ماهي شروط الصائد
من شروط الصائد
يشترط في الصائد في الإسلام أن يتصف بشروط معينة حتى يحل أكل صيده ويكون صيداً شرعياً فإن شروط الصائد تتجلى بخمسة بنود عند الحنفية أما عند المالكية فتكون بستة أو سبعة بنود فمن هذه الشروط:
- يجب أن يكون الصائد مسلماً أو كتابياً، قال الله تعالى: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق} ثم استثنى فقال: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم}. يعني ذبيحة اليهودي والنصراني.
- يجب أن يكون الصائد عاقلاً سواء كان ذكراً أو أنثى مسلماً أو حتى كتابياً، ولكن إذا كان الصائد سكران أو صبياً لا يميز أو كان مجنوناً فإن الذبيحة التي يذبحها أو الصيد الذي يصيده لا يحل، وهذا شرط من الشروط التي أجمع عليها جمهور الفقهاء كلهم الحنفية والمالكية وأيضاً الحنابلة، بالإضافة إلى أن الذبيحة لا تحل أيضاً من الشخص المشرك الذي يعبد الأوثان أو الزنديق الذي يكون مرتداً عن الإسلام.
- أن يكون حلالاً بمعنى أنه غير محرم بحج أو عمرة، فإذا كان محرماً ففي هذه الحالة لا يجوز أكل ما يصطاده، ويُعد هذا الصيد ميتة.
- يجب أن يسمى الصائد الله تعالى أثناء الصيد وهذا شرط من الشروط الموضوعة من قِبل جمهور الفقهاء.
- أن يستحضر النية بأنه سيستهدف الصيد المباح، أما إذا كان ينوي أن يصيب إنسان أو حيوان مستأنس أو حتى حجر وفي محض الصدفة أصاب صيداً فيكون حراماً ولم يحل.[1]
حكم الصيد مع الدليل
إن الصيد كله يعتبر مباح ما عدا صيد الحرم حيث أنه تقدم الكلام عليه في باب الحج، بالإضافة إلى أن صيد البحر هو جائز في كل الأحوال وأيضاً صيد البر وكما أسلفنا سابقاً صيد البر يصبح محرماً في حالة الإحرام، والدليل الذي يبين هذا يتجلى في الآيات القرآنية فقال تعالى:(وإذا حللتم فاصطادوا)، وقال تعالى في سورة المائدة:(أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم صيد البر ما دمتم حرما).
فإن الصيد المباح يجب أن يقصد به التذكية، فإذا لم يقصد به التذكية يغدو هذا الصيد محرماً لأنه يكون بهدف الإفساد والاتلاف للحيوان ولغير منفعة، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن قتل الحيوان إلا بهدف أكله فهي
الحكمة من مشروعية الصيد
، وروى ابن حبان والنسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من قتل عصفورا عبثا عج إلى الله يوم القيامة يقول: يا رب، إن فلانا قتلني عبثا ولم يقتلني منفعة»، وروى مسلم عن ابن عباس أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:
«لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا».[2]
والصيد هو أمر مشروع ومباح في الدين الإسلامي، فقال تعالى في كتابه العزيز:(أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ)، وهو حلال طالما في حاجة المسلم أما إذا كان للعب واللهو فهو في هذه الحالة مكروه، لأنه يهدف إلى غير المنفعة، وإن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد نهى عن جعل البهائم مستخدمة بهدف الرمي.
شروط الصيد بالجوارح
ويقصد هنا الصيد بالجوارح أي الصيد باستخدام الطيور الجارحة مثل الصقر أو الحيوانات الجارحة مثل الفهد والكلب وغيرها من الحيوانات وهناك
شروط الحيوان الجارح
ويكون هذا الصيد جائز ولكن بشروط محددة منها:
- يجب تعليم الحيوان جيداً وتهيئته للصيد و استطاعة الصائد أن يتحكم به فإذا أمره أجاب وإذا زجره ينزجر.
-
أن يمسك على صاحبه أن يترك الأكل من الصيد، لأنه إذا أكل فقد أمسك على نفسه ولا يحل صيده ففي حديث عدي بن حاتم قال الرسول صلى الله عليه وسلم له:
«إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله عليها فكل مما أمسكن عليك، وإن أكل الكلب فلا تأكل، فإني أخاف أن يكون مما أمسك على نفسه».
- أن يذكر الصائد اسم الله عند إرسال الحيوان الذي يريد القيام بعملية الصيد، وإن ذكر التسمية فقد تقدم حكمها، وفي حال أن الحيوان الجارح قد اندفع نحو الفريسة من تلقاء نفسه من غير إرسال فبهذه الحالة لا يجوز صيده ولا يحل أكله بين مالك والشافعي بالإضافة إلى أبي ثور وأصحاب الرأي، لأن هذا الحيوان صاد لنفسه.
شروط ما يصاد به
يستطيع الصائد أن يتبع عدة طرق في الصيد عن طريق استخدامات متنوعة للأداة التي يصيد بها وإن
الحكمة من اباحة الصيد
هي للمنفعة حيث أن آلة الصيد تكون على نوعان هما الآلة المحددة والحيوان وسنذكر شروط كل منهما بالبنود التالية :
الآلة المحددة
ويشترط بالأداة الجامدة أو الآلة المحددة أن تكون حادةحيث أنها تجرح وتؤثر في اللحم عند القطع أو الخزق، وإلا لا يحل بغير الذبح، وإن هذه الأداة لا تشترط أن تكون مصنوعة من الحديد، فيجوز الاصطياد بكل آلة ما دامت حادة وتستوفي الشروط، سواء كانت حديدية أو خشبية أو حجارة بشرط أن تكون مرققة الرأس أو أي أداة ممكن أن تنفذ داخل الجسم، ويجب أن تصيب هذه الأداة الصيد وتجرحه ويجب التأكد بأن الموت بالجرح وإلا لا يحل أكل هذه الفريسة، لأن ما يتم قتله بعرض الآلة أو بثقله فهو يُعتبر موقوذة وفي هذه الحالة لا تحل.
الحيوان
يجوز أن يستخدم الحيوان للصيد بشرط أن يكون معلَّم ويسمى الحيوان الذي يستخدم لهذا الغرض بالجوارح، مثل الكلاب والسباع بالإضافة إلى الطيور الجارحة وكنا قد أسلفنا بالشرح عن شروط الحيوان الجارح في هذا المقال.[3]
حكم الصيد بالبندقية
إن الصيد بالبندقية حلال فاستخدامها يحل عندما تريد أن تصيد طيوراً أو أرانب أو غيرها من الحيوانات وبشرط أن تسمي الله على ذلك حين إطلاق السهم فهي تكون حلالا حتى لو وجدتها ميتة، أما الصيد بالسهم المسموم فهذا الأمر غير جائز لأن الفقهاء اعتبروا أنه ممكن للسم أن يسبب قتل الصيد، فيكون في هذه الحالة قد اشترك في قتل الصيد مبيح وآخر محرم وهنا المحرم قد غلب لهذا أجمع القهاء على عدم جواز السهم المسموم.
متى يكون الصيد حرام
إن هناك بعض الحالات التي تحرم الصيد ومنها:
- الصيد في حدود الحَرم ويكون للمُحرم وغيره وهذا ما أجمع عليه العلماء.
- ويوجد حالة الإحرام للمسلم فبهذه الفترة لا يجوز الصيد ويكون حراماً.
- أن يتم الصيد لمنفعة ولا يتم بغرض الإتلاف واتخاذ الحي غرضاً فقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عنه بالإضافة إلى أن الصيد لا يحرم بحجة انقراضه.
وجود الصيد ميتاً بعد إصابته
إذا تم رمي الصيد من قِبل الصائد وتمت إصابته ثم غاب عنه وبعدها قد وجده ميتاً فهذا الصيد يكون حلالاً ولكن بشروط محددة منها:
-
أن لا يكون الصيد قد تردى من جبل أو كان في الماء لأنه يحتمل أن يكون الماء هو سبب موته أو الوقوع من الجبل هو السبب فعندما يموت الصيد بالتردي أو بالغرق فلا يجوز أكله،روى البخاري ومسلم عن عدي بن حاتم قال: سألت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:
«إذا رميت بسهمك فاذكر الله، فإن وجدته قد قتل فكل إلا أن تجده قد وقع في ماء، فإنك لا تدري الماء قتله أو سهمك»
. -
يجب أن يتأكد الصائد أن سبب موت الصيد هو رميته وليس رمي شخص آخر أو حيوان، فعن عدي قال: قلت: يا رسول الله، أرمي الصيد فأجد فيه سهمي من الغد قال:
«إذا علمت أن سهمك قتله ولم تر فيه أثر سبع فكل»
.
وفي رواية للبخاري:
«إنا نرمي الصيد فتقتفي أثره اليومين والثلاثة ثم نجده ميتا وفيه سهمه قال: يأكل إن شاء».
-
أن لا يكون قد فسد وبلغ درجة النتن، لأنه في هذه الحالة يكون من المستقذرات التي تضر، فعن أبي ثعلبة الخشني أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:
«إذا رميت بسهمك فغاب ثلاثة أيام وأدركته فكله ما لم ينتن»
.