جاء القران موضحا ان تلاوة القرآن هي من وسائل إصلاح القلوب ان لم تكن افضلهم لانها أعظم دواء أسقام القلوب وأمراضها، بشرط أن يكون القلب قلبًا قابلا للحق ورافضا للباطل. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57]
  • القرآن يوجد به الرحمة والشفاء  قال ابن القيم -رحمه الله- موضحا ذلك ان القرآن هو الشفاء الخالص من جميع الأدواء والاسقام القلبية والجسدية، فما من امرض سواء كانت  أمراض للقلوب وللأبدان إلا وفي القرآن طريق الدلالة على دوائه.
  • ومن وسائل سلامة القلب ايضا هي حسن الظن بالاخرين، فإحسان المسلم الظن بغيره من دواعي سلامة القلب.

ومن أسباب سلامة القلب الاخرى هي  النصيحة للاخرين ، فالقلب السليم يكون حريص على نصيحة إخوانه سرًّا، بدون تشهير او تجريح، بالاضافة الى الداء ، وافشاء السلام .[2]