اعمال اليوم الثاني من رمضان وأدعيتة
أعمال ثاني يوم من رمضان
كان الصحابة يفرحون بقدوم ذلك الشهر ويقومون بتقديم
تهنئة بحلول رمضان
،
كما كانوا يكثرون من الدعاء فيه طوال أيامه، في حين أن إلزام الأعمال والأدعية بيوم مُحدد يلزمه وجود أدلة عليه، وفي حال لا يكون لها أدلة فيكون ربطها بيوم من البدع، ومما قاله الشاطبي في تعريفه للبدعة: “ومنها (البدع الإضافية) التزام الكيفيات والهيئات المعينة، ومنها التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة”، ولذلك فإن كافة الأعمال الحسنة والأدعية لا تكون مقتصرة بثاني يوم من رمضان فحسب بل يمكن اتباعها طوال شهر رمضان وباقي الشهور، ومن تلك الأعمال ما يلي: [1] [2]
-
الصوم:
ومن المعروف أن الصوم هو أساس شهر رمضان، كما أنه من أفضل العبادات، وأجر الصائمين لا يدركه إلا الله عز وجل، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به» (البخاري ومسلم). -
الإكثار من الجود:
لا بد أن يُزيد المسلمون من الجود بشهر رمضان فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما، قَالَ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ” (البخاري ومسلم). -
مقابلة السوء بالإحسان:
وكذلك يقولون (إني صائم)، وهذا وفقًا لما قاله البخاري ومسلم فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها».
أفضل أعمال ثاني يوم من رمضان
لا يجب اقتصار الأعمال على أحد الأيام دون الأخر بدون وجود دليل وإلا سوف يكون بدعة، وفي التالي الأعمال التي يجب اتباعها ثاني يوم من رمضان وطوال أيام الشهر الكريم: [2]
-
التغلب على الشهوات:
كما أن الصوم بذاته يتغلب عليها، نظرًا لكون النفس عندما تشبع فتتمنى الشهوات، وحينما تجوع تمتنع عما تهواه، ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ: مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ”. -
قراءة القرآن وختمه:
وقد كان الصحابى يحرصون على أن يختموا القرآن في شهر رمضان اتباعًا لنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن إبراهيم النخعي قال: “الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين”، وعن قتادة أنه كان يختم القرآن في سبع، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة، وعن مجاهد أنه كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة، أي أنها كانت من
اعمال الصحابة في رمضان
.
أفضل الأعمال في رمضان
أفضل ما يمكن القيام به من
اعمال ايام شهر رمضان
بعد زيادة الإيمان بالله عز وجل وإقامة الصلاة في موعدها جماعةً في المسجد أو غيره، يتمثل في التالي:
- صوم الشهر الكريم.
- الاعتمار.
- صلاة التراويح.
- تلاوة القرآن الكريم.
- التوبة وكثرة الاستغفار.
- إخراج الصدقات وتوزيع الطعام.
- الذهاب إلى المساجد في العشر الأواخر والاعتكاف، وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى: “والأفضل في العشر الأخيرة من رمضان لزوم المسجد فيه والخلوة والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس والاشتغال بهم، حتى إنه أفضل من الإقبال على تعليمهم العلم وإقرائهم القرآن عند كثير من العلماء”. [7]
كما قالت أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها عن الاعتكاف: “أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ” (البخاري ومسلم). [2]
دعاء
اليوم
الثاني
من رمضان
لا يوجد مشكلة في الدعاء بكافة الكلمات الطيبة والغير محذورة، في حين أنه من غير الجائز أن يتم تقييد الدعاء بوقت مُحدد، إذ أن تقييده بحاجة إلى أدلة، وإلا تكون من البدع، وبناءً على هذا فإذا تم تقييد أحد الأدعية بثاني أيام شهر رمضان يكون بدعة. [1]
ومن الأدعية التي قيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان أو بوقت مُحدد هو دُعاء الإفطار بعد الصوم، وهو من الأدعية التي تُقال في ثاني يوم من شهر رمضان والذي يوجد أدلة على صحة قوله في وقت مُعين، فعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»” (أبو داوود وحسنه الألباني). [2]
أدعية ثاني يوم من رمضان
من الأدعية التي يُمكن قولها في ثاني أيام رمضان هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول: “اللَّهُمَّ قَرِّبْنِي فِيهِ إِلَى مَرْضَاتِكَ، وَ جَنِّبْنِي سَخَطَكَ وَ نَقِمَاتِكَ، وَ وَفِّقْنِي فِيهِ لِقِرَاءَةِ آيَاتِكَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ “، وقيل في جزاء ذلك الدعاء: “مَنْ دَعَا بِهِ أُعْطِيَ بِكُلِّ خُطْوَةٍ لَهُ فِي جَمِيعِ عُمُرِهِ عِبَادَةَ سَنَةٍ صَائِماً نَهَارُهَا قَائِماً لَيْلُهَا”. [3]
أدعية كل يوم
من
شهر
رمضان
كان العَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليهما السَّلام يقوم بالدعاء ببعض الأدعية في كافة أيام شهر مضان المبارك والتي يُمكن اعتمادها على أنها
ادعية لأيام شهر رمضان
وكذلك ثاني يوم، وهي: [4]
- اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ، وَ هَذَا شَهْرُ الصِّيَامِ، وَهَذَا شَهْرُ الْإِنَابَةِ، وَهَذَا شَهْرُ التَّوْبَةِ، وَهَذَا شَهْرُ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَهَذَا شَهْرُ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَالْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ.
- اللَّهُمَّ فَسَلِّمْهُ لِي وَتَسَلَّمْهُ مِنِّي، وَأَعِنِّي عَلَيْهِ بِأَفْضَلِ عَوْنِكَ، وَوَفِّقْنِي فِيهِ لِطَاعَتِكَ، وَفَرِّغْنِي فِيهِ لِعِبَادَتِكَ وَدُعَائِكَ وَتِلَاوَةِ كِتَابِكَ، وَأَعْظِمْ لِي فِيهِ الْبَرَكَةَ، وَأَحْسِنْ لِي فِيهِ الْعَاقِبَةَ، وَأَصِحَّ لِي فِيهِ بَدَنِي، وَأَوْسِعْ فِيهِ رِزْقِي، وَاكْفِنِي فِيهِ مَا أَهَمَّنِي، وَاسْتَجِبْ لِي فِيهِ دُعَائِي، وَبَلِّغْنِي فِيهِ رَجَائِي.
- اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنِّي فِيهِ النُّعَاسَ وَالْكَسَلَ، وَالسَّأْمَةَ، وَالْفَتْرَةَ، وَالْقَسْوَةَ وَالْغَفْلَةَ، وَالْغِرَّةَ.
- اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي فِيهِ الْعِلَلَ وَالْأَسْقَامَ، وَالْهُمُومَ وَالْأَحْزَانَ، وَالْأَعْرَاضَ وَ الْأَمْرَاضَ، وَالْخَطَايَا وَالذُّنُوبَ، وَاصْرِفْ عَنِّي فِيهِ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ، وَالْجَهْدَ وَالْبَلَاءَ، وَالتَّعَبَ وَ الْعَنَاءَ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ.
- اللَّهُمَّ أَعِذْنِي فِيهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَهَمْزِهِ وَلَمْزِهِ، وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ، وَوَسْوَاسِهِ وَكَيْدِهِ، وَمَكْرِهِ وَحِيَلِهِ، وَأَمَانِيِّهِ وَخُدَعِهِ، وَغُرُورِهِ وَ فِتْنَتِهِ، وَرَجْلِهِ وَشَرَكِهِ، وَأَعْوَانِهِ وَأَتْبَاعِهِ، وَأَخْدَانِهِ وَأَشْيَاعِهِ، وَأَوْلِيَائِهِ وَشُرَكَائِهِ، وَجَمِيعِ كَيْدِهِمْ.
- اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فِيهِ تَمَامَ صِيَامِهِ، وَبُلُوغَ الْأَمَلِ فِي قِيَامِهِ، وَاسْتِكْمَالَ مَا يُرْضِيكَ فِيهِ، صَبْرًا وَإِيمَانًا، وَيَقِينًا وَاحْتِسَابًا، ثُمَّ تَقَبَّلْ ذَلِكَ مِنَّا بِالْأَضْعَافِ الْكَثِيرَةِ، وَالْأَجْرِ الْعَظِيمِ.
- اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فِيهِ الْجدَّ وَالِاجْتِهَادَ ، وَالْقُوَّةَ وَالنَّشَاطَ، وَالْإِنَابَةَ وَالتَّوْبَةَ، وَالرَّغْبَةَ وَالرَّهْبَةَ، وَالْجَزَعَ وَالرِّقَّةَ، وَصِدْقَ اللِّسَانِ، وَالْوَجَلَ مِنْكَ، وَالرَّجَاءَ لَكَ، وَالتَّوَكُّلَ عَلَيْكَ، وَالثِّقَةَ بِكَ، وَالْوَرَعَ عَنْ مَحَارِمِكَ بِصَالِحِ الْقَوْلِ، وَمَقْبُولِ السَّعْيِ، وَمَرْفُوعِ الْعَمَلِ، وَمُسْتَجَابِ الدُّعَاءِ، وَلَا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ بِعَرَضٍ وَلَا مَرَضٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا غَمٍّ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ “.
أدعية أيام شهر
رمضان
من أفضل الأدعية التي تُقال طوال أيام شهر رمضان هي: [5]
اللَّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضَانَ، الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ الْقُرْآنَ، وَ افْتَرَضْتَ عَلَى عِبَادِكَ فِيهِ الصِّيَامَ، ارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرَامِ، فِي هَذَا الْعَامِ وَفِي كُلِّ عَامٍ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُهَا غَيْرُكَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.
أدعية لجميع أوقات رمضان
كان أبو جعفر الثاني عليه السلام يقول: يُسْتَحَبُّ أَنْ تُكْثِرَ مِنْ أَنْ تَقُولَ فِي كُلِّ وَقْتٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ إِلَى آخِرِهِ:
- يَا ذَا الَّذِي كَانَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ، ثُمَّ يَبْقَى وَيَفْنَى كُلُّ شَيْءٍ.
- يَا ذَا الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَيَا ذَا الَّذِي لَيْسَ فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلَى، وَلَا فِي الْأَرَضِينَ السُّفْلَى، وَلَا فَوْقَهُنَّ وَلَا تَحْتَهُنَّ وَلَا بَيْنَهُنَّ إِلَهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ.
- لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لَا يَقْوَى عَلَى إِحْصَائِهِ إِلَّا أَنْتَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً لَا يَقْوَى عَلَى إِحْصَائِهَا إِلَّا أَنْتَ. [6]
أدعية شهر
رمضان
إن أفضل الأدعية هي التي جاءت في كتاب الله وفي السنة، ومن الأدعية التي نصت الأحاديث على أفضليتها هي:
- الحمد لله.
- وطلب العفو والعافية.
- كثرة الاستغفار، وخاصة سيد الاستغفار.
أي أنه لا يوجد دعاء خاص بشهر رمضان فقط، إلا ما يتم قوله وقت الإفطار ودعاء ليلة القدر، في حين أن شهر رمضان مُختص عن باقي الأشهر بأنه موسم العبادة الأعظم، وهو من الأوقات التي تُستجاب فيها الأدعية، فلذلك لا بد من الإكثار في قول الأدعية المأثورة فيه، وكذلك ما يتيسر للمسمين. [7]